- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,201
- مستوى التفاعل
- 44,374
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة السادسة والثلاثون بعد المائة *136*
*حكم البكاء على الميت*
ثم مضى ﷺ إلى بيته .
ومر ﷺ ببعض بيوت الأنصار فسمع بكاء نساء الأنصار على قتلاهم ويذكرون مآثرهم...
فهز رأسه ﷺ و بكى وقال *ولكن حمزة لا بواكي له .*
"يعني لا يبكي على حمزة أحد لأن أكثر قرابة حمزة كانوا في مكة" رضي الله عنه.
لم يمنع النبي ﷺ البكاء على الشهداء .
فسمعها سعد فما أن وصل النبي ﷺ على باب مسجده
فلم يستطع أن ينزل من على فرسه فأنزلاه" :
سعد بن معاذ" سيد الأوس
و "سعد بن عبادة" سيد الخزرج ثم اتكأ عليهما حتى دخل بيته
ثم أمر الصحابة رضي الله عنهم جميعاً أن ينطلقوا إلى بيوتهم ويداوون جراحهم .
فانطلق "سعد بن معاذ" رضي الله عنه وجمع نساء الأنصار من بني "عبد الأشهل" لأن سعد هو سيد بني عبد الأشهل
قال : والله لا تبكي امرأة منكم قتيلً لها حتى تأتوا باب المسجد وتبكوا عم رسول الله ﷺ..
فذهبت نساء الأنصار إلى باب المسجد عند بيت النبي ﷺ وجلسنّ يبكين حمزة عند بيت الرسول ﷺ .
فسمع النبي الصوت ....
فقال *ما هذا ؟*
فقيل له : إنهن نساء بني عبد الأشهل يارسول الله يبكين حمزة بن عبد المطلب ويذكرنّ مأثره .
فخرج واستمع إليهن وقال
*رحم الله الأنصار . رحم الله ابنائكم وخفف عليكن مصابكم وأخلف الله عليكن فيها خيراً .*
*ارجعن إلى بيوتكن مأجورات ثم دخل .*
ولكن بقيت النساء يبكين حمزة رضي الله عنه..
وأمر النبي ﷺ أن يؤخروا صلاة المغرب إلى العشاء "جمع تأخير" حتى يداوون جراحهم لأن وقت المغرب ضيق .
قال ﷺ نصليه مع العشاء إن شاء الله .
ودخل وغلبته عيناه فنام .
كان متعب ﷺ ....
فما استيقظ ﷺ إلا وقد مضى من العشاء وقت طويل .
فلما استيقظ سمع صوت بكاء على باب المسجد .
قال ﷺ *ماهذا ؟*
سمع صوت بكاء على باب المسجد
قال *ماهذا ؟*
قالوا له : هذه نساء الأنصار يبكين حمزة بن عبد المطلب .
قال مستغرباً *منذ الليل ؟*
"أي من قبل المغرب إلى الآن"
منذ الليل ....
وكلنا نعرف كم يتعب البكاء الإنسان فخرج مسرعاً إليهن
وقال *كفى .. كفى .. يا نساء بني عبد الأشهل . لقد أوجبتنّ ولقد واسيتنّ .*
*ألا إني أعزم عليكن وأنا محمد رسول الله ، أن لا تنوحنّ على ميت بعد اليوم .*
"يعني بعد اليوم لا نواح في الإسلام"
ومن ذلك اليوم لم تبكي مؤمنة على ميت بندب ونواح ....
ولنا وقفة هنا لنربط الكلام ببعضه :
عندما مات ابن النبي ﷺ ابراهيم عليه السلام... ابن مارية القطبية
ولم ينجب من أزواجه غير خديجة رضي الله عنهن
وكان يشبه رسول الله ﷺ كأنه هو... فرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً لأن بعد هذا العمر رزقه الله ولد يحمل اسمه
ولكنه مات وعمره 17 شهر .
فحزن عليه كثيراً صلى ﷺ
وهنا حكمة الله تعالى
لم يكن ﷺ له ولد ذكر ....
الجميع يسأل ما الحكمة ؟؟
إرادة الله وحكمته فوق الجميع
ولحكمة من الله أن النبي ﷺ لم يعش له ولد
ليكون محمد ﷺ هو خاتم الأنبياء والمرسلين .
فلو بقي له ولد ذكر وكبر وأصبح شاباً لكان نبياً .
و الرسول ﷺ هو خاتم الأنبياء ولا ينبغي أن يكون نبي بعده...
ولو أنه لم يصبح نبي
لكان ذلك انتقاصاً لمقام النبي ﷺ عند ربه تعالى
فبرسول الله ﷺ ختمت النبوة .
فلما مات ابنه ابراهيم وكان يحمله النبي ﷺ بين يديه عندما فاضت روحه ...
أجهش النبي ﷺ بالبكاء فسُمع صوته ﷺ خارج البيت ...
فقيل : يارسول الله ألم تنهنا عن ذلك منذ يوم أحد ؟
قال ﷺ *ما عن هذا نهيتكم .*
*إن العين لتدمع . وإن القلب ليحزن وإن على فراقك يا إبراهيم لمحزنون ، وإنا لا نقول إلا مايرضي الرب . إنا لله وإنا إليه راجعون*
*إنما نهيتكم أن يضرب الرجل وجهه أو يشق جيبه أو يقول في ذلك ما لا يرضي الله .*
فالبكاء على الميت "مشروع"
هذا أمر من فطرة البشر .
والرسول ﷺ يقول *البكاء من الرحمة ومن لا يَرحم لا يُرحم .*
فالبكاء مشروع ....
والمنهي عنه : ضرب الوجه وشق الثياب ونطق كلمات لا ترضي الله تعالى...
يقول ﷺ *إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب .*
*ولكن يعذب بهذا أو يرحم . وأشار إلى لسانه ﷺ .*
وقد بكى أيضاً ﷺ على ابن بنته عندما توفى .
فقال له سعد بن عبادة رضي الله عنه ما هذا يا رسول الله ؟
قال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء .
و يجوز للمرأة ان تودع زوجها ولا حرج حتى بعد الغسل .
لا مانع شرعاً من أن تودع الزوجة زوجها الميت بتقبيله بعد غسله وتكفينه ....
وكذلك يجوز للزوج أن يودع زوجته الميتة...
تقول عائشة رضي الله عنها : *لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل النبي ﷺ غير نسائه*
وقبل وفاته ﷺ .
تقول عائشة رضي الله عنها : رجع إلي رسول الله ﷺ من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعاً في رأسي ... وأقول : وارأساه..
فقال : *بل أنا وارأساه . ما ضرك لو متِّ قبلي وكفنتك ثم صليتُ عليكِ ودفنتكِ .*
"الرسول ﷺ يخبر عائشة رضي الله عنها إذا أنتِ متي قبلي كفنتك ودفنتك"
وقد قام علي رضي الله عنه بغسل فاطمة بنت رسول الله ﷺ ....
كل هذه أحاديث صحيحة صريحة تدل على جواز تغسيل الرجل زوجته الميتة .
وكذلك تغسيل المرأة لزوجها الميت .
فإذا جاز للرجل أن يغسل زوجته المتوفاة .
وللزوجة أن تغسل زوجها المتوفى .
أليس من باب أولى توديع كل من الزوجين الآخر بعد وفاته .
*خلاصة الكلام*
بعض الناس إذا أصابتهم مصيبة يظل طوال حياته محصورا في تلك الدائرة لا يخرج منها .
ولا يريد أن يخرج منها
والرسول ﷺ يعلمنا أننا نحزن مثل كل البشر .
ولكن نحزن ليوم أو يومان أو أسبوع أو حتى شهر .
ولكن لا نظل في هذه الدائرة طوال حياتنا .
لابد أن نقلب الصفحة وننظر أمامنا ولا ننظر تحت أقدامنا .
*إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ...*
نسأل الله تعالى حسن الخاتمة.
ثم صلى النبي ﷺ بأصحابه رضي الله عنهم المغرب والعشاء جمع تأخير .
لم يكن انتصار لقريش على المسلمين في غزوة أحد...
وذلك لأنهم :
١- لم تحقق قريش الهدف الأول من غزوة أحد وهو قتل النبي ﷺ .
٢- لم تقم قريش بأسر أي أحد من المسلمين .
٣- قام المسلمون بدفن شهدائهم في أحد بأنفسهم بينما لم تتمكن قريش من ذلك في "بدر"
٤- انسحبت قريش فوراً بعد انتهاء المعركة .
ولم تقم في أرض المعركة ثلاثة أيام كما هي عادة الجيوش المنتصرة في ذلك الوقت .
٥- تواعدت قريش بالرجوع لبدر . لأنها فشلت بتحقق أهدافها .
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة السادسة والثلاثون بعد المائة *136*
*حكم البكاء على الميت*
ثم مضى ﷺ إلى بيته .
ومر ﷺ ببعض بيوت الأنصار فسمع بكاء نساء الأنصار على قتلاهم ويذكرون مآثرهم...
فهز رأسه ﷺ و بكى وقال *ولكن حمزة لا بواكي له .*
"يعني لا يبكي على حمزة أحد لأن أكثر قرابة حمزة كانوا في مكة" رضي الله عنه.
لم يمنع النبي ﷺ البكاء على الشهداء .
فسمعها سعد فما أن وصل النبي ﷺ على باب مسجده
فلم يستطع أن ينزل من على فرسه فأنزلاه" :
سعد بن معاذ" سيد الأوس
و "سعد بن عبادة" سيد الخزرج ثم اتكأ عليهما حتى دخل بيته
ثم أمر الصحابة رضي الله عنهم جميعاً أن ينطلقوا إلى بيوتهم ويداوون جراحهم .
فانطلق "سعد بن معاذ" رضي الله عنه وجمع نساء الأنصار من بني "عبد الأشهل" لأن سعد هو سيد بني عبد الأشهل
قال : والله لا تبكي امرأة منكم قتيلً لها حتى تأتوا باب المسجد وتبكوا عم رسول الله ﷺ..
فذهبت نساء الأنصار إلى باب المسجد عند بيت النبي ﷺ وجلسنّ يبكين حمزة عند بيت الرسول ﷺ .
فسمع النبي الصوت ....
فقال *ما هذا ؟*
فقيل له : إنهن نساء بني عبد الأشهل يارسول الله يبكين حمزة بن عبد المطلب ويذكرنّ مأثره .
فخرج واستمع إليهن وقال
*رحم الله الأنصار . رحم الله ابنائكم وخفف عليكن مصابكم وأخلف الله عليكن فيها خيراً .*
*ارجعن إلى بيوتكن مأجورات ثم دخل .*
ولكن بقيت النساء يبكين حمزة رضي الله عنه..
وأمر النبي ﷺ أن يؤخروا صلاة المغرب إلى العشاء "جمع تأخير" حتى يداوون جراحهم لأن وقت المغرب ضيق .
قال ﷺ نصليه مع العشاء إن شاء الله .
ودخل وغلبته عيناه فنام .
كان متعب ﷺ ....
فما استيقظ ﷺ إلا وقد مضى من العشاء وقت طويل .
فلما استيقظ سمع صوت بكاء على باب المسجد .
قال ﷺ *ماهذا ؟*
سمع صوت بكاء على باب المسجد
قال *ماهذا ؟*
قالوا له : هذه نساء الأنصار يبكين حمزة بن عبد المطلب .
قال مستغرباً *منذ الليل ؟*
"أي من قبل المغرب إلى الآن"
منذ الليل ....
وكلنا نعرف كم يتعب البكاء الإنسان فخرج مسرعاً إليهن
وقال *كفى .. كفى .. يا نساء بني عبد الأشهل . لقد أوجبتنّ ولقد واسيتنّ .*
*ألا إني أعزم عليكن وأنا محمد رسول الله ، أن لا تنوحنّ على ميت بعد اليوم .*
"يعني بعد اليوم لا نواح في الإسلام"
ومن ذلك اليوم لم تبكي مؤمنة على ميت بندب ونواح ....
ولنا وقفة هنا لنربط الكلام ببعضه :
عندما مات ابن النبي ﷺ ابراهيم عليه السلام... ابن مارية القطبية
ولم ينجب من أزواجه غير خديجة رضي الله عنهن
وكان يشبه رسول الله ﷺ كأنه هو... فرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً لأن بعد هذا العمر رزقه الله ولد يحمل اسمه
ولكنه مات وعمره 17 شهر .
فحزن عليه كثيراً صلى ﷺ
وهنا حكمة الله تعالى
لم يكن ﷺ له ولد ذكر ....
الجميع يسأل ما الحكمة ؟؟
إرادة الله وحكمته فوق الجميع
ولحكمة من الله أن النبي ﷺ لم يعش له ولد
ليكون محمد ﷺ هو خاتم الأنبياء والمرسلين .
فلو بقي له ولد ذكر وكبر وأصبح شاباً لكان نبياً .
و الرسول ﷺ هو خاتم الأنبياء ولا ينبغي أن يكون نبي بعده...
ولو أنه لم يصبح نبي
لكان ذلك انتقاصاً لمقام النبي ﷺ عند ربه تعالى
فبرسول الله ﷺ ختمت النبوة .
فلما مات ابنه ابراهيم وكان يحمله النبي ﷺ بين يديه عندما فاضت روحه ...
أجهش النبي ﷺ بالبكاء فسُمع صوته ﷺ خارج البيت ...
فقيل : يارسول الله ألم تنهنا عن ذلك منذ يوم أحد ؟
قال ﷺ *ما عن هذا نهيتكم .*
*إن العين لتدمع . وإن القلب ليحزن وإن على فراقك يا إبراهيم لمحزنون ، وإنا لا نقول إلا مايرضي الرب . إنا لله وإنا إليه راجعون*
*إنما نهيتكم أن يضرب الرجل وجهه أو يشق جيبه أو يقول في ذلك ما لا يرضي الله .*
فالبكاء على الميت "مشروع"
هذا أمر من فطرة البشر .
والرسول ﷺ يقول *البكاء من الرحمة ومن لا يَرحم لا يُرحم .*
فالبكاء مشروع ....
والمنهي عنه : ضرب الوجه وشق الثياب ونطق كلمات لا ترضي الله تعالى...
يقول ﷺ *إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب .*
*ولكن يعذب بهذا أو يرحم . وأشار إلى لسانه ﷺ .*
وقد بكى أيضاً ﷺ على ابن بنته عندما توفى .
فقال له سعد بن عبادة رضي الله عنه ما هذا يا رسول الله ؟
قال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء .
و يجوز للمرأة ان تودع زوجها ولا حرج حتى بعد الغسل .
لا مانع شرعاً من أن تودع الزوجة زوجها الميت بتقبيله بعد غسله وتكفينه ....
وكذلك يجوز للزوج أن يودع زوجته الميتة...
تقول عائشة رضي الله عنها : *لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل النبي ﷺ غير نسائه*
وقبل وفاته ﷺ .
تقول عائشة رضي الله عنها : رجع إلي رسول الله ﷺ من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعاً في رأسي ... وأقول : وارأساه..
فقال : *بل أنا وارأساه . ما ضرك لو متِّ قبلي وكفنتك ثم صليتُ عليكِ ودفنتكِ .*
"الرسول ﷺ يخبر عائشة رضي الله عنها إذا أنتِ متي قبلي كفنتك ودفنتك"
وقد قام علي رضي الله عنه بغسل فاطمة بنت رسول الله ﷺ ....
كل هذه أحاديث صحيحة صريحة تدل على جواز تغسيل الرجل زوجته الميتة .
وكذلك تغسيل المرأة لزوجها الميت .
فإذا جاز للرجل أن يغسل زوجته المتوفاة .
وللزوجة أن تغسل زوجها المتوفى .
أليس من باب أولى توديع كل من الزوجين الآخر بعد وفاته .
*خلاصة الكلام*
بعض الناس إذا أصابتهم مصيبة يظل طوال حياته محصورا في تلك الدائرة لا يخرج منها .
ولا يريد أن يخرج منها
والرسول ﷺ يعلمنا أننا نحزن مثل كل البشر .
ولكن نحزن ليوم أو يومان أو أسبوع أو حتى شهر .
ولكن لا نظل في هذه الدائرة طوال حياتنا .
لابد أن نقلب الصفحة وننظر أمامنا ولا ننظر تحت أقدامنا .
*إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ...*
نسأل الله تعالى حسن الخاتمة.
ثم صلى النبي ﷺ بأصحابه رضي الله عنهم المغرب والعشاء جمع تأخير .
لم يكن انتصار لقريش على المسلمين في غزوة أحد...
وذلك لأنهم :
١- لم تحقق قريش الهدف الأول من غزوة أحد وهو قتل النبي ﷺ .
٢- لم تقم قريش بأسر أي أحد من المسلمين .
٣- قام المسلمون بدفن شهدائهم في أحد بأنفسهم بينما لم تتمكن قريش من ذلك في "بدر"
٤- انسحبت قريش فوراً بعد انتهاء المعركة .
ولم تقم في أرض المعركة ثلاثة أيام كما هي عادة الجيوش المنتصرة في ذلك الوقت .
٥- تواعدت قريش بالرجوع لبدر . لأنها فشلت بتحقق أهدافها .
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى....