- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الخمسون
*حصار المسلمين بشعب ابوطالب ..*
قام أبوطالب وجمع قومه من بني هاشم واستجاب له بنو المطلب أبناء العم .
وقد خالفهم بنو عبدشمس وبنو نوفل وأبو لهب ووقفوا مع قريش .
اجتمع ابوطالب وقومه وقد علموا أن قبائل قريش تريد قتل النبي ﷺ .
وقف أبوطالب وقال لأبناء عمه .
كل واحد منكم يحمل سيفه ويقف خلف سيد من قريش "حدد لكل واحد منهم اسم . أنت تقف خلف فلان . وأنت تقف خلف فلان"
وأخبرهم عن علامة معينة كل واحد منكم عندما ترون العلامة يرفع سيفه فوق رأس من يقف خلفة .
فقام أبوطالب ومن معه إلى الكعبة ودخلوا بين استارها وعاهدوا الله أنهم لن يسلموا محمد صلى الله عليه وسلم لشيء يكرهه مادامت فيهم عين تطرف .
ثم أخذ ابوطالب النبي ﷺ من يده ووقف معه عند الكعبة ونادى يا معشر قريش .
فاجتمعت قريش وسادتها عند الكعبة .
فقال أبوطالب : يامعشر قريش . أتدرون ما هممت به .
قالوا . لا .
ثم أشار لبني هاشم فأخرج كل منهم سيفه من ثيابه .
نظر سادة قريش فوجد كل منهم شابآ قويآ يحمل سيفه فوق رأسه .
ثم صاح فيهم أبوطالب .
والله لو قتل محمد لأقاتلنكم حتى نتفانى نحن وأنتم .
هنا قررت قريش المقاطعة الساقطة .
لانبيعهم ولانشتري منهم ولانزوجهم ولانتزوج منهم ولانساعدهم ولانقبل منهم الصلح حتى يسلموا إلينا محمد للسيف .
واجتمعوا كلهم في شعب أبوطالب .
بدأ الحصار في بداية السنة السابعة من البعثة .
وظل بني هاشم وبني عبدمناف متجمعين في شعب ابوطالب .
ماسبب تسمية شعب ابوطالب :
مكة كما نعلم تقع في وادي وحولها الجبال وبين الجبال هناك طرق ضيقة يسمونها شعاب الجبال .
قصي ابن كلاب "هو الجد الرابع للنبي ﷺ" قام بتقسيم هذه الشعاب ببن قبائل قريش .
كل قبيلة لها شعب خاص بها وكل شعب له اسم .
فقريش اطلقت اسم شعب ابوطالب لان أبوطالب هو سيد بني هاشم ولأن بيته أول بيت في الشعب .
فاجتمع بنو عبد المطلب وبنو هاشم مسلمهم وكافرهم عند بيت أبوطالب في هذا الشعب .
طال الحصار .
لم يمنعوهم من الخروج ولكن المقاطعة كانت عبارة عن حصار اقتصادي قاسي جدآ .
عندمما كان التجار يأتون لمكة كان يسارع أهل مكة حتى يشتروها منهم حتى لايسمحوا لبني هاشم بالاستفادة والشراء .
وكان أشد أعداء النبي ﷺ عمه زوج حمالة الحطب .
كان عنده مال كثير فيأتي إلى التاجر وإذا رأى من حلفاء أبوطالب من يشتري يذهب إلى التاجر ويعرض عليه 10 أضعاف السعر ويأخذ البضاعة .
حتى لا يستطيعون الشراء من أحد .
أنفق النبي ﷺ وامنا خديجة وأبوبكر الصديق وكل بني هاشم أموالهم حتى أكلوا أوراق الشجر وحتى تشققت شفاههم .
قال أحد الصحابة رضي الله عنهم : كنا نبعر كما يبعر البعير "يعني أنه لايقضي حاجته . كانت تلك الفضلات تشبه مايخرج من الجمل من كثرة أكل اوراق الشجر"
يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه :أنه عثر على قطعة من الجلد فأخذها ووضعها على النار . ثم أخذ يمضغها ولايستطيع بلعها . وبقي على ذلك ثلاثة أيام .
كانت أصوات الأطفال ترتفع في الليل والنهار من شدة الجوع . وكثير منهم مرض ومات .
كانت قريش تقوم بدوريات عند مداخل ومخارج الشعب حتى تتأكد أنه لايصل طعام لبني هاشم وكانت قريش تؤذي كل من يرسل إليهم الطعام .
كان هذا الحصار شديد جدآ على النبي ﷺ .
لأن هذا الحصار كان به مسلمون وكافرون من بني هاشم وبني عبدمناف .
الذين لم يسلموا من بني هاشم وعبدمناف اخذوا ينظرون إلى أن السبب في وضعهم هذا هو النبي ﷺ ويقولون لقد جعنا ومات اطفالنا بسببك يا محمد .
ضغط نفسي رهيب اصبحوا فيه .
ثلاث سنوات كاملة لايصل إليهم طعام إلا مايتم تهريبة من المتعاطفين معهم وخاصة من الذين بينهم قرابة ومصاهرة من البطون الأخرى .
يسر الله بعض الرجال الذين فيهم نخوة ورجولة ولم يرضوا بهذه المقاطعة ولكن لايستطيعون رفضها لأنها باجماع قريش .
كان هناك رجل اسمه حكيم .
ابن أخ السيدة خديجة رضي الله عنها .
كان حكيم يأتي بالطعام سرآ إلى الشعب .
جاء يومآ بالطعام سرآ وكان من المراقبين أبوجهل .
قال ابوجهل : ماهذا ياحكيم . واللات لا أدعك أنت وطعامك حتى أفضحك في كل مكة .
واخذوا يتجادلون فحضر رجل يدعى "أبو البختري بن هشام" وكان وجيهآ في قومه .
وسمع جدالهم فقال . ما شأنك يا ابا الحكم "ابوجهل ينادونه بمكة ابو الحكم"
ما شأنك يا ابا الحكم . رجل يريد ايصال الطعام لعمته .
قال ابوجهل . لا . أجمعت قريش أن لانوصل لهم شيء .
فتجادل ابو البختري و ابوجهل واشتد الجدال ببنهم فما كان من ابو البختري إلا أن وجد عظمة بعير فضرب بها أبو جهل على رأسه فشجه .
الإثنان مشركين . ولكن النخوة العربية ظهرت من ابوالبختري .
وقال البختري : ما رأيت في العرب مثلك لئيم يرضى أن يموت ابن عمه جوعا وهو منعم .
خلال سنوات الحصار التي دامت 3 سنوات حمى ابوطالب النبي ﷺ .
هذا الشيخ كان عمره في ذلك الوقت 80 سنه كان يسهر الليل ويأمر النبي صلى الله عليه وسلم لأنه عمه أن ينام مكانه في فراشه .
حتى إذا نام الناس يذهب الى النبي ويقول له قم .
ويامر أحد ابنائه ينام مكانه .
ويذهب بالنبي إلى مكان آخر لينام به النبي ﷺ لايعرفه غيره .
طال الحصار فقام رجال من قريش عندهم نخوة .
قالوا : إلى متى نأكل ونشرب وأبناء عمومتنا يموتون جوعآ .
فذهب رجل يدعى "هشام بن عمر الغامدي" إلى رجل اسمه "زهير"
قال : أترضى يازهير أن يموت قومك جوعآ ونسمع صراخهم وأنت تأكل وتشرب .
أسألك برب البرية لوكان أخوال أبو جهل بالشعب أكان يرضى بالمقاطعة .
قال زهير : لا لا يرضى .
قال هشام : اذا لماذا ترضى أنت . أكان ابوجهل خيرآ منك .
اشتعل زهير غضبا وقال .
ماذا أصنع . لو أجد رجل معي .
قال هشام . ها أنا معك .
قال زهير . نريد رجل ثالث . لأن الجماعة خير .
ذهبوا وضموا إليهم ثلاثة رجال فأصبحوا خمسة زهير وهشام والبختري والمطعم بن عدي و زمعة .
