- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة العاشرة
*أصحاب الفيل / الجزء الثاني .*
جهز أبرهة جيشه وانطلق به في إتجاه الكعبة .
وكان من تجهيزات هذا الجيش الفيل والخيل والجمال .
تقدم أبرهة بجنده وكان يركب على فيل عظيم وأمر جنده أن يتبعوه .
كان الطريق الى مكة طويل فكان كلما مر على قبيلة من قبائل العرب بعث فرقة من جنده وأغاروا عليها ينهب أموالهم وأغنامهم وإبلها [[ ليطعم جيشه الضخم في الطريق ]]
بعض القبائل طبعا كأي زمان ومكان . بعض العرب وضعوا ايديهم بيده وقدموا له المساعدة لينالوا رضاه .
حتى وصل الى منطقة قريبة من مكة فأقام فيها .
ثم أرسل فرقة من جيشه فنهبت الإبل والاغنام لقريش التي كانت ترعى في الجبال والشعاب .
"من ضمنها إبل لعبد المطلب جد الحبيب ﷺ .
لما علم أهل مكة بالأمر اجتمعوا للتشاور .
وكان الخوف الشديد يملأ بيوت مكة وقالوا لا طاقة لنا بأبرهة وجيشه .
"أهل مكة ليس عندهم جيش منظم ومدرب .
والذي زاد خوفهم أكثر الفيل الضخم .
ثم بعث أبرهة رسول من عنده لأهل مكة .
قال له : إذهب إليهم واسأل عن سيد هذه البلد
وقل له
"إن الملك يقول لك إنه لم يأتي لحربكم .
إنما أتيت لهدم هذا البيت فلا تتعرضوا لنا للقتال واخلو لنا المكان كي نهدم هذا البيت .
فإن قالوا لك أنهم لا يريدون القتال فأحضر لي سيدهم أتشاور معه"
دخل رسول أبرهة مكة وسأل عن سيد قريش .
قالوا له : عبد المطلب سيد مكة وشيخها .
حضر عبد المطلب فقال له الرسول ما أمره به أبرهة
فقال عبد المطلب . والله لا نريد حربه وليس عندنا طاقة لحربه .
ولكن هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم .
فإن أراد الله منع أبرهة من بيته وحرمه منعه
وإن أراد ان يخلي بينه وبين بيته فنحن لاطاقة لنا بقتال أبرهة .
فقال له الرسول : انطلق معي يا شيخ مكة فالملك يريد مقابلتك .
ذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة فأستأذن بالدخول عليه
قال أبرهة : من هذا الذي يطلب الدخول ؟
قالوا له : هذا عبد المطلب شيخ مكة هو الذي يطعم الناس والطير والسباع من كرمه وجوده .
ويؤمن الحجيج ويسقي الماء .
(( أعجب أبرهة بخصال عبد المطلب ))
فلما دخل عبد المطلب وكان عبد المطلب رجل طويل وعظيم له هيبة وجمال .
لما رآه أبرهة وثب واقفاً ورحب به .
وكان من عادة أبرهة يجلس على سرير ملكه .
والناس تجلس تحته فأراد أن يُجلس عبدالمطلب بجانبه لشدة هيبته .
كره أن تراهُ حاشيته وهو يجلسه بجانبه فنزل أبرهة عن سريره وجلس على البساط وأجلسه معه الى جانبه .
قال أبرهة لترجمانه : قل له حاجتك ؟
فقال له ذلك الترجمان .
فقال : حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي .
فلما قال له ذلك .
قال أبرهة لترجمانه قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم قد زهدت فيك حين كلمتني .
أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه ولا تكلمني فيه !
قال له عبدالمطلب : إني أنا رب الإبل "أي صاحبها" وإن للبيت رباً سيحميه .
قال أبرهة : ما كان ليمتنع مني "أي لا يستطيع رب البيت أن يقف بوجهي"
قال عبد المطلب له : أنت وذاك "بمعنى أنت حر"
فأعاد له أبرهة الإبل .
وأخذ يضحك ويقول للبيت رب يحميه . للبيت رب يحميه ويضحك بأستهزاء .
