- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة السابعة والأربعون بعد المائة *147*
*غزوة بدر الآخرة .*
*وزواج النبي ﷺ من أم سلمة رضي الله عنها .*
ذكرنا من قبل أن آخر مشهد في معركة أحد أن "أبو سفيان بن حرب" سيد قريش قبل أن ينصرف هو ومن معه من ساحة معركة أحد نادى :
وقال : إن موعدكم بدر العام القابل .
يعني العام المقبل يأتي جيش المسلمين وجيش قريش إلى بدر ويكون هناك قتال .
فقال الرسول الله ﷺ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه :
*قل نعم هو بيننا وبينك موعد إن شاء الله تعالى .*
ومر عام على واقعة أحد وجاء شهر شعبان في السنة الرابعة من الهجرة ....
وجاء موعد اللقاء عند بدر فأخذ المسلمون يتهيؤا للخروج إلى بدر ....
على الجانب الآخر في مكة كان "أبو سفيان" لا يريد مواجهة المسلمين ويخشى هذه المواجهة .....
وفي نفس الوقت لايستطيع أن لا يخرج لأن ذلك يسقط هيبته عند المسلمين وفي الجزيرة كلها .
كان في مكة في ذلك الوقت رجل اسمه "نعيم بن مسعود" من قبيلة غطفان ....
اتفق معه "أبو سفيان" أن يذهب إلى المدينة ويخوف أهل المدينة من جيش قريش .
يقول لهم :إن أعداد جيش قريش كثيرة .....
ووعده بعشرين من الإبل إن نجح في مهمته...
قال أبو سفيان لنعيم :
قال : إنه بدا لي أن لا أخرج . وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج أنا فيزيدهم ذلك جرآءة .
فلأن يكون الخلف من قبلهم أحب إليّ من أن يكون من قبلي .
فاذهب يا نعيم إلى يثرب "أي المدينة" وأعلمهم أننا في جمع كثير ولا طاقة لهم بنا .
ولك عندي عشرين من الإبل أدفعها لك .
وصل "نعيم بن مسعود" إلى المدينة فوجد المسلمون يتهيئون للخروج .....
فبدأ بأداء مهمته وأخذ يطوف بالمسلمين ويتحدث عن كثرة جموع قريش .
وأخذ المنافقون يخوفون المسلمون من قول "نعيم"
إياكم أن تخرجوا لمواجهة قريش واحفظوا دماءكم أعداد قريش كبيرة .
إن قريش قد جمعوا لكم كذا وكذا.....
فيقول المسلمون "حسبنا الله ونعم الوكيل"
وكان عدد المسلمون 1500
على الجانب الآخر خرج "أبو سفيان" بجيش قريش وهو يعتقد أن "نعيم بن مسعود" قد نجح في إخافة المسلمين وأن المسلمين لن يخرجوا .
فخرج بجيشه حتى يبدوأ أمام المسلمين وأمام كل العرب أنه قد خرج للقاء المسلمين وأن المسلمين خافوا وجبنوا ولم يخرجوا ......
كان جيش قريش عدده 2000 .
سار جيش قريش لمدة يومين فقط حتى وصل إلى "مجِنَّة" وهي سوق معروفة تبعد عن مكة حوالى 80 كم .
ثم وصلت إلى "أبو سفيان" الأخبار أن المسلمون قد وصلوا بالفعل إلى بدر .
فخاف أبو سفيان من مواجهة المسلمون مرة أخرى .
فقال : يا معشر قريش لا يصلحكم إلا عام خصب وإن عامكم هذا عام جدب وإني راجع فارجعوا .....
فرجع جيش قريش
وكان أبو سفيان مثار سخرية في الجزيرة كلها وفي مكة نفسها .
حتى أن أهل مكة أخذوا يقولون لهم إنما خرجتم لتشربوا السويق .
*وسموهم "جيش السويق"*
"والسويق هو طعام اعتاد العرب أكله في السفر وهو مدقوق القمح والشعير"
سمي سويق لانسياقه في الحلق .
كان تراجع المشركون وانسحابهم بالرغم من أن أعداد جيش المشركين كان أكبر
فالمشركون كما ذكرنا
كان عددهم 2000
وكان عدد المسلمون 1500
أي أن هناك تفوق في جيش المشركين .
