*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثانية والخمسون بعد المائة *152*
*فرض الحجاب ...*
في زواج النبي ﷺ من "زينب بنت جحش" رضي الله عنها كانت مناسبة فرض "الحجاب"
لم يكن أزواج النبي ﷺ يحتجبنَّ عن الصحابة رضي الله عنهم
ولا يعني الإختلاط الساقط السافل الهابط كما نعرفه اليوم
*لا*
ولكن كانوا يجلسنَّ في مجلس النبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم جلوس محتشمات ساترات الرأس والذراعين مستورات...
أي ينظر الصحابة إلى أزواج النبي ﷺ
وكان هذا يغيظ عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيراً ....
مؤيد بالحق و أن الحق يجري على لسانه كما قال عنه النبي ﷺ :
قال له ﷺ *جعل الله الحق على لسانك يا عمر .*
لذا لقبه بالفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل ...
ويقول عمر بن الخطاب عن نفسه رضي الله عنه : قال : لقد وافقني الله في خمس مواطن من فوق سبع سماوات بقرآن يتلى .
فينزل القرآن الكريم مؤيداً لرأيي
منها هذه المسألة "الحجاب" فكان يقول للنبي ﷺ وأكثر من مرة ....
يقول : يا رسول الله بأبي أنت وأمي يدخل عليك البر والفاجر .
يعني يدخل أصحابك الأتقياء ويدخل المنافقون ويدخل حديثي الإسلام....
*فلو حجبت أزواجك فلا يراهنَّ أحد*
فيقول له النبي ﷺ: *لم يأمرني ربي .*
فكان عمر رضي الله عنه يوماً في الطريق فرآى "سودة بنت زمعة" رضي الله عنها زوجة النبي ﷺ
فقال : يا سودة لقد عرفتك "يعني من شكلك وأنت ماشية عرفتك"
آهٍ لو أطاع فيكنّ ما تركت عيناً تراكنّ .
من شدة غيرته على أزواج النبي ﷺ .
ولا يعني هذا سوء الفهم الذي يتبادر للأذهان أن غيرة عمر رضي الله عنه كانت أقوى من غيرة النبي ﷺ على أزواجه "معاذ الله"
ولكن النبي ﷺ "مشرّع" لا يجوز له أن يقول لهن احتجبن ...
فيُفهم أنه حكمٌ شرعي وهو لم يأتي به من عند الله فيكون قد افترى على الله وحاشاه من ذلك صلى الله عليه وسلم
قال عمر رضي الله عنه : آهٍ لو أطاعُ فيكنّ ما تركت عيناً تراكنّ .
وبعد أيام كان زواج النبي ﷺ من "زينب بنت جحش" رضي الله عنها
في صبيحة الزواج وهذا من السُنة يدعو الإنسان الناس إلى الطعام ... يصنع وليمة ....
"وما أولم النبي ﷺ على أزواجه بلحم وثريد أبداً "
كان يجمع التمر ويُطعم أصحابه رضي الله عنهم هذه كانت وليمة العرس .
إلا في زواجه من زينب تكريماً لها لأن الله زوجه إياها من فوق سبع سماوات ...
فذبح شاة وقال لخادمه أنس رضي الله عنه
قال : *ادعو أصحابنا للطعام .*
يقول أنس رضي الله عنه : فأخذت ادعو كل من ألقاه في طريقي....
فأخذ الناس يأتون أفواجاً أفواجاً
يقول أنس رضي الله عنه : نضع الطعام فيأكلون ويخرجون ويأتي أفواج يأكلون فيخرجون .
من شاة واحد أطعم أهل المدينة جميعاً وهي من خصائصه ﷺ .
*نبع الماء من بين أصابع يديه وتكثير الطعام من بين يديه .*
فلما انتهى الناس قال النبي ﷺ *ارفعوا طعاكم .*
وبقي ثلاث رجال يتكلمون في حجرة النبي ﷺ التي اتخذها لزينب رضي الله عنه
قال وكان النبي ﷺ شديد الحياء ....
"ما كان يقول للناس اطلعوا انتهت الضيافة كان شديد الحياء"
فقام وأخذ يطوف على حجرات أزواجه يسلم عليهن ....
فانطلق إلى حجرة عائشة رضي الله عنها
فقال *السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله .*
فقالت : وعليك السلام ورحمة الله كيف وجدت أهلك بارك الله لك ؟
فلم يتكلم ....
وانتقل إلى باقي الحجرات كلهن يقول لهن كما قال لعائشة
ويقلن له كما قالت عائشة .
حتى رجع إلى حجرة زينب فوجد الثلاثة من الرجال قد استرسل بهم الحديث يتكلمون
وزينب جالسة معطية وجهها إلى الجدار وظهرها إلى الرجال يعني مستترة .
فنظر النبي فيهم وهم يتكلمون فلم يدخل ثم خرج ....
"ليشعرهم أن يخرجوا...
يطوف على حجرات أزواجه مرة أخرى...
فلما رجع وجدهم قد خرجوا .
يقول أنس رضي الله عنه فوضع رجله على أسكفة الباب "يعني عتبة الباب" ورجله الأخرى خارجها وأرخى الستر بيني وبينه ....
أي أنزل ستارة الباب لم يأذن لأنس رضي الله عنه بالدخول فنزلت آيات الحجاب .
وإليكم نص الحديث من البخاري
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما تزوج رسول الله ﷺ زينب بنت جحش رضي الله عنها
أولم بخبز ولحم فأرسلت إلى الطعام داعيا فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون .
ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون فدعوت حتى ما أجد أحد ادعو...
فقلت يا نبي الله ما أجد أحد ادعوه ....
قال : فارفعوا طعامكم ...
وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت ....
فخرج النبي ﷺ فانطلق إلى حجرة عائشة .
فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله .
فقالت : وعليك السلام ورحمة الله .
كيف وجدت أهلك بارك الله لك ؟
فتقرى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما قال لعائشة
ويقلن له كما قالت عائشة .
ثم رجع النبي ﷺ فإذا ثلاثة رهط في البيت يتحدثون
وكان النبي ﷺ شديد الحياء .
فخرج منطلقآ نحو حجرة عائشة فما أدري أخبرته أم أخبر أن القوم خرجوا ....
فرجع حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب داخلة وأخرى خارجة أرخى الستر بيني وبينه .
وأنزلت آية الحجاب ....
متفق عليه واللفظ للبخاري .
فنزل القرآن معاتباً الذين بقوا جالسين يتحدثون في بيت النبي ﷺ ...
وفارضاً الحجاب على أزواج النبي ﷺ بأن لا يظهرن على أحد من الصحابة رضي الله عنهم بعد اليوم .
فقال عز من قائل :
*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ .*
*وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا*
*وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ .*
يالله ما أجمل الله عزوجل وما أعظمه جل في علاه...
من شدة حياء النبي ﷺ يتدخل الله مباشرة في تنظيم الصحابة رضي الله عنهم في تعاملهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأنه شديد الحياء لا يمكن أن يراجعهم في هذه المسألة ...
وهذا الشيء يضيق عليه ويؤذيه ....
هنا آية الحجاب .
*وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ .*
*ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ..*
فعز ذلك على ضعاف النفوس
فقالوا : سبحان الله أنمنع من الكلام مع بنات عمنا وخالنا ؟
فقال أحد المنافقين والله لئن مات محمداً لأتزوجن عائشة رضي الله عنها
فأنزل الله تمام الآيات :
*وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا ، إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا .*
قال أو ماقال... صرح أو ما صرح
الله يعلم بنفوسكم :
*هذا شرع الله تعالى*
فلما نزلت الآيات ومن وراء حجاب ..
قالت أزواج النبي للنبي ﷺ يسألون :
قالت : حتى إذا أهلنا ...
