- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة السادسة بعد المائة *106*
*معركة بدر الكبرى / الجزء الثاني .*
قال تعالى :
*وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)*
ِ
بدأت المعركة :
وقد بدأ الهجوم من قبل المشركين .
وكان تحكم المسلمين في مصدر الماء يغيظ المشركين جدآ.
فخرج من قريش أحد فرسانهم المشهورين وهو "الأسود بن عبد الأسد"
كان رجلا شرسآ سيء الخلق . وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
"وجاء أنه : أول واحد يوم القيامة يعطى كتابه بشماله هو الأسود بن عبد الاسد"
وأقسم ليشرب من الحوض أو أن يهدمه .
فصرخ وقال : أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه .
فأنطلق إلى اتجاه حوض المسلمين :
فتصدى له "حمزة أسد الله ورسوله " وتبارزا .
فضربهُ حمزة ضربة أطاحت ساقه فطارت ساقه قبل أن يصل للحوض .
فوقع على ظهره وساقه تنزف دماً .
فأخذ "الأسود" يزحف حتى يصل إلى الحوض ويبر بقسمه .
فضربه حمزة ضربة أخرى قضت عليه قبل أن يصل إلى الحوض .
وأقبل نفر من قريش حتى وصلوا للحوض .
فقال النبي ﷺ لأصحابه رضي الله عنهم : دعوهم.
فشربوا منه وكان من بينهم "حكيم بن حزام" رضي الله عنه.
عمته السيدة خديجة رضي الله عنها الذي اهداها زيد بن حارثة .
والذي كان يهرب لهم الطعام في حصار شعب أبو طالب .
كل الذين شربوا من الحوض قتلوا يوم بدر إلا "حكيم بن حزام" فإنه لم يقتل
ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه .
فكان إذا أراد ان يحلف على يمين يقول "لا والذي نجاني يوم بدر"
ما أن سقط "الأسود"
حتى خرج عتبة بن ربيعة .
وأخوه شيبة بن ربيعة .
وابنه الوليد بن عتبة .
وكان الثلاثة من أبطال قريش .
كان عتبة مثلاً من ضخامته ومن ضخامة رأسه لا يجد خوذة يضعها على رأسه .
فكان يقاتل بلا خوذة .
فلما توسطوا بين الجيشين طلبوا "المبارزة"
وكانت هذه هي العادة في الحروب في ذلك الوقت
"أن تبدأ بالمبارزة .
وكانت نتيجة هذه المبارزة لها تأثير كبير في رفع أو خفض معنويات الجيش .
وكانوا يتفائلون أو يتشائمون بنتيجة المبارزة .
ولذلك كان يتصدى لهذه المبارزة دائما الأبطال من كل فريق"
*لا قتال من غير مبارزة*
فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار وهم .
عوف بن الحارث .
معوذ بن الحارث .
وعبد الله بن رواحة .
ولكن كان عوف ومعوذ وعبد الله بن رواحة من أشد الصحابة حماسة للقتال وحبا للشهادة.
فقالوا لهم : من أنتم .
قالوا : رهط من الأنصار .
فقالوا : كفٌء كرام "أي أنتم قدها وجديرين بالمبارزة"
كفء كرام ولكن ما لنا بكم حاجة .
يا محمد : أخرج لنا أكفاءنا من بني عمنا .
"سبحان الله يريدون سفك دماء أولاد عمهم .
الكفر فيه غلضة لا يعرف حق قرابة ولا رحم .
لذا عاملهم المسلمون بالمثل ..
فقال الرسول ﷺ :
قم ... يا حمزة بن عبد المطلب "عمه"
قم ... يا علي بن ابي طالب "ابن عمه"
قم ... يا عبيدة بن الحارث "ابن عمه"
رضي الله عنهم أجمعين.
فقاموا وتقدموا إليهم واصطف الفريقان :
فقال حمزة : أنا حمزة بن عبد المطلب
وهذا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب
وهذا علي بن ابي طالب بن عبد المطلب
أقرب الناس لرسول الله "كلهم من بني عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم "
فهل نحن أكفائكم ؟؟
قال عتبة : أجل اكفاء كرام
فتقدموا الثلاثة للمبارزة :
*بارز حمزة ... شيبة .*
*وبارز علي ... الوليد .*
*وبارز عبيدة ... عتبة .*
حمزة وعلي لم يمهلا خصميهما طرفة عين.
فما هي إلا رفعة سيف ونزلة حتى أطاح كل واحد بخصمه .
فضجت ساحة المعركة بالتكبير كبر المسلمون.....
أما عبيدة الذي بارز عتبة .
فجرح كل واحد صاحبه فحمل حمزة على خصم عبيدة فأجهز عليه وقتله "ولذلك انتقمت بنته "هند بنت عتبة" من حمزة رضي الله عنه يوم غزوة أحد
لأنها علمت أن الذي قتل أباها في بدر هو حمزة"
نقطة هامة جداً في بداية المعركة :
المبارزة رفعت معنويات المسلمين وأحبطت المشركين .
انتهت المبارزة وأخذ المشركون قتلاهم وحمل حمزة عبيدة جريحاً يسيل مخ ساقه وأتى به إلى معسكر النبي ﷺ
فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم افرشه قدمه .
"اي مد قدمه ليضع عبيدة راسه وخده عليها حتى لا توضع على الرمال الحارة"
فنظر عبيدة بن الحارث لوجه النبي ﷺ وذرفت عيناه بالدموع.
و قال : يارسول الله .
ما بكيت جزعاً من الموت .
وإني لأعلم أنها الشهادة ..
ولكن تذكرت أبا طالب وقصيدته يوم الشعب .
اذا يقول
*كذبتم وبيت الله نبري محمدا*
*ولما نقاتل دونه ونناضل*
*ونسلمه حتى نصرع حوله*
*ونذهل عن أبنائنا والحلائل*
وددت يا رسول الله لو أن أبا طالب حي ليرى أني أحق منه بقوله هذا .
فلا والله لا يصلوا إليك وفينا عين تطرف.
فقال له النبي ﷺ ( أشهد أنك شهيد)
مع أنه لم تفارقه روحه في أرض بدر .
فقد مات وهم راجعين بعد المعركة بالطريق إلى المدينة .
ورجع الرسول صلى الله عليه وسلم ساجداً باب العريش .
يقول : يا حي يا قيوم ويدعو الله تعالى..... حتى جاء علي رضي الله عنه
وقال : يارسول الله لقد اكتنفنا القوم " هجموا علينا "
فوقف ينظر فإذا بجبريل عليه السلام على رأس الملائكة عليهم السلام.
فقال لأصحابه رضي الله عنهم. قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض .
فوالذي نفسي بيده لا يقاتلنهم اليوم رجل فيقتل مقبل غير مدبر محتسباً لله صابراً إلا أدخله الله الجنة .
فأخذ ﷺ حفنة من الحصى من الأرض وألقاها في اتجاه المشركين وهو يقول *شاهت الوجوه*
ثم صاح في المسلمين : *شدوا .....*
يعني اهجموا بقوة .
فانطلق المسلمون كالسيل وهم يصيحون بذكر الله تعالى أحد أحد.
وهجمت قريش : وكان فرسان المسلمون في المقدمة .
فلما اقترب جيش المشركين بفرسانهم استقبلهم المسلمون بالسهام كما أمرهم النبي ﷺ بذلك .
ثم استقبلوهم بالحراب
وسبب ذلك ارباكا شديدًا لجيش قريش وكسر حماسهم في بداية المعركة .
صليل السيوف في كل مكان والغبار يغطي أرض المعركة .
ألتحم القتال وتعانقت السيوف .
عندما أخذ ﷺ حفنة من الحصى من الأرض وألقاها في اتجاه المشركين وهو يقول *شاهت الوجوه*
ما من رجل من قريش إلا قال شعرت الرمال تدخل في عيني قبل المعركة .
وأخذوا يفركون عيونهم .
قال من أسلم منهم بعد ذلك .
انهزمنا يوم بدر ونحن نسمع صوتا كوقع الحصى في الطاس .
"كيف لما ترمي حجرة داخل طاسة"
فشعرنا ذلك في أفئدتنا ومن خلفنا "كانوا يشعروا صوت الحصى الذي رماه الرسول صلى الله عليه وسلم يقع في قلوبهم ومن حولهم"
وكان ذلك من أشد الرعب علينا.
*فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)*
النبي صلى الله عليه وسلم استغاث بالله فاوحى إليه :
*إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)*
*إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)*
وإذ يوحي ربك للملائكة أني معكم
أول : بند معية الله تعالى :
هو معهم بعلمه وإرادته ونصرته وقدرته.
*فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ .*
إنه : *الله جل في علاه*
لتعلم الأمة كلها أن الذي مع الله لا يهزم أبداً أبداً
الموضوع : عقيدة إيمان وأخلاق محبة و صدق.
وكان النبي ﷺ ليس مشرفا على المعركة فقط.
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه : فما راعني إلا والنبي صلى الله عليه وسلم يسل سيفه ويثب في درعه "أي ينهض إلى المعركة"
وهو يصيح ويقول :
*سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)*
يقول: أبو بكر الصديق رضي الله عنه والآية نزلت ونحن في مكة.
فوالذي بعثه بالحق ما علمت تؤيلها إلا يوم بدر .
نزلت الآية في مكة وتحققت في بدر .
يجب أن يكون يقيننا بما قال رسول الله صلى الله عليه أعظم من يقيننا أين نقف وأين نجلس .
لماذا نتاول السيرة ؟؟
إن السيرة لنقتدي لا لنقرأ رواية وقصة .
ينبغي أن يعلم المسلمين حقيقية دينهم .
وهي أننا نرتبط بهذا النبي العظيم ﷺ .
وأن نثق بما اخبر به ﷺ عندها تكون لنا المرجعية.
والحمد لله الذي جعل لنا المرجعية في كتابه العزيز وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
هكذا بدأت معركة بدر بهذا الحماس والإيمان المطلق بالله تعالى والتوكل عليه والأخذ بالأسباب.
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى...
الحلقة السادسة بعد المائة *106*
*معركة بدر الكبرى / الجزء الثاني .*
قال تعالى :
*وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)*
ِ
بدأت المعركة :
وقد بدأ الهجوم من قبل المشركين .
وكان تحكم المسلمين في مصدر الماء يغيظ المشركين جدآ.
فخرج من قريش أحد فرسانهم المشهورين وهو "الأسود بن عبد الأسد"
كان رجلا شرسآ سيء الخلق . وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
"وجاء أنه : أول واحد يوم القيامة يعطى كتابه بشماله هو الأسود بن عبد الاسد"
وأقسم ليشرب من الحوض أو أن يهدمه .
فصرخ وقال : أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه .
فأنطلق إلى اتجاه حوض المسلمين :
فتصدى له "حمزة أسد الله ورسوله " وتبارزا .
فضربهُ حمزة ضربة أطاحت ساقه فطارت ساقه قبل أن يصل للحوض .
فوقع على ظهره وساقه تنزف دماً .
فأخذ "الأسود" يزحف حتى يصل إلى الحوض ويبر بقسمه .
فضربه حمزة ضربة أخرى قضت عليه قبل أن يصل إلى الحوض .
وأقبل نفر من قريش حتى وصلوا للحوض .
فقال النبي ﷺ لأصحابه رضي الله عنهم : دعوهم.
فشربوا منه وكان من بينهم "حكيم بن حزام" رضي الله عنه.
عمته السيدة خديجة رضي الله عنها الذي اهداها زيد بن حارثة .
والذي كان يهرب لهم الطعام في حصار شعب أبو طالب .
كل الذين شربوا من الحوض قتلوا يوم بدر إلا "حكيم بن حزام" فإنه لم يقتل
ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه .
فكان إذا أراد ان يحلف على يمين يقول "لا والذي نجاني يوم بدر"
ما أن سقط "الأسود"
حتى خرج عتبة بن ربيعة .
وأخوه شيبة بن ربيعة .
وابنه الوليد بن عتبة .
وكان الثلاثة من أبطال قريش .
كان عتبة مثلاً من ضخامته ومن ضخامة رأسه لا يجد خوذة يضعها على رأسه .
فكان يقاتل بلا خوذة .
فلما توسطوا بين الجيشين طلبوا "المبارزة"
وكانت هذه هي العادة في الحروب في ذلك الوقت
"أن تبدأ بالمبارزة .
وكانت نتيجة هذه المبارزة لها تأثير كبير في رفع أو خفض معنويات الجيش .
وكانوا يتفائلون أو يتشائمون بنتيجة المبارزة .
ولذلك كان يتصدى لهذه المبارزة دائما الأبطال من كل فريق"
*لا قتال من غير مبارزة*
فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار وهم .
عوف بن الحارث .
معوذ بن الحارث .
وعبد الله بن رواحة .
ولكن كان عوف ومعوذ وعبد الله بن رواحة من أشد الصحابة حماسة للقتال وحبا للشهادة.
فقالوا لهم : من أنتم .
قالوا : رهط من الأنصار .
فقالوا : كفٌء كرام "أي أنتم قدها وجديرين بالمبارزة"
كفء كرام ولكن ما لنا بكم حاجة .
يا محمد : أخرج لنا أكفاءنا من بني عمنا .
"سبحان الله يريدون سفك دماء أولاد عمهم .
الكفر فيه غلضة لا يعرف حق قرابة ولا رحم .
لذا عاملهم المسلمون بالمثل ..
فقال الرسول ﷺ :
قم ... يا حمزة بن عبد المطلب "عمه"
قم ... يا علي بن ابي طالب "ابن عمه"
قم ... يا عبيدة بن الحارث "ابن عمه"
رضي الله عنهم أجمعين.
فقاموا وتقدموا إليهم واصطف الفريقان :
فقال حمزة : أنا حمزة بن عبد المطلب
وهذا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب
وهذا علي بن ابي طالب بن عبد المطلب
أقرب الناس لرسول الله "كلهم من بني عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم "
فهل نحن أكفائكم ؟؟
قال عتبة : أجل اكفاء كرام
فتقدموا الثلاثة للمبارزة :
*بارز حمزة ... شيبة .*
*وبارز علي ... الوليد .*
*وبارز عبيدة ... عتبة .*
حمزة وعلي لم يمهلا خصميهما طرفة عين.
فما هي إلا رفعة سيف ونزلة حتى أطاح كل واحد بخصمه .
فضجت ساحة المعركة بالتكبير كبر المسلمون.....
أما عبيدة الذي بارز عتبة .
فجرح كل واحد صاحبه فحمل حمزة على خصم عبيدة فأجهز عليه وقتله "ولذلك انتقمت بنته "هند بنت عتبة" من حمزة رضي الله عنه يوم غزوة أحد
لأنها علمت أن الذي قتل أباها في بدر هو حمزة"
نقطة هامة جداً في بداية المعركة :
المبارزة رفعت معنويات المسلمين وأحبطت المشركين .
انتهت المبارزة وأخذ المشركون قتلاهم وحمل حمزة عبيدة جريحاً يسيل مخ ساقه وأتى به إلى معسكر النبي ﷺ
فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم افرشه قدمه .
"اي مد قدمه ليضع عبيدة راسه وخده عليها حتى لا توضع على الرمال الحارة"
فنظر عبيدة بن الحارث لوجه النبي ﷺ وذرفت عيناه بالدموع.
و قال : يارسول الله .
ما بكيت جزعاً من الموت .
وإني لأعلم أنها الشهادة ..
ولكن تذكرت أبا طالب وقصيدته يوم الشعب .
اذا يقول
*كذبتم وبيت الله نبري محمدا*
*ولما نقاتل دونه ونناضل*
*ونسلمه حتى نصرع حوله*
*ونذهل عن أبنائنا والحلائل*
وددت يا رسول الله لو أن أبا طالب حي ليرى أني أحق منه بقوله هذا .
فلا والله لا يصلوا إليك وفينا عين تطرف.
فقال له النبي ﷺ ( أشهد أنك شهيد)
مع أنه لم تفارقه روحه في أرض بدر .
فقد مات وهم راجعين بعد المعركة بالطريق إلى المدينة .
ورجع الرسول صلى الله عليه وسلم ساجداً باب العريش .
يقول : يا حي يا قيوم ويدعو الله تعالى..... حتى جاء علي رضي الله عنه
وقال : يارسول الله لقد اكتنفنا القوم " هجموا علينا "
فوقف ينظر فإذا بجبريل عليه السلام على رأس الملائكة عليهم السلام.
فقال لأصحابه رضي الله عنهم. قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض .
فوالذي نفسي بيده لا يقاتلنهم اليوم رجل فيقتل مقبل غير مدبر محتسباً لله صابراً إلا أدخله الله الجنة .
فأخذ ﷺ حفنة من الحصى من الأرض وألقاها في اتجاه المشركين وهو يقول *شاهت الوجوه*
ثم صاح في المسلمين : *شدوا .....*
يعني اهجموا بقوة .
فانطلق المسلمون كالسيل وهم يصيحون بذكر الله تعالى أحد أحد.
وهجمت قريش : وكان فرسان المسلمون في المقدمة .
فلما اقترب جيش المشركين بفرسانهم استقبلهم المسلمون بالسهام كما أمرهم النبي ﷺ بذلك .
ثم استقبلوهم بالحراب
وسبب ذلك ارباكا شديدًا لجيش قريش وكسر حماسهم في بداية المعركة .
صليل السيوف في كل مكان والغبار يغطي أرض المعركة .
ألتحم القتال وتعانقت السيوف .
عندما أخذ ﷺ حفنة من الحصى من الأرض وألقاها في اتجاه المشركين وهو يقول *شاهت الوجوه*
ما من رجل من قريش إلا قال شعرت الرمال تدخل في عيني قبل المعركة .
وأخذوا يفركون عيونهم .
قال من أسلم منهم بعد ذلك .
انهزمنا يوم بدر ونحن نسمع صوتا كوقع الحصى في الطاس .
"كيف لما ترمي حجرة داخل طاسة"
فشعرنا ذلك في أفئدتنا ومن خلفنا "كانوا يشعروا صوت الحصى الذي رماه الرسول صلى الله عليه وسلم يقع في قلوبهم ومن حولهم"
وكان ذلك من أشد الرعب علينا.
*فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)*
النبي صلى الله عليه وسلم استغاث بالله فاوحى إليه :
*إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)*
*إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)*
وإذ يوحي ربك للملائكة أني معكم
أول : بند معية الله تعالى :
هو معهم بعلمه وإرادته ونصرته وقدرته.
*فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ .*
إنه : *الله جل في علاه*
لتعلم الأمة كلها أن الذي مع الله لا يهزم أبداً أبداً
الموضوع : عقيدة إيمان وأخلاق محبة و صدق.
وكان النبي ﷺ ليس مشرفا على المعركة فقط.
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه : فما راعني إلا والنبي صلى الله عليه وسلم يسل سيفه ويثب في درعه "أي ينهض إلى المعركة"
وهو يصيح ويقول :
*سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)*
يقول: أبو بكر الصديق رضي الله عنه والآية نزلت ونحن في مكة.
فوالذي بعثه بالحق ما علمت تؤيلها إلا يوم بدر .
نزلت الآية في مكة وتحققت في بدر .
يجب أن يكون يقيننا بما قال رسول الله صلى الله عليه أعظم من يقيننا أين نقف وأين نجلس .
لماذا نتاول السيرة ؟؟
إن السيرة لنقتدي لا لنقرأ رواية وقصة .
ينبغي أن يعلم المسلمين حقيقية دينهم .
وهي أننا نرتبط بهذا النبي العظيم ﷺ .
وأن نثق بما اخبر به ﷺ عندها تكون لنا المرجعية.
والحمد لله الذي جعل لنا المرجعية في كتابه العزيز وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
هكذا بدأت معركة بدر بهذا الحماس والإيمان المطلق بالله تعالى والتوكل عليه والأخذ بالأسباب.
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى...