- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة السادسة والسبعون بعد المائة *176*
*زواج النبي ﷺ من أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب* رضي الله عنها.
ذكرنا لكم أن النبي ﷺ أمر بقتل "كنانة بن الربيع بن أبي حقيق"
وكان أحد زعماء اليهود لأنه كان قد أخفى كنز "بني النضير"
وقد كانت شروط الإستسلام تقضي بأن يخرج اليهود من "خيبر" وأن يتركوا أموالهم وديارهم وسلاحهم .
وأن يقتل كل من يخفي مالاً
فلما أخفى "كنانة" أموال "بني النضير" أمر بقتله وسبيت زوجته "صفية بنت حي بن أخطب"
من هي صفية ؟؟
هي إبنة "حيي بن أخطب" أحد زعماء اليهود الذين قتلهم المسلمين في بني قريظة .
وكانت متزوجة قبل "كنانة" من رجل اسمه : "سلام"
أيضاً أحد زعماء اليهود الذين قتلهم المسلمين كذلك .
وعندما أخذت "صفية" في السبي كان عمرها في ذلك الوقت 17 عاما تقريباً
وكانت على صغر سنها قد تزوجت مرتين كما ذكرنا .
كانت "صفية" ذات شرف .
فأبوها كان سيد "بني النضير" وأمها سيدة "بني قريظة"
وكان "بنو النضير" هم أشرف اليهود لأنهم من نسل نبي الله *هارون عليه السلام*
أخ نبي الله *موسى عليه السلام .*
حتى كان اليهود يجعلون دية الرجل من "بني النضير" ضعف غيره من سائر اليهود .
فلما أمر النبي ﷺ بضرب عنق "كنانة"
قال ﷺ *قم يا محمد بن مسلمة وخذ بثأر أخيك واضرب عنقه .*
فقام وضرب عنقه :
ثم قال ﷺ *قم يا بلال فأتني بأهله .*
فقام بلال وجاء بزوجتيه أحدهما "صفية بنت حيي"
وأخرى كانت قريبة لها بنت عمها .
وجاء بهما "بلال" رضي الله عنه ومر بهما على قتلى اليهود .
فلما نظرت "صفية" ووجدت أكثر القتلى من أهلها مسكت نفسها
أرادت أن تولول ولكن عادة الناس الأشراف والأكابر يمسكون أنفسهم تجلدن لا صبراً خشية الشماتة .
ولكن ضرتها كانت جاهلة
عندما رأتهم ولولت وشقت ثيابها وصكت وجهها وجلست على الأرض وحثت التراب على رأسها .
فانتبه النبي ﷺ إلى هذه الضجة
فقال *ما هذا ؟*
فقيل له : بلال رضي الله عنه ومعه أزواج "كنانة"
فلما أقبلوا ومازالت تلك الفتاة تولول وتصرخ .
فلما رآها أعرض ﷺ بوجهه عنها .
قال *اعزبوا عني هذه الشيطانة .* "أي ابعدوها"
ثم نظر النبي ﷺ لبلال بوجه غاضب .
وقال : *يا بلال أمررت بالنساء على قتلاهم ؟*
قال . أجل .
قال *أنزعت منك الرحمة يا بلال حتى تمرّ بامرأتين على قتلى رجالهما ؟*
فاستغفر "بلال" وقال : استغفر لي يا رسول الله .
قال *يغفر الله لك .*
ثم نظر "لصفية" رضي الله عنها فإذا بلسان حالها ينطق بعكس قومها تماماً .
وإذا بالإيمان يتدفق من وجهها .
فلما نظر النبي ﷺ إليها أطرقت رأسها حياءاً .
ثم لازت من وجهه و وقفت خلف منكبه .
فأمر النبي ﷺ أن ترسل إلى خيمة "ام سلمة" رضي الله عنها
"كان يصحبه من أزواجه في هذه الغزوة أم سلمة"
وأخذت صفية لخيمة "أم سلمة" تكريماً لأدبها
وكان ﷺ يقسم الغنائم كما ذكرنا
فلما فرغ من قسمته ﷺ دخل على خيمة "أم سلمة" ثم نظر إلى صفية .
وقال لها *أنتِ .. ابنة حيي بن أخطب ؟*
قالت : أجل يا رسول الله .
