- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقه السابعة والخمسون بعد المائة *157*
*محاولة اختراق الخندق .*
وصل جيش الأحزاب للمدينة وذهلوا عندما رأوا الخندق .
فكان طول الخندق منهم من قال حوالي فوق 3 كم 5000 ذراع أي 3000 متر تقريباً...
وعرضه 8 متر
وعمقه 4 متر .
فلا يستطيع أحد إذا سقط فيه أن يخرج منه :
وجعل المسلمون مخلفات الحفر ناحية المدينة فشكلت ساترآ يمكن للمسلمين الإختباء خلفه ورمي جنود العدو بالسهام إذا حاولوا العبور أو حتى الإقتراب من الخندق .....
وتوزع المسلمون أمام الخندق ليمنعوا المشركين من أي محاولة للتخطي وعبور الخندق
أو أي محاولة لردم جزء من الخندق ومن ثم العبور عليه والوصول إلى المدينة .
وصلت الأحزاب إلى المدينة ففوجئت بالخندق وكان كما ذكرنا أمر لم تعرفه العرب من قبل
ووقف "أبو سفيان بن حرب" سيد قريش ...
وقال : هذه حيلة لم تعرفها العرب .
فقال له حيي بن أخطب سيد يهود ....
قال : سمعت أن بين أصحاب محمد رجل فارسي وهذه مكيدته ....
وأظن هو الذي أشار عليهم بحفر الخندق .
وشاهد المسلمون هذا الجيش الضخم .....
وهو عدد لم تشهده الجزيرة العربية من قبل 10 آلاف مقاتل .
ولكن عندما شاهد الصحابة رضي الله عنهم هذا العدد الكبير الضخم
قالوا :
*هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله .*
فأنزل الله قوله تعالى :
*وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا .*
وتمركز المسلمون خلف الخندق وكان مقر قيادة النبي ﷺ عند جبل "سلع"
وأمر النبي ﷺ أن تكون النساء والأطفال داخل الحصون بحيث إذا حدث اقتحام للخندق ، ووقعت "حرب " تكون النساء والأطفال داخل الحصون .
أخذ فرسان المشركين يدورون حول الخندق غضباً يحاولون أن يجدوا نقطة ضعف ينفذون منها إلى المدينة .
وأخذ المسلمون يرمونهم بالسهام حتى لا يقتربوا من الخندق أو أن يحاولوا أن يردموا جزء من الخندق فيبنوا طريقاً يعبروا عليه ....
وبدأت مناوشات بين الطرفين .
كان المشركون فيها مصرون على اقتحام الخندق واستبسل المسلمون في المقابل في منع المشركين من ذلك .
عز على قريش أن تقف خيالتها وفرسانها وقادتها مكتوفي الأيدي أمام الخندق
فأخذوا يستفزون بعضهم بعضاً .
ما بين :
- خالد بن الوليد
- وعكرمة بن ابي جهل
- وصفوان بن امية
- وعمرو بن ود
واستطاع رجال من فرسان المشركين اقتحام الخندق في أحد الأماكن الضيقة
فجالوا بخيلهم "يعني من باب التنشيط"
اقبالاً وادباراً إقبالاً وإدباراً حتى حمسوها وجاؤوا إلى أضيق مكان في الخندق .
واقتحموا الخندق ...
فأقتحمت الخيل الخندق بثلاثة رجال منهم :
عكرمة بن أبي جهل
ورجل من ربيعة وعلى رأسهم "عمرو بن ود"
من هو "عمرو بن ود"
رجل كبير في العمر قارب على 90 عام .
ولكنه مضرب الأمثال في الشجاعة والبطولة في قريش .
كان أقوى فارس في الجزيرة العربية ويطلق عليه "فارس العرب"
وأطلق عليه "بطل العرب" وأطلق عليه أيضاً "فارس ياليل"
وقصة هذا اللقب أنه كان يسير في إحدى الليالي بفرسه مع عدد من أصحابه ...
فهجم عليه 10 فرسان من قطاع الطرق في وادِ .
