- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثالثة والأربعون بعد المائة *143*
*الصحابي مرثد بن أبي مرثد الغنوي . رضي الله عنه .*
في هذا الجزء نذكر الصحابي الجليل "مرثد بن أبي مرثد" رضي الله عنه.
قبل أن ننتقل بالحديث إلى حادثة "بئر معونة"
كان من ضمن العشرة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم في حادثة الرجيع التي ذكرناها ...
وقد قاتل مع الصحابة رضي الله عنهم حتى استشهد رضي الله عنه .
هذا الصحابي الجليل شهد بدر وأحد وقاتل بكل شجاعة .
كان عمره 23 عام قوي البنية وشجاع القلب وسريع وله القدرة بالتحكم بمشاعره .
"مرثد" يعني الرجل الحكيم القوي كالأسد .
وقد قلنا من قبل أن النبي ﷺ كانت عنده فراسة عظيمة في اختيار الرجال .
فكان يختار لكل مهمة ما يناسبها .
ولذلك ظهر من بين الصحابة رضي الله عنهم مواهب عظيمة وعبقريات فذة....
ولذلك اختاره رسول الله ﷺ لأمر عظيم وكلفه مهمة خطيرة وصعبة جداً .
وتكاد تكون مستحيلة وهي تخليص أسارى المسلمين في مكة المكرمة وفك قيودهم والمجيء بهم إلى المدينة المنورة ليعيشوا عز الإسلام وعدل الإسلام في كنف النبي ﷺ .
كان المشركون من قريش يحتجزون المسلمين من قريش ومن غيرها ليمنعوهم من الهجرة إلى المدينة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
وكانوا يطلقون على هؤلاء المسلمين المحتجزين في مكة "الأسرى"
فكان "مرثد" يتسلل إلى داخل مكة ليلاً ويذهب إلى المكان المحبوس فيه هذا الأسير ويحمله لأنه يكون مقيد اليدين والقدمين .
ثم يخرج به خارج مكة ويفك قيوده ثم ينطلق به إلى المدينة رضي الله عنه .
شاب قوي القلب والإيمان
المهمة صعبة جداً وخطيرة جداً وشبه مستحيلة .
وتحتاج إلى شجاعة وقوة قلب وقدرة على التحكم في المشاعر وقوة بدنية وسرعة .
وكان مرثد رضي الله عنه يمتلك كل هذه المواهب والإمكانات ونجح في تحرير عدد من الأسرى .
ولكن في مرة وقع "مرثد" في خطأ وهو أنه دخل مكة في ليلة مقمرة .
و استطاع "مرثد" أن يصل إلى الأسير وكان ثقيلاً .
فحمله وهو موثق ثم مشى به و وقف ليرتاح....
وقد رأت سواده امرأة من بغايا مكة اسمها "عناق"
كانت عناق لها معرفة قديمة به قبل إسلامه "
فلما اقتربت منه عرفته"
وقالت : مرثد ؟
قال لها : مرثد .
فقالت له : مرحباً وأهلاً "وكانت تحبه"
قالت : تعال فبت عندنا الليلة.
فقال لها مرثد : يا عناق إن الله حرم الزنا .
فغضبت من رده وصاحت ....
يا أهل مكة يا أهل الخيام إن هذا الذي يحمل الأسرى من مكة
والمرأة إذا عرضت نفسها على الرجل ورفضها ...
فلابد أنها ستحاول إيذائه مهما كان حبها له كما حدث :
*مع نبي الله يوسف عليه السلام* والقصة في كتاب الله تعالى...
عندما رفض مرثد رضي الله عنه طلبها صاحت فترك "مرثد" الأسير وفر هارباً واتجه إلى أحد الجبال المحيطة بمكة "الخندمة"
"وهو من الجبال الوعرة حتى دخل في أحد كهوفها واختبأ فيه"
وخرج يتبع مرثد 8 من الرجال وأشارت لهم "عناق" إلى المكان الذي اتجه إليه "مرثد" فوصلوا إلى جبل "الخندمة"
ووصلوا إلى الكهف الذي دخل فيه مرثد رضي الله عنه
بل ودخلوا الكهف ووقفوا أمام مرثد وكان نائم على الأرض .
"ولكن الله تعالى أعمى أبصارهم فلم يروه "
والعجيب أن "مرثد" لم يعد إلى المدينة بعد ذلك ...
بل عاد مرة أخرى إلى الأسير الذي تركه بمكة ثم حمله حتى خرج به من مكة .
ثم فك وثاقه وانطلقا عائدين إلى المدينة .
الصحابة الكرام رضي الله عنهم بشر لهم مشاعر وعواطف .
عندما رجع مرثد رضي الله عنه للمدينة شعر بالعاطفة تجاه عناق ....