تواعدوا بالسر على جبل الحجون أن يقوم أحدهم بالإعتراض على المقاطعة وهم يقومون بمساندته أمام قريش .
في الصباح جاء زهير إلى نادي قريش وبقي واقفآ
قالوا له : اجلس يا زهير .
قال . لا والله لا أجلس وبنوا هاشم يموتون جوعآ .
والله لا أرضى حتى تمزق هذه الصحيفة الظالمة .
قام أبو جهل وقال . كذبت والله .
إنما كتبت هذه الصحيفة بإجماع سادة قريش .
فقام هشام وقال . كذبت أنت والله .
ماوافقنا عليها وما رضيناها ولكن اجبرتمونا عليها .
فقام ثالث وقال : صدقت والله
فقام الرباع والخامس وقالوا سيوفنا معكم أين ما تريدون .
فقال أبو جهل . هذا امر دبر بالليل "اتفقتم عليه سرا"
وبينما هم يتجادلون وإذ أقبل عليهم أبوطالب .
اندهشت سادة قريش من قدومه .
أبوطالب كان في الليل جالسآ مع النبي ﷺ يشكو إليه هذا الضيق .
فقال ﷺ . لاعليك ياعم . صحيفتهم الظالمة قد ارسل عليها الله الأرضة .
"الأرضة تأكل الخشب والصحيفة من الجلد ولكنها من آيات الله سبحانه"
فقال أبوطالب . يامحمد هل ربك الذي يوحي إليك هو الذي اخبرك .
قال ﷺ . أجل .
قال أبوطالب . والله إنك لصادق . ولا يدخل عليك أحد أنت لاتكذب أبدا .
فوثب أبوطالب من مكانه مسرعا .
قال ﷺ . إلى أين ياعم .
قال أبوطالب . سأواجه قريش كلها أنت صادق ولا تكذب .
مادام الله قضى على صحيفتهم فاليوم يجب أن نخرج من الشعب .
ولما دخل أبوطالب وكان الرجال يتجادلون نمزقها أم لانمزقها .
قالوا : مرحبآ بابوطالب . فجلس .
قال لهم . لقد مضت بيننا وبينكم ثلاث سنوات واليوم استجد أمر .
فليجتمع كل سادة قريش . فاجتمعوا .
قال . أحضروا الصحيفة من الكعبة .
"فكر سادة قريش أن ابوطالب سيمزق الصحيفة ويسلمهم محمد"
أحضروا الصحيفة وهي ملفوفة والختم عليها "مثل ختم الشمع الأحمر " ووضعت أمامهم .
قالوا ما الأمر يا ابوطالب .
قال ابوطالب . ياقوم . لقد اخبرني محمد وكلكم يعلم أن محمد لايكذب أن الله قد أرسل على صحيفتكم "الأرضة" فلحست كل ماكتب فيها إلا اسم الله .
ولم يبقى من ظلمكم وقطيعتكم شيء .
ضحك القوم وأخذوا يسخرون من كلامه .
قال ابوطالب . لاتعجلوا ياقوم . واسمعوني .
إن كان محمد صادق فيما قال فعلينا أن ننهي هذه القضية .
وان كان كاذبا فيما قال أسلمه لكم وتضربون عنقه هل أنتم موافقون .
قالوا جميعا موافقون لأنهم يطمعون أن يسلمهم محمد والصحيفة ملفوفة أمامهم وبالختم منذ 3 سنوات .
فاسرعوا إلى الصحيفة وفكوا الختم قاموا القماش الملفوف عليها وفتحوها .
وإذا هي كما قال ﷺ الأرضة لحست الكتابة كلها ولم يبقى منها إلا *باسمك اللهم*
قال أبوطالب : هل تبين لكم ياقوم . محمد لايكذب .
فقال رأس الكفر فرعون هذه الأمة أبو جهل . هذا سحر من ابن أخيك .
فقام زهير ورفاقة الخمس واستلوا سيوفهم وقالوا : لابد من تمزيق هذه الصحيفة .
ووالله لانبرح هذا المكان إلا ويخرج بنو هاشم .
*وعذرا على الاطالة*
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....