يعني آبائنا إخواننا فلا نكلمهم إلا من وراء حجاب ....
سؤالهم من حرصهم على التقوى لأن الآية عامة ....
فأنزل الله تعالى في سياق الآيات :
*لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ۗ وَاتَّقِينَ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55) إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)*
لما نزلت هذه الآية دخل المهاجرين والأنصار على رسول الله أفواجا أفواجا يهنئونه وما أعظمها من آية...
اشتراك أهل السماء والأرض بعبادة واحدة مأمورن بها من الله مباشرة
بدأ بنفسه جل جلاله وثنى بملائكته المسبحة بقدسه وثلث بكم أيها المؤمنون من جن وإنسه فقال قولاً كريما :
*إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً .*
يا من تابعتم سيرة الحبيب المصطفى ﷺ بغية التأسي لا التسلي
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ
بعد العلم : نقع بالمخالفة
يكون عصيان لله عزوجل على علم "كالمغضوب عليهم يهود" فقد عصوا الله على علم فغضب الله عليهم ...
فلتسمع الأخوات الكريمات متابعات السيرة قول الله عز وجل :
إسمعنّّ :
*يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا .*
هنا فرح عمر بن الخطاب رضي الله عنه نزل الكلام مؤيدآ لرأيه
في حادثة الإفك أيضآ ما رواه الشيخان "البخاري ومسلم" رحمهما الله
وعن عائشة رضي الله عنها وكان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش فأصبح عند منزلي
فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني وكان رآني قبل الحجاب ....
فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني "فخمرت وجهي بجلبابي"
في الصحيح رواه البخاري رحمه الله وعن عائشة رضي الله عنها قالت : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن مروطهن فاختمرن بها .
فشقوا الزيادة من أثوابهن وغطين وجوههن رضي الله عنهن
*أمهات المؤمنين و الصحابيات رضي الله عنهن هن القدوات في الطهر والعفاف*
*الحجاب عبادة لا عادة*
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى.....
الحلقة الثانية والخمسون بعد المائة *152*
*فرض الحجاب ...*
في زواج النبي ﷺ من "زينب بنت جحش" رضي الله عنها كانت مناسبة فرض "الحجاب"
لم يكن أزواج النبي ﷺ يحتجبنَّ عن الصحابة رضي الله عنهم
ولا يعني الإختلاط الساقط السافل الهابط كما نعرفه اليوم
*لا*
ولكن كانوا يجلسنَّ في مجلس النبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم جلوس محتشمات ساترات الرأس والذراعين مستورات...
أي ينظر الصحابة إلى أزواج النبي ﷺ
وكان هذا يغيظ عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيراً ....
مؤيد بالحق و أن الحق يجري على لسانه كما قال عنه النبي ﷺ :
قال له ﷺ *جعل الله الحق على لسانك يا عمر .*
لذا لقبه بالفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل ...
ويقول عمر بن الخطاب عن نفسه رضي الله عنه : قال : لقد وافقني الله في خمس مواطن من فوق سبع سماوات بقرآن يتلى .
فينزل القرآن الكريم مؤيداً لرأيي
منها هذه المسألة "الحجاب" فكان يقول للنبي ﷺ وأكثر من مرة ....
يقول : يا رسول الله بأبي أنت وأمي يدخل عليك البر والفاجر .
يعني يدخل أصحابك الأتقياء ويدخل المنافقون ويدخل حديثي الإسلام....
*فلو حجبت أزواجك فلا يراهنَّ أحد*
فيقول له النبي ﷺ: *لم يأمرني ربي .*
فكان عمر رضي الله عنه يوماً في الطريق فرآى "سودة بنت زمعة" رضي الله عنها زوجة النبي ﷺ
فقال : يا سودة لقد عرفتك "يعني من شكلك وأنت ماشية عرفتك"
آهٍ لو أطاع فيكنّ ما تركت عيناً تراكنّ .
من شدة غيرته على أزواج النبي ﷺ .
ولا يعني هذا سوء الفهم الذي يتبادر للأذهان أن غيرة عمر رضي الله عنه كانت أقوى من غيرة النبي ﷺ على أزواجه "معاذ الله"
ولكن النبي ﷺ "مشرّع" لا يجوز له أن يقول لهن احتجبن ...
فيُفهم أنه حكمٌ شرعي وهو لم يأتي به من عند الله فيكون قد افترى على الله وحاشاه من ذلك صلى الله عليه وسلم
قال عمر رضي الله عنه : آهٍ لو أطاعُ فيكنّ ما تركت عيناً تراكنّ .
وبعد أيام كان زواج النبي ﷺ من "زينب بنت جحش" رضي الله عنها
في صبيحة الزواج وهذا من السُنة يدعو الإنسان الناس إلى الطعام ... يصنع وليمة ....
"وما أولم النبي ﷺ على أزواجه بلحم وثريد أبداً "
كان يجمع التمر ويُطعم أصحابه رضي الله عنهم هذه كانت وليمة العرس .
إلا في زواجه من زينب تكريماً لها لأن الله زوجه إياها من فوق سبع سماوات ...
فذبح شاة وقال لخادمه أنس رضي الله عنه
قال : *ادعو أصحابنا للطعام .*
يقول أنس رضي الله عنه : فأخذت ادعو كل من ألقاه في طريقي....
فأخذ الناس يأتون أفواجاً أفواجاً
يقول أنس رضي الله عنه : نضع الطعام فيأكلون ويخرجون ويأتي أفواج يأكلون فيخرجون .
من شاة واحد أطعم أهل المدينة جميعاً وهي من خصائصه ﷺ .
*نبع الماء من بين أصابع يديه وتكثير الطعام من بين يديه .*
فلما انتهى الناس قال النبي ﷺ *ارفعوا طعاكم .*
وبقي ثلاث رجال يتكلمون في حجرة النبي ﷺ التي اتخذها لزينب رضي الله عنه
قال وكان النبي ﷺ شديد الحياء ....
"ما كان يقول للناس اطلعوا انتهت الضيافة كان شديد الحياء"
فقام وأخذ يطوف على حجرات أزواجه يسلم عليهن ....
فانطلق إلى حجرة عائشة رضي الله عنها
فقال *السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله .*
فقالت : وعليك السلام ورحمة الله كيف وجدت أهلك بارك الله لك ؟
فلم يتكلم ....
وانتقل إلى باقي الحجرات كلهن يقول لهن كما قال لعائشة
ويقلن له كما قالت عائشة .
حتى رجع إلى حجرة زينب فوجد الثلاثة من الرجال قد استرسل بهم الحديث يتكلمون
وزينب جالسة معطية وجهها إلى الجدار وظهرها إلى الرجال يعني مستترة .
فنظر النبي فيهم وهم يتكلمون فلم يدخل ثم خرج ....
"ليشعرهم أن يخرجوا...
يطوف على حجرات أزواجه مرة أخرى...
فلما رجع وجدهم قد خرجوا .
يقول أنس رضي الله عنه فوضع رجله على أسكفة الباب "يعني عتبة الباب" ورجله الأخرى خارجها وأرخى الستر بيني وبينه ....
أي أنزل ستارة الباب لم يأذن لأنس رضي الله عنه بالدخول فنزلت آيات الحجاب .
وإليكم نص الحديث من البخاري
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما تزوج رسول الله ﷺ زينب بنت جحش رضي الله عنها
أولم بخبز ولحم فأرسلت إلى الطعام داعيا فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون .
ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون فدعوت حتى ما أجد أحد ادعو...
فقلت يا نبي الله ما أجد أحد ادعوه ....
قال : فارفعوا طعامكم ...
وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت ....
فخرج النبي ﷺ فانطلق إلى حجرة عائشة .
فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله .
فقالت : وعليك السلام ورحمة الله .
