- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الواحدة والأربعون بعد المائة *141*
*سرية أبو سلمة .*
*وصعوبة موقف المسلمين بعد أحد .*
من آثار اهتزاز هيبة المسلمين بعد *أحد*
وصل إلى النبي ﷺ بعد أحد بثلاثة أشهر فقط...
أخبار أن بعض العرب من قبيلة "بني أسدِ" تستعد للإغارة على المدينة .
فقد تركت أحُد آثار في نفوس العرب هزت صورة المسلمين العسكرية ....
فظنوا أن كل من يريد أن يغزو المدينة يمكن له أن ينال منهم .
فلما بلغ النبي ﷺ ذلك لم يمهلهم وإنما أرسل إليهم سرية قوامها 150 من الصحابة رضي الله عنهم
وجعل عليهم أميرا "أبو سلمة"
رضي الله عنه : ابن عمة رسول الله ، أمه "برة بنت عبد المطلب" و أخو النبي في الرضاعة .
فقد أرضعته وأرضعت النبي ﷺ ثويبة مولاة أبي لهب ولقد اعتقها أبو لهب حين بشرته بمولد النبي ﷺ .
فعقد له لواء وقال له النبي ﷺ
اغدو على بركة الله وأنزل خيلك قوم "أسدِ" فإنهما يجمعون للإغارة على المدينة .
وأخذ معه دليل يجنبه طريق القوافل كي يأخذ القوم على غرة...
فإن سياسة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في الحرب وغيرها "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"
وأوصلها النبي صلى الله عليه وسلم آخذاً بالأسباب
قال له : سر ليلاً وأكمن نهاراً تعم عنك الأخبار .
فسار على بركة الله حتى فاجأ القوم وهم مجتمعين عند ماء لهم .
ففروا منه فأخذ جميع ما يملكون من إبل وشاة وغنائم ورجع خلال سبع أيام للمدينة المنورة
عادوا إلى المدينة وسميت هذه السرية "سرية أبو سلمة"
رضي الله عنه.
من آثار اهتزاز هيبة المسلمين بعد *أحد* أيضاً
أن فارس مغامر اسمه "خالد بن سفيان الهذلي"
أراد أن يستغل اهتزاز هيبة المسلمين بعد أحد وأن يستغل حالة الكراهية الموجودة في الجزيرة العربية ضد المسلمين
وبدأ يدعو لغزو المدينة واتخذ لنفسه مقر في "وادي عرنة" وهو مكان قريب من مكة يبعد عن الحرم حوالي 20 كم تقريباً
وبدأ بالفعل يتجمع عنده المقاتلين من المرتزقة الذين طمعوا في نهب خيرات المدينة
وصلت هذه الأخبار إلى النبي ﷺ فقرر ألا يمهل هذا الرجل حتى يكثر جمعه وأن يرسل له من يقتله وكان ذلك أيضا في "محرم من السنة الثالثة"
واختار النبي ﷺ لهذه المهمة الصعبة شاب عمره 28 عام "عبد الله بن أنيس الجهني"
اختاره النبي ﷺ لهذه المهمة فكان النبي يختار أصحابه رضي الله عنهم لكل مهمة من يناسبها
فيختار للقيادة من يتمتع بسداد الرأي وحسن التصرف
ويختار للدعوة والتعليم من يتمتع بغزارة العلم والمهارة في اجتذاب الناس .
ويختار للوفادة على الملوك والأمراء من يتمتع بحسن المظهر وفصاحة اللسان .
وفي الأعمال الفدائية يختار من يجمع بين الشجاعة وقوة القلب والقدرة على التحكم في المشاعر .
ولذلك اختار ﷺ "عبد الله بن أنيس الجهني" رضي الله عنه للقيام بهذه المهمة الصعبة والخطيرة جداً "وهي مهمة قتل خالد بن سفيان الهذلي"
وهي أشبه بالعمليات الفدائية التي تقوم بها الآن قوات الصاعقة
لأن "خالد بن سفيان الهذلي" كان من أشد وأقوى وأشرس المقاتلين العرب ....
أرسل إليه النبي ﷺ فلما حضر "عبدالله" قال له النبي ﷺ بلغني أن "خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي : يجمع لي الناس ليغزو المدينة .
فائته فأقتله ...
فقال عبد الله بن أنيس رضي الله عنه
لبيك يا رسول الله ولكن انعته لي حتى أعرفه .
"أي أوصفه لي؟؟؟
فقال له النبي ﷺ إذا رأيته وجدت له قشعريرة!!!
"يعني يقشعر جسمك من شكله"
فانطلق "عبدالله بن أنيس" حتى وصل إلى "عرنة" فلما رآه وجد ما وصف له رسول الله صلى الله عليه وسلم...
فلما وصل "عبدالله بن أنيس" رضي الله عنه إلى خالد بن سفيان ... قال خالد من الرجل ؟
فقال له : رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك في ذلك .
سمعت أنك تجمع الناس لقتال محمد وغزو مدينته فكنت مشاركآ معكم"
فقال له : أجل أنا في ذلك "
فمشى عبد الله معه قليلًا وهو يحدثه ثم رفع سيفه وقتله .
فلم يراه أحد وانطلق راجعآ إلى المدينة ....
وقيل تسلل ليلاً إلى خيمته وقتله
فلما دخل على النبي ﷺ استقبله النبي متهلل الوجه مشرقاً فرحاً
وقال ﷺ له *أفلح الوجه يا عبدالله .*
فقال عبدالله : أجل قتلته يارسول الله .
فقام النبي ﷺ ودخل حجرته واحضر عصا وأعطاه أياها ؟
وقال له *أمسك هذه عندك يا عبدالله .*
"لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ما هذه العصا أخذها وخرج"
فخرج ومعه العصا !!
قال له الصحابة رضي الله عنهم يا عبد الله ما هذه العصا ؟؟
قال : أعطانيها رسول الله وأمرني أن احتفظ بها
قالوا : أولا ترجع للنبي ﷺ وتسأله عنها .
فرجع إلى النبي ﷺ
قال : يا رسول الله لمَِ أعطيتني هذه العصا ؟
قال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا عبدالله إنها آية بيني وبينك يوم القيامة .
"الناس يوم القيامة قد ماجوا وهاجوا وفزعوا وفر الإبن من أمه وأبيه وزوجته وأولاده وإخوته .
ترفع هذه العصا وأنا سأعرفك من هذه العصا و أتولى أمرك "
وبقيت هذه العصا مع عبدالله بن أنيس رضي الله عنه حتى ضمت معه في كفنه ودفنت معه .
وسيبعث من قبره وهو يحملها رضي الله عنه وأرضاه .
سرية أبو سلمة ومهمة عبدالله رضي الله عنهم بعد معركة أحد .
تدل على مدى يقظة النبي ﷺ في المدينة وأصحابه رضي الله عنهم
وتدل على حزم وحسم الرسول ﷺ في التعامل مع الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها المدينة .
ولذلك ربما من يقرأ السيرة تكون هذه هي أول مرة يسمع عن سرية "أبو سلمة" أو حادثة قتل خالد بن سفيان"
لأن النبي ﷺ تعامل مع المشكلة في بدايتها وأنهاها .
ولو كان ﷺ قد انتظر في المدينة حتى يحدث هجوم عليها لكانت مشكلة كبيرة .
و انظروا إلى تربية النبي ﷺ لصحابته الكرام رضي الله عنهم
أن يكون ثوابهم يوم القيامة
لا أن تكون لهم جوائز دنيوية زائلة فحسب بل كان صلى الله عليه وسلم يعلق قلوبهم و أرواحهم بالآخرة والعمل لها.
*والأخرة خير وأبقى*
الأنوار المحمدية...
