- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الرابعة والسبعون *٧٤*
*تجهيزات النبي ﷺ للهجرة .*
جاء جبريل عليه السلام وقت الظهر وأخبره بالمؤآمرة .
قال له لا تنام هذه الليلة في فراشك .
وانتظر حتى يكون وسط الليل يكون الخروج .
وبعد أن إرتفع جبريل قام ﷺ فتقنع بثوب .
"التقنع هو وضع الثوب على الرأس والإلتفاف به
أولاً : من شدة الحر .
وثانياً : للتخفي وأخذه بالأسباب ﷺ.
قام ﷺ فتقنع بثوب واتجه إلى دار أبو بكر الصديق ليخبره .
تقول : عائشة رضي الله عنها : كما أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه بسنده عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
تقول كان رسول الله ﷺ لا يأتي عليه يوم إلا يغشانا
"أي يأتينا في دار أبو بكر الصديق رضي الله عنه "
إما بكرة وإما عشية.
وله ﷺ في بيت أبو بكر أهل وهي زوجته عائشة تزوجها ولكن لم يدخل بها .
قالت : حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله ﷺ في الهجرة : أتانا رسول الله ﷺ بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها .
"الهاجرة وقت الظهر والحر شديد"
قالت : فلما رآه أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال : بأبي وأمي أنت يا رسول الله : ما جاء بك بهذه الساعة إلا لأمر حدث ؟
قالت : فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله ﷺ على السرير .
قال له ﷺ أخرج عني من عندك .
"أخرج من كان عندك بالدار "
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : فداك أبي وأمي إنما هم إلا أهلك .
"يعني زوجتك عائشة وأختها أسماء" رضي الله عنهما.
ما الخبر ؟
فقال : إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة .
فقال أبو بكر . الصحبة يا رسول الله .
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم . نعم .
تقول عائشة رضي الله عنها : فجهش أبو بكر رضي الله عنه بالبكاء .
فلا والله ما علمت أن أحد يبكي من الفرح قبل أن رأيت أبا بكر يبكي يومها .
"تقول لا أدري أن الفرح يبكي . الناس تبكي من الحزن أما أن يبكي من الفرح"
وكان أبو بكر رضي الله عنه عندما أراد الهجرة وقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً أخذ يخطط ويستعد للهجرة .
ذهب واشترى راحلتين وجعل الراحلتين عند رجل من المشركين ليرعاهما وهو "عبد الله بن أريقط"
لأنه لو ترك الراحلتين عنده سيلفت الإنتباه.
ثم قال أبو بكر : يا نبي الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا اليوم خذ واحده منهما
فقال ﷺ : ولكن بثمنها يا أبا بكر .... فقال : هي لك .
قال : بالثمن الذي إشتريتها به .
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : نعم رضيت .
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : وأنا قبلت .
كم ثمنها يا ابا بكر ؟
قال له . 400 درهم .
فقال له . هو لك في ذمتي .
هل تعلمون أن أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه كان من أثرياء قريش .
تقول أسماء بنته : كان أبي من أثرياء قريش يملك من المال 800 ألف .
تقول أسماء رضي الله عنها : فأنفقها على رسول الله والدعوة إلى الله وعلى المسلمين المستضعفين .
فلما هاجر لم يكن معه إلا 5000.
تقول : فوالله لما هاجر أخذها معه ولم يدع لنا شيئا .
وهو الذي إشترى بلال الحبشي رضي الله عنه وكان تحت التعذيب.
لما رأى ابو بكر الصديق رضي الله عنه تعذيب أمية بن خلف لبلال رضي الله عنه
قال أبو بكر لأمية : ألا تتقي الله تعالى في هذا المسكين . حتى متى تعذبه؟
قال : أنت أفسدته فأنقذه مما ترى .
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه اشتريه منك . فكم تريد ؟؟
قال أمية : آخذه بدل قسطاس .
"قسطاس رجل من العبيد عند أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان هو وزوجته وبنته عبيد .
لم يسلموا وكان قسطاس من العبيد الأقوياء تتمنى كل قريش أن تمتلكه .
والتفت أمية بن خلف إلى من حوله وهمس قائلا لهم وهو يضحك لألعبن بأبي بكر لعبة ما لعبها أحد بأحد .
ضحك وقال : أعطيني قسطاس بدل منه يا ابا بكر رضي الله عنه.
فقال أبو بكر رضي الله عنه :إن فعلت تفعل ؟
قال . نعم .
قال . قد فعلت .
فتضاحك أمية
وقال : لا حتى تعطيني معه امرأته .
قال : إن فعلت تفعل ؟
قال . نعم .
قال . قد فعلت ذلك .
فتضاحك أمية
وقال : لا حتى تعطيني ابنته مع امرأته.
قال ابو بكر . إن فعلت تفعل ؟
قال . نعم .
قال . قد فعلت ذلك .
فتضاحك أمية وقال . لا حتى تزيدني معه رطل من ذهب .
فقال أبو بكر رضي الله عنه : أنت رجل لا تستحيي من الكذب.
قال : لا واللات والعزى .