كيف وجدت أهلك بارك الله لك ؟
فتقرى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما قال لعائشة
ويقلن له كما قالت عائشة .
ثم رجع النبي ﷺ فإذا ثلاثة رهط في البيت يتحدثون
وكان النبي ﷺ شديد الحياء .
فخرج منطلقآ نحو حجرة عائشة فما أدري أخبرته أم أخبر أن القوم خرجوا ....
فرجع حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب داخلة وأخرى خارجة أرخى الستر بيني وبينه .
وأنزلت آية الحجاب ....
متفق عليه واللفظ للبخاري .فنزل القرآن معاتباً الذين بقوا جالسين يتحدثون في بيت النبي ﷺ ...
وفارضاً الحجاب على أزواج النبي ﷺ بأن لا يظهرن على أحد من الصحابة رضي الله عنهم بعد اليوم .
فقال عز من قائل :
*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ .*
*وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا*
*وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ .*
يالله ما أجمل الله عزوجل وما أعظمه جل في علاه...
من شدة حياء النبي ﷺ يتدخل الله مباشرة في تنظيم الصحابة رضي الله عنهم في تعاملهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأنه شديد الحياء لا يمكن أن يراجعهم في هذه المسألة ...
وهذا الشيء يضيق عليه ويؤذيه ....
هنا آية الحجاب .
*وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ .*
*ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ..*
فعز ذلك على ضعاف النفوس
فقالوا : سبحان الله أنمنع من الكلام مع بنات عمنا وخالنا ؟
فقال أحد المنافقين والله لئن مات محمداً لأتزوجن عائشة رضي الله عنها
فأنزل الله تمام الآيات :
*وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا ، إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا .*
قال أو ماقال... صرح أو ما صرح
الله يعلم بنفوسكم :
*هذا شرع الله تعالى*
فلما نزلت الآيات ومن وراء حجاب ..
قالت أزواج النبي للنبي ﷺ يسألون :
قالت : حتى إذا أهلنا ...
يعني آبائنا إخواننا فلا نكلمهم إلا من وراء حجاب ....
سؤالهم من حرصهم على التقوى لأن الآية عامة ....
فأنزل الله تعالى في سياق الآيات :
*لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ۗ وَاتَّقِينَ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55) إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)*
لما نزلت هذه الآية دخل المهاجرين والأنصار على رسول الله أفواجا أفواجا يهنئونه وما أعظمها من آية...
اشتراك أهل السماء والأرض بعبادة واحدة مأمورن بها من الله مباشرة
بدأ بنفسه جل جلاله وثنى بملائكته المسبحة بقدسه وثلث بكم أيها المؤمنون من جن وإنسه فقال قولاً كريما :
*إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً .*
يا من تابعتم سيرة الحبيب المصطفى ﷺ بغية التأسي لا التسلي
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ
بعد العلم : نقع بالمخالفة
يكون عصيان لله عزوجل على علم "كالمغضوب عليهم يهود" فقد عصوا الله على علم فغضب الله عليهم ...
فلتسمع الأخوات الكريمات متابعات السيرة قول الله عز وجل :
إسمعنّّ :
*يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا .*
هنا فرح عمر بن الخطاب رضي الله عنه نزل الكلام مؤيدآ لرأيه
في حادثة الإفك أيضآ ما رواه الشيخان "البخاري ومسلم" رحمهما الله
وعن عائشة رضي الله عنها وكان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش فأصبح عند منزلي
فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني وكان رآني قبل الحجاب ....
فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني "فخمرت وجهي بجلبابي"
في الصحيح رواه البخاري رحمه الله وعن عائشة رضي الله عنها قالت : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن مروطهن فاختمرن بها .
فشقوا الزيادة من أثوابهن وغطين وجوههن رضي الله عنهن
*أمهات المؤمنين و الصحابيات رضي الله عنهن هن القدوات في الطهر والعفاف*
*الحجاب عبادة لا عادة*
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى.....