"يارسول الله : ينبغي لها أن تقول يا ابا القاسم"
قالت . أجل يا رسول الله .
قال *أمؤمنة انتِ . وتكتمي إيمانك .*
قالت : يا رسول الله .
عندما قدمت إلى يثرب ليلة هجرتك ونزلت بقباء وكنت في ذلك الوقت طفلة لا يتجاوز عمري عشرة أعوام .
وسمع أبي "حيي" وأخوه عمي "أبا ياسر" بقدومك .
كانوا يتحدثون عنك كثيراً أنه أقترب ظهور نبي يسمى نبي آخر الزمن ليس بعده نبي .
وكانوا يرجون أن يكون من ولد "اسحاق"
فلما بلغهم ظهورك في مكة انتظروا وقالوا إن كان هو فسيهاجر إلى يثرب .
نعرفها تماماً "أي هذه العلامة" ونعرف أوصافه .
فلما قدمت إلى قباء خرج أبي "حيي" و عمي "أبو ياسر" مغلسين .
"أي صباحا قبل طلوع الشمس"
حتى أتياك إلى قباء وجلسوا إليك وتكلموا معك .
قال لها النبي صلى الله عليه وسلم *اذكر ذلك .*
قالت : فرجعا مع مغيب الشمس فاترين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينه .
يحمل أحدهما الآخر "يتكيء أحدهم على الثاني"
قالت : وكنت أحب الأولاد إلى "أبي وعمي" من بين كل أولادهم .
فكانا إذا رجعا أخذاني وحملاني وقبلاني دون أولادهم جميعاً .
ما هششت لهم قط إلا أخذاني وحملاني .
فلما رجعا من عندك من قباء هششت إليهما كما كنت أصنع .
فو الله ما نظر إلي واحد منهما ولم يكلماني .
لا أبي ولا عمي "أبو ياسر"
فوقفت وآجمة "مستغربة" أعي ما اسمع .
فسمعت عمي "أبا ياسر" يقول لأبي : وكان أبي حبر يهود .
قال : أي يا ابن أم : أهو هو ؟
"يعني هو نبي آخر الزمن عرفته من أوصافه"
فقال له أبي : أيِّ وربِ موسى وعيسى إنه هو .
هو الذي نجده عندنا في التوراة وإني أعرفه أكثر مما أعرف ابنتي هذه وأشار إلي .
قال . تعرفه بنعته وصفاته ؟
قال . نعم والله .
قال . فماذا في نفسك منه ؟
قال . عداوته ما حييت ؟؟؟؟
فقال عمي . يا ابن أم أطعني في هذه وأعصني بما شئت .
*لا تناصب الرجل العداء .*
*فإن ظهر أمره دخلنا فيما دخل الناس به ، وإن هلك أصيب على يد غيرنا .*
قال . لا .
قال عمي : لَِم تناصبه العداء ؟
قال . لِمَ بعثه الله من ولد "اسماعيل"
ولم يبعثه من ولد "إسحاق.
عداوة قديمة متأصلة .
قال تعالى .
*أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ ....*
قالت صفية رضي الله عنها ووعيت هذا كله فوقع الإيمان في قلبي من ذاك اليوم وأنك نبي .
ولكن كنت لا أملك من أمري شيئاً .
وحين كنت تحت "كنانة"
قلت لكنانة : يا ابن عم "لأن كنانة زوجها ابن عم أبوها "
قلت . يا ابن عم .
إنكم لتعلمون أنه نبي والنبي لا يقهر . فهلا أسلمتم ؟
قالت : فلطمني على وجهي .
ثم قالت : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله خاتم النبين .
فاصطفاها لنفسه ﷺ وألقى عليها الحجاب .
وعرض عليها الزواج فوافقت
وقالت : يا رسول الله .
قد كنت أتمنى ذلك في الشرك
"أي الزواج منك وسنذكر السبب بعد قليل"
فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام ؟
وهكذا تزوجها ﷺ وجعل صداقها هو عتقها .
وبقيت في خيمة أم سلمة أيام وعلمتها الوضوء و الصلاة والطهارة *وقد حاضت في هذه الأيام ثم طهرت*
*كان الهدف من زواجه ﷺ*
رحمة بالسيدة "صفية" رضي الله عنها بإنقاذها من السبي بعد أن كانت من الأشراف .
