- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة العشرون
*آمنة أم النبي ﷺ .*
رجع الرسول ﷺ لأمه آمنة وانتهت مدة الحضانة عند حليمة السعدية. رضي الله عنها.
أصبحت آمنة ترى من إبنها محمد خصال فيه تتعجب منها !
كان ﷺ له أدب رفيع . كان دائماً يجلس وينظر إلى السماء أكثر من الأرض .
خلوته أكثر من جلوته .
"يعني كان معتزل أكثر من أنه يختلط بالصبية والأهل"
كان إذا وُضع الطعام لا يبدأ ويمد يده قبل أحد . وينتظر... حتى إذا قيل له كُل .. مد يده وأكل.
وهكذا ترى آمنة خصائصه حتى مضى عندها عامين وأصبح في عمر السادسة .
الآن التي تروي لنا ، مالذي حدث للرسول ﷺ عند آمنة هي "بركة الحبشية أم أيمن" رضي الله عنها وارضاها .
بركة صحابية جليلة كانت من الأوائل من العبيد الذين أسلموا في مكة .
وكان الذي يملكها والد النبي "عبدالله المتوفى" وانتقلت بالوراثة للنبي ﷺ .
أعتقها النبي ﷺ وزوجها "لزيد بن حارثة" رضي الله عنه. فأنجبت لزيد "أسامة بن زيد" الصحابي الجليل رضي الله عنهما .
بركة كانت حاضنة الرسول ﷺ تقوم برعايته وخدمة آمنة أم النبي ﷺ وكانت تلازمهم دائماً .
تقول بركة . قالت آمنة لعبد المطلب يوماً :
ألا تأذن لنا يا شيخ مكة أن نذهب إلى يثرب بالقافلة نزور أنا ومحمد قبر عبد الله وأعرفه على قبر والده ؟
قال : نعم يا آمنة . ولكن حتى أجد قوم آمن عليكم معهم أرسلتكم .
قالت : فلمّا خرج قوم من أشراف مكة إلى يثرب .
جهزنا عبد المطلب وأرسلنا معهم .
خرجت آمنة مع ولدها ومعها بركة..... حتى وصلوا يثرب "المدينة المنورة" .
فذهبت القافلة تكمل تجارتها ونزلت آمنة والرسول ﷺ وبركة ضيوفاً عند بني النجار أخواله .
أخذت آمنة إبنها محمد ووقفت عند قبر أبيه....
وقالت له : يا بني . هذا قبر والدك عبدالله .
فقال لها : لِما يا أمي لا يكلمنا ؟
فقالت : يا بني إنه قد مات . والذي يموت لا يتكلم أبدا ولا يرجع إلى أهله .
يا بني هذا مكان جسده ولكن لن نلتقي به أبداً .
"هنا تعرف على معنى الموت . لم يكن يعرف معنى الموت الحقيقي حتى وقف على قبر أبيه وأن والده بهذا المكان وأنه لن يراه ابدا" ﷺ .
جلسوا في يثرب حوالي شهر وكان يخرج ﷺ يلعب مع الصبيان من بني النجار .
تعلم السباحة عندهم وكان يلعب كما يلعب الصبية و لكنه كان مميز بينهم بأدبه وأخلاقه. صل الله عليه وسلم.
كان اليهود منتشرين حول يثرب وهم أهل كتاب .
فلفت انتبهاهم أمر غريب .
كانوا يسمعون صراخ الأطفال وهم يلعبون "ها قد جاء محمد المكي" "محمد القرشي ذهب" "محمد المكي تعال معنا"
"محمد القرشي هيا نذهب هناك"
كأي أطفال يلعبون ويعلو صوتهم باللعب .
وهو معروف عندهم في كتبهم بهذه الأسماء من صفات نبي آخر الزمن "محمد المكي المدني القرشي"
لاحظ اليهود غمامة عليهم تظلهم وهم يلعبوا .
وإذا إنفرد محمد لوحده أصبحت الغمامة فوق رأسه .
فأصبح أهل الكتاب ينتبهوا ويتابعوا أخبار هذا الصبي ....
