- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الرابعة بعد المائة *104*
*بدر قبل بدء المعركة .*
أخذ النبي ﷺ برأي "الحباب بن المنذر" وتقدم بجيشه وجعل كل آبار بدر خلف ظهره وردم كل هذه الآبار ولم يترك إلا بئرا واحده
ثم وقف سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه .
قال يارسول الله إني أرى أن نبني لك عريش على هذا التل
فتكون بعيد عن ساحة المعركة مشرفاً عليها وأن نضع عندك الراحلة .
ثم نلقي عدونا فان أظهرنا الله عليهم كان ذلك ما أحببنا .
وإن كانت الأخرى جلست على الراحلة ولحقت بإخواننا بالمدينة .
ما تخلفوا عنك رغبة.
ولو كانوا يعلمون أنك تلقى عدوآ ما تخلف منهم رجل قط .
" يحفظ ود إخوانه من الصحابة رضي الله عنهم بالمدينة ملم يخرجوا معهم"
إستحسن النبي ﷺ رأي سعد بن معاذ رضي الله عنه ببناء العريش على تل من تلال بدر .
وجلس النبي صلى الله عليه وسلم في العريش واتخذ صاحبا له في العريش أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه هو الحارس على العريش .
*نقف عند هذا الموقف .*
هذا يدل على فقه الصحابة رضي الله عنهم وحسن فهمهم لسنن الله تعالى في كونه .
وأن التوكل لا يعني عدم الأخذ بالإسباب .
وانما التوكل هو اعتماد القلب على الله بعد الأخذ بجميع الأسباب .
لماذا قرار الرسول ﷺ عدم الإشتراك بالقتال ؟
١- اشتراك النبي ﷺ بنفسه بالقتال كان سيربك الصحابة رضي الله عنهم ويجعلهم يفقدوا التركيز بسبب قلقهم على النبي ﷺ .
٢- سيجعل جيش قريش يتجمع في نقطة واحدة حول الرسول ﷺ .
فيتجمع المسلمون بدروهم للدفاع عن النبي ﷺ .
ومن ثم يسهل على جيش قريش محاصرة المسلمين في هذه البقعة .
فكان قرار حكيم منه ﷺ .
فبات النبي ﷺ وأصحابه تلك الليلة مشرفين على بدر .
وباتت قريش خلف التلال ليلة خميس على جمعة 17 رمضان .
وكانت الرمال في وادي بدر شديدة النعومة
والمشي عليها مرهق جداً.
وفي تلك الليلة أصاب بعض الصحابة رضي الله عنهم : الحدث "يعني الجنابة" وهبت ريح ودخل الرعب نفوس البعض منهم .
"إننا أصبحنا جنب و أصبحت الريح والعواصف . هذه الريح ستقتلنا بدون قتال"
فأنزل الله عليهم مطر كان في الجهة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه طل .
"يعني ندى" فأصبحت الأرض التي يسير عليها المسلمين متماسكة يسهل عليها المشي بالنسبة للمسلمين وبالنسبة لدوابهم .
وفي جهة قريش كان المطر غزيرا جداً حتى أوحلت الأرض تحت أقدام قريش وجعلت السير على الأرض أكثر صعوبة .
وضاقت نفوس قريش بهذا الشتاء .
قال تعالى :
*إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)*
أما الرسول ﷺ وصحابته رضي الله عنهم.
فلما أصبح الصحابة أصبحوا في نشاط وقوة ونزل الماء وطهرهم وأذهب رجس الشيطان ولبد الأرض تحت أقدامهم .
ثم نام جميع الجيش وكان في ذلك راحة لأجسامهم.
وكانت هذه آية أخرى من الله تعالى .
لأن الإنسان إذا كان قلقا فإن هذا القلق يمنعه من النوم .
أما نبينا وحبيبنا ﷺ وقف يصلي ويدعو الله تعالى ويقول :
*اللهم أنجز لي ما وعدتني .*
*اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض .*
ثم أخذ ﷺ يدعو للصحابة رضي الله عنهم.
يدعو ويدعو ويدعو ويتضرع إلى الله ويبكي في دعائه .
حتى أخذته ﷺ سنة من النوم "أي غفوة" ثم أفاق.
وقال *أبشر يا أبا بكر . أتاك نصر الله .هذا جبريل آخذين بعنان فرسه .*
"جبريل ذلك الملك الكريم الذي وصفه الله عزوجل شديد القوى يتجهز للحرب مع رسول الله ﷺ .
وطلع فجر يوم 17 من رمضان وكان يوم الجمعة يوم المعركة
فنادى في المسلمين . الصلاة عباد الله .
فجاءه الناس فصلى بهم النبي ﷺ .
"المسلمون الآن في بدر يستعدون لخوض هذه المعركة ."
*ننتقل الآن لمعسكر قريش نلقي نظرة سريعة .*
أرسلت قريش رجل يستطلع لهم اخبار المسلمون
اسمه "عمير بن وهب الجمحي"
ارسلته قريش ليستطلع قوة جيش المدينة . فدار "عمير" بفرسه حول معسكر المسلمين .
ثم رجع إلى قريش .
وقال : 300 رجل يزيدون قليلاً أو ينقصون.
ولكن أمهلوني حتى أنظر .
هل هذا العدد صحيح وإلا هذا كمين وخدعة منهم"
فانطلق "عمير" في المنطقة المحيطة ببدر يبحث إذا كان هناك بقية لجيش المسلمين .
فلم ير شيئا فرجع إلى قريش .
وقال : ما وجدت شيئا .
ولكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا .
صحيح عددهم قليل ولكن من نظر إليهم يشعر أنهم جاءوا بالمصائب والموت .
نواضح يثرب تحمل الموت الناقع.
"أي الدواب التي تحمل المسلمون على ظهرها لا تحمل بشر إنما تحمل الموت الناقع أي الكثير"
قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم .
والله ما أرى أن ُيقتل رجل منهم حتى َيقتل رجلاً منكم.
فإذا أصابوا منكم أعدادكم فما خير العيش بعد ذلك.
فأنظروا رأيكم :
"المسلمون كما قلنا عددهم 313 فأقل تقدير أن يقتل كل رجل منهم رجلا منكم .
يعني رح ينقتل من قريش 313 رجل . فما خير العيش بعد ذلك فأنظروا رأيكم"
فقام "عتبة بن ربيعة" وقال : يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم .
فإنكم إن فعلتم .
لا يزال ذلك في قلوبكم .
ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه أو قاتل أبيه .
فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا .
فصاح فيه فرعون هذه الأمة
"أبو جهل"وقال لعتبة : جبنت والله حين رأيت محمداً وأصحابه.
فقال له عتبة : ستعلم من الجبان المفسد لقومه .
أما والله إني لأرى قوماً كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجههم السيوف.
قال تعالى :
*إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)*
الرعب في قريش .
هكذا دب الله الرعب في قلوبهم ووقع الخلاف بين قريش وتزعزعت صفوفهم الداخلية .
في الجانب الآخر كانت الروح المعنوية للمسلمين عالية جدا .
هذا هو نبينا وحبيبنا ﷺ يخطب فيهم ويشجعهم .
قال لهم : إن الله تعالى قد وعده إحدى الطائفتين : العير أو النفير .
يعني إما تجارة قريش أو جيش قريش .
وبما أن العير قد أفلتت . فلابد أن يتحقق وعد الله تعالى بالإنتصار على الجيش .
يبشرهم ﷺ بالنصر ويقول لهم إن عددهم هو نفس عدد جند طالوت عندما هزموا جالوت.
قال تعالى :
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ...
نظر النبي ﷺ من بعيد.
كان عتبة كما قلنا يخطب في قريش أن لا يقاتلوا محمداً واصحابه ويتجادل مع أبو جهل .
فوقف ﷺ ونظر .
فكان أول رجل جسيم يتقدم قريش على جمل أحمر ومن بعد المسافة لا يعرف من هو ؟
فقال ﷺ إن يكن في القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر .
يا علي : قل لحمزة يعلم لنا من صاحب الجمل الأحمر من قريش .
فتقدم حمزة رضي الله عنه وكانت العرب رغم كفرها ذات أخلاق :
"لا قتال إلا بالمبارزة . لا يوجد في غدر "
تقدم حمزة ولم يؤذيه أحد ونظر من قريب على الرجل وإذا هو "عتبة بن ربيعة"
فصاح بعلي رضي الله عنه وقال له : أخبر رسول الله صاحب الجمل الأحمر "عتبة بن ربيعة"
فقال النبي ﷺ : ألم أقل لكم .
فهو أعقل رجل في قريش ؟؟
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة الرابعة بعد المائة *104*
*بدر قبل بدء المعركة .*
أخذ النبي ﷺ برأي "الحباب بن المنذر" وتقدم بجيشه وجعل كل آبار بدر خلف ظهره وردم كل هذه الآبار ولم يترك إلا بئرا واحده
ثم وقف سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه .
قال يارسول الله إني أرى أن نبني لك عريش على هذا التل
فتكون بعيد عن ساحة المعركة مشرفاً عليها وأن نضع عندك الراحلة .
ثم نلقي عدونا فان أظهرنا الله عليهم كان ذلك ما أحببنا .
وإن كانت الأخرى جلست على الراحلة ولحقت بإخواننا بالمدينة .
ما تخلفوا عنك رغبة.
ولو كانوا يعلمون أنك تلقى عدوآ ما تخلف منهم رجل قط .
" يحفظ ود إخوانه من الصحابة رضي الله عنهم بالمدينة ملم يخرجوا معهم"
إستحسن النبي ﷺ رأي سعد بن معاذ رضي الله عنه ببناء العريش على تل من تلال بدر .
وجلس النبي صلى الله عليه وسلم في العريش واتخذ صاحبا له في العريش أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه هو الحارس على العريش .
*نقف عند هذا الموقف .*
هذا يدل على فقه الصحابة رضي الله عنهم وحسن فهمهم لسنن الله تعالى في كونه .
وأن التوكل لا يعني عدم الأخذ بالإسباب .
وانما التوكل هو اعتماد القلب على الله بعد الأخذ بجميع الأسباب .
لماذا قرار الرسول ﷺ عدم الإشتراك بالقتال ؟
١- اشتراك النبي ﷺ بنفسه بالقتال كان سيربك الصحابة رضي الله عنهم ويجعلهم يفقدوا التركيز بسبب قلقهم على النبي ﷺ .
٢- سيجعل جيش قريش يتجمع في نقطة واحدة حول الرسول ﷺ .
فيتجمع المسلمون بدروهم للدفاع عن النبي ﷺ .
ومن ثم يسهل على جيش قريش محاصرة المسلمين في هذه البقعة .
فكان قرار حكيم منه ﷺ .
فبات النبي ﷺ وأصحابه تلك الليلة مشرفين على بدر .
وباتت قريش خلف التلال ليلة خميس على جمعة 17 رمضان .
وكانت الرمال في وادي بدر شديدة النعومة
والمشي عليها مرهق جداً.
وفي تلك الليلة أصاب بعض الصحابة رضي الله عنهم : الحدث "يعني الجنابة" وهبت ريح ودخل الرعب نفوس البعض منهم .
"إننا أصبحنا جنب و أصبحت الريح والعواصف . هذه الريح ستقتلنا بدون قتال"
فأنزل الله عليهم مطر كان في الجهة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه طل .
"يعني ندى" فأصبحت الأرض التي يسير عليها المسلمين متماسكة يسهل عليها المشي بالنسبة للمسلمين وبالنسبة لدوابهم .
وفي جهة قريش كان المطر غزيرا جداً حتى أوحلت الأرض تحت أقدام قريش وجعلت السير على الأرض أكثر صعوبة .
وضاقت نفوس قريش بهذا الشتاء .
قال تعالى :
*إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)*
أما الرسول ﷺ وصحابته رضي الله عنهم.
فلما أصبح الصحابة أصبحوا في نشاط وقوة ونزل الماء وطهرهم وأذهب رجس الشيطان ولبد الأرض تحت أقدامهم .
ثم نام جميع الجيش وكان في ذلك راحة لأجسامهم.
وكانت هذه آية أخرى من الله تعالى .
لأن الإنسان إذا كان قلقا فإن هذا القلق يمنعه من النوم .
أما نبينا وحبيبنا ﷺ وقف يصلي ويدعو الله تعالى ويقول :
*اللهم أنجز لي ما وعدتني .*
*اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض .*
ثم أخذ ﷺ يدعو للصحابة رضي الله عنهم.
يدعو ويدعو ويدعو ويتضرع إلى الله ويبكي في دعائه .
حتى أخذته ﷺ سنة من النوم "أي غفوة" ثم أفاق.
وقال *أبشر يا أبا بكر . أتاك نصر الله .هذا جبريل آخذين بعنان فرسه .*
"جبريل ذلك الملك الكريم الذي وصفه الله عزوجل شديد القوى يتجهز للحرب مع رسول الله ﷺ .
وطلع فجر يوم 17 من رمضان وكان يوم الجمعة يوم المعركة
فنادى في المسلمين . الصلاة عباد الله .
فجاءه الناس فصلى بهم النبي ﷺ .
"المسلمون الآن في بدر يستعدون لخوض هذه المعركة ."
*ننتقل الآن لمعسكر قريش نلقي نظرة سريعة .*
أرسلت قريش رجل يستطلع لهم اخبار المسلمون
اسمه "عمير بن وهب الجمحي"
ارسلته قريش ليستطلع قوة جيش المدينة . فدار "عمير" بفرسه حول معسكر المسلمين .
ثم رجع إلى قريش .
وقال : 300 رجل يزيدون قليلاً أو ينقصون.
ولكن أمهلوني حتى أنظر .
هل هذا العدد صحيح وإلا هذا كمين وخدعة منهم"
فانطلق "عمير" في المنطقة المحيطة ببدر يبحث إذا كان هناك بقية لجيش المسلمين .
فلم ير شيئا فرجع إلى قريش .
وقال : ما وجدت شيئا .
ولكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا .
صحيح عددهم قليل ولكن من نظر إليهم يشعر أنهم جاءوا بالمصائب والموت .
نواضح يثرب تحمل الموت الناقع.
"أي الدواب التي تحمل المسلمون على ظهرها لا تحمل بشر إنما تحمل الموت الناقع أي الكثير"
قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم .
والله ما أرى أن ُيقتل رجل منهم حتى َيقتل رجلاً منكم.
فإذا أصابوا منكم أعدادكم فما خير العيش بعد ذلك.
فأنظروا رأيكم :
"المسلمون كما قلنا عددهم 313 فأقل تقدير أن يقتل كل رجل منهم رجلا منكم .
يعني رح ينقتل من قريش 313 رجل . فما خير العيش بعد ذلك فأنظروا رأيكم"
فقام "عتبة بن ربيعة" وقال : يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم .
فإنكم إن فعلتم .
لا يزال ذلك في قلوبكم .
ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه أو قاتل أبيه .
فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا .
فصاح فيه فرعون هذه الأمة
"أبو جهل"وقال لعتبة : جبنت والله حين رأيت محمداً وأصحابه.
فقال له عتبة : ستعلم من الجبان المفسد لقومه .
أما والله إني لأرى قوماً كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجههم السيوف.
قال تعالى :
*إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)*
الرعب في قريش .
هكذا دب الله الرعب في قلوبهم ووقع الخلاف بين قريش وتزعزعت صفوفهم الداخلية .
في الجانب الآخر كانت الروح المعنوية للمسلمين عالية جدا .
هذا هو نبينا وحبيبنا ﷺ يخطب فيهم ويشجعهم .
قال لهم : إن الله تعالى قد وعده إحدى الطائفتين : العير أو النفير .
يعني إما تجارة قريش أو جيش قريش .
وبما أن العير قد أفلتت . فلابد أن يتحقق وعد الله تعالى بالإنتصار على الجيش .
يبشرهم ﷺ بالنصر ويقول لهم إن عددهم هو نفس عدد جند طالوت عندما هزموا جالوت.
قال تعالى :
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ...
نظر النبي ﷺ من بعيد.
كان عتبة كما قلنا يخطب في قريش أن لا يقاتلوا محمداً واصحابه ويتجادل مع أبو جهل .
فوقف ﷺ ونظر .
فكان أول رجل جسيم يتقدم قريش على جمل أحمر ومن بعد المسافة لا يعرف من هو ؟
فقال ﷺ إن يكن في القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر .
يا علي : قل لحمزة يعلم لنا من صاحب الجمل الأحمر من قريش .
فتقدم حمزة رضي الله عنه وكانت العرب رغم كفرها ذات أخلاق :
"لا قتال إلا بالمبارزة . لا يوجد في غدر "
تقدم حمزة ولم يؤذيه أحد ونظر من قريب على الرجل وإذا هو "عتبة بن ربيعة"
فصاح بعلي رضي الله عنه وقال له : أخبر رسول الله صاحب الجمل الأحمر "عتبة بن ربيعة"
فقال النبي ﷺ : ألم أقل لكم .
فهو أعقل رجل في قريش ؟؟
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى....