- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الخامسة والخمسون بعد المائة *155*
*أحداث وقعت عند حفر الخندق*
*الجزء الأول *:
عند حفر الخندق عُرضت لسلمان الفارسي رضي الله عنه صخرة في حصته في الحفر فكسرت حديدهُ...
"يعني الفأس والمجرفة"
وأعيت قواه "أي اتعبته"
فأسنتصر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال : يا عمر أعني على هذه الصخرة ....
فنزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصخرة فكسرت حديده وأعيت قواه ....
فقال عمر رضي الله عنه لا بد لنا أن نخبر رسول الله ﷺ عنها .
فجاء عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وكان يعمل ﷺ في جهة أخرى في الخندق
قال : يا رسول الله عُرضت لسلمان رضي الله عنه صخرة كسرت حديدنا وأعيت قِوانا
فقال له النبي ﷺ *أنا نازل لها إن شاء الله .*
فجاء ﷺ وعندما همَّ أن ينزل بالخندق فرفع إزاره وإذا به قد ربط على بطنه حجر من شدة الجوع صلى الله عليه وسلم
فكان ﷺ يشد على بطنه الحجر ليسند ظهره ليقوى على العمل .
فرآه الصحابة رضي الله عنهم ﷺ بهذا المنظر يربط حجر على بطنه .....
وهنا درساً الصبر على الجوع..
مع أنه سنرى معجزاته ﷺ في الخندق بعد قليل وكيف يطعم الجيش كله من حفنة طعام...
ثم قفز ﷺ في الخندق وقال : إليَّ بالمعول فأخذ الفأس .
وكان الوقت قبل الغروب بقليل والفصل شتاء
فأخذ الفأس وقال *بسم الله ، الله أكبر *
وضرب ضربة
يقول الصحابة رضي الله عنهم فأبرقت برقةً أضأت ما بين الحرتين والله ولكأنه بيت مظلم أُشعل فيه مصباح .
فكبر النبي ﷺ وكبر الصحابة رضي الله عنهم خلفه .
ثم ضرب ضربة أخرى فأبرقت مثلها .
فكبر وكبر أصحابه خلفه .
"من غير أن يسألوه لماذا التكبير"
ثم ضرب ضربة ثالثة فأبرقت فكبر وكبروا .
فأنهالت الصخرة كالكثيب "يعني كأنها تل من الرمل"
فقال لهم : *دونكم وصخرتكم .*
فأخذوا يجرفونها بالمسحاة
قالوا : يا رسول الله أبرقت ثلاثاً .
فكبرت فما سر ذلك ؟؟
قال *عندما برقت لي المرة الأولى أضيئت لي القصور الحمر من أرض الروم .*
*وأخبرني جبريل عليه السلام أنكم ظاهرون عليها وتنفق كنوزها في سبيل الله .*
*وعندما أبرقت المرة الثانية أضيئت لي قصور كسرى*
*وإني رأيت قصوره كأنها أنياب الفيلة .*
ثم التفت إلى سلمان رضي الله عنه قال : *يا سلمان أليس فيها كذا وكذا وكذا ؟*"لأنها بلدته "
يقول سلمان رضي الله عنه والذي بعثه بالحق أخذ يصف لي قصور كسرى وكأنه يعيش فيها .
وكلما قال وصف أقول :أشهد أنك رسول الله ..
قال *والذي نفسي بيده يا سلمان ، لتفتحن قصور كسرى وقصور قيصر .*
*فلا قيصر بعده ولا كسرى . ولتنفق كنوزهما كلها في سبيل الله*
*ولكن هذا يكون بعدي يا سلمان*
"يعني بعد موتي"
يقول سلمان وهو راوي الحديث .
والذي بعثه بالحق لقد رأيت هذا كله ....
وكان سلمان هو أمير المدائن في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم...
قال وفي الثالثة عندما أبرقت
أضأت لي أرض عدن "اي اليمن" والله إني لأنظر أبواب صنعاء من مكاني هذا ....
وكان ﷺ يقوم الليل كله يصلي ويدعو الله ...صلاة وتهجد
١- صلاة ٢- وتضرع لله ودعاء
٣- وقائد وإمام ..... في آن واحد ﷺ
عندما رأى الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد ربط الحجر على بطنه من شدة الجوع...
كان هناك من الصحابة "جابر بن عبدالله" رضي الله عنه
"أبوه عبدالله بن جبير تذكرون هذا الإسم أمير الرماة يوم أحد الذي لم يتحرك من مكانه وقتل رضي الله عنه . هذا إبنه جابر"
رأى "جابر بن عبد الله" رضي الله عنه
النبي ﷺ وقد ربط الحجر على بطنه من شدة الجوع .
فلم يحتمل أن يرى النبي ﷺ وهو يعاني ذلك الجوع ....
فاستأذن النبي ﷺ أن يذهب إلى بيته رضي الله عنه
قال : يارسول الله ائذن لي إلى البيت ....
فأذن له النبي ﷺ :
فذهب "جابر" الى زوجته رضي الله عنهم وقال لها يا أم عبد الله
رأيت بالنبي ﷺ شيئاً لا أصبر عليه ....
رأيته يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع ....
كيف يجوع رسول الله بيننا فهل عندك طعام الليلة ؟
قالت : حفنة من شعير وشويهة
"الشويهة انثى الماعز صغيرة بالعمر ما يكون فيها لحم كثير"
قال : و كم عندنا من شعير ؟؟
قالت : حفنة "يعني قليل
فقاما فذبحا الشاة وطحنا الشعير ....
ووضعوا اللحم في البرمة "
فانتظروا حتى قرب أن ينضج
فقام جابر رضي الله عنه ليدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت زوجته : يا جابر لا تفضحنا مع الناس فليس عندنا ما نطعم أحد...
إلا رسول الله وإن كان معه نفر من أصحابه رضي الله عنهم
قال : لا عليك اصنعي ما قلت
وذهب "جابر" رضي الله عنه إلى الرسول ﷺ
يقول جابر رضي الله عنه فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلوت به ....
وقلت : يارسول الله بأبي أنت وأمي رأيت الجوع في وجهك
وإن عندنا طُعيم نريد أن نقدمه لك ....
طعيم تصغير لكلمة طعام يعني
نريد أن تحضر عندنا يا رسول الله أنت و رجلان معك أو ثلاثة
فقال له النبي ﷺ : *وكم هو طعامك يا جابر ؟*
فقلت : شويهة وحفنة شعير...
فقال ﷺ: *ما شاء الله ، كثيرٌ طيب .*
ثم نادى النبي ﷺ بأعلى صوته
وقال : *يا بلال اصرخ في أهل الخندق ، أن حيهلا .*
"اي تعالوا مسرعين هلموا أهلاً وسهلاً
اصرخ في أهل الخندق أن حيهلا فقد صنع لكم جابر "سؤرا"
"والصحابة لا يعرفون معنى سؤرا"
فضحك سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال : فداك أبي وأمي يارسول الله من أعلمك بكلمة "سؤر" ؟
قال له النبي ﷺ : *أليست هي لغتكم في فارس ، إذا كان عندكم وليمة عظيمة قلتم عنها "سؤرا" .*
قال : أجل والذي بعثك بالحق
فقال له النبي ﷺ *وإن الخندق خندق سلمان .*
يعني أنت صاحب الخندق يا سلمان واليوم نتكلم بلغتك .
فقام الجيش كله : وارتبك "جابر"
قال جابر رضي الله عنه فدارت بي الأرض حيرةً وخجلاً ....
فلا أستطيع أن أرد قول الرسول ولا أدري ما أقول للناس ؟
قال جابر رضي الله عنه وتقدم النبي ﷺ إلي وشبك يده بيدي
وهو يقول : كم طعامكم يا جابر ؟
وأقول له شويهة وحفنة شعير...
فيقول : كثير طيب ، كثير طيب .
ومشى النبي ﷺ ومشى معه كل أهل الخندق ....
حتى إذا دنى من المدينة ....
قال : *انطلق يا جابر فأخبر زوجتك لا تخبز عجينها ولا تنزل برمتها عن لنار حتى أحضر .*
ذهب إلى زوجته مسرعاً ، فلما دخل ...
قالت له : هل حضر رسول الله ولبى دعوتك ؟؟
فقال لها وقد تغير لونه
قال : نعم ، نعم ومعه أهل الخندق جميعاً
فصاحت في جابر رضي الله عنهما وقالت : ويحك بك وبك
ماذا سنطعم الناس الليلة ؟؟
هل أنت دعوتهم أم رسول الله ؟؟
قال : والله ما دعوتهم إنما رسول الله دعاهم وجاء بأهل الخندق جميعآ مهاجرين وأنصار .
قالت له : هل سألك وأعلمته أن الطعام لا يكفي الا رجل أو رجلين ؟
فقال جابر رضي الله عنه :نعم !
فقالت: الله ورسوله أعلم ، لا عليك إن لرسول الله شأن الليلة
قال جابر رضي الله عنه فلما قالت ذلك كشفت عني غماً شديداً.....
*هكذا فلتكن النساء*
اطمأنت وطمأنت زوجها
يسأل التابعون جابر رضي الله عنه : كم عددكم تلك الليلة يا جابر ؟؟
قال : ثلاثة عشرة مئة .يعني 1300 رجل
فلما وصلوا جلسوا بين النخيل "ما في بيت يوسعهم"
ثم دخل ﷺ على جابر رضي الله عنه... قال : أين طعامكم ؟؟
قالوا : هذا هو يا رسول الله .
فوضع العجين وقال بيديه هكذا وهكذا "أي أخذ يجور العجين"
ثم دعاء بالبركة.. ثم نفث فيه ...
*لا كما تقول بعض كتب السيرة بصق فيه لا*
مع أنه بصقته تاج رؤوسنا ﷺ وإن بصاقه أطهر من كل طاهر .
إلا أن "مكارم أخلاقه ﷺ تأبى عليه أن يبصق
معنى نفث أي نفخ فيه نفخة خفيفة
وقيل : قرأ من القرآن ما شاء له الله أن يقرأ ... ثم نفث فيه
ثم رد العجين على بعضه وستره
قال : أين برمتكم ؟
قالوا : ها هي على النار فكشفها وصنع فيها ما صنع للعجين ثم سترها ....
ثم أخذ يقطع العجين
ويقول :يا أم عبد الله اخبزي واستري ما تخبزي "يعني الخبز إذا طلع غطيه"
فمازال يقطع ويرمي لها ، وهي تخبز ..... ويقطع ويرمي
يقول جابر رضي الله عنه والذي بعثه بالحق نبياً حتى أصبحت دارنا تل من الخبز .
ثم قال : إلينا بالأدوات واستعيروا من جيرانكم "يعني صحون"
ثم قام وقال لأصحابه رضي الله عنهم . *لا تطاغطوا عشرة فعشرة .*
"لا تتزاحموا الأكل كثير ، كل عشرة يقعدوا على صحن"
فجاؤوا له بالأدوات
فوضعها ﷺ وأخذ يكسر من الخبز ويضع عليه المرق ثم يأخذ اللحم ويفته ويدفعه إلى أصحابه رضي الله عنهم
ويقول لهم : *كلوا واشبعوا لا عليكم كثير طيب ، كثيرٌ طيب .*
يعني لا تجاملوا تقولوا نخلي لبعضنا شوي ، لا الطعام كثير طيب ....
قال جابر رضي الله عنه وهذا الحديث في "البخاري ومسلم رحمهما الله أخرجه الشيخان"
قال : والذي بعثه بالحق لقد مضى أصحابنا يأكلون سائر الليل حتى شبعوا وانصرفوا منتصف الليل ....
ورسول الله يقطع من العجين ويسكب من المرق ويفت من اللحم .....
حتى قال : *هل بقي من احد ؟*
قلت : لا يارسول الله انصرفوا جميعاً .
فجلس ﷺ وأكل هو آخرهم
ثم التفت لزوجة جابر رضي الله عنهما
وقال لها: *كُلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة .*
يقول جابر رضي الله عنه والذي بعثه بالحق نبياً فإذا عجيننا كما هو وبرمتنا كما هي .
هذا الذي يطعم الجيش ولا يرضى أن يأكل وغيره جائع...
هذا هو القائد الذي يقول لأصحابه رضي الله عنهم : إنما أنا رجل مثلكم .
ويربط على بطنه الحجر من شدة الجوع صلى الله عليه وسلم...
هذا إذا وقف يوم القيامة والنار قد علا صوتها وفزع الخلائق جميعاً منها عند رؤيتها والملائكة ممسكة بها بسبعون ألف زمام وعلى كل زمام سبعون ألف من الملائكة يمسكون بها ولو تركوها لأتت على الخلائق جميعاً ما أبقت منهم أحد .
تكاد تميز من الغيظ .....
وجثى الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام على ركبهم وجبريل عليه السلام لاذ بساق العرش الكل يقول : نفسي نفسي
وقد غضب الله غضباً لم يغضب مثله من قبل...
*فيقف ﷺ ويقول أمام جميع الخلق* :
*أنا لها وإن ثقلت.....*
فإذا قام ﷺ يخر ساجداً تحت العرش يدعو ربه يارب يارب ....
وقد علا صوت جهنم بالضجيج
يصرخ مالك خازن النار بجهنم . أصمتِ فإن محمداً يناجي ربه .
فتصمت أدبآ وتوقيرآ صلى الله عليه وسلم كي لا يعلو صوتها على صوته ....
هذا نبي الله وخير خلق الله ﷺ
*امتي..... امتي* في ذلك اليوم العظيم...
صلى الله عليه وسلم....
الأنوار المحمدية...
يتبع بإذن الله تعالى...
الحلقة الخامسة والخمسون بعد المائة *155*
*أحداث وقعت عند حفر الخندق*
*الجزء الأول *:
عند حفر الخندق عُرضت لسلمان الفارسي رضي الله عنه صخرة في حصته في الحفر فكسرت حديدهُ...
"يعني الفأس والمجرفة"
وأعيت قواه "أي اتعبته"
فأسنتصر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال : يا عمر أعني على هذه الصخرة ....
فنزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصخرة فكسرت حديده وأعيت قواه ....
فقال عمر رضي الله عنه لا بد لنا أن نخبر رسول الله ﷺ عنها .
فجاء عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وكان يعمل ﷺ في جهة أخرى في الخندق
قال : يا رسول الله عُرضت لسلمان رضي الله عنه صخرة كسرت حديدنا وأعيت قِوانا
فقال له النبي ﷺ *أنا نازل لها إن شاء الله .*
فجاء ﷺ وعندما همَّ أن ينزل بالخندق فرفع إزاره وإذا به قد ربط على بطنه حجر من شدة الجوع صلى الله عليه وسلم
فكان ﷺ يشد على بطنه الحجر ليسند ظهره ليقوى على العمل .
فرآه الصحابة رضي الله عنهم ﷺ بهذا المنظر يربط حجر على بطنه .....
وهنا درساً الصبر على الجوع..
مع أنه سنرى معجزاته ﷺ في الخندق بعد قليل وكيف يطعم الجيش كله من حفنة طعام...
ثم قفز ﷺ في الخندق وقال : إليَّ بالمعول فأخذ الفأس .
وكان الوقت قبل الغروب بقليل والفصل شتاء
فأخذ الفأس وقال *بسم الله ، الله أكبر *
وضرب ضربة
يقول الصحابة رضي الله عنهم فأبرقت برقةً أضأت ما بين الحرتين والله ولكأنه بيت مظلم أُشعل فيه مصباح .
فكبر النبي ﷺ وكبر الصحابة رضي الله عنهم خلفه .
ثم ضرب ضربة أخرى فأبرقت مثلها .
فكبر وكبر أصحابه خلفه .
"من غير أن يسألوه لماذا التكبير"
ثم ضرب ضربة ثالثة فأبرقت فكبر وكبروا .
فأنهالت الصخرة كالكثيب "يعني كأنها تل من الرمل"
فقال لهم : *دونكم وصخرتكم .*
فأخذوا يجرفونها بالمسحاة
قالوا : يا رسول الله أبرقت ثلاثاً .
فكبرت فما سر ذلك ؟؟
قال *عندما برقت لي المرة الأولى أضيئت لي القصور الحمر من أرض الروم .*
*وأخبرني جبريل عليه السلام أنكم ظاهرون عليها وتنفق كنوزها في سبيل الله .*
*وعندما أبرقت المرة الثانية أضيئت لي قصور كسرى*
*وإني رأيت قصوره كأنها أنياب الفيلة .*
ثم التفت إلى سلمان رضي الله عنه قال : *يا سلمان أليس فيها كذا وكذا وكذا ؟*"لأنها بلدته "
يقول سلمان رضي الله عنه والذي بعثه بالحق أخذ يصف لي قصور كسرى وكأنه يعيش فيها .
وكلما قال وصف أقول :أشهد أنك رسول الله ..
قال *والذي نفسي بيده يا سلمان ، لتفتحن قصور كسرى وقصور قيصر .*
*فلا قيصر بعده ولا كسرى . ولتنفق كنوزهما كلها في سبيل الله*
*ولكن هذا يكون بعدي يا سلمان*
"يعني بعد موتي"
يقول سلمان وهو راوي الحديث .
والذي بعثه بالحق لقد رأيت هذا كله ....
وكان سلمان هو أمير المدائن في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم...
قال وفي الثالثة عندما أبرقت
أضأت لي أرض عدن "اي اليمن" والله إني لأنظر أبواب صنعاء من مكاني هذا ....
وكان ﷺ يقوم الليل كله يصلي ويدعو الله ...صلاة وتهجد
١- صلاة ٢- وتضرع لله ودعاء
٣- وقائد وإمام ..... في آن واحد ﷺ
عندما رأى الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد ربط الحجر على بطنه من شدة الجوع...
كان هناك من الصحابة "جابر بن عبدالله" رضي الله عنه
"أبوه عبدالله بن جبير تذكرون هذا الإسم أمير الرماة يوم أحد الذي لم يتحرك من مكانه وقتل رضي الله عنه . هذا إبنه جابر"
رأى "جابر بن عبد الله" رضي الله عنه
النبي ﷺ وقد ربط الحجر على بطنه من شدة الجوع .
فلم يحتمل أن يرى النبي ﷺ وهو يعاني ذلك الجوع ....
فاستأذن النبي ﷺ أن يذهب إلى بيته رضي الله عنه
قال : يارسول الله ائذن لي إلى البيت ....
فأذن له النبي ﷺ :
فذهب "جابر" الى زوجته رضي الله عنهم وقال لها يا أم عبد الله
رأيت بالنبي ﷺ شيئاً لا أصبر عليه ....
رأيته يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع ....
كيف يجوع رسول الله بيننا فهل عندك طعام الليلة ؟
قالت : حفنة من شعير وشويهة
"الشويهة انثى الماعز صغيرة بالعمر ما يكون فيها لحم كثير"
قال : و كم عندنا من شعير ؟؟
قالت : حفنة "يعني قليل
فقاما فذبحا الشاة وطحنا الشعير ....
ووضعوا اللحم في البرمة "
فانتظروا حتى قرب أن ينضج
فقام جابر رضي الله عنه ليدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت زوجته : يا جابر لا تفضحنا مع الناس فليس عندنا ما نطعم أحد...
إلا رسول الله وإن كان معه نفر من أصحابه رضي الله عنهم
قال : لا عليك اصنعي ما قلت
وذهب "جابر" رضي الله عنه إلى الرسول ﷺ
يقول جابر رضي الله عنه فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلوت به ....
وقلت : يارسول الله بأبي أنت وأمي رأيت الجوع في وجهك
وإن عندنا طُعيم نريد أن نقدمه لك ....
طعيم تصغير لكلمة طعام يعني
نريد أن تحضر عندنا يا رسول الله أنت و رجلان معك أو ثلاثة
فقال له النبي ﷺ : *وكم هو طعامك يا جابر ؟*
فقلت : شويهة وحفنة شعير...
فقال ﷺ: *ما شاء الله ، كثيرٌ طيب .*
ثم نادى النبي ﷺ بأعلى صوته
وقال : *يا بلال اصرخ في أهل الخندق ، أن حيهلا .*
"اي تعالوا مسرعين هلموا أهلاً وسهلاً
اصرخ في أهل الخندق أن حيهلا فقد صنع لكم جابر "سؤرا"
"والصحابة لا يعرفون معنى سؤرا"
فضحك سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال : فداك أبي وأمي يارسول الله من أعلمك بكلمة "سؤر" ؟
قال له النبي ﷺ : *أليست هي لغتكم في فارس ، إذا كان عندكم وليمة عظيمة قلتم عنها "سؤرا" .*
قال : أجل والذي بعثك بالحق
فقال له النبي ﷺ *وإن الخندق خندق سلمان .*
يعني أنت صاحب الخندق يا سلمان واليوم نتكلم بلغتك .
فقام الجيش كله : وارتبك "جابر"
قال جابر رضي الله عنه فدارت بي الأرض حيرةً وخجلاً ....
فلا أستطيع أن أرد قول الرسول ولا أدري ما أقول للناس ؟
قال جابر رضي الله عنه وتقدم النبي ﷺ إلي وشبك يده بيدي
وهو يقول : كم طعامكم يا جابر ؟
وأقول له شويهة وحفنة شعير...
فيقول : كثير طيب ، كثير طيب .
ومشى النبي ﷺ ومشى معه كل أهل الخندق ....
حتى إذا دنى من المدينة ....
قال : *انطلق يا جابر فأخبر زوجتك لا تخبز عجينها ولا تنزل برمتها عن لنار حتى أحضر .*
ذهب إلى زوجته مسرعاً ، فلما دخل ...
قالت له : هل حضر رسول الله ولبى دعوتك ؟؟
فقال لها وقد تغير لونه
قال : نعم ، نعم ومعه أهل الخندق جميعاً
فصاحت في جابر رضي الله عنهما وقالت : ويحك بك وبك
ماذا سنطعم الناس الليلة ؟؟
هل أنت دعوتهم أم رسول الله ؟؟
قال : والله ما دعوتهم إنما رسول الله دعاهم وجاء بأهل الخندق جميعآ مهاجرين وأنصار .
قالت له : هل سألك وأعلمته أن الطعام لا يكفي الا رجل أو رجلين ؟
فقال جابر رضي الله عنه :نعم !
فقالت: الله ورسوله أعلم ، لا عليك إن لرسول الله شأن الليلة
قال جابر رضي الله عنه فلما قالت ذلك كشفت عني غماً شديداً.....
*هكذا فلتكن النساء*
اطمأنت وطمأنت زوجها
يسأل التابعون جابر رضي الله عنه : كم عددكم تلك الليلة يا جابر ؟؟
قال : ثلاثة عشرة مئة .يعني 1300 رجل
فلما وصلوا جلسوا بين النخيل "ما في بيت يوسعهم"
ثم دخل ﷺ على جابر رضي الله عنه... قال : أين طعامكم ؟؟
قالوا : هذا هو يا رسول الله .
فوضع العجين وقال بيديه هكذا وهكذا "أي أخذ يجور العجين"
ثم دعاء بالبركة.. ثم نفث فيه ...
*لا كما تقول بعض كتب السيرة بصق فيه لا*
مع أنه بصقته تاج رؤوسنا ﷺ وإن بصاقه أطهر من كل طاهر .
إلا أن "مكارم أخلاقه ﷺ تأبى عليه أن يبصق
معنى نفث أي نفخ فيه نفخة خفيفة
وقيل : قرأ من القرآن ما شاء له الله أن يقرأ ... ثم نفث فيه
ثم رد العجين على بعضه وستره
قال : أين برمتكم ؟
قالوا : ها هي على النار فكشفها وصنع فيها ما صنع للعجين ثم سترها ....
ثم أخذ يقطع العجين
ويقول :يا أم عبد الله اخبزي واستري ما تخبزي "يعني الخبز إذا طلع غطيه"
فمازال يقطع ويرمي لها ، وهي تخبز ..... ويقطع ويرمي
يقول جابر رضي الله عنه والذي بعثه بالحق نبياً حتى أصبحت دارنا تل من الخبز .
ثم قال : إلينا بالأدوات واستعيروا من جيرانكم "يعني صحون"
ثم قام وقال لأصحابه رضي الله عنهم . *لا تطاغطوا عشرة فعشرة .*
"لا تتزاحموا الأكل كثير ، كل عشرة يقعدوا على صحن"
فجاؤوا له بالأدوات
فوضعها ﷺ وأخذ يكسر من الخبز ويضع عليه المرق ثم يأخذ اللحم ويفته ويدفعه إلى أصحابه رضي الله عنهم
ويقول لهم : *كلوا واشبعوا لا عليكم كثير طيب ، كثيرٌ طيب .*
يعني لا تجاملوا تقولوا نخلي لبعضنا شوي ، لا الطعام كثير طيب ....
قال جابر رضي الله عنه وهذا الحديث في "البخاري ومسلم رحمهما الله أخرجه الشيخان"
قال : والذي بعثه بالحق لقد مضى أصحابنا يأكلون سائر الليل حتى شبعوا وانصرفوا منتصف الليل ....
ورسول الله يقطع من العجين ويسكب من المرق ويفت من اللحم .....
حتى قال : *هل بقي من احد ؟*
قلت : لا يارسول الله انصرفوا جميعاً .
فجلس ﷺ وأكل هو آخرهم
ثم التفت لزوجة جابر رضي الله عنهما
وقال لها: *كُلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة .*
يقول جابر رضي الله عنه والذي بعثه بالحق نبياً فإذا عجيننا كما هو وبرمتنا كما هي .
هذا الذي يطعم الجيش ولا يرضى أن يأكل وغيره جائع...
هذا هو القائد الذي يقول لأصحابه رضي الله عنهم : إنما أنا رجل مثلكم .
ويربط على بطنه الحجر من شدة الجوع صلى الله عليه وسلم...
هذا إذا وقف يوم القيامة والنار قد علا صوتها وفزع الخلائق جميعاً منها عند رؤيتها والملائكة ممسكة بها بسبعون ألف زمام وعلى كل زمام سبعون ألف من الملائكة يمسكون بها ولو تركوها لأتت على الخلائق جميعاً ما أبقت منهم أحد .
تكاد تميز من الغيظ .....
وجثى الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام على ركبهم وجبريل عليه السلام لاذ بساق العرش الكل يقول : نفسي نفسي
وقد غضب الله غضباً لم يغضب مثله من قبل...
*فيقف ﷺ ويقول أمام جميع الخلق* :
*أنا لها وإن ثقلت.....*
فإذا قام ﷺ يخر ساجداً تحت العرش يدعو ربه يارب يارب ....
وقد علا صوت جهنم بالضجيج
يصرخ مالك خازن النار بجهنم . أصمتِ فإن محمداً يناجي ربه .
فتصمت أدبآ وتوقيرآ صلى الله عليه وسلم كي لا يعلو صوتها على صوته ....
هذا نبي الله وخير خلق الله ﷺ
*امتي..... امتي* في ذلك اليوم العظيم...
صلى الله عليه وسلم....
الأنوار المحمدية...
يتبع بإذن الله تعالى...