الحلقة الخمسون
*حصار المسلمين بشعب ابوطالب ..*
قام أبوطالب وجمع قومه من بني هاشم واستجاب له بنو المطلب أبناء العم .
وقد خالفهم بنو عبدشمس وبنو نوفل وأبو لهب ووقفوا مع قريش .
اجتمع ابوطالب وقومه وقد علموا أن قبائل قريش تريد قتل النبي ﷺ .
وقف أبوطالب وقال لأبناء عمه .
كل واحد منكم يحمل سيفه ويقف خلف سيد من قريش "حدد لكل واحد منهم اسم . أنت تقف خلف فلان . وأنت تقف خلف فلان"
وأخبرهم عن علامة معينة كل واحد منكم عندما ترون العلامة يرفع سيفه فوق رأس من يقف خلفة .
فقام أبوطالب ومن معه إلى الكعبة ودخلوا بين استارها وعاهدوا الله أنهم لن يسلموا محمد صلى الله عليه وسلم لشيء يكرهه مادامت فيهم عين تطرف .
ثم أخذ ابوطالب النبي ﷺ من يده ووقف معه عند الكعبة ونادى يا معشر قريش .
فاجتمعت قريش وسادتها عند الكعبة .
فقال أبوطالب : يامعشر قريش . أتدرون ما هممت به .
قالوا . لا .
ثم أشار لبني هاشم فأخرج كل منهم سيفه من ثيابه .
نظر سادة قريش فوجد كل منهم شابآ قويآ يحمل سيفه فوق رأسه .
ثم صاح فيهم أبوطالب .
والله لو قتل محمد لأقاتلنكم حتى نتفانى نحن وأنتم .
هنا قررت قريش المقاطعة الساقطة .
لانبيعهم ولانشتري منهم ولانزوجهم ولانتزوج منهم ولانساعدهم ولانقبل منهم الصلح حتى يسلموا إلينا محمد للسيف .
واجتمعوا كلهم في شعب أبوطالب .
بدأ الحصار في بداية السنة السابعة من البعثة .
وظل بني هاشم وبني عبدمناف متجمعين في شعب ابوطالب .
ماسبب تسمية شعب ابوطالب :
مكة كما نعلم تقع في وادي وحولها الجبال وبين الجبال هناك طرق ضيقة يسمونها شعاب الجبال .
قصي ابن كلاب "هو الجد الرابع للنبي ﷺ" قام بتقسيم هذه الشعاب ببن قبائل قريش .
كل قبيلة لها شعب خاص بها وكل شعب له اسم .
فقريش اطلقت اسم شعب ابوطالب لان أبوطالب هو سيد بني هاشم ولأن بيته أول بيت في الشعب .
فاجتمع بنو عبد المطلب وبنو هاشم مسلمهم وكافرهم عند بيت أبوطالب في هذا الشعب .
طال الحصار .
لم يمنعوهم من الخروج ولكن المقاطعة كانت عبارة عن حصار اقتصادي قاسي جدآ .
عندمما كان التجار يأتون لمكة كان يسارع أهل مكة حتى يشتروها منهم حتى لايسمحوا لبني هاشم بالاستفادة والشراء .
وكان أشد أعداء النبي ﷺ عمه زوج حمالة الحطب .
كان عنده مال كثير فيأتي إلى التاجر وإذا رأى من حلفاء أبوطالب من يشتري يذهب إلى التاجر ويعرض عليه 10 أضعاف السعر ويأخذ البضاعة .
حتى لا يستطيعون الشراء من أحد .
أنفق النبي ﷺ وامنا خديجة وأبوبكر الصديق وكل بني هاشم أموالهم حتى أكلوا أوراق الشجر وحتى تشققت شفاههم .
قال أحد الصحابة رضي الله عنهم : كنا نبعر كما يبعر البعير "يعني أنه لايقضي حاجته . كانت تلك الفضلات تشبه مايخرج من الجمل من كثرة أكل اوراق الشجر"
يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه :أنه عثر على قطعة من الجلد فأخذها ووضعها على النار . ثم أخذ يمضغها ولايستطيع بلعها . وبقي على ذلك ثلاثة أيام .
كانت أصوات الأطفال ترتفع في الليل والنهار من شدة الجوع . وكثير منهم مرض ومات .
كانت قريش تقوم بدوريات عند مداخل ومخارج الشعب حتى تتأكد أنه لايصل طعام لبني هاشم وكانت قريش تؤذي كل من يرسل إليهم الطعام .
كان هذا الحصار شديد جدآ على النبي ﷺ .
لأن هذا الحصار كان به مسلمون وكافرون من بني هاشم وبني عبدمناف .
الذين لم يسلموا من بني هاشم وعبدمناف اخذوا ينظرون إلى أن السبب في وضعهم هذا هو النبي ﷺ ويقولون لقد جعنا ومات اطفالنا بسببك يا محمد .
ضغط نفسي رهيب اصبحوا فيه .
ثلاث سنوات كاملة لايصل إليهم طعام إلا مايتم تهريبة من المتعاطفين معهم وخاصة من الذين بينهم قرابة ومصاهرة من البطون الأخرى .
يسر الله بعض الرجال الذين فيهم نخوة ورجولة ولم يرضوا بهذه المقاطعة ولكن لايستطيعون رفضها لأنها باجماع قريش .
كان هناك رجل اسمه حكيم .
ابن أخ السيدة خديجة رضي الله عنها .
كان حكيم يأتي بالطعام سرآ إلى الشعب .
جاء يومآ بالطعام سرآ وكان من المراقبين أبوجهل .
قال ابوجهل : ماهذا ياحكيم . واللات لا أدعك أنت وطعامك حتى أفضحك في كل مكة .
واخذوا يتجادلون فحضر رجل يدعى "أبو البختري بن هشام" وكان وجيهآ في قومه .
وسمع جدالهم فقال . ما شأنك يا ابا الحكم "ابوجهل ينادونه بمكة ابو الحكم"
ما شأنك يا ابا الحكم . رجل يريد ايصال الطعام لعمته .
قال ابوجهل . لا . أجمعت قريش أن لانوصل لهم شيء .
فتجادل ابو البختري و ابوجهل واشتد الجدال ببنهم فما كان من ابو البختري إلا أن وجد عظمة بعير فضرب بها أبو جهل على رأسه فشجه .
الإثنان مشركين . ولكن النخوة العربية ظهرت من ابوالبختري .
وقال البختري : ما رأيت في العرب مثلك لئيم يرضى أن يموت ابن عمه جوعا وهو منعم .
خلال سنوات الحصار التي دامت 3 سنوات حمى ابوطالب النبي ﷺ .
هذا الشيخ كان عمره في ذلك الوقت 80 سنه كان يسهر الليل ويأمر النبي صلى الله عليه وسلم لأنه عمه أن ينام مكانه في فراشه .
حتى إذا نام الناس يذهب الى النبي ويقول له قم .
ويامر أحد ابنائه ينام مكانه .
ويذهب بالنبي إلى مكان آخر لينام به النبي ﷺ لايعرفه غيره .
طال الحصار فقام رجال من قريش عندهم نخوة .
قالوا : إلى متى نأكل ونشرب وأبناء عمومتنا يموتون جوعآ .
فذهب رجل يدعى "هشام بن عمر الغامدي" إلى رجل اسمه "زهير"
قال : أترضى يازهير أن يموت قومك جوعآ ونسمع صراخهم وأنت تأكل وتشرب .
أسألك برب البرية لوكان أخوال أبو جهل بالشعب أكان يرضى بالمقاطعة .
قال زهير : لا لا يرضى .
قال هشام : اذا لماذا ترضى أنت . أكان ابوجهل خيرآ منك .
اشتعل زهير غضبا وقال .
ماذا أصنع . لو أجد رجل معي .
قال هشام . ها أنا معك .
قال زهير . نريد رجل ثالث . لأن الجماعة خير .
ذهبوا وضموا إليهم ثلاثة رجال فأصبحوا خمسة زهير وهشام والبختري والمطعم بن عدي و زمعة .