فهرب كل أصحابه وأخذ هو يصارعهم وحده حتى قتلهم جميعاً...
فعرف من ذلك اليوم "بفارس ياليل"
هذا الرجل شهد بدراً وقاتل قتال الأبطال وأصابته الجراح ولكنه لم يمت ....
وعندما فر قومه فر معهم ولم يشهد "أحُد" لأن جراحه في بدر ما زالت تؤثر به .
فجاء اليوم مع الاحزاب وكان قد حرم على نفسه منذ يوم بدر الدهن .
"يعني لن يمس رأسه الدهن . الزيت" حتى يأخذ بثأره من المسلمين .
عجز عن القدوم في "أحد" وها هو اليوم جاء ليأخذ الثأر .
"يعني ٣ سنوات لم يمس رأسه الدهن".....
يقول الصحابة رضي الله عنهم عندما رأوه عندما حضر للخندق كان ثائر الرأس
"شعره منفوش منكوش"
وكان معلماً بعلامة "يعني وضع علامة تميزه عن غيره"
وكان قد أقسم قبل أن يخرج من مكة لن يرجع إلا منتصراً أو محمولاً .
وكما قلنا أشرف عمره على 90 عام ....
الذي اقتحم الخندق وكان أول من يصل إلى أرض المدينة من بين 10 آلاف مقاتل لا يوصف بهذا الوصف .
اقتحموا الخندق فأصبح موضعهم داخل أرض المدينة بين الخندق وجبل سلع .
وجبل سلع كما قلنا قد جعله النبي ﷺ ظهراً له .
ونادى عمرو بن ود من للمبارزة يا أصحاب محمد ؟؟
أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها ؟
هل فيكم من أرسله إلى الجنة أو يدفعني إلى النار ؟
فوثب له على الفور "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه وكان عمره 23 عام .
واستأذن النبي ﷺ وقال :
أنا له يا رسول الله
فأذن له النبي ﷺ
لم يمسك به النبي صلى الله عليه وسلم خليك يا ابن عمي خلي غيرك هذا عمرو : لا لا .
وخاف الصحابة فلم يقم له إلا علي رضي الله عنه
*كل هذه الروايات مكذوبة وللأسف مذكورة في الكثير من كتب السيرة*
*وللأسف أيدي التدنيس واضحة لتلميع علي رضي الله عنه والإنتقاص من شأن الصحابة رضي الله عنهم*
نهض علي بن ابي طالب رضي الله عنه
وقال : أنا له يا رسول الله
وقال له النبي ﷺ : نعم وعلى بركة الله .... أخذ النبي ﷺ سيفه عن جنبه وأعطاه لعلي رضي الله عنه
وقال له : هذا سيف محمد رسول الله .
ثم أخذ قطعة قماش وجدلها على رأس علي
وقال له : قم على بركة الله .
اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته .
ثم قال له النبي ﷺ: *تقدم يا علي .*
فانطلق إليه "علي بن أبي طالب" وهو يقول شعراً :
*لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز*
*ذو نيّة وبصيرة والصدق منجي كلّ فائز*
*إنّي لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز*
*من ضربة نجلاء يبقى صوتها بعد الهزاهز*
لما سمع النبي ﷺ شعر علي رضي الله عنه
قال : *قام الإيمان كله ، إلى الكفر كله .*
يعني : انظروا الآن الجولة بين الإيمان والكفر .
ومشى إليه "علي رضي الله عنه" على قدميه لم يركب فرس .
و "عمرو بن ود" على فرسه يجول ويصول .....
ثمّ خاطب ابن عبد ودٍ .
قال : يا عمرو ، إنك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى اثنتين : إلا اخترت خيرهما .
وإني مخيرك بين ثلاث .
قال عمرو : أجل .
فقال علي رضي الله عنه :
إني أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتسلم لرب العالمين .
فقال عمرو : يا ابن أخي أخر عني هذه .
ابن اخي كلمة تودد عند العرب وهذا الطلب مرفوض هات غيرها ....
فقال له علي رضي الله عنه أما أنها خير لك لو أخذتها .
أما الثانية :
ترجع إلى بلادك وتحمل قومك على العودة .
وتدع محمداً فإنه رجل منكم و عزه عزكم وشأنه شأنكم .
فإن يك محمداً صادقا كنت أسعد الناس به .
وإن يك غير ذلك كان الذي تريد .
فقال : هذا ما لا تتحدث به نساء قريش أبداً .
ثم قال علي فالثالثة ، أدعوك إلى البراز .
فقال عمرو : فمن أنت يا ابن أخي ؟
قال : أنا "علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب ابن عم رسول الله ﷺ .
قال عمرو : يا فتى إن أباك كان وداً لي .
"أي صديقي المقرب "
وإني أكره أن اهرق دمك "
وإن من أعمامك من هو أسنّ منك فأرجع من حيث أتيت وليبرز لي غيرك .
و إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك وقد كان أبوك لي نديماً .
فردَّ علي رضي الله عنه عليه
وقال : أما أنا فإني أبغض الكفر فيك ....
وإن أحب شيء إلى قلبي اليوم أن أهرق دمك .
فأستفزه وثار وغضب غضباً شديداً .
فجال بالفرس جولتين ثم أسرع وسل سيفه كأنه شعلة نار .
وأقبل عمرو مهاجماً علي رضي الله عنه : ورفع السيف فوق علي يريد أن يضربه ...
فتلقاها علي بالترس فعلق سيف عمرو في ترس علي رضي الله عنه... فضربه علي ضربةً واحدة . فإذا هو قتيل ....
ضربة واحدة كما دعا الله وكان يرجو ....
*مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ*
كبر النبي ﷺ وكبر الصحابة رضي الله عنهم وعلا صوتهم بالتكبير .....
عندما رأى الذين اقتحموا الخندق من المشركين مع "عمرو بن ود" مقتله بهذا الشكل على يد "علي رضي الله عنه" أسرعوا بالفرار...
فأما : "عكرمة بن أبي جهل"
ألقى السيف والرمح من يده لكي لا يعيقه الهرب من الخندق .
هرب بشكل جنوني .
ولما هرب رجل من المشركين أيضاً
لحقه "الزبير بن العوام رضي الله عنه" أدركه عند حافة الخندق وعلاه بالسيف .
فضربه بالسيف من على عاتقه فقسمه نصفين حتى وصل السيف إلى ظهر الفرس فأتمها .
فكان قد قسمه والفرس الذي يركبه إلى نصفين .
فقال الصحابة رضي الله عنهم للزبير : ياله من سيف .
قال لهم : بل قولوا يالها من ساعد .
والله ماكان السيف إنما هو ساعد استعان بالله عليه .
وحينما قتل "علي رضي الله عنه : عمرو بن ود" أقبل نحو رسول الله ﷺ ووجهه يتهلل
فقال له الصحابة رضي الله عنهم هلاّ سلبته درعه فإنه ليس في العرب درع مثلها ؟
فالتفت علي رضي الله عنه إلى الجهة التي فيها النبي ﷺ بأدب وأطرق رأسه .
وقال : عندما ضربته يا رسول الله وسقط على الأرض استقبلني بسوءته .
"يعني عورته : فأستحييت أن انظر إليه .
فلما هرب "عكرمة بن أبي جهل" بهذا الشكل المخزي
قام "حسان بن ثابت رضي الله عنه" يهجو عكرمة
والشعر : كان له تأثير عليهم أكثر من السيف .
فقال :
فَرَّ وَأَلقى لَنا رُمحَهُ
لَعَلَّكَ عِكرِمَ لَم تَفعَلِ
وَوَلَّيتَ تَعدو كَعَدوِ الظَليمِ
يركض كيف يكون شكله استهزاء ما إِن تَجورُ عَنِ المَعدِلِ
وَلَم تُلقِ ظَهرَكَ مُستَأنِساً
فتأثر عكرمة واشتعل غضباً من هذا الشعر ....
ولما رجع عكرمة لأبي سفيان من غير سيف ولا رمح.... وقتل عمرو بن ود .
قال أبو سفيان : هذا يوم ليس لنا به نصيب
امطروهم نبالكم .
فأخذوا يتراشقون النبال .. والصحابة رضي الله عنهم : يردوا عليهم بالنبل.....
حتى شغلوهم عن صلاة الظهر والعصر والمغرب .
غابت الشمس ولم يصلوا وهم ثابتين مكانهم .....
"لم تكن صلاة الخوف قد شرعت بعد"
حتى كادت أن يسقط قرص الشمس
قاموا للصلاة فأمر النبي ﷺ بلال ان يؤذن .....
ثم أقام : فصلى بهم ﷺ الظهر ركعتين .
ثم أقام : فصلى بهم ﷺ العصر ركعتين ...
ثم أقام فصلى بهم ﷺ المغرب .
وكان قد دخل العشاء فقام وصلى ﷺ بهم العشاء ....
*أربع أوقات في وقت واحد .*
ثم قال ﷺ : *لقد شغلونا عن صلاة الوسطى ملأ الله قبورهم ناراً .*
لماذا قبورهم ؟؟
لأنه من مات وقد ختم عليه بالكفر استحق له أن يمتلء قبره ناراً .
*بعض الروايات من المؤسف في السيرة*
*يقولون : ملأ الله بيوتهم و قلوبهم وهذه الروايات ضعيفة*
ثانياً : كيف يملأ الله قلوبهم ناراً ؟؟
لعله يتوب لعله يسلم وبعد ذلك سنرى أن الكثير منهم أسلموا وانضموا للصحابة رضي الله عنهم...
ملأ الله قبورهم وليس قلوبهم .
لأنه إنما الأعمال بالخواتيم .
ورسالة لمن ينكرون عذاب القبر فهذا الدعاء من النبي ﷺ أن يملأ الله قبورهم ناراً...
الحلقه السابعة والخمسون بعد المائة *157*
*محاولة اختراق الخندق .*
وصل جيش الأحزاب للمدينة وذهلوا عندما رأوا الخندق .
فكان طول الخندق منهم من قال حوالي فوق 3 كم 5000 ذراع أي 3000 متر تقريباً...
وعرضه 8 متر
وعمقه 4 متر .
فلا يستطيع أحد إذا سقط فيه أن يخرج منه :
وجعل المسلمون مخلفات الحفر ناحية المدينة فشكلت ساترآ يمكن للمسلمين الإختباء خلفه ورمي جنود العدو بالسهام إذا حاولوا العبور أو حتى الإقتراب من الخندق .....
وتوزع المسلمون أمام الخندق ليمنعوا المشركين من أي محاولة للتخطي وعبور الخندق
أو أي محاولة لردم جزء من الخندق ومن ثم العبور عليه والوصول إلى المدينة .
وصلت الأحزاب إلى المدينة ففوجئت بالخندق وكان كما ذكرنا أمر لم تعرفه العرب من قبل
ووقف "أبو سفيان بن حرب" سيد قريش ...
وقال : هذه حيلة لم تعرفها العرب .
فقال له حيي بن أخطب سيد يهود ....
قال : سمعت أن بين أصحاب محمد رجل فارسي وهذه مكيدته ....
وأظن هو الذي أشار عليهم بحفر الخندق .
وشاهد المسلمون هذا الجيش الضخم .....
وهو عدد لم تشهده الجزيرة العربية من قبل 10 آلاف مقاتل .
ولكن عندما شاهد الصحابة رضي الله عنهم هذا العدد الكبير الضخم
قالوا :
*هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله .*
فأنزل الله قوله تعالى :
*وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا .*
وتمركز المسلمون خلف الخندق وكان مقر قيادة النبي ﷺ عند جبل "سلع"
وأمر النبي ﷺ أن تكون النساء والأطفال داخل الحصون بحيث إذا حدث اقتحام للخندق ، ووقعت "حرب " تكون النساء والأطفال داخل الحصون .
أخذ فرسان المشركين يدورون حول الخندق غضباً يحاولون أن يجدوا نقطة ضعف ينفذون منها إلى المدينة .
وأخذ المسلمون يرمونهم بالسهام حتى لا يقتربوا من الخندق أو أن يحاولوا أن يردموا جزء من الخندق فيبنوا طريقاً يعبروا عليه ....
وبدأت مناوشات بين الطرفين .
كان المشركون فيها مصرون على اقتحام الخندق واستبسل المسلمون في المقابل في منع المشركين من ذلك .
عز على قريش أن تقف خيالتها وفرسانها وقادتها مكتوفي الأيدي أمام الخندق
فأخذوا يستفزون بعضهم بعضاً .
ما بين :
- خالد بن الوليد
- وعكرمة بن ابي جهل
- وصفوان بن امية
- وعمرو بن ود
واستطاع رجال من فرسان المشركين اقتحام الخندق في أحد الأماكن الضيقة
فجالوا بخيلهم "يعني من باب التنشيط"
اقبالاً وادباراً إقبالاً وإدباراً حتى حمسوها وجاؤوا إلى أضيق مكان في الخندق .
واقتحموا الخندق ...
فأقتحمت الخيل الخندق بثلاثة رجال منهم :
عكرمة بن أبي جهل
ورجل من ربيعة وعلى رأسهم "عمرو بن ود"
من هو "عمرو بن ود"
رجل كبير في العمر قارب على 90 عام .
ولكنه مضرب الأمثال في الشجاعة والبطولة في قريش .
كان أقوى فارس في الجزيرة العربية ويطلق عليه "فارس العرب"
وأطلق عليه "بطل العرب" وأطلق عليه أيضاً "فارس ياليل"
وقصة هذا اللقب أنه كان يسير في إحدى الليالي بفرسه مع عدد من أصحابه ...
فهجم عليه 10 فرسان من قطاع الطرق في وادِ .
فهرب كل أصحابه وأخذ هو يصارعهم وحده حتى قتلهم جميعاً...
فعرف من ذلك اليوم "بفارس ياليل"
هذا الرجل شهد بدراً وقاتل قتال الأبطال وأصابته الجراح ولكنه لم يمت ....
وعندما فر قومه فر معهم ولم يشهد "أحُد" لأن جراحه في بدر ما زالت تؤثر به .
فجاء اليوم مع الاحزاب وكان قد حرم على نفسه منذ يوم بدر الدهن .
"يعني لن يمس رأسه الدهن . الزيت" حتى يأخذ بثأره من المسلمين .
عجز عن القدوم في "أحد" وها هو اليوم جاء ليأخذ الثأر .
"يعني ٣ سنوات لم يمس رأسه الدهن".....
يقول الصحابة رضي الله عنهم عندما رأوه عندما حضر للخندق كان ثائر الرأس
"شعره منفوش منكوش"
وكان معلماً بعلامة "يعني وضع علامة تميزه عن غيره"
وكان قد أقسم قبل أن يخرج من مكة لن يرجع إلا منتصراً أو محمولاً .
وكما قلنا أشرف عمره على 90 عام ....
الذي اقتحم الخندق وكان أول من يصل إلى أرض المدينة من بين 10 آلاف مقاتل لا يوصف بهذا الوصف .
اقتحموا الخندق فأصبح موضعهم داخل أرض المدينة بين الخندق وجبل سلع .
وجبل سلع كما قلنا قد جعله النبي ﷺ ظهراً له .
ونادى عمرو بن ود من للمبارزة يا أصحاب محمد ؟؟
أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها ؟
هل فيكم من أرسله إلى الجنة أو يدفعني إلى النار ؟
فوثب له على الفور "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه وكان عمره 23 عام .
واستأذن النبي ﷺ وقال :
أنا له يا رسول الله
فأذن له النبي ﷺ
لم يمسك به النبي صلى الله عليه وسلم خليك يا ابن عمي خلي غيرك هذا عمرو : لا لا .
وخاف الصحابة فلم يقم له إلا علي رضي الله عنه
*كل هذه الروايات مكذوبة وللأسف مذكورة في الكثير من كتب السيرة*
*وللأسف أيدي التدنيس واضحة لتلميع علي رضي الله عنه والإنتقاص من شأن الصحابة رضي الله عنهم*
نهض علي بن ابي طالب رضي الله عنه
وقال : أنا له يا رسول الله
وقال له النبي ﷺ : نعم وعلى بركة الله .... أخذ النبي ﷺ سيفه عن جنبه وأعطاه لعلي رضي الله عنه
وقال له : هذا سيف محمد رسول الله .
ثم أخذ قطعة قماش وجدلها على رأس علي
وقال له : قم على بركة الله .
اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته .
ثم قال له النبي ﷺ: *تقدم يا علي .*
فانطلق إليه "علي بن أبي طالب" وهو يقول شعراً :
*لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز*
*ذو نيّة وبصيرة والصدق منجي كلّ فائز*
*إنّي لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز*
*من ضربة نجلاء يبقى صوتها بعد الهزاهز*
لما سمع النبي ﷺ شعر علي رضي الله عنه
قال : *قام الإيمان كله ، إلى الكفر كله .*
يعني : انظروا الآن الجولة بين الإيمان والكفر .
ومشى إليه "علي رضي الله عنه" على قدميه لم يركب فرس .
و "عمرو بن ود" على فرسه يجول ويصول .....
ثمّ خاطب ابن عبد ودٍ .
قال : يا عمرو ، إنك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى اثنتين : إلا اخترت خيرهما .
وإني مخيرك بين ثلاث .
قال عمرو : أجل .
فقال علي رضي الله عنه :
إني أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتسلم لرب العالمين .
فقال عمرو : يا ابن أخي أخر عني هذه .
ابن اخي كلمة تودد عند العرب وهذا الطلب مرفوض هات غيرها ....
فقال له علي رضي الله عنه أما أنها خير لك لو أخذتها .
أما الثانية :
ترجع إلى بلادك وتحمل قومك على العودة .
وتدع محمداً فإنه رجل منكم و عزه عزكم وشأنه شأنكم .
فإن يك محمداً صادقا كنت أسعد الناس به .
وإن يك غير ذلك كان الذي تريد .
فقال : هذا ما لا تتحدث به نساء قريش أبداً .
ثم قال علي فالثالثة ، أدعوك إلى البراز .
فقال عمرو : فمن أنت يا ابن أخي ؟
قال : أنا "علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب ابن عم رسول الله ﷺ .
قال عمرو : يا فتى إن أباك كان وداً لي .
"أي صديقي المقرب "
وإني أكره أن اهرق دمك "
وإن من أعمامك من هو أسنّ منك فأرجع من حيث أتيت وليبرز لي غيرك .
و إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك وقد كان أبوك لي نديماً .
فردَّ علي رضي الله عنه عليه
وقال : أما أنا فإني أبغض الكفر فيك ....
وإن أحب شيء إلى قلبي اليوم أن أهرق دمك .
فأستفزه وثار وغضب غضباً شديداً .
فجال بالفرس جولتين ثم أسرع وسل سيفه كأنه شعلة نار .
وأقبل عمرو مهاجماً علي رضي الله عنه : ورفع السيف فوق علي يريد أن يضربه ...
فتلقاها علي بالترس فعلق سيف عمرو في ترس علي رضي الله عنه... فضربه علي ضربةً واحدة . فإذا هو قتيل ....
ضربة واحدة كما دعا الله وكان يرجو ....
*مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ*
كبر النبي ﷺ وكبر الصحابة رضي الله عنهم وعلا صوتهم بالتكبير .....
عندما رأى الذين اقتحموا الخندق من المشركين مع "عمرو بن ود" مقتله بهذا الشكل على يد "علي رضي الله عنه" أسرعوا بالفرار...
فأما : "عكرمة بن أبي جهل"
ألقى السيف والرمح من يده لكي لا يعيقه الهرب من الخندق .
هرب بشكل جنوني .
ولما هرب رجل من المشركين أيضاً
لحقه "الزبير بن العوام رضي الله عنه" أدركه عند حافة الخندق وعلاه بالسيف .
فضربه بالسيف من على عاتقه فقسمه نصفين حتى وصل السيف إلى ظهر الفرس فأتمها .
فكان قد قسمه والفرس الذي يركبه إلى نصفين .
فقال الصحابة رضي الله عنهم للزبير : ياله من سيف .
قال لهم : بل قولوا يالها من ساعد .
والله ماكان السيف إنما هو ساعد استعان بالله عليه .
وحينما قتل "علي رضي الله عنه : عمرو بن ود" أقبل نحو رسول الله ﷺ ووجهه يتهلل
فقال له الصحابة رضي الله عنهم هلاّ سلبته درعه فإنه ليس في العرب درع مثلها ؟
فالتفت علي رضي الله عنه إلى الجهة التي فيها النبي ﷺ بأدب وأطرق رأسه .
وقال : عندما ضربته يا رسول الله وسقط على الأرض استقبلني بسوءته .
"يعني عورته : فأستحييت أن انظر إليه .
فلما هرب "عكرمة بن أبي جهل" بهذا الشكل المخزي
قام "حسان بن ثابت رضي الله عنه" يهجو عكرمة
والشعر : كان له تأثير عليهم أكثر من السيف .
فقال :
فَرَّ وَأَلقى لَنا رُمحَهُ
لَعَلَّكَ عِكرِمَ لَم تَفعَلِ
وَوَلَّيتَ تَعدو كَعَدوِ الظَليمِ
يركض كيف يكون شكله استهزاء ما إِن تَجورُ عَنِ المَعدِلِ
وَلَم تُلقِ ظَهرَكَ مُستَأنِساً
فتأثر عكرمة واشتعل غضباً من هذا الشعر ....
ولما رجع عكرمة لأبي سفيان من غير سيف ولا رمح.... وقتل عمرو بن ود .
قال أبو سفيان : هذا يوم ليس لنا به نصيب
امطروهم نبالكم .
فأخذوا يتراشقون النبال .. والصحابة رضي الله عنهم : يردوا عليهم بالنبل.....
حتى شغلوهم عن صلاة الظهر والعصر والمغرب .
غابت الشمس ولم يصلوا وهم ثابتين مكانهم .....
"لم تكن صلاة الخوف قد شرعت بعد"
حتى كادت أن يسقط قرص الشمس
قاموا للصلاة فأمر النبي ﷺ بلال ان يؤذن .....
ثم أقام : فصلى بهم ﷺ الظهر ركعتين .
ثم أقام : فصلى بهم ﷺ العصر ركعتين ...
ثم أقام فصلى بهم ﷺ المغرب .
وكان قد دخل العشاء فقام وصلى ﷺ بهم العشاء ....
*أربع أوقات في وقت واحد .*
ثم قال ﷺ : *لقد شغلونا عن صلاة الوسطى ملأ الله قبورهم ناراً .*
لماذا قبورهم ؟؟
لأنه من مات وقد ختم عليه بالكفر استحق له أن يمتلء قبره ناراً .
*بعض الروايات من المؤسف في السيرة*
*يقولون : ملأ الله بيوتهم و قلوبهم وهذه الروايات ضعيفة*
ثانياً : كيف يملأ الله قلوبهم ناراً ؟؟
لعله يتوب لعله يسلم وبعد ذلك سنرى أن الكثير منهم أسلموا وانضموا للصحابة رضي الله عنهم...
ملأ الله قبورهم وليس قلوبهم .
لأنه إنما الأعمال بالخواتيم .
ورسالة لمن ينكرون عذاب القبر فهذا الدعاء من النبي ﷺ أن يملأ الله قبورهم ناراً...