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
*وفاة آمنة أم النبي ﷺ .*
أصبح أهل الكتاب ينتبهوا ويتابعوا أخبار هذا الصبي .
تقول بركة : كنت لا أفارقه بوصية من أمه آمنة .
فرأيت أهل الكتاب يختلفون إليه كثيرا.....
"تقصد اليهود يأتي واحد ويذهب الآخر يراقبون النبي ﷺ .
يترددون إليه كثيرا . يسألونها عنه كيف ينام وكيف يأكل وماذا يعمل ويسألوها عن أحواله ؟
تقول : فجاء إليه حبران من اليهود .
فقالوا . ما إسمك يا غلام ؟
قال : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب .
فأخذوا ينظروا في عينيه ورأسه وتفحصوه كثيراً ثم كشف أحدهم بين كتفيه فوضع يده على خاتم النبوة .
وقال : هو .. هو وربِ عيسى وموسى إنه هو .
فقال الآخر . أأنت واثق مما تقول ؟
قال . نعم وهذا خاتم النبوة بين كتفيه . ثم إنصرفوا .
تقول . ثم رجعت به إلى أمه قالت فلم ينتصف النهار حتى جاء رهط منهم إلينا .
قالوا يا بركة : أخرجي لنا أحمد "معروف في كتبهم إسمه أحمد"
قالت لهم . ما عندنا أحمد .
قالوا لها . هذا الذي تقولون عنه محمد .
فقالت لهم . إسمه محمد وليس أحمد .
قالوا . محمد أو أحمد شيء واحد .أخرجي لنا محمد .
فقلت لهم . إنه نائم . تقول ولم أخرجه لهم وأخبرت أمه بالأمر وبما أسمع من أهل الكتاب .
فأخبَرت آمنة أخواله من بني النجار .
فخافوا عليه من اليهود . وقالوا لها أن ترجع إلى مكة بقافلة متجهة لمكة .
ركبت معهم وخرجت آمنة ومعها إبنها وبركة .
في الطريق عصفت الريح والرمال .
فتوقفت القافلة عدة أيام وأصاب آمنة المرض . وأخرت القافلة .
فاستأذنوا الناس بالقافلة بالرحيل وتركوا معها بعض الناس يرعوها وكان مرضها في منطقة يقال لها الأبواء وهي أقرب للمدينة .
وقد سميت بذلك لأن السيول تتبوّأها . يعني تحل وتستقر فيها .
تقول بركة . فمكثنا أيام نعالج مرضها ولكنها لا تستجيب والمرض يشتد بها .
ذات ليلة أخذ المرض يشتد بها أكثر وأكثر فعلمت آمنه أنها ستموت .
فقالت آمنة : يا بركة .. قربي مني محمدا .
قالت : فقربته . فوضعت يدها على رأسه تتلمسه وهي تنظر إليه وعمره 6 سنين .
وتقول :
بـارك الله فيك مـن غلام يا إبن الذي من حومة الحمام .
ونجا بعون الملك المنعـام . وفُدي غداة الضرب بالسهام بمائـة مـن إبـل سـوام .
إن صح ما أبصرت في منامي فأنـت مبعوث إلى الأنـام من عند ذي الجلال والإكرام .
تقول بركة : كانت آمنة تكرر هذا القول أكثر من مرة وهي تنظر إلى ابنها وكأنها تودعه .
ثم قالت : يا بركة لا تغفلي عن محمد فإن أهل الكتاب يعتقدون أنه نبي مبعوث .
وإن ألد أعدائه اليهود فأنا لا آمنهم عليه . فلا تجعليه يغيب عن ناظرك .
ثم قالت : يا بني . كل حي ميت . وكل جديد بال . وكل كبير يفنى .
وأنا ميتة وذكري باقي .
وقد تركت خيراً وولدت طهراً .
ثم ماتت ويدها على النبي ﷺ .
قالت بركة : وأخذ يكلمها فلا ترد عليه .
وعلمت أنها ماتت فأغمضت عيناها وضممت يدها إلى صدرها .
حاولت أن أبعد الصبي عنها ولكنه تمسك بها.
وهو يقول وينادي . *أمي أمي .*
ثم نظر إليّ وقال . *لما لا ترد أمي عليّ ؟*
تقول بركة . فاضطررت أن أقول له لقد ماتت يا بني .
هنا تذكر كلام أمه عن الموت قبل أيام عند قبر أبيه . وأن الذي يموت لا يرجع أبداً لأهله يا بني .
فذرف دمعاً غزيراً وهو متعلق بها .
فحاولت أن أبعده عنها .
فقال القوم الذين معي . دعيه يا بركة بجانب أمه .
فبقي طوال الليل بجانبها لم ينم يضمها ويبكي لا نسمع إلا بكائه وتنهده .
فكنت آتي إليه كي أُدير وجهه عن أمه من شدة البكاء كي لا يراها ﷺ .
فلما كان النهار شققنا لها قبر في الرمال واخذنا نحفر لها وهو يحفر معنا ويبكي .
فلما هممنا بدفنها تعلق بها وأصر أن ينزل معها في حفرتها .
ولما أتعبنا قال القوم لا بأس أنزلوه في حفرتها قليلاً .
فنزل وتمدد بجانبها بالحفرة وضمها إليه وهو يبكي فأنزل دمعاً كثيراً .
ثم أخرجوه من الحفرة ووضعوا عليها الرمال . وأخذت أم ايمن يده لتذهب .
فقال لها . *نأخذ أمي معنا .*
حتى إذا وصلت مكة وتوجهت إلى بيت جده عبد المطلب .
طرقت الباب فإذا عبد المطلب يفتح الباب ثم نظر للصبي
وقال : أين أمك يا محمد ؟
فبكى واخذ يردد . *ماتت . ماتت .*
فضمه عبد المطلب وقال له . أنت ابني . أنت ابني .
وأوصلت أم ايمن الطفل اليتيم المضاعف يتمه إلى جده عبد المطلب .
صلى الله وسلم عليك يا رسول الله.
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة العشرون
*آمنة أم النبي ﷺ .*
رجع الرسول ﷺ لأمه آمنة وانتهت مدة الحضانة عند حليمة السعدية. رضي الله عنها.
أصبحت آمنة ترى من إبنها محمد خصال فيه تتعجب منها !
كان ﷺ له أدب رفيع . كان دائماً يجلس وينظر إلى السماء أكثر من الأرض .
خلوته أكثر من جلوته .
"يعني كان معتزل أكثر من أنه يختلط بالصبية والأهل"
كان إذا وُضع الطعام لا يبدأ ويمد يده قبل أحد . وينتظر... حتى إذا قيل له كُل .. مد يده وأكل.
وهكذا ترى آمنة خصائصه حتى مضى عندها عامين وأصبح في عمر السادسة .
الآن التي تروي لنا ، مالذي حدث للرسول ﷺ عند آمنة هي "بركة الحبشية أم أيمن" رضي الله عنها وارضاها .
بركة صحابية جليلة كانت من الأوائل من العبيد الذين أسلموا في مكة .
وكان الذي يملكها والد النبي "عبدالله المتوفى" وانتقلت بالوراثة للنبي ﷺ .
أعتقها النبي ﷺ وزوجها "لزيد بن حارثة" رضي الله عنه. فأنجبت لزيد "أسامة بن زيد" الصحابي الجليل رضي الله عنهما .
بركة كانت حاضنة الرسول ﷺ تقوم برعايته وخدمة آمنة أم النبي ﷺ وكانت تلازمهم دائماً .
تقول بركة . قالت آمنة لعبد المطلب يوماً :
ألا تأذن لنا يا شيخ مكة أن نذهب إلى يثرب بالقافلة نزور أنا ومحمد قبر عبد الله وأعرفه على قبر والده ؟
قال : نعم يا آمنة . ولكن حتى أجد قوم آمن عليكم معهم أرسلتكم .
قالت : فلمّا خرج قوم من أشراف مكة إلى يثرب .
جهزنا عبد المطلب وأرسلنا معهم .
خرجت آمنة مع ولدها ومعها بركة..... حتى وصلوا يثرب "المدينة المنورة" .
فذهبت القافلة تكمل تجارتها ونزلت آمنة والرسول ﷺ وبركة ضيوفاً عند بني النجار أخواله .
أخذت آمنة إبنها محمد ووقفت عند قبر أبيه....
وقالت له : يا بني . هذا قبر والدك عبدالله .
فقال لها : لِما يا أمي لا يكلمنا ؟
فقالت : يا بني إنه قد مات . والذي يموت لا يتكلم أبدا ولا يرجع إلى أهله .
يا بني هذا مكان جسده ولكن لن نلتقي به أبداً .
"هنا تعرف على معنى الموت . لم يكن يعرف معنى الموت الحقيقي حتى وقف على قبر أبيه وأن والده بهذا المكان وأنه لن يراه ابدا" ﷺ .
جلسوا في يثرب حوالي شهر وكان يخرج ﷺ يلعب مع الصبيان من بني النجار .
تعلم السباحة عندهم وكان يلعب كما يلعب الصبية و لكنه كان مميز بينهم بأدبه وأخلاقه. صل الله عليه وسلم.
كان اليهود منتشرين حول يثرب وهم أهل كتاب .
فلفت انتبهاهم أمر غريب .
كانوا يسمعون صراخ الأطفال وهم يلعبون "ها قد جاء محمد المكي" "محمد القرشي ذهب" "محمد المكي تعال معنا"
"محمد القرشي هيا نذهب هناك"
كأي أطفال يلعبون ويعلو صوتهم باللعب .
وهو معروف عندهم في كتبهم بهذه الأسماء من صفات نبي آخر الزمن "محمد المكي المدني القرشي"
لاحظ اليهود غمامة عليهم تظلهم وهم يلعبوا .
وإذا إنفرد محمد لوحده أصبحت الغمامة فوق رأسه .
فأصبح أهل الكتاب ينتبهوا ويتابعوا أخبار هذا الصبي ....
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
*وفاة آمنة أم النبي ﷺ .*
أصبح أهل الكتاب ينتبهوا ويتابعوا أخبار هذا الصبي .
تقول بركة : كنت لا أفارقه بوصية من أمه آمنة .
فرأيت أهل الكتاب يختلفون إليه كثيرا.....
"تقصد اليهود يأتي واحد ويذهب الآخر يراقبون النبي ﷺ .
يترددون إليه كثيرا . يسألونها عنه كيف ينام وكيف يأكل وماذا يعمل ويسألوها عن أحواله ؟
تقول : فجاء إليه حبران من اليهود .
فقالوا . ما إسمك يا غلام ؟
قال : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب .
فأخذوا ينظروا في عينيه ورأسه وتفحصوه كثيراً ثم كشف أحدهم بين كتفيه فوضع يده على خاتم النبوة .
وقال : هو .. هو وربِ عيسى وموسى إنه هو .
فقال الآخر . أأنت واثق مما تقول ؟
قال . نعم وهذا خاتم النبوة بين كتفيه . ثم إنصرفوا .
تقول . ثم رجعت به إلى أمه قالت فلم ينتصف النهار حتى جاء رهط منهم إلينا .
قالوا يا بركة : أخرجي لنا أحمد "معروف في كتبهم إسمه أحمد"
قالت لهم . ما عندنا أحمد .
قالوا لها . هذا الذي تقولون عنه محمد .
فقالت لهم . إسمه محمد وليس أحمد .
قالوا . محمد أو أحمد شيء واحد .أخرجي لنا محمد .
فقلت لهم . إنه نائم . تقول ولم أخرجه لهم وأخبرت أمه بالأمر وبما أسمع من أهل الكتاب .
فأخبَرت آمنة أخواله من بني النجار .
فخافوا عليه من اليهود . وقالوا لها أن ترجع إلى مكة بقافلة متجهة لمكة .
ركبت معهم وخرجت آمنة ومعها إبنها وبركة .
في الطريق عصفت الريح والرمال .
فتوقفت القافلة عدة أيام وأصاب آمنة المرض . وأخرت القافلة .
فاستأذنوا الناس بالقافلة بالرحيل وتركوا معها بعض الناس يرعوها وكان مرضها في منطقة يقال لها الأبواء وهي أقرب للمدينة .
وقد سميت بذلك لأن السيول تتبوّأها . يعني تحل وتستقر فيها .
تقول بركة . فمكثنا أيام نعالج مرضها ولكنها لا تستجيب والمرض يشتد بها .
ذات ليلة أخذ المرض يشتد بها أكثر وأكثر فعلمت آمنه أنها ستموت .
فقالت آمنة : يا بركة .. قربي مني محمدا .
قالت : فقربته . فوضعت يدها على رأسه تتلمسه وهي تنظر إليه وعمره 6 سنين .
وتقول :
بـارك الله فيك مـن غلام يا إبن الذي من حومة الحمام .
ونجا بعون الملك المنعـام . وفُدي غداة الضرب بالسهام بمائـة مـن إبـل سـوام .
إن صح ما أبصرت في منامي فأنـت مبعوث إلى الأنـام من عند ذي الجلال والإكرام .
تقول بركة : كانت آمنة تكرر هذا القول أكثر من مرة وهي تنظر إلى ابنها وكأنها تودعه .
ثم قالت : يا بركة لا تغفلي عن محمد فإن أهل الكتاب يعتقدون أنه نبي مبعوث .
وإن ألد أعدائه اليهود فأنا لا آمنهم عليه . فلا تجعليه يغيب عن ناظرك .
ثم قالت : يا بني . كل حي ميت . وكل جديد بال . وكل كبير يفنى .
وأنا ميتة وذكري باقي .
وقد تركت خيراً وولدت طهراً .
ثم ماتت ويدها على النبي ﷺ .
قالت بركة : وأخذ يكلمها فلا ترد عليه .
وعلمت أنها ماتت فأغمضت عيناها وضممت يدها إلى صدرها .
حاولت أن أبعد الصبي عنها ولكنه تمسك بها.
وهو يقول وينادي . *أمي أمي .*
ثم نظر إليّ وقال . *لما لا ترد أمي عليّ ؟*
تقول بركة . فاضطررت أن أقول له لقد ماتت يا بني .
هنا تذكر كلام أمه عن الموت قبل أيام عند قبر أبيه . وأن الذي يموت لا يرجع أبداً لأهله يا بني .
فذرف دمعاً غزيراً وهو متعلق بها .
فحاولت أن أبعده عنها .
فقال القوم الذين معي . دعيه يا بركة بجانب أمه .
فبقي طوال الليل بجانبها لم ينم يضمها ويبكي لا نسمع إلا بكائه وتنهده .
فكنت آتي إليه كي أُدير وجهه عن أمه من شدة البكاء كي لا يراها ﷺ .
فلما كان النهار شققنا لها قبر في الرمال واخذنا نحفر لها وهو يحفر معنا ويبكي .
فلما هممنا بدفنها تعلق بها وأصر أن ينزل معها في حفرتها .
ولما أتعبنا قال القوم لا بأس أنزلوه في حفرتها قليلاً .
فنزل وتمدد بجانبها بالحفرة وضمها إليه وهو يبكي فأنزل دمعاً كثيراً .
ثم أخرجوه من الحفرة ووضعوا عليها الرمال . وأخذت أم ايمن يده لتذهب .
فقال لها . *نأخذ أمي معنا .*
حتى إذا وصلت مكة وتوجهت إلى بيت جده عبد المطلب .
طرقت الباب فإذا عبد المطلب يفتح الباب ثم نظر للصبي
وقال : أين أمك يا محمد ؟
فبكى واخذ يردد . *ماتت . ماتت .*
فضمه عبد المطلب وقال له . أنت ابني . أنت ابني .
وأوصلت أم ايمن الطفل اليتيم المضاعف يتمه إلى جده عبد المطلب .
صلى الله وسلم عليك يا رسول الله.
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....