- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,201
- مستوى التفاعل
- 44,374
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة السادسة و العشرون بعد المائة *126*
*غزوة أحد وانسحاب ثلث الجيش .*
*وخطة النبي ﷺ للمعركة .*
خرج جيش المسلمين لغزوة أحد لملاقاة جيش قريش بقيادة النبي ﷺ بعد صلاة الجمعة .
وكان عددهم 1000 مقاتل
فلما سار الجيش قليلاً وجد النبي ﷺ بين صفوف المسلمين كتيبة خشنة : "أي كثيرة السلاح"
عددهم حوالي 100 مقاتل .
فسأل النبي ﷺ *من هؤلاء . فإنهم ليسوا من أصحابنا .*
فقال الصحابة رضي الله عنهم إنهم حلفاء من اليهود لإبن سلول
فقال النبي ﷺ *هل أسلموا ؟*
قالوا : لا
فقال ﷺ *إنا لا ننتصر بأهل الكفر على أهل الشرك .*
"استخدم الرسول ﷺ في وصف اليهود كلمة كفر"
وردهم ورفض الإستعانة بهم
فغضب لرجعتهم ابن سلول وقال كلمته القبيحة قال : عصاني وأطاع الولدان.
"يقصد الشباب من الصحابة المتحمسين للقتال"
وما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا ارجعوا أيها الناس.
أعلن "عبد الله بن أبي بن سلول" أنه سيعود إلى المدينة بل ودعا الجيش كله إلى الإنسحاب والعودة للمدينة
واستجاب له 300 من جيش المسلمين من المنافقين .
*هل رأيتم عدد المنافقين بالمدينة من 1000 مسلم فقط خرج 300 منافق*
فقام لهم الصحابي الجليل "عبدالله بن عمرو ابن حرام" رضي الله عنه : وكان من الخزرج وله مكانة كبيرة بينهم .
وابن سلول من الخزرج أيضاً.
فقال عبدالله بن حرام رضي الله عنه : يا قوم أذكركم الله أن تخذُلوا قومكم ونبيكم صلى الله عليه وسلم.
فقالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ولكن لا نرى أنه يكون قتالا : أي لن يكون هناك قتال لو في قتال نبقى معكم "
واصروا على الإنسحاب فلما يئس منهم .
قال لهم : أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله تعالى عنكم نبيه صلى الله عليه وسلم.
فأنزل الله تعالى فيهم قرآن يتلى إلى يوم القيامة :
قال تعالى :
*وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ .*
*و لم يقتصر الأمر على المنافقين فقط* :
بل كاد أن يتأثر بانسحاب هذا العدد الكبير من الجيش عدد آخر من المؤمنين .
ولكن الله تعالى أنزل السكينة في قلوبهم وتولى أمرهم وثبتهم .
يقول تعالى :
*إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ .*
أصبح عدد جيش المسلمين 700
وعدد جيش قريش 3000 .
يعني ثلاث أضعاف وقليل جيش قريش والمجهز بالعدة والعتاد والفرسان والدروع.
والمسلمون خرجوا مشي على الأقدام ليس معهم إلا فرس واحد يركبه النبي ﷺ .
ولذلك سنرى كيف وضع النبي ﷺ خطة يستطيع من خلالها التقليل من آثار تفوق قريش الكبير جداً على المسلمين سواء من ناحية عدد المقاتلين أو عدد الفرسان.....
في الطريق وقف الرسول ﷺ يستعرض الجيش :
فوجد بين الصفوف صغار بالعمر أعمارهم بين 13 و 14 عام
فردهم النبي ﷺ ولم يسمح لهم بالمشاركة
فكان ممن ردهم "عبدالله بن عمر و أسامة بن زيد" رضي الله عنهم
وكان هناك غلامين :
"سمرة" والآخر "رافع" رضي الله عنهم.... فلما ردهما
قيل : للنبي ﷺ يا رسول الله إن رافع رامياً جيداً قل أن يخطيء
فلا بأس يا رسول الله لو أنك أجزته .
"فبشهادة الصحابة علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه رامي جيد ، والحرب بحاجة لرامي يقف في مكانه فيرمي بالنبل فسمح له"
فبكى سمرة وكان يتيماً
فقال له عمه ما يبكيك يا سمرة
فقال أجاز النبي صلى الله عليه وسلم رافع و ردني وأنا أصرعه إذا تصارعنا
فسمع ﷺ هذه فسُر لها وابتسم
قال له ﷺ *أأنت تصرعه ؟*
فككف دموعه وقال : نعم يارسول الله .
قال له النبي : تصارعا أمامي
فتصارعا فصرع سمرة رافع فأجازه النبي ﷺ .
فرغ النبي ﷺ من استعراض الجيش وقد غابت الشمس .
فأذن بلال رضي الله عنه لصلاة المغرب
فصلى بأصحابه ﷺ ثم أذن بالعشاء فصلى بهم وبات الجيش في هذا المكان
واختار النبي ﷺ 50 رجلاً ليحرسوا المعسكر يتجولون حوله.... وكان هناك حراسة خاصة للنبي ﷺ .
سار ﷺ بجيشه في اتجاه جبل أحد وهو يبعد عن المدينة حوالي 5 كم تقريباً.
وكان مسار الجيش من بين المزارع والبساتين في الليل قبل طلوع الفجر .
وصل النبي ﷺ إلى جبل أحد وتمركز بجيشه .
بحيث أصبحت المدينة في وجه الجيش.
وجبل أحد في ظهر الجيش وعلى يمينه.
وجزء من الجبل على يسار الجيش .
وهو الجزء من الجبل الذي سيقف عليه الرماة وجيش قريش أصبح فاصلآ بين المسلمين والمدينة .
لما نظر النبي ﷺ ورأى جيش قريش أمامهم تفحص ساحة المعركة "ببصيرته"
١ / جعل جبل أحد خلف المسلمين وعن شمالهم .
"حتى لا يستطيع جيش قريش تطويق المسلمين"
نظر النبي ﷺ فرأى أن في جيش قريش 200 فارس يقودهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل تنحوا عن الجيش .
أي ليست مهمتهم القتال وقفوا على جانب .
فعلم النبي ﷺ أن هؤلاء الفرسان بقيادة خالد بن الوليد مهمتهم فقط تطويق المسلمين والإلتفاف حولهم .
٢/ جعل عدد من الرماة على الجبل على يسار المسلمين يقومون برمي السهام في إتجاه خيل المشركين .
وبذلك يقلل من آثار إمتلاك قريش لعدد كبير من الفرسان لأن الخيل تخاف وتتراجع أمام النبل .
٣/ أن يقف المسلمون صفآ واحداً في أضيق مسافة بين جبل الرماة وجبل أحد وهي مسافة حوالى 650 متر تقريباً.
وبذلك تحارب قريش المسلمون بنفس عددهم تقريبا .
ويستطيع النبي ﷺ التقليل من آثار التفوق العددي لجيش قريش .
٤/ أن يكون هناك مكان آمن في الجبل يمكن أن ينسحب إليه المسلمون إذا وقعت الهزيمة بالمسلمين ولا يلجؤوا إلى الفرار من أمام العدو فيتعرضوا للقتل أو إلى الأسر.
هكذا تمركز الرسول ﷺ في أفضل مكان في أرض المعركة .
مع أن النبي ﷺ وصل لساحة أحد وقد وصلت قريش قبله
ومع أن قريش يوجد فيها خبراء عسكريين وفيها الداهية أبو سفيان.... وفيها العبقرية العسكرية الفذة "خالد بن الوليد"
عندما كون النبي ﷺ كتيبة الرماة الذين سيقفون على الجبل
وكان عددهم 50 رجل من الصحابة رضي الله عنهم أعطى قيادتها إلى "عبد الله بن جبير" رضي الله عنه.
يكون والد جابر بن عبدالله راوي الحديث .
وكان عبدالله بن جبير معلم بثياب بيضاء
إختار ﷺ 50 رجل من خيرة رماة المسلمين .
*ثم أوصاهم*
اسمعوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للرماة :
فالسيرة للتأسي لا للتسلي :
قال للرماة . *قفوا على هذا التل ولا تشاركونا في القتال وعليكم "مهمتكم" أن تنضحوا الخيل عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا .*
*فإن الخيل لا تقدّم على النبل .*
*إنا لن نزال غالبين ما مكثتم مكانكم .*
*فإن رأيتمونا نظهر عليهم وندخل معسكرهم ونغنم غنائهم فلا تبرحوا مكانكم حتى أكون أنا الذي أرسل إليكم .*
*وإن رأيتموهم يظهروا علينا وتخطفنا سيوفهم خطفاً فلا تدافعوا عنا .*
*لا تبرحوا مكانكم ولا تشاركونا القتال .*
*بل إلزموا مكانكم حتى أكون أنا الذي أرسل إليكم .*
ثم قال : *اللهم إني أشهدك عليهم .*
ثم يختمها صلى الله عليه وسلم بقوله :
*لا نؤتين اليوم من قبلكم .*
*وكذا أنتم أيها المصلحون والدعاة والآباء و الأمهات والمربين لا تبرحوا أماكنكم...... العمل العمل فالكل على ثغر من ثغور هذا الدين*
الأنوار المحمدية...