فذهب إلى النبي ﷺ...
وقال له : يا رسول الله أنكح عناق ؟
"يعني تسمح لي أن اتزوج عناق"
وهذا يدل على شعور "مرثد" أن زواجه من "عناق" ليس أمرا طبيعياً وليس أمرا طيباً .
لماذا يستشير النبي ﷺ ...
فليس كل صحابي أراد أن يتزوج كان يذهب ويسأل النبي ﷺ عن رأيه فيمن يريد أن يتزوج منها .
وهو يدل أيضاً على طيبة قلب "مرثد" رضي الله عنه لأن "عناق" هي التى دلت عليه وكادت تتسبب في قتله ...
ولكن يعلم أنها تحبه ومع ذلك أراد أن يتزوجها .
ولكن الرسول ﷺ لم يرد عليه
واستقبل الأمر بهدوء .
وهذا أمر هام جداً...
كرر مرثد رضي الله عنه السؤال على رسول الله ﷺ
يا رسول الله : أنكح عناق ؟
فسكت النبي ﷺ ولم يعطه جواباً .
فهبط جبريل عليه السلام على رسول الله ﷺ
بقوله تعالى :
*الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ .*
القضية هامة جداً لدرجة أن الله تعالى هو الذي رد على مرثد رضي الله عنه بآيات عظيمة :
بالجواب : *لا تتزوج من هذه المرأة .*
والقضية هامة وتحل مشاكل في كثير من البيوت....
انتبه لهذا الأمر انتبه أن تتزوج من امرأة تعتقد أن الزنا أمر طبيعي ....
والمؤمنة إذا تقدم لها شاب معروف بعلاقاته النسائية
فلا ينبغي أن تتزوجه أبداً .
هذا يرى الزنا أمر طبيعي "فهو زاني والزاني كما قال الله تعالى .
*لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً .*
*إلا في حالة واحدة وهي التوبة* بالإقلاع عن الذنب والندم على ما ارتكبه في الماضي والعزم الأكيد على عدم العودة للذنب مرة أخرى .
وكان مرثد رضي الله عنه قد قتل مع العشرة في حادثة الرجيع التي ذكرنا ....
رضي الله تبارك وتعالى عنه وعن الصحابة أجمعين..
*أعظم التعظيم الوقوف عند أوامر الله عز وجل ونواهيه*
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى...
الحلقة الثالثة والأربعون بعد المائة *143*
*الصحابي مرثد بن أبي مرثد الغنوي . رضي الله عنه .*
في هذا الجزء نذكر الصحابي الجليل "مرثد بن أبي مرثد" رضي الله عنه.
قبل أن ننتقل بالحديث إلى حادثة "بئر معونة"
كان من ضمن العشرة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم في حادثة الرجيع التي ذكرناها ...
وقد قاتل مع الصحابة رضي الله عنهم حتى استشهد رضي الله عنه .
هذا الصحابي الجليل شهد بدر وأحد وقاتل بكل شجاعة .
كان عمره 23 عام قوي البنية وشجاع القلب وسريع وله القدرة بالتحكم بمشاعره .
"مرثد" يعني الرجل الحكيم القوي كالأسد .
وقد قلنا من قبل أن النبي ﷺ كانت عنده فراسة عظيمة في اختيار الرجال .
فكان يختار لكل مهمة ما يناسبها .
ولذلك ظهر من بين الصحابة رضي الله عنهم مواهب عظيمة وعبقريات فذة....
ولذلك اختاره رسول الله ﷺ لأمر عظيم وكلفه مهمة خطيرة وصعبة جداً .
وتكاد تكون مستحيلة وهي تخليص أسارى المسلمين في مكة المكرمة وفك قيودهم والمجيء بهم إلى المدينة المنورة ليعيشوا عز الإسلام وعدل الإسلام في كنف النبي ﷺ .
كان المشركون من قريش يحتجزون المسلمين من قريش ومن غيرها ليمنعوهم من الهجرة إلى المدينة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
وكانوا يطلقون على هؤلاء المسلمين المحتجزين في مكة "الأسرى"
فكان "مرثد" يتسلل إلى داخل مكة ليلاً ويذهب إلى المكان المحبوس فيه هذا الأسير ويحمله لأنه يكون مقيد اليدين والقدمين .
ثم يخرج به خارج مكة ويفك قيوده ثم ينطلق به إلى المدينة رضي الله عنه .
شاب قوي القلب والإيمان
المهمة صعبة جداً وخطيرة جداً وشبه مستحيلة .
وتحتاج إلى شجاعة وقوة قلب وقدرة على التحكم في المشاعر وقوة بدنية وسرعة .