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة الواحدة والأربعون بعد المائة *141*
*سرية أبو سلمة .*
*وصعوبة موقف المسلمين بعد أحد .*
من آثار اهتزاز هيبة المسلمين بعد *أحد*
وصل إلى النبي ﷺ بعد أحد بثلاثة أشهر فقط...
أخبار أن بعض العرب من قبيلة "بني أسدِ" تستعد للإغارة على المدينة .
فقد تركت أحُد آثار في نفوس العرب هزت صورة المسلمين العسكرية ....
فظنوا أن كل من يريد أن يغزو المدينة يمكن له أن ينال منهم .
فلما بلغ النبي ﷺ ذلك لم يمهلهم وإنما أرسل إليهم سرية قوامها 150 من الصحابة رضي الله عنهم
وجعل عليهم أميرا "أبو سلمة"
رضي الله عنه : ابن عمة رسول الله ، أمه "برة بنت عبد المطلب" و أخو النبي في الرضاعة .
فقد أرضعته وأرضعت النبي ﷺ ثويبة مولاة أبي لهب ولقد اعتقها أبو لهب حين بشرته بمولد النبي ﷺ .
فعقد له لواء وقال له النبي ﷺ
اغدو على بركة الله وأنزل خيلك قوم "أسدِ" فإنهما يجمعون للإغارة على المدينة .
وأخذ معه دليل يجنبه طريق القوافل كي يأخذ القوم على غرة...
فإن سياسة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في الحرب وغيرها "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"
وأوصلها النبي صلى الله عليه وسلم آخذاً بالأسباب
قال له : سر ليلاً وأكمن نهاراً تعم عنك الأخبار .
فسار على بركة الله حتى فاجأ القوم وهم مجتمعين عند ماء لهم .
ففروا منه فأخذ جميع ما يملكون من إبل وشاة وغنائم ورجع خلال سبع أيام للمدينة المنورة
عادوا إلى المدينة وسميت هذه السرية "سرية أبو سلمة"
رضي الله عنه.
من آثار اهتزاز هيبة المسلمين بعد *أحد* أيضاً
أن فارس مغامر اسمه "خالد بن سفيان الهذلي"
أراد أن يستغل اهتزاز هيبة المسلمين بعد أحد وأن يستغل حالة الكراهية الموجودة في الجزيرة العربية ضد المسلمين
وبدأ يدعو لغزو المدينة واتخذ لنفسه مقر في "وادي عرنة" وهو مكان قريب من مكة يبعد عن الحرم حوالي 20 كم تقريباً
وبدأ بالفعل يتجمع عنده المقاتلين من المرتزقة الذين طمعوا في نهب خيرات المدينة
وصلت هذه الأخبار إلى النبي ﷺ فقرر ألا يمهل هذا الرجل حتى يكثر جمعه وأن يرسل له من يقتله وكان ذلك أيضا في "محرم من السنة الثالثة"
واختار النبي ﷺ لهذه المهمة الصعبة شاب عمره 28 عام "عبد الله بن أنيس الجهني"
اختاره النبي ﷺ لهذه المهمة فكان النبي يختار أصحابه رضي الله عنهم لكل مهمة من يناسبها
فيختار للقيادة من يتمتع بسداد الرأي وحسن التصرف
ويختار للدعوة والتعليم من يتمتع بغزارة العلم والمهارة في اجتذاب الناس .
ويختار للوفادة على الملوك والأمراء من يتمتع بحسن المظهر وفصاحة اللسان .
وفي الأعمال الفدائية يختار من يجمع بين الشجاعة وقوة القلب والقدرة على التحكم في المشاعر .
ولذلك اختار ﷺ "عبد الله بن أنيس الجهني" رضي الله عنه للقيام بهذه المهمة الصعبة والخطيرة جداً "وهي مهمة قتل خالد بن سفيان الهذلي"
وهي أشبه بالعمليات الفدائية التي تقوم بها الآن قوات الصاعقة
لأن "خالد بن سفيان الهذلي" كان من أشد وأقوى وأشرس المقاتلين العرب ....
أرسل إليه النبي ﷺ فلما حضر "عبدالله" قال له النبي ﷺ بلغني أن "خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي : يجمع لي الناس ليغزو المدينة .
فائته فأقتله ...
فقال عبد الله بن أنيس رضي الله عنه
لبيك يا رسول الله ولكن انعته لي حتى أعرفه .
"أي أوصفه لي؟؟؟
فقال له النبي ﷺ إذا رأيته وجدت له قشعريرة!!!
"يعني يقشعر جسمك من شكله"
فانطلق "عبدالله بن أنيس" حتى وصل إلى "عرنة" فلما رآه وجد ما وصف له رسول الله صلى الله عليه وسلم...
فلما وصل "عبدالله بن أنيس" رضي الله عنه إلى خالد بن سفيان ... قال خالد من الرجل ؟
فقال له : رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك في ذلك .
سمعت أنك تجمع الناس لقتال محمد وغزو مدينته فكنت مشاركآ معكم"
فقال له : أجل أنا في ذلك "
فمشى عبد الله معه قليلًا وهو يحدثه ثم رفع سيفه وقتله .
فلم يراه أحد وانطلق راجعآ إلى المدينة ....
وقيل تسلل ليلاً إلى خيمته وقتله
فلما دخل على النبي ﷺ استقبله النبي متهلل الوجه مشرقاً فرحاً
وقال ﷺ له *أفلح الوجه يا عبدالله .*
فقال عبدالله : أجل قتلته يارسول الله .
فقام النبي ﷺ ودخل حجرته واحضر عصا وأعطاه أياها ؟
وقال له *أمسك هذه عندك يا عبدالله .*
"لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ما هذه العصا أخذها وخرج"
فخرج ومعه العصا !!
قال له الصحابة رضي الله عنهم يا عبد الله ما هذه العصا ؟؟
قال : أعطانيها رسول الله وأمرني أن احتفظ بها
قالوا : أولا ترجع للنبي ﷺ وتسأله عنها .
فرجع إلى النبي ﷺ
قال : يا رسول الله لمَِ أعطيتني هذه العصا ؟
قال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا عبدالله إنها آية بيني وبينك يوم القيامة .
"الناس يوم القيامة قد ماجوا وهاجوا وفزعوا وفر الإبن من أمه وأبيه وزوجته وأولاده وإخوته .
ترفع هذه العصا وأنا سأعرفك من هذه العصا و أتولى أمرك "
وبقيت هذه العصا مع عبدالله بن أنيس رضي الله عنه حتى ضمت معه في كفنه ودفنت معه .
وسيبعث من قبره وهو يحملها رضي الله عنه وأرضاه .
سرية أبو سلمة ومهمة عبدالله رضي الله عنهم بعد معركة أحد .
تدل على مدى يقظة النبي ﷺ في المدينة وأصحابه رضي الله عنهم
وتدل على حزم وحسم الرسول ﷺ في التعامل مع الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها المدينة .
ولذلك ربما من يقرأ السيرة تكون هذه هي أول مرة يسمع عن سرية "أبو سلمة" أو حادثة قتل خالد بن سفيان"
لأن النبي ﷺ تعامل مع المشكلة في بدايتها وأنهاها .
ولو كان ﷺ قد انتظر في المدينة حتى يحدث هجوم عليها لكانت مشكلة كبيرة .
و انظروا إلى تربية النبي ﷺ لصحابته الكرام رضي الله عنهم
أن يكون ثوابهم يوم القيامة
لا أن تكون لهم جوائز دنيوية زائلة فحسب بل كان صلى الله عليه وسلم يعلق قلوبهم و أرواحهم بالآخرة والعمل لها.
*والأخرة خير وأبقى*
الأنوار المحمدية...
يتبع بإذن الله تعالى....