ومع ذلك خافوا وجبنوا من مواجهة المسلمين .
وأقام المسلمون في بدر 8 أيام وقد أطلق على هذه الغزوة "غزوة بدر الآخرة"
كانت "بدر الآخرة" هامة جداً
١- لأنها أعادت للمسلمين كثير من الهيبة التي فقدوها في معركة أحد وتوابع أحد .
"وهي بئر الرجيع وبئر معونة"
٢- أعادت إلى المسلمين ثقتهم بأنفسهم .
بينما أحبطت المشركين وأصبحوا مثار للسخرية في الجزيرة كلها بل وفي داخل مكة نفسها .
٣- أيقن المشركون أن أهل مكة غير قادرين على مواجهة المسلمين وأنهم أضعف منهم كثيرا .
*وفي هذه السنة الرابعة للهجرة تزوج النبي ﷺ من أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها*
وذكرنا في جزء خاص "هجرة أم سلمة"
فعندما مات "أبو سلمة" وكان متأثرا بجراح أصيب بها في معركة أحد .
فإن وفاته كانت بعد سبعة أشهر من معركة أحد .
وكان "أبو سلمة رضي الله عنه" أخو النبي ﷺ من الرضاعة .
وكان أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته أم سلمة
فلما مات .
قال النبي ﷺ لزوجته "أم سلمة"
*إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون .*
فقالت أم سلمة رضي الله عنها يا رسول الله كيف أقول ؟
فقال لها *قولي إنا لله وإنا إليه راجعون .*
*اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها.*
فقالت مثلما قال لها النبي ﷺ
وكانت تقول في نفسها ومن خير من أبي سلمة ؟
ولكن الله تعالى استجاب دعائها وتزوجت النبي ﷺ بعد إنقضاء عدتها .
وفي زواج النبي ﷺ من "أم سلمة" رضي الله عنها
*رفع للحرج عن الرجل إذا أراد أن يتزوج من زوجة أخيه بعد وفاته*
*وكذلك السعي في إعفاف الأرامل والمطلقات*
*فكل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ثيبات ما عدا عائشة بكر*
*رضي الله عنهن أجمعين*
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة السابعة والأربعون بعد المائة *147*
*غزوة بدر الآخرة .*
*وزواج النبي ﷺ من أم سلمة رضي الله عنها .*
ذكرنا من قبل أن آخر مشهد في معركة أحد أن "أبو سفيان بن حرب" سيد قريش قبل أن ينصرف هو ومن معه من ساحة معركة أحد نادى :
وقال : إن موعدكم بدر العام القابل .
يعني العام المقبل يأتي جيش المسلمين وجيش قريش إلى بدر ويكون هناك قتال .
فقال الرسول الله ﷺ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه :
*قل نعم هو بيننا وبينك موعد إن شاء الله تعالى .*
ومر عام على واقعة أحد وجاء شهر شعبان في السنة الرابعة من الهجرة ....
وجاء موعد اللقاء عند بدر فأخذ المسلمون يتهيؤا للخروج إلى بدر ....
على الجانب الآخر في مكة كان "أبو سفيان" لا يريد مواجهة المسلمين ويخشى هذه المواجهة .....
وفي نفس الوقت لايستطيع أن لا يخرج لأن ذلك يسقط هيبته عند المسلمين وفي الجزيرة كلها .
كان في مكة في ذلك الوقت رجل اسمه "نعيم بن مسعود" من قبيلة غطفان ....
اتفق معه "أبو سفيان" أن يذهب إلى المدينة ويخوف أهل المدينة من جيش قريش .
يقول لهم :إن أعداد جيش قريش كثيرة .....
ووعده بعشرين من الإبل إن نجح في مهمته...
قال أبو سفيان لنعيم :
قال : إنه بدا لي أن لا أخرج . وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج أنا فيزيدهم ذلك جرآءة .
فلأن يكون الخلف من قبلهم أحب إليّ من أن يكون من قبلي .
فاذهب يا نعيم إلى يثرب "أي المدينة" وأعلمهم أننا في جمع كثير ولا طاقة لهم بنا .
ولك عندي عشرين من الإبل أدفعها لك .
وصل "نعيم بن مسعود" إلى المدينة فوجد المسلمون يتهيئون للخروج .....
فبدأ بأداء مهمته وأخذ يطوف بالمسلمين ويتحدث عن كثرة جموع قريش .
وأخذ المنافقون يخوفون المسلمون من قول "نعيم"
إياكم أن تخرجوا لمواجهة قريش واحفظوا دماءكم أعداد قريش كبيرة .
إن قريش قد جمعوا لكم كذا وكذا.....
فيقول المسلمون "حسبنا الله ونعم الوكيل"
وكان عدد المسلمون 1500
على الجانب الآخر خرج "أبو سفيان" بجيش قريش وهو يعتقد أن "نعيم بن مسعود" قد نجح في إخافة المسلمين وأن المسلمين لن يخرجوا .
فخرج بجيشه حتى يبدوأ أمام المسلمين وأمام كل العرب أنه قد خرج للقاء المسلمين وأن المسلمين خافوا وجبنوا ولم يخرجوا ......
كان جيش قريش عدده 2000 .
سار جيش قريش لمدة يومين فقط حتى وصل إلى "مجِنَّة" وهي سوق معروفة تبعد عن مكة حوالى 80 كم .
ثم وصلت إلى "أبو سفيان" الأخبار أن المسلمون قد وصلوا بالفعل إلى بدر .
فخاف أبو سفيان من مواجهة المسلمون مرة أخرى .
فقال : يا معشر قريش لا يصلحكم إلا عام خصب وإن عامكم هذا عام جدب وإني راجع فارجعوا .....
فرجع جيش قريش
وكان أبو سفيان مثار سخرية في الجزيرة كلها وفي مكة نفسها .
حتى أن أهل مكة أخذوا يقولون لهم إنما خرجتم لتشربوا السويق .
*وسموهم "جيش السويق"*
"والسويق هو طعام اعتاد العرب أكله في السفر وهو مدقوق القمح والشعير"
سمي سويق لانسياقه في الحلق .
كان تراجع المشركون وانسحابهم بالرغم من أن أعداد جيش المشركين كان أكبر
فالمشركون كما ذكرنا
كان عددهم 2000
وكان عدد المسلمون 1500
أي أن هناك تفوق في جيش المشركين .
ومع ذلك خافوا وجبنوا من مواجهة المسلمين .
وأقام المسلمون في بدر 8 أيام وقد أطلق على هذه الغزوة "غزوة بدر الآخرة"
كانت "بدر الآخرة" هامة جداً
١- لأنها أعادت للمسلمين كثير من الهيبة التي فقدوها في معركة أحد وتوابع أحد .
"وهي بئر الرجيع وبئر معونة"
٢- أعادت إلى المسلمين ثقتهم بأنفسهم .
بينما أحبطت المشركين وأصبحوا مثار للسخرية في الجزيرة كلها بل وفي داخل مكة نفسها .
٣- أيقن المشركون أن أهل مكة غير قادرين على مواجهة المسلمين وأنهم أضعف منهم كثيرا .
*وفي هذه السنة الرابعة للهجرة تزوج النبي ﷺ من أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها*
وذكرنا في جزء خاص "هجرة أم سلمة"
فعندما مات "أبو سلمة" وكان متأثرا بجراح أصيب بها في معركة أحد .
فإن وفاته كانت بعد سبعة أشهر من معركة أحد .
وكان "أبو سلمة رضي الله عنه" أخو النبي ﷺ من الرضاعة .
وكان أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته أم سلمة
فلما مات .
قال النبي ﷺ لزوجته "أم سلمة"
*إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون .*
فقالت أم سلمة رضي الله عنها يا رسول الله كيف أقول ؟
فقال لها *قولي إنا لله وإنا إليه راجعون .*
*اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها.*
فقالت مثلما قال لها النبي ﷺ
وكانت تقول في نفسها ومن خير من أبي سلمة ؟
ولكن الله تعالى استجاب دعائها وتزوجت النبي ﷺ بعد إنقضاء عدتها .
وفي زواج النبي ﷺ من "أم سلمة" رضي الله عنها
*رفع للحرج عن الرجل إذا أراد أن يتزوج من زوجة أخيه بعد وفاته*
*وكذلك السعي في إعفاف الأرامل والمطلقات*
*فكل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ثيبات ما عدا عائشة بكر*
*رضي الله عنهن أجمعين*
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....