رجع عبد المطلب لمكة وإجتمع بقومه .
قالوا له قريش . ما الحيلة يا شيخ مكة ؟ "ماهو الحل"
قال لا حيلة لنا لا نستطيع رد أبرهة ولكن الله يستطيع .
فأصعدوا إلى رؤوس الجبال ولا تقاتلوا وأتركوه هو ورب البيت .
ثم ذهب عبد المطلب للكعبة وأخذ بحلقة باب الكعبة وقال إن المرء منا ليحمي رحله ..
اللهم فاحمي بيتك .
دعى الله وهز الحلقة ثم قال لقومه إصعدوا إلى الجبال وأنظروا ما يكون بين أبرهة ورب البيت . صعدوا وأخذوا يترقبون وينظرون .
مكة تترقب وكل العرب في الجزيرة العربية تنتظر أخبار أبرهة وهدمه للكعبة .
تجهز أبرهة هو وجنده لدخول مكة وهدم "الكعبة"
لما وصل أبرهة للكعبة وكان يركب على أعظم وأكبر فيل في الحبشة .
هذا الفيل كان إذا تقدم تقدمت خلفه كل الفيلة .
إذا برك تبرك كل الفيلة "كانت الفيلة مدربة على إتباعه"
فلما وصل هذا الفيل ورأى الكعبة ، برك وبرك خلفه كل الفيلة .
فأداروا وجهه الى جهة اليمن فقام يجري وقامت كل الفيلة خلفه تتبعه .
فوجهوه للكعبة فبرك للأرض ولم يتحرك
أمرهم أبرهة بضربه بالحديد فضربوه فأبى الحركة .
فوجهوه راجعاً إلى اليمن فقام يهرول .
عادوا ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك .
ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك .
ووجهوه إلى مكة فبرك .
قال أبرهة : أسقوه الخمر كي يفقد عقله لعله استجاب .
فأسقوه الخمر ولكن من غير فائدة .
أشتعل أبرهة غضباً من الفيل وسل سيفه وطعن الفيل بين عينيه فأرداه قتيلاً .
فجأة شعروا بأشعة الشمس تنحجب ونظروا فوقهم وإذ هي طيور كالغمام الممطر قد حجبت ضوء الشمس من كثرتها .
جاء أمر الله العلي القدير . جاء أمر مالك الملك .
*أيحسب أن لن يقدر عليه أحد .*
طيور أبابيل . أسراب ضخمة من الطيور يلحق بعضها بعضا .
يقول أهل مكة عن هذه الطيور
(( لم نرى مثلها من قبل ولا بعد . رؤوسها تشبه رؤوس السباع .
وكان يحمل كل طير ثلاثة حجارة في منقاره حجر وفي رجليه حجرين .
جاءت حتى اجتمعت فوق رؤوسهم ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها .
وقعت الحجارة عليهم فكانت تنزل على رأس الرجل تخرج من دبره .
وبعث الله ريحاً شديدة فزادتها شدة حتى جعلهم ربنا كما قال *كعصف مأكول*
القمح لما تستخرج الحبة من البذرة منه وتتناثر القشرة هنا وهناك .
فكل رجل كان يسقط عليه حجر تتناثر لحمه عن عظمه والدماء تسيل منه حتى يهلك .
حتى ممن هرب من الجند وقد اصابه الحجر كان على الطريق تتساقط أعضائه عضو عضو ، حتى أصبحوا كأبن الفرخ "الطير الصغير ليس له ريش"
وهكذا حمى الله بيته *للبيت ربٌ يحميه*
حمى الله البيت إستعداداً لهذا المولود .
ورجعت قريش وعرفوا عظمة الله تعالى وعظمة هذا البيت .
هنا أخذ الكون كله يستعد ويتحضر لإستقبال هذا النور النبوي المحمدي ﷺ .
وكان بين حادثة الفيل ومولد الحبيب المصطفى ﷺ 50 يوم .
يتبع مولده وماذا رأت آمنة يوم ولدته .
وعذراً على الإطالة
الأنوار المحمدية .
يتبع بإذن الله ...
إ
الحلقة العاشرة
*أصحاب الفيل / الجزء الثاني .*
جهز أبرهة جيشه وانطلق به في إتجاه الكعبة .
وكان من تجهيزات هذا الجيش الفيل والخيل والجمال .
تقدم أبرهة بجنده وكان يركب على فيل عظيم وأمر جنده أن يتبعوه .
كان الطريق الى مكة طويل فكان كلما مر على قبيلة من قبائل العرب بعث فرقة من جنده وأغاروا عليها ينهب أموالهم وأغنامهم وإبلها [[ ليطعم جيشه الضخم في الطريق ]]
بعض القبائل طبعا كأي زمان ومكان . بعض العرب وضعوا ايديهم بيده وقدموا له المساعدة لينالوا رضاه .
حتى وصل الى منطقة قريبة من مكة فأقام فيها .
ثم أرسل فرقة من جيشه فنهبت الإبل والاغنام لقريش التي كانت ترعى في الجبال والشعاب .
"من ضمنها إبل لعبد المطلب جد الحبيب ﷺ .
لما علم أهل مكة بالأمر اجتمعوا للتشاور .
وكان الخوف الشديد يملأ بيوت مكة وقالوا لا طاقة لنا بأبرهة وجيشه .
"أهل مكة ليس عندهم جيش منظم ومدرب .
والذي زاد خوفهم أكثر الفيل الضخم .
ثم بعث أبرهة رسول من عنده لأهل مكة .
قال له : إذهب إليهم واسأل عن سيد هذه البلد
وقل له
"إن الملك يقول لك إنه لم يأتي لحربكم .
إنما أتيت لهدم هذا البيت فلا تتعرضوا لنا للقتال واخلو لنا المكان كي نهدم هذا البيت .
فإن قالوا لك أنهم لا يريدون القتال فأحضر لي سيدهم أتشاور معه"
دخل رسول أبرهة مكة وسأل عن سيد قريش .
قالوا له : عبد المطلب سيد مكة وشيخها .
حضر عبد المطلب فقال له الرسول ما أمره به أبرهة
فقال عبد المطلب . والله لا نريد حربه وليس عندنا طاقة لحربه .
ولكن هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم .
فإن أراد الله منع أبرهة من بيته وحرمه منعه
وإن أراد ان يخلي بينه وبين بيته فنحن لاطاقة لنا بقتال أبرهة .
فقال له الرسول : انطلق معي يا شيخ مكة فالملك يريد مقابلتك .
ذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة فأستأذن بالدخول عليه
قال أبرهة : من هذا الذي يطلب الدخول ؟
قالوا له : هذا عبد المطلب شيخ مكة هو الذي يطعم الناس والطير والسباع من كرمه وجوده .
ويؤمن الحجيج ويسقي الماء .
(( أعجب أبرهة بخصال عبد المطلب ))
فلما دخل عبد المطلب وكان عبد المطلب رجل طويل وعظيم له هيبة وجمال .
لما رآه أبرهة وثب واقفاً ورحب به .
وكان من عادة أبرهة يجلس على سرير ملكه .
والناس تجلس تحته فأراد أن يُجلس عبدالمطلب بجانبه لشدة هيبته .
كره أن تراهُ حاشيته وهو يجلسه بجانبه فنزل أبرهة عن سريره وجلس على البساط وأجلسه معه الى جانبه .
قال أبرهة لترجمانه : قل له حاجتك ؟
فقال له ذلك الترجمان .
فقال : حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي .
فلما قال له ذلك .
قال أبرهة لترجمانه قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم قد زهدت فيك حين كلمتني .
أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه ولا تكلمني فيه !
قال له عبدالمطلب : إني أنا رب الإبل "أي صاحبها" وإن للبيت رباً سيحميه .
قال أبرهة : ما كان ليمتنع مني "أي لا يستطيع رب البيت أن يقف بوجهي"
قال عبد المطلب له : أنت وذاك "بمعنى أنت حر"
فأعاد له أبرهة الإبل .
وأخذ يضحك ويقول للبيت رب يحميه . للبيت رب يحميه ويضحك بأستهزاء .
رجع عبد المطلب لمكة وإجتمع بقومه .
قالوا له قريش . ما الحيلة يا شيخ مكة ؟ "ماهو الحل"
قال لا حيلة لنا لا نستطيع رد أبرهة ولكن الله يستطيع .
فأصعدوا إلى رؤوس الجبال ولا تقاتلوا وأتركوه هو ورب البيت .
ثم ذهب عبد المطلب للكعبة وأخذ بحلقة باب الكعبة وقال إن المرء منا ليحمي رحله ..
اللهم فاحمي بيتك .
دعى الله وهز الحلقة ثم قال لقومه إصعدوا إلى الجبال وأنظروا ما يكون بين أبرهة ورب البيت . صعدوا وأخذوا يترقبون وينظرون .
مكة تترقب وكل العرب في الجزيرة العربية تنتظر أخبار أبرهة وهدمه للكعبة .
تجهز أبرهة هو وجنده لدخول مكة وهدم "الكعبة"
لما وصل أبرهة للكعبة وكان يركب على أعظم وأكبر فيل في الحبشة .
هذا الفيل كان إذا تقدم تقدمت خلفه كل الفيلة .
إذا برك تبرك كل الفيلة "كانت الفيلة مدربة على إتباعه"
فلما وصل هذا الفيل ورأى الكعبة ، برك وبرك خلفه كل الفيلة .
فأداروا وجهه الى جهة اليمن فقام يجري وقامت كل الفيلة خلفه تتبعه .
فوجهوه للكعبة فبرك للأرض ولم يتحرك
أمرهم أبرهة بضربه بالحديد فضربوه فأبى الحركة .
فوجهوه راجعاً إلى اليمن فقام يهرول .
عادوا ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك .
ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك .
ووجهوه إلى مكة فبرك .
قال أبرهة : أسقوه الخمر كي يفقد عقله لعله استجاب .
فأسقوه الخمر ولكن من غير فائدة .
أشتعل أبرهة غضباً من الفيل وسل سيفه وطعن الفيل بين عينيه فأرداه قتيلاً .
فجأة شعروا بأشعة الشمس تنحجب ونظروا فوقهم وإذ هي طيور كالغمام الممطر قد حجبت ضوء الشمس من كثرتها .
جاء أمر الله العلي القدير . جاء أمر مالك الملك .
*أيحسب أن لن يقدر عليه أحد .*
طيور أبابيل . أسراب ضخمة من الطيور يلحق بعضها بعضا .
يقول أهل مكة عن هذه الطيور
(( لم نرى مثلها من قبل ولا بعد . رؤوسها تشبه رؤوس السباع .
وكان يحمل كل طير ثلاثة حجارة في منقاره حجر وفي رجليه حجرين .
جاءت حتى اجتمعت فوق رؤوسهم ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها .
وقعت الحجارة عليهم فكانت تنزل على رأس الرجل تخرج من دبره .
وبعث الله ريحاً شديدة فزادتها شدة حتى جعلهم ربنا كما قال *كعصف مأكول*
القمح لما تستخرج الحبة من البذرة منه وتتناثر القشرة هنا وهناك .
فكل رجل كان يسقط عليه حجر تتناثر لحمه عن عظمه والدماء تسيل منه حتى يهلك .
حتى ممن هرب من الجند وقد اصابه الحجر كان على الطريق تتساقط أعضائه عضو عضو ، حتى أصبحوا كأبن الفرخ "الطير الصغير ليس له ريش"
وهكذا حمى الله بيته *للبيت ربٌ يحميه*
حمى الله البيت إستعداداً لهذا المولود .
ورجعت قريش وعرفوا عظمة الله تعالى وعظمة هذا البيت .
هنا أخذ الكون كله يستعد ويتحضر لإستقبال هذا النور النبوي المحمدي ﷺ .
وكان بين حادثة الفيل ومولد الحبيب المصطفى ﷺ 50 يوم .
يتبع مولده وماذا رأت آمنة يوم ولدته .
وعذراً على الإطالة
الأنوار المحمدية .
يتبع بإذن الله ...
إ