وكان مرثد رضي الله عنه يمتلك كل هذه المواهب والإمكانات ونجح في تحرير عدد من الأسرى .
ولكن في مرة وقع "مرثد" في خطأ وهو أنه دخل مكة في ليلة مقمرة .
و استطاع "مرثد" أن يصل إلى الأسير وكان ثقيلاً .
فحمله وهو موثق ثم مشى به و وقف ليرتاح....
وقد رأت سواده امرأة من بغايا مكة اسمها "عناق"
كانت عناق لها معرفة قديمة به قبل إسلامه "
فلما اقتربت منه عرفته"
وقالت : مرثد ؟
قال لها : مرثد .
فقالت له : مرحباً وأهلاً "وكانت تحبه"
قالت : تعال فبت عندنا الليلة.
فقال لها مرثد : يا عناق إن الله حرم الزنا .
فغضبت من رده وصاحت ....
يا أهل مكة يا أهل الخيام إن هذا الذي يحمل الأسرى من مكة
والمرأة إذا عرضت نفسها على الرجل ورفضها ...
فلابد أنها ستحاول إيذائه مهما كان حبها له كما حدث :
*مع نبي الله يوسف عليه السلام* والقصة في كتاب الله تعالى...
عندما رفض مرثد رضي الله عنه طلبها صاحت فترك "مرثد" الأسير وفر هارباً واتجه إلى أحد الجبال المحيطة بمكة "الخندمة"
"وهو من الجبال الوعرة حتى دخل في أحد كهوفها واختبأ فيه"
وخرج يتبع مرثد 8 من الرجال وأشارت لهم "عناق" إلى المكان الذي اتجه إليه "مرثد" فوصلوا إلى جبل "الخندمة"
ووصلوا إلى الكهف الذي دخل فيه مرثد رضي الله عنه
بل ودخلوا الكهف ووقفوا أمام مرثد وكان نائم على الأرض .
"ولكن الله تعالى أعمى أبصارهم فلم يروه "
والعجيب أن "مرثد" لم يعد إلى المدينة بعد ذلك ...
بل عاد مرة أخرى إلى الأسير الذي تركه بمكة ثم حمله حتى خرج به من مكة .
ثم فك وثاقه وانطلقا عائدين إلى المدينة .
الصحابة الكرام رضي الله عنهم بشر لهم مشاعر وعواطف .
عندما رجع مرثد رضي الله عنه للمدينة شعر بالعاطفة تجاه عناق ....
فذهب إلى النبي ﷺ...
وقال له : يا رسول الله أنكح عناق ؟
"يعني تسمح لي أن اتزوج عناق"
وهذا يدل على شعور "مرثد" أن زواجه من "عناق" ليس أمرا طبيعياً وليس أمرا طيباً .
لماذا يستشير النبي ﷺ ...
فليس كل صحابي أراد أن يتزوج كان يذهب ويسأل النبي ﷺ عن رأيه فيمن يريد أن يتزوج منها .
وهو يدل أيضاً على طيبة قلب "مرثد" رضي الله عنه لأن "عناق" هي التى دلت عليه وكادت تتسبب في قتله ...
ولكن يعلم أنها تحبه ومع ذلك أراد أن يتزوجها .
ولكن الرسول ﷺ لم يرد عليه
واستقبل الأمر بهدوء .
وهذا أمر هام جداً...
كرر مرثد رضي الله عنه السؤال على رسول الله ﷺ
يا رسول الله : أنكح عناق ؟
فسكت النبي ﷺ ولم يعطه جواباً .
فهبط جبريل عليه السلام على رسول الله ﷺ
بقوله تعالى :
*الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ .*
القضية هامة جداً لدرجة أن الله تعالى هو الذي رد على مرثد رضي الله عنه بآيات عظيمة :
بالجواب : *لا تتزوج من هذه المرأة .*
والقضية هامة وتحل مشاكل في كثير من البيوت....
انتبه لهذا الأمر انتبه أن تتزوج من امرأة تعتقد أن الزنا أمر طبيعي ....
والمؤمنة إذا تقدم لها شاب معروف بعلاقاته النسائية
فلا ينبغي أن تتزوجه أبداً .
هذا يرى الزنا أمر طبيعي "فهو زاني والزاني كما قال الله تعالى .
*لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً .*
*إلا في حالة واحدة وهي التوبة* بالإقلاع عن الذنب والندم على ما ارتكبه في الماضي والعزم الأكيد على عدم العودة للذنب مرة أخرى .
وكان مرثد رضي الله عنه قد قتل مع العشرة في حادثة الرجيع التي ذكرنا ....
رضي الله تبارك وتعالى عنه وعن الصحابة أجمعين..
*أعظم التعظيم الوقوف عند أوامر الله عز وجل ونواهيه*
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى...