- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة السادسة والخمسون بعد المائة *156*
*أحداث وقعت عند حفر الخندق .*
*الجزء الثاني .*
كان أثناء حفر الخندق .....
زيد بن ثابت رضي الله عنه شاب صغير بالعمر وكان ينقل التراب .
فنظر إليه النبي ﷺ : وابتسم وقال في حقه *أما إنه نِعمَّ الغلام .*
ومن شدة التعب نام "زيد"
فجاء "عمارة بن حزم" وأخذ سلاحه يريد أن يمازحه"
فلما قام فزع على سلاحه وأخذ يبحث عنه...
فقال له رسول الله ﷺ *يا بار قد نمت حتى ذهب سلاحك .*
ثم التفت النبي ﷺ إلى أصحابه رضي الله عنهم وقال :
*من له علم بسلاح هذا الغلام ؟*
فقال عمارة رضي الله عنه : أنا يا رسول الله وهو عندي...
فقال : رده عليه .
*ونهى أن يروع المسلم ويؤخذ متاعه لاعباً .*
إستند العلماء في تحريم أخذ متاع الغير مع عدم علمه بذلك .
ومازال نبينا ﷺ يحث أصحابه رضي الله عنهم : على العمل في الخندق وكلما وجد بأصحابه رضي الله عنهم الجوع والتعب نشَّطهم وشجعهم بأبيات شعر لأبن رواحة رضي الله عنه .
للتنبيه :
نبينا ﷺ لم ينشد الشعر على الإطلاق .
ولكنه ردده سمعه من ابن رواحة وردده ....
وما سأذكره الآن متفق عليه عند الشيخان "البخاري ومسلم"
ولكن اسردها بطريقة مفهومة .
عن البراء بن عازب رضي الله عنه :
قال : إني لأنظر لرسول الله ﷺ يعمل معنا فإذا لم يكن بين يديه مكتل ...
"يعني نأخذها من جنبه حتى لا يشتغل ﷺ يحمل التراب في ثوبه ....
فإنه ليرفع ثوبه ويحمل به التراب حتى وآرى التراب بياض بطنه ﷺ .
وهو يرتجز شعراً ويقول :
*اللهم لا عيش إلا عيش الآخره *فارحم الأنصار والمهاجره*
ينشطهم ويشجعهم على العمل ﷺ
فيجيبه أصحابه مهاجرين وأنصار :
*نحن الذين بايعوا محمداً* *على الجهاد ما بقينا أبدا*
فينشط الناس في العمل
وكانوا إذا بردت همتهم
أخذ يتمثل بالشعر تمثلآ :
بقول ابن رواحة رضي الله عنه وهو ينقل التراب وقد وآرى الغبار جلد بطنه الشريف
*اللهم لولا أنت ما اهتدينا* *ولا تصدقنا ولا صلينا*
*فأنزلنْ سكينة علينا*
*وثبت الأقدام إذ لاقينا*
*والمشركون قد بغوا علينا* *وإن أرادوا فتنة أبينا*
فإذا قال .... أبينا
كررها ثلاثاً ويمد بها بصوت عال مكررا لها :
أبينا .... أبينا ... أبينا
فيجيبه أصحابه رضي الله عنهم
أبينا ... أبينا ... أبينا
بهذا التحفيز والتنشيط أنُجز الخندق في ستة أيام ولياليها .
ولكن ليس كل الناس سواء
إذا كان الأنبياء عليهم السلام قد رفع الله بعضهم فوق بعض درجات ....
وكذلك الصحابة رضي الله عنهم والمؤمنون ليس كلهم في مستوى واحد .....
فهناك ضعاف نفوس وكان بين صفوفهم "منافقون"
فكيف كانت صورتهم في العمل بالخندق ؟؟
المؤمنون كانوا يعملون بجد ولا يفترون عن النبي ﷺ ساعة واحدة ...
وإذا اضطر أحدهم للذهاب استأذن النبي صلى الله عليه وسلم وقضى حاجته بأسرع ما يكون ورجع إلى مكان عمله...
فإن وجد أحداً من الصحابة رضي الله عنهم قد أخذ مكانه أخذ مكان عمل آخر .
والنبي ﷺ إمامهم و يعمل معهم .
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه : كان يعمل معنا ويضرب بمعوله ويأخذ بالمسحاة ويحمل بالمكتل .....
فإن لم يجد شيء يحمل التراب به حثا التراب بيديه في ثوبه وحمله .
فأعياه التعب ﷺ فاتكأ إلى صخرة فأغفا من شدة التعب .
يقول أبو بكر رضي الله عنه
فقلت : يا عمر رضي الله عنه دونك نقف عند رأس رسول الله نصد الناس عنه لعله يأخذ قسطاً من الراحة .
فقمت أنا وعمر : عند رأسه نُنحي الناس عن طريقه .
فلما أفاق : قال *ما هذا ؟؟*
فقال ابو بكر رضي الله عنه أغفيت يارسول الله قليلاً .
قال *هلاَّ أفزعتموني "يعني هلا صحيتوني" إنما أنا واحد منكم .*
درس لكل قائد هكذا يمكن أن يملك قلوب رعيته إذا كان واحداً منهم .
فأما المنافقون الذين كانوا في قلوبهم مرض كانوا يتسللون هرباً من العمل ويعتذرون بالأعذار الكاذبة والنبي ﷺ أشد الناس حياءً .
فنزل قوله تعالى :
*إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ .*
عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ "أي حفر الخندق"
*فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ .*
هنا الصلاحية للنبي صلى الله عليه وسلم يأذن أو لا يأذن ..
*فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .*
لماذا يستغفر لهم الله ؟؟
مادام مؤمن وأخذ الأذن من رسول الله لماذا يستغفرله النبي صلى الله عليه وسلم :
ماهو الذنب الذي ارتكبه هذا الصحابي ؟
لان هذا الإستئذان والذهاب لشأن شخصي ينقص أجره في عمل الخندق .....
حتى لو استأذن؟ نعم حتى لو استأذن :
*وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .*
استغفر لهم مقابل ذلك النقص حتى لا يفوته أجره يريد الله أن يعوضه .
*لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا .*
يعني لا تنادوا يا محمد .
الله جل في علاه لم يناديه في القرآن الكريم ولا في آية واحدة "يا محمد"
وارجعوا إلى القرآن وابحثوا على لفظ "يا محمد" لن تجدها .
ولكن ستجد .. يا ابراهيم .. يا موسى .. يا نوح .. يا عيسى .
كل الأنبياء عليهم السلام من أولي العزم ناداهم الله بأسمائهم
إلا نبينا ﷺ لم يناده الله باسمه قط :
بل ناداه *يا أيها النبي أو يا أيها الرسول .*
*ونهانا أن نناديه باسمه تكريماً له ﷺ*
وما جاء اسمه في القرآن الكريم إلا في مجال التعريف لا النداء في أربع آيات :
*وَمَا مُحَمَّد إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ .*
*مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ .*
*مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ .*
*وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ .*
قال تعالى :
*لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا .*
*لواذاً* يتسلل و يهرب بحجج واهية عندي شغلة..... بطني يوجعني..... راسي يؤلمني *لِواذاً .*
*فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .*
وعندما انتهوا من حفر الخندق قال النبي ﷺ
لأصحابه رضي الله عنهم : هل بقي من شيء ؟
قالوا : ثلمة من هناك "أي مضيق فيها صخرات"
قال: *ارفعوا الحجارة عندها واجعلوه ترساً واحرصوا على تلك الثغرة .*
"اي انتبهوا وشددوا الحراسة"
فإني أرى عدوكم الليلة "
وقام ﷺ تلك الليلة يصلي في خيمته وكلما أحس بخطر يخرج من خيمته ....
ويقول بصوت عالي *من هناك ؟*
فيقول سعد: خادمك سعد بن أبي وقاص
يقول له *من معك ؟*
يقول : الزبير .
يقول لهم *دونكم تلك الثلمة . فلا أرى إلا قريش تطوف بها .*
قال : فانطلقنا فإذا قريش قد وصلت إليها ....
وصلت قريش فلما رأوا الخندق ذهلوا .....
قالوا : ماهذه المكيدة لم تكن العرب تعرفها .
فقال اليهودي الذي جمعهم "حيي بن أخطب " قيل لي أن في أصحابه رجل فارسي .
فهذا من مكيدته لعله هو الذي أشار عليهم .
فطافوا بالخندق .. لا يمكن اقتحامه ؟
وأخذوا يفكرون ويتشاورون .
ولا يمكن لهم الدخول من الحرتين كما وصفنا
والجهة الجنوبية فيها "بنو قريظة" وحصونهم مشبكة بالأشجار....
الحلقة السادسة والخمسون بعد المائة *156*
*أحداث وقعت عند حفر الخندق .*
*الجزء الثاني .*
كان أثناء حفر الخندق .....
زيد بن ثابت رضي الله عنه شاب صغير بالعمر وكان ينقل التراب .
فنظر إليه النبي ﷺ : وابتسم وقال في حقه *أما إنه نِعمَّ الغلام .*
ومن شدة التعب نام "زيد"
فجاء "عمارة بن حزم" وأخذ سلاحه يريد أن يمازحه"
فلما قام فزع على سلاحه وأخذ يبحث عنه...
فقال له رسول الله ﷺ *يا بار قد نمت حتى ذهب سلاحك .*
ثم التفت النبي ﷺ إلى أصحابه رضي الله عنهم وقال :
*من له علم بسلاح هذا الغلام ؟*
فقال عمارة رضي الله عنه : أنا يا رسول الله وهو عندي...
فقال : رده عليه .
*ونهى أن يروع المسلم ويؤخذ متاعه لاعباً .*
إستند العلماء في تحريم أخذ متاع الغير مع عدم علمه بذلك .
ومازال نبينا ﷺ يحث أصحابه رضي الله عنهم : على العمل في الخندق وكلما وجد بأصحابه رضي الله عنهم الجوع والتعب نشَّطهم وشجعهم بأبيات شعر لأبن رواحة رضي الله عنه .
للتنبيه :
نبينا ﷺ لم ينشد الشعر على الإطلاق .
ولكنه ردده سمعه من ابن رواحة وردده ....
وما سأذكره الآن متفق عليه عند الشيخان "البخاري ومسلم"
ولكن اسردها بطريقة مفهومة .
عن البراء بن عازب رضي الله عنه :
قال : إني لأنظر لرسول الله ﷺ يعمل معنا فإذا لم يكن بين يديه مكتل ...
"يعني نأخذها من جنبه حتى لا يشتغل ﷺ يحمل التراب في ثوبه ....
فإنه ليرفع ثوبه ويحمل به التراب حتى وآرى التراب بياض بطنه ﷺ .
وهو يرتجز شعراً ويقول :
*اللهم لا عيش إلا عيش الآخره *فارحم الأنصار والمهاجره*
ينشطهم ويشجعهم على العمل ﷺ
فيجيبه أصحابه مهاجرين وأنصار :
*نحن الذين بايعوا محمداً* *على الجهاد ما بقينا أبدا*
فينشط الناس في العمل
وكانوا إذا بردت همتهم
أخذ يتمثل بالشعر تمثلآ :
بقول ابن رواحة رضي الله عنه وهو ينقل التراب وقد وآرى الغبار جلد بطنه الشريف
*اللهم لولا أنت ما اهتدينا* *ولا تصدقنا ولا صلينا*
*فأنزلنْ سكينة علينا*
*وثبت الأقدام إذ لاقينا*
*والمشركون قد بغوا علينا* *وإن أرادوا فتنة أبينا*
فإذا قال .... أبينا
كررها ثلاثاً ويمد بها بصوت عال مكررا لها :
أبينا .... أبينا ... أبينا
فيجيبه أصحابه رضي الله عنهم
أبينا ... أبينا ... أبينا
بهذا التحفيز والتنشيط أنُجز الخندق في ستة أيام ولياليها .
ولكن ليس كل الناس سواء
إذا كان الأنبياء عليهم السلام قد رفع الله بعضهم فوق بعض درجات ....
وكذلك الصحابة رضي الله عنهم والمؤمنون ليس كلهم في مستوى واحد .....
فهناك ضعاف نفوس وكان بين صفوفهم "منافقون"
فكيف كانت صورتهم في العمل بالخندق ؟؟
المؤمنون كانوا يعملون بجد ولا يفترون عن النبي ﷺ ساعة واحدة ...
وإذا اضطر أحدهم للذهاب استأذن النبي صلى الله عليه وسلم وقضى حاجته بأسرع ما يكون ورجع إلى مكان عمله...
فإن وجد أحداً من الصحابة رضي الله عنهم قد أخذ مكانه أخذ مكان عمل آخر .
والنبي ﷺ إمامهم و يعمل معهم .
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه : كان يعمل معنا ويضرب بمعوله ويأخذ بالمسحاة ويحمل بالمكتل .....
فإن لم يجد شيء يحمل التراب به حثا التراب بيديه في ثوبه وحمله .
فأعياه التعب ﷺ فاتكأ إلى صخرة فأغفا من شدة التعب .
يقول أبو بكر رضي الله عنه
فقلت : يا عمر رضي الله عنه دونك نقف عند رأس رسول الله نصد الناس عنه لعله يأخذ قسطاً من الراحة .
فقمت أنا وعمر : عند رأسه نُنحي الناس عن طريقه .
فلما أفاق : قال *ما هذا ؟؟*
فقال ابو بكر رضي الله عنه أغفيت يارسول الله قليلاً .
قال *هلاَّ أفزعتموني "يعني هلا صحيتوني" إنما أنا واحد منكم .*
درس لكل قائد هكذا يمكن أن يملك قلوب رعيته إذا كان واحداً منهم .
فأما المنافقون الذين كانوا في قلوبهم مرض كانوا يتسللون هرباً من العمل ويعتذرون بالأعذار الكاذبة والنبي ﷺ أشد الناس حياءً .
فنزل قوله تعالى :
*إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ .*
عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ "أي حفر الخندق"
*فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ .*
هنا الصلاحية للنبي صلى الله عليه وسلم يأذن أو لا يأذن ..
*فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .*
لماذا يستغفر لهم الله ؟؟
مادام مؤمن وأخذ الأذن من رسول الله لماذا يستغفرله النبي صلى الله عليه وسلم :
ماهو الذنب الذي ارتكبه هذا الصحابي ؟
لان هذا الإستئذان والذهاب لشأن شخصي ينقص أجره في عمل الخندق .....
حتى لو استأذن؟ نعم حتى لو استأذن :
*وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .*
استغفر لهم مقابل ذلك النقص حتى لا يفوته أجره يريد الله أن يعوضه .
*لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا .*
يعني لا تنادوا يا محمد .
الله جل في علاه لم يناديه في القرآن الكريم ولا في آية واحدة "يا محمد"
وارجعوا إلى القرآن وابحثوا على لفظ "يا محمد" لن تجدها .
ولكن ستجد .. يا ابراهيم .. يا موسى .. يا نوح .. يا عيسى .
كل الأنبياء عليهم السلام من أولي العزم ناداهم الله بأسمائهم
إلا نبينا ﷺ لم يناده الله باسمه قط :
بل ناداه *يا أيها النبي أو يا أيها الرسول .*
*ونهانا أن نناديه باسمه تكريماً له ﷺ*
وما جاء اسمه في القرآن الكريم إلا في مجال التعريف لا النداء في أربع آيات :
*وَمَا مُحَمَّد إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ .*
*مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ .*
*مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ .*
*وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ .*
قال تعالى :
*لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا .*
*لواذاً* يتسلل و يهرب بحجج واهية عندي شغلة..... بطني يوجعني..... راسي يؤلمني *لِواذاً .*
*فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .*
وعندما انتهوا من حفر الخندق قال النبي ﷺ
لأصحابه رضي الله عنهم : هل بقي من شيء ؟
قالوا : ثلمة من هناك "أي مضيق فيها صخرات"
قال: *ارفعوا الحجارة عندها واجعلوه ترساً واحرصوا على تلك الثغرة .*
"اي انتبهوا وشددوا الحراسة"
فإني أرى عدوكم الليلة "
وقام ﷺ تلك الليلة يصلي في خيمته وكلما أحس بخطر يخرج من خيمته ....
ويقول بصوت عالي *من هناك ؟*
فيقول سعد: خادمك سعد بن أبي وقاص
يقول له *من معك ؟*
يقول : الزبير .
يقول لهم *دونكم تلك الثلمة . فلا أرى إلا قريش تطوف بها .*
قال : فانطلقنا فإذا قريش قد وصلت إليها ....
وصلت قريش فلما رأوا الخندق ذهلوا .....
قالوا : ماهذه المكيدة لم تكن العرب تعرفها .
فقال اليهودي الذي جمعهم "حيي بن أخطب " قيل لي أن في أصحابه رجل فارسي .
فهذا من مكيدته لعله هو الذي أشار عليهم .
فطافوا بالخندق .. لا يمكن اقتحامه ؟
وأخذوا يفكرون ويتشاورون .
ولا يمكن لهم الدخول من الحرتين كما وصفنا
والجهة الجنوبية فيها "بنو قريظة" وحصونهم مشبكة بالأشجار....