لأن أعطيتني لأفعلنّ .
فقال : هي لك . فأخذه .
فقالت قريش وهي مستغربة بهذا المبلغ الذي اشترى فيه بلال رضي الله عنه .
قالوا : والله ما أعتق أبو بكر بلالا إلا ليد كانت له عنده فيكافئه .
"يعني بلال رضي الله عنه : عمل معروف لأبوبكر رضي الله عنه فأراد ان يكافيء بلال .
لم يدخل بعقولهم : أن هذا الدين يخرج حب الدنيا من القلوب"
فأنزل الله تعالى في سورة الليل آيات بحق أبي بكر رضي الله عنه رداً على قريش .
قال تعالى :
*وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)*
وما لأحد عنده من نعمة تجزى .
لم يكن لبلال يد عند أبو بكر فيكافئه رضي الله عنهما.
وقد اشترى أبو بكر رضي الله تعالى عنه جماعة آخرين ممن كان يعذب في الله.
منهم "حمامة" أم بلال الحبشي اشتراها واعتقها أبو بكر
منهم "عامر بن فهيرة" كان يعذب في الله تعالى حتى لا يدري ما يقول .
اشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأعتقه .
منهم "أبو فكيهة" كان يعذبه رجل من سادة قريش في منتصف النهار
في شدة الحر مقيدا إلى الرمضاء مربوط وممدد على رمال مكة الملتهبة .
وقد وضع على بطنه صخرة .
ومن شدة العذاب اغمي عليه وخرج لسانه من فمه
والمشركون يقولون لسيده "زده عذابا زده عذاباً حتى يأتي محمد فيخلصه بسحره"
فاشتراه أبو بكر رضي الله تعالى عنه .
ومنهم امرأة اسمها "زنيرة" عذبت في الله تعالى على يد أبوجهل حتى فقدت بصرها وعميت
قال لها يوما أبو جهل : إن اللات والعزى فعلنا بك ما ترين .
فقالت له : كلا والله لا تملك اللات والعزى نفعا ولا ضرا .
هذا أمر من السماء وربي قادر على أن يرد عليّ بصري .
فأصبحت تلك الليلة وقد رد الله تعالى عليها بصرها.
فقالت قريش : إن هذا من سحر محمد .
اشتراها أيضا أبو بكر رضي الله تعالى عنه وأعتق الكثير ولا يسع المقام لذكرهم .
عن أنس رضي الله عنه قال النبي ﷺ .
*حب أبي بكر واجب على أمتي .*
*رضي الله عنه وأرضاه*
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....
الحلقة الرابعة والسبعون *٧٤*
*تجهيزات النبي ﷺ للهجرة .*
جاء جبريل عليه السلام وقت الظهر وأخبره بالمؤآمرة .
قال له لا تنام هذه الليلة في فراشك .
وانتظر حتى يكون وسط الليل يكون الخروج .
وبعد أن إرتفع جبريل قام ﷺ فتقنع بثوب .
"التقنع هو وضع الثوب على الرأس والإلتفاف به
أولاً : من شدة الحر .
وثانياً : للتخفي وأخذه بالأسباب ﷺ.
قام ﷺ فتقنع بثوب واتجه إلى دار أبو بكر الصديق ليخبره .
تقول : عائشة رضي الله عنها : كما أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه بسنده عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
تقول كان رسول الله ﷺ لا يأتي عليه يوم إلا يغشانا
"أي يأتينا في دار أبو بكر الصديق رضي الله عنه "
إما بكرة وإما عشية.
وله ﷺ في بيت أبو بكر أهل وهي زوجته عائشة تزوجها ولكن لم يدخل بها .
قالت : حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله ﷺ في الهجرة : أتانا رسول الله ﷺ بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها .
"الهاجرة وقت الظهر والحر شديد"
قالت : فلما رآه أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال : بأبي وأمي أنت يا رسول الله : ما جاء بك بهذه الساعة إلا لأمر حدث ؟
قالت : فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله ﷺ على السرير .
قال له ﷺ أخرج عني من عندك .
"أخرج من كان عندك بالدار "
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : فداك أبي وأمي إنما هم إلا أهلك .
"يعني زوجتك عائشة وأختها أسماء" رضي الله عنهما.
ما الخبر ؟
فقال : إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة .
فقال أبو بكر . الصحبة يا رسول الله .
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم . نعم .
تقول عائشة رضي الله عنها : فجهش أبو بكر رضي الله عنه بالبكاء .
فلا والله ما علمت أن أحد يبكي من الفرح قبل أن رأيت أبا بكر يبكي يومها .
"تقول لا أدري أن الفرح يبكي . الناس تبكي من الحزن أما أن يبكي من الفرح"
وكان أبو بكر رضي الله عنه عندما أراد الهجرة وقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً أخذ يخطط ويستعد للهجرة .
ذهب واشترى راحلتين وجعل الراحلتين عند رجل من المشركين ليرعاهما وهو "عبد الله بن أريقط"
لأنه لو ترك الراحلتين عنده سيلفت الإنتباه.
ثم قال أبو بكر : يا نبي الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا اليوم خذ واحده منهما
فقال ﷺ : ولكن بثمنها يا أبا بكر .... فقال : هي لك .
قال : بالثمن الذي إشتريتها به .
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : نعم رضيت .
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : وأنا قبلت .
كم ثمنها يا ابا بكر ؟
قال له . 400 درهم .
فقال له . هو لك في ذمتي .
هل تعلمون أن أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه كان من أثرياء قريش .
تقول أسماء بنته : كان أبي من أثرياء قريش يملك من المال 800 ألف .
تقول أسماء رضي الله عنها : فأنفقها على رسول الله والدعوة إلى الله وعلى المسلمين المستضعفين .
فلما هاجر لم يكن معه إلا 5000.
تقول : فوالله لما هاجر أخذها معه ولم يدع لنا شيئا .
وهو الذي إشترى بلال الحبشي رضي الله عنه وكان تحت التعذيب.
لما رأى ابو بكر الصديق رضي الله عنه تعذيب أمية بن خلف لبلال رضي الله عنه
قال أبو بكر لأمية : ألا تتقي الله تعالى في هذا المسكين . حتى متى تعذبه؟
قال : أنت أفسدته فأنقذه مما ترى .
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه اشتريه منك . فكم تريد ؟؟
قال أمية : آخذه بدل قسطاس .
"قسطاس رجل من العبيد عند أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان هو وزوجته وبنته عبيد .
لم يسلموا وكان قسطاس من العبيد الأقوياء تتمنى كل قريش أن تمتلكه .
والتفت أمية بن خلف إلى من حوله وهمس قائلا لهم وهو يضحك لألعبن بأبي بكر لعبة ما لعبها أحد بأحد .
ضحك وقال : أعطيني قسطاس بدل منه يا ابا بكر رضي الله عنه.
فقال أبو بكر رضي الله عنه :إن فعلت تفعل ؟
قال . نعم .
قال . قد فعلت .
فتضاحك أمية
وقال : لا حتى تعطيني معه امرأته .
قال : إن فعلت تفعل ؟
قال . نعم .
قال . قد فعلت ذلك .
فتضاحك أمية
وقال : لا حتى تعطيني ابنته مع امرأته.
قال ابو بكر . إن فعلت تفعل ؟
قال . نعم .
قال . قد فعلت ذلك .
فتضاحك أمية وقال . لا حتى تزيدني معه رطل من ذهب .
فقال أبو بكر رضي الله عنه : أنت رجل لا تستحيي من الكذب.
قال : لا واللات والعزى .
لأن أعطيتني لأفعلنّ .
فقال : هي لك . فأخذه .
فقالت قريش وهي مستغربة بهذا المبلغ الذي اشترى فيه بلال رضي الله عنه .
قالوا : والله ما أعتق أبو بكر بلالا إلا ليد كانت له عنده فيكافئه .
"يعني بلال رضي الله عنه : عمل معروف لأبوبكر رضي الله عنه فأراد ان يكافيء بلال .
لم يدخل بعقولهم : أن هذا الدين يخرج حب الدنيا من القلوب"
فأنزل الله تعالى في سورة الليل آيات بحق أبي بكر رضي الله عنه رداً على قريش .
قال تعالى :
*وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)*
وما لأحد عنده من نعمة تجزى .
لم يكن لبلال يد عند أبو بكر فيكافئه رضي الله عنهما.
وقد اشترى أبو بكر رضي الله تعالى عنه جماعة آخرين ممن كان يعذب في الله.
منهم "حمامة" أم بلال الحبشي اشتراها واعتقها أبو بكر
منهم "عامر بن فهيرة" كان يعذب في الله تعالى حتى لا يدري ما يقول .
اشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأعتقه .
منهم "أبو فكيهة" كان يعذبه رجل من سادة قريش في منتصف النهار
في شدة الحر مقيدا إلى الرمضاء مربوط وممدد على رمال مكة الملتهبة .
وقد وضع على بطنه صخرة .
ومن شدة العذاب اغمي عليه وخرج لسانه من فمه
والمشركون يقولون لسيده "زده عذابا زده عذاباً حتى يأتي محمد فيخلصه بسحره"
فاشتراه أبو بكر رضي الله تعالى عنه .
ومنهم امرأة اسمها "زنيرة" عذبت في الله تعالى على يد أبوجهل حتى فقدت بصرها وعميت
قال لها يوما أبو جهل : إن اللات والعزى فعلنا بك ما ترين .
فقالت له : كلا والله لا تملك اللات والعزى نفعا ولا ضرا .
هذا أمر من السماء وربي قادر على أن يرد عليّ بصري .
فأصبحت تلك الليلة وقد رد الله تعالى عليها بصرها.
فقالت قريش : إن هذا من سحر محمد .
اشتراها أيضا أبو بكر رضي الله تعالى عنه وأعتق الكثير ولا يسع المقام لذكرهم .
عن أنس رضي الله عنه قال النبي ﷺ .
*حب أبي بكر واجب على أمتي .*
*رضي الله عنه وأرضاه*
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....