يتبع بإذن الله تعالى...
الحلقة السادسة و العشرون بعد المائة *126*
*غزوة أحد وانسحاب ثلث الجيش .*
*وخطة النبي ﷺ للمعركة .*
خرج جيش المسلمين لغزوة أحد لملاقاة جيش قريش بقيادة النبي ﷺ بعد صلاة الجمعة .
وكان عددهم 1000 مقاتل
فلما سار الجيش قليلاً وجد النبي ﷺ بين صفوف المسلمين كتيبة خشنة : "أي كثيرة السلاح"
عددهم حوالي 100 مقاتل .
فسأل النبي ﷺ *من هؤلاء . فإنهم ليسوا من أصحابنا .*
فقال الصحابة رضي الله عنهم إنهم حلفاء من اليهود لإبن سلول
فقال النبي ﷺ *هل أسلموا ؟*
قالوا : لا
فقال ﷺ *إنا لا ننتصر بأهل الكفر على أهل الشرك .*
"استخدم الرسول ﷺ في وصف اليهود كلمة كفر"
وردهم ورفض الإستعانة بهم
فغضب لرجعتهم ابن سلول وقال كلمته القبيحة قال : عصاني وأطاع الولدان.
"يقصد الشباب من الصحابة المتحمسين للقتال"
وما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا ارجعوا أيها الناس.
أعلن "عبد الله بن أبي بن سلول" أنه سيعود إلى المدينة بل ودعا الجيش كله إلى الإنسحاب والعودة للمدينة
واستجاب له 300 من جيش المسلمين من المنافقين .
*هل رأيتم عدد المنافقين بالمدينة من 1000 مسلم فقط خرج 300 منافق*
فقام لهم الصحابي الجليل "عبدالله بن عمرو ابن حرام" رضي الله عنه : وكان من الخزرج وله مكانة كبيرة بينهم .
وابن سلول من الخزرج أيضاً.
فقال عبدالله بن حرام رضي الله عنه : يا قوم أذكركم الله أن تخذُلوا قومكم ونبيكم صلى الله عليه وسلم.
فقالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ولكن لا نرى أنه يكون قتالا : أي لن يكون هناك قتال لو في قتال نبقى معكم "
واصروا على الإنسحاب فلما يئس منهم .
قال لهم : أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله تعالى عنكم نبيه صلى الله عليه وسلم.
فأنزل الله تعالى فيهم قرآن يتلى إلى يوم القيامة :
قال تعالى :
*وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ .*
*و لم يقتصر الأمر على المنافقين فقط* :
بل كاد أن يتأثر بانسحاب هذا العدد الكبير من الجيش عدد آخر من المؤمنين .
ولكن الله تعالى أنزل السكينة في قلوبهم وتولى أمرهم وثبتهم .
يقول تعالى :
*إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ .*
أصبح عدد جيش المسلمين 700
وعدد جيش قريش 3000 .
يعني ثلاث أضعاف وقليل جيش قريش والمجهز بالعدة والعتاد والفرسان والدروع.
والمسلمون خرجوا مشي على الأقدام ليس معهم إلا فرس واحد يركبه النبي ﷺ .
ولذلك سنرى كيف وضع النبي ﷺ خطة يستطيع من خلالها التقليل من آثار تفوق قريش الكبير جداً على المسلمين سواء من ناحية عدد المقاتلين أو عدد الفرسان.....
في الطريق وقف الرسول ﷺ يستعرض الجيش :
فوجد بين الصفوف صغار بالعمر أعمارهم بين 13 و 14 عام
فردهم النبي ﷺ ولم يسمح لهم بالمشاركة
فكان ممن ردهم "عبدالله بن عمر و أسامة بن زيد" رضي الله عنهم
وكان هناك غلامين :
"سمرة" والآخر "رافع" رضي الله عنهم.... فلما ردهما
قيل : للنبي ﷺ يا رسول الله إن رافع رامياً جيداً قل أن يخطيء
فلا بأس يا رسول الله لو أنك أجزته .
"فبشهادة الصحابة علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه رامي جيد ، والحرب بحاجة لرامي يقف في مكانه فيرمي بالنبل فسمح له"
فبكى سمرة وكان يتيماً
فقال له عمه ما يبكيك يا سمرة
فقال أجاز النبي صلى الله عليه وسلم رافع و ردني وأنا أصرعه إذا تصارعنا
فسمع ﷺ هذه فسُر لها وابتسم
قال له ﷺ *أأنت تصرعه ؟*
فككف دموعه وقال : نعم يارسول الله .
قال له النبي : تصارعا أمامي
فتصارعا فصرع سمرة رافع فأجازه النبي ﷺ .
فرغ النبي ﷺ من استعراض الجيش وقد غابت الشمس .
فأذن بلال رضي الله عنه لصلاة المغرب
فصلى بأصحابه ﷺ ثم أذن بالعشاء فصلى بهم وبات الجيش في هذا المكان
واختار النبي ﷺ 50 رجلاً ليحرسوا المعسكر يتجولون حوله.... وكان هناك حراسة خاصة للنبي ﷺ .
سار ﷺ بجيشه في اتجاه جبل أحد وهو يبعد عن المدينة حوالي 5 كم تقريباً.
وكان مسار الجيش من بين المزارع والبساتين في الليل قبل طلوع الفجر .
وصل النبي ﷺ إلى جبل أحد وتمركز بجيشه .
بحيث أصبحت المدينة في وجه الجيش.
وجبل أحد في ظهر الجيش وعلى يمينه.
وجزء من الجبل على يسار الجيش .
وهو الجزء من الجبل الذي سيقف عليه الرماة وجيش قريش أصبح فاصلآ بين المسلمين والمدينة .
لما نظر النبي ﷺ ورأى جيش قريش أمامهم تفحص ساحة المعركة "ببصيرته"
١ / جعل جبل أحد خلف المسلمين وعن شمالهم .
"حتى لا يستطيع جيش قريش تطويق المسلمين"
نظر النبي ﷺ فرأى أن في جيش قريش 200 فارس يقودهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل تنحوا عن الجيش .
أي ليست مهمتهم القتال وقفوا على جانب .
فعلم النبي ﷺ أن هؤلاء الفرسان بقيادة خالد بن الوليد مهمتهم فقط تطويق المسلمين والإلتفاف حولهم .
٢/ جعل عدد من الرماة على الجبل على يسار المسلمين يقومون برمي السهام في إتجاه خيل المشركين .
وبذلك يقلل من آثار إمتلاك قريش لعدد كبير من الفرسان لأن الخيل تخاف وتتراجع أمام النبل .
٣/ أن يقف المسلمون صفآ واحداً في أضيق مسافة بين جبل الرماة وجبل أحد وهي مسافة حوالى 650 متر تقريباً.
وبذلك تحارب قريش المسلمون بنفس عددهم تقريبا .
ويستطيع النبي ﷺ التقليل من آثار التفوق العددي لجيش قريش .
٤/ أن يكون هناك مكان آمن في الجبل يمكن أن ينسحب إليه المسلمون إذا وقعت الهزيمة بالمسلمين ولا يلجؤوا إلى الفرار من أمام العدو فيتعرضوا للقتل أو إلى الأسر.
هكذا تمركز الرسول ﷺ في أفضل مكان في أرض المعركة .
مع أن النبي ﷺ وصل لساحة أحد وقد وصلت قريش قبله
ومع أن قريش يوجد فيها خبراء عسكريين وفيها الداهية أبو سفيان.... وفيها العبقرية العسكرية الفذة "خالد بن الوليد"
عندما كون النبي ﷺ كتيبة الرماة الذين سيقفون على الجبل
وكان عددهم 50 رجل من الصحابة رضي الله عنهم أعطى قيادتها إلى "عبد الله بن جبير" رضي الله عنه.
يكون والد جابر بن عبدالله راوي الحديث .
وكان عبدالله بن جبير معلم بثياب بيضاء
إختار ﷺ 50 رجل من خيرة رماة المسلمين .
*ثم أوصاهم*
اسمعوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للرماة :
فالسيرة للتأسي لا للتسلي :
قال للرماة . *قفوا على هذا التل ولا تشاركونا في القتال وعليكم "مهمتكم" أن تنضحوا الخيل عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا .*
*فإن الخيل لا تقدّم على النبل .*
*إنا لن نزال غالبين ما مكثتم مكانكم .*
*فإن رأيتمونا نظهر عليهم وندخل معسكرهم ونغنم غنائهم فلا تبرحوا مكانكم حتى أكون أنا الذي أرسل إليكم .*
*وإن رأيتموهم يظهروا علينا وتخطفنا سيوفهم خطفاً فلا تدافعوا عنا .*
*لا تبرحوا مكانكم ولا تشاركونا القتال .*
*بل إلزموا مكانكم حتى أكون أنا الذي أرسل إليكم .*
ثم قال : *اللهم إني أشهدك عليهم .*
ثم يختمها صلى الله عليه وسلم بقوله :
*لا نؤتين اليوم من قبلكم .*
*وكذا أنتم أيها المصلحون والدعاة والآباء و الأمهات والمربين لا تبرحوا أماكنكم...... العمل العمل فالكل على ثغر من ثغور هذا الدين*
الأنوار المحمدية...
يتبع بإذن الله تعالى...