تواعدوا بالسر على جبل الحجون أن يقوم أحدهم بالإعتراض على المقاطعة وهم يقومون بمساندته أمام قريش .
في الصباح جاء زهير إلى نادي قريش وبقي واقفآ
قالوا له : اجلس يا زهير .
قال . لا والله لا أجلس وبنوا هاشم يموتون جوعآ .
والله لا أرضى حتى تمزق هذه الصحيفة الظالمة .
قام أبو جهل وقال . كذبت والله .
إنما كتبت هذه الصحيفة بإجماع سادة قريش .
فقام هشام وقال . كذبت أنت والله .
ماوافقنا عليها وما رضيناها ولكن اجبرتمونا عليها .
فقام ثالث وقال : صدقت والله
فقام الرباع والخامس وقالوا سيوفنا معكم أين ما تريدون .
فقال أبو جهل . هذا امر دبر بالليل "اتفقتم عليه سرا"
وبينما هم يتجادلون وإذ أقبل عليهم أبوطالب .
اندهشت سادة قريش من قدومه .
أبوطالب كان في الليل جالسآ مع النبي ﷺ يشكو إليه هذا الضيق .
فقال ﷺ . لاعليك ياعم . صحيفتهم الظالمة قد ارسل عليها الله الأرضة .
"الأرضة تأكل الخشب والصحيفة من الجلد ولكنها من آيات الله سبحانه"
فقال أبوطالب . يامحمد هل ربك الذي يوحي إليك هو الذي اخبرك .
قال ﷺ . أجل .
قال أبوطالب . والله إنك لصادق . ولا يدخل عليك أحد أنت لاتكذب أبدا .
فوثب أبوطالب من مكانه مسرعا .
قال ﷺ . إلى أين ياعم .
قال أبوطالب . سأواجه قريش كلها أنت صادق ولا تكذب .
مادام الله قضى على صحيفتهم فاليوم يجب أن نخرج من الشعب .
ولما دخل أبوطالب وكان الرجال يتجادلون نمزقها أم لانمزقها .
قالوا : مرحبآ بابوطالب . فجلس .
قال لهم . لقد مضت بيننا وبينكم ثلاث سنوات واليوم استجد أمر .
فليجتمع كل سادة قريش . فاجتمعوا .
قال . أحضروا الصحيفة من الكعبة .
"فكر سادة قريش أن ابوطالب سيمزق الصحيفة ويسلمهم محمد"
أحضروا الصحيفة وهي ملفوفة والختم عليها "مثل ختم الشمع الأحمر " ووضعت أمامهم .
قالوا ما الأمر يا ابوطالب .
قال ابوطالب . ياقوم . لقد اخبرني محمد وكلكم يعلم أن محمد لايكذب أن الله قد أرسل على صحيفتكم "الأرضة" فلحست كل ماكتب فيها إلا اسم الله .
ولم يبقى من ظلمكم وقطيعتكم شيء .
ضحك القوم وأخذوا يسخرون من كلامه .
قال ابوطالب . لاتعجلوا ياقوم . واسمعوني .
إن كان محمد صادق فيما قال فعلينا أن ننهي هذه القضية .
وان كان كاذبا فيما قال أسلمه لكم وتضربون عنقه هل أنتم موافقون .
قالوا جميعا موافقون لأنهم يطمعون أن يسلمهم محمد والصحيفة ملفوفة أمامهم وبالختم منذ 3 سنوات .
فاسرعوا إلى الصحيفة وفكوا الختم قاموا القماش الملفوف عليها وفتحوها .
وإذا هي كما قال ﷺ الأرضة لحست الكتابة كلها ولم يبقى منها إلا *باسمك اللهم*
قال أبوطالب : هل تبين لكم ياقوم . محمد لايكذب .
فقال رأس الكفر فرعون هذه الأمة أبو جهل . هذا سحر من ابن أخيك .
فقام زهير ورفاقة الخمس واستلوا سيوفهم وقالوا : لابد من تمزيق هذه الصحيفة .
ووالله لانبرح هذا المكان إلا ويخرج بنو هاشم .
*وعذرا على الاطالة*
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....