ثم يشرفها بالزواج منه ﷺ وهو قائد المسملين .
فلما ترك ﷺ "خيبر" وأصبح على بعد حوالى 10 كم من "خيبر"
أراد أن يدخل على السيدة "صفية" فامتنعت عنه ....
فوجد منها النبي ﷺ ولكنه لم يراجعها .
حتى إذا ابتعدوا عن أرض "خيبر" ووقف النبي ﷺ للمبيت .
قامت فاغتسلت وامتشطت وتطيبت .
ثم أرسلت امرأة من طرفها إلى النبي ﷺ .
تقول له إن "صفية" تعرض عليك إما أن تأتيها أو تأتيك .
فذهب النبي ﷺ لخيمتها فوجدها قد أعدت نفسها إعداد عروس لعريس تلك الليلة
فجلس في خيمتها .
قال *نعم يا صفية .*
قالت : فداك أبي وأمي وكل آل حيي يا رسول الله أريد أن أحدثك
ونظر النبي ﷺ في وجهها فوجد في عين السيدة "صفية" اخضرارا من أثر ضربة .
فسألها عن ذلك .
فقالت : قبل قدومك يا رسول الله كان قد زوجني أبي من "كنانة" .
في الليلة التي قبل الزفاف رأيت رؤيا في منامي فأعظمتها .
فلما كان الزفاف قصصتها على "كنانة" فإن عنده علم من علم أهل الكتاب .
رأيت القمر قد جاء ماشيا من يثرب إلى خيبر
فلما استقر واكتمل ووقف فوق "خيبر" وقع واستقر في حجري .
فلما قصتت هذه الرؤيا "لكنانة" وأنا أظن أن لها علاقة بعرسنا
فغضب كنانة غضباً لم أرى مثله من قبل ولطمني على وجهي لطمة .
وقال يا عدوة نفسها أتطمعين أن تكوني زوجة عند ملك يثرب محمد ؟
قالت : ومن غضبه أولها وهو لا يدري .
قلت فوقع ذلك في قلبي وقلت في نفسي أرجو ذلك .
فقال لها النبي ﷺ *يا صفية فلماذا رغبتي عني وانتظرتي حتى الآن .*
فقالت : خشيت عليك من قرب اليهود فإني خشية والدماء ما تزال حارة .
وإن أنت نمت في خيمتي وعلمت يهود أني أصبحت فراشاً لرسول الله أن يثور الدم في عروقهم من جديد ويثأروا بك غدرا
ووالله ما فعلت ذلك إلا من خوفي عليك من غدرهم يارسول الله .
فزاد هذا الموقف السيدة "صفية" مكانة ومنزلة عند النبي ﷺ .
وتهلل وجه النبي ﷺ ودعا لها بالخير .
ومسح بيده الشريفة على أثر تلك اللطمة فزال ما عليها من آثار وعادت عينها أحسن مما كانت وبنى بها ﷺ .
ومن سنته كان إذا تزوج امرأة جديدة يقسم لها ثلاثة أيام بلياليها "يبقى عندها ثلاثة أيام "
إلا عائشة رضي الله عنها لأنها كانت "بكر" قسم لها سبعة أيام بلياليها .
*هناك سؤال يخطر في بال الكثير الآن*
كيف دخل النبي ﷺ على صفية رضي الله عنها :
فأين العدة 4 أشهر وعشرة أيام ؟
أولاً :
الذي قام بهذا الفعل النبي ﷺ وهو المشرع عن ربه عز وجل
ثانيا :
كنانة زوج "صفية" السابق مات يهوديآ و ليس بمسلم وزوجته أسلمت بعد موته مباشرة .
"إذن انقطع الرباط بينها وبين زوجها السابق نهائيا"
العدة سببها أمرين :
"الأول" إحترام حق الزوجية للمسلم .
وزوجها السابق كافر وهي قد أسلمت والإسلام يجب ما قبله .
الأمر الثاني : إستبرأء الرحم من حمل سابق .
وقد نهى النبي ﷺ أن يدخل رجل على ذات حمل .
فقال *لا يسقي أحدكم زرع غيره .*
*ولقد أقامت "صفية" رضي الله عنها في خيمة "أم سلمة" بضعة عشرة يوماً*
علمتها أحكام الصلاة والطهارة
وبعد أيام توقفت عن الصلاة بسبب الحيض .
*فبدورة واحدة تبين خلو الرحم من الحمل*
إذآ هنا استبراء الرحم ولا عدة لكافر .
ولما قدم النبي ﷺ إلى المدينة ومعه السيدة "صفية" رضي الله عنها
سمع بجمالها نساء الأنصار .
فجئن ينظرن إليها وجائت معهن أم المؤمنين "عائشة" رضي الله عنها وهي منتقبة تخفي وجهها تريد أن ترى السيدة صفية رضي الله عنها...
فلما رآها النبي ﷺ عرفها "أي أم المؤمنين عائشة وكانت تغار كثيرا رضي الله عنها"
فلما خرجت خرج وراءها ﷺ ثم أخذ بثوبها
وقال لها *كيف رأيتِ ؟*
قالت : رأيت يهودية بين يهوديات .
فقال لها النبي ﷺ *لا تقولي هذا ، فقد أسلمت .*
وأصبحت "صفية" أم للمؤمنين رضي الله عنها
هل تعلمون كيف كان يدافع عنها النبي ﷺ
لقد هجر أم المؤمنين "زينب بنت جحش" لأنها قالت بها كلمة
و زينب هي أقرب نسب منه ﷺ .
التي زوجه الله إياها في القران الكريم من فوق سبع سموات دون ولي أمر .
قال تعالى *فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ..*
وكانت زينب رضي الله عنها تفخر على أمهات المؤمنين جميعاً
تقول : ما منكم امرأة إلا زوجها أبوها أو أخوها ، إلا أنا زوجني الله من فوق سبع سماوات .
هذه زينب رضي الله عنها
يغضب عليها النبي صلى الله عليه وسلم ويهجرها ويقاطعها ولا يقسم لها بالمبيت ولا يكلمها منذ خرج لحجة الوداع .
وقبل دخوله مكة حتى قبل موته بأيام.....
لماذا ..
لأنها قالت لصفية رضي الله عنها كلمة تقدح في إيمانها .
في حجة الوداع أخذ أزواجه معه جميعاً ﷺ . رضي الله عنهن
في الطريق جاءت صفية رضي الله عنها
وقالت : يارسول الله برك جملي فلم يقم .
فعالجه لها فلم يقم ....
وفي حجة الوداع .
كان مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من 20 ألف مسلم خرجوا مع النبي ﷺ ليحجوا وغير الناس الذين سيأتون من الأقطار....
فهل يأخر الركب من أجل جمل ؟
فنظر لأزواجه وكان أكثرهن جمال "زينب" معها أكثر من جمل ....
فقال : يا زينب أفقري أختك جملاً حتى نعود .
يعني اعيريها جمل تركبه حتى نرجع..
فقالت زينب وقد غلبتها نفسها رضي الله عنها وأرضاهاوغفر الله لها .
قالت ورددت في ترفع : أنا أعطي يهوديتك هذه "نسبتها لليهود"
فغضب النبي ﷺ غضباً شديداً
وصاح بزينب وقال *مه . بئس ما قلتي يا زينب .*
وترك السيدة زينب رضي الله عنها لا يتحدث إليها ولا يكلمها طوال حجة الوداع .
حتى عاد إلى المدينة إلى أن مرض وثقل عليه المرض وبدأ العد التنازلي وعلم أنه مقبوض
ذهب لحجرتها ﷺ .
وكانت "زينب" عندما علمت أنه قد هجرها طوت فراش النبي صلى الله عليه وسلم ونامت على الأرض .
فقام وجاء متعب ﷺ وقد أثقله المرض وكان يتكيء على "علي وعلى العباس" رضي الله عنهم
فقامت زينب رضي الله عنها لما رأته فرحة لم تسعها الأرض من فرحتها قامت تستقبله .
فجاء بنفسه للفراش ﷺ وفرشه ونام تلك الليلة عندها رغم مرضه وتعبه ﷺ نام تلك الليلة عند زينب ، وصالحها .
"ولولا أنه لم يفعل ذلك ما كان كلمها أحد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم هجرها .
من أجل من ؟؟
من أجل "صفية بنت حيي"
لا من أجل جمال صفية وصغر سنها .
بل لأن "صفية" مؤمنة صادقة آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم لسماع والدها وعمها .
ومن مواقف النبي ﷺ معها .
كانت أزواج النبي ﷺ فريقان
*عائشة و حفصة و سودة فريق مع بعض *
*وباقي زوجات النبي ﷺ فريق .*
فحاولت السيدة "صفية" التقرب لضرائرها لكنها كانت كثيراً ما توجه إليها الإهانات والسهام الجارحة تعرض بأصلها اليهودي
طبعاً هي الغيرة عند النساء ولو كنَّ أمهات للمؤمنين رضي الله عنهن...
وكان ﷺ يدافع عنها ويقف إلى جوارها .
و من ذلك أن السيدة: "صفية" إشتكت إليه ﷺ وهي تبكي أن "عائشة و حفصة" رضي الله عنهن تكلمتا وقالتا نحن أكرم على رسول الله منك فنحن بنات عمه وكذا وكذا .
فمسح النبي ﷺ دموعها بيده الشريفة :
وقال لها : ألا قلت وكيف تكونان خيراً مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى عليهم الصلاة و السلام.
وكانت أم المؤمنين "صفية" رضي الله عنها كما قلنا ينتهي نسبها إلى نبي الله *هارون عليه السلام*
وكان عمها كليم الله *موسى عليه السلام*
واستمر دفاع النبي ﷺ للسيدة "صفية" حتى آخر أيامه .
وقبل وفاته بيوم واحد كانت تعتريه الحمى فيغيب عن الوعي ثم يفيق وينظر إلى من حوله ثم يعتريه "ما نسميه الغيبوبة" من شدة الحمى صلى الله عليه وسلم
وهو بهذه الحال وقد اجتمعت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً حول فراشه ﷺ .
فكانت أقرب أزواجه إليه السيدة "صفية" رضي الله عنها
فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم تأخذه "الغيبوبة" ثم يفيق .
أشفقت عليه وقالت : إني والله يا نبي الله ليت الذي بك بي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإني أعلم أن الموت حق ولكن لا أطيق أن أراك تغيب ثم تفيق .
فتغامزت عائشة وحفصة بالنظرات ....
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فما راعنا إلا أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيبته ....
وهو يقول *قمنَّ فمضمضنَّ أفواهكن .*
فقالوا في دهشة من أي شيء ؟
فقال *من تغامزكن بصفية .*
*والذي نفس محمداً بيده*
*لقد أسلمت فحسن إسلامها وآمنت فكمل إيمانها .*
*رضي الله عنها*
الأنوار المحمدية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة السادسة والسبعون بعد المائة *176*
*زواج النبي ﷺ من أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب* رضي الله عنها.
ذكرنا لكم أن النبي ﷺ أمر بقتل "كنانة بن الربيع بن أبي حقيق"
وكان أحد زعماء اليهود لأنه كان قد أخفى كنز "بني النضير"
وقد كانت شروط الإستسلام تقضي بأن يخرج اليهود من "خيبر" وأن يتركوا أموالهم وديارهم وسلاحهم .
وأن يقتل كل من يخفي مالاً
فلما أخفى "كنانة" أموال "بني النضير" أمر بقتله وسبيت زوجته "صفية بنت حي بن أخطب"
من هي صفية ؟؟
هي إبنة "حيي بن أخطب" أحد زعماء اليهود الذين قتلهم المسلمين في بني قريظة .
وكانت متزوجة قبل "كنانة" من رجل اسمه : "سلام"
أيضاً أحد زعماء اليهود الذين قتلهم المسلمين كذلك .
وعندما أخذت "صفية" في السبي كان عمرها في ذلك الوقت 17 عاما تقريباً
وكانت على صغر سنها قد تزوجت مرتين كما ذكرنا .
كانت "صفية" ذات شرف .
فأبوها كان سيد "بني النضير" وأمها سيدة "بني قريظة"
وكان "بنو النضير" هم أشرف اليهود لأنهم من نسل نبي الله *هارون عليه السلام*
أخ نبي الله *موسى عليه السلام .*
حتى كان اليهود يجعلون دية الرجل من "بني النضير" ضعف غيره من سائر اليهود .
فلما أمر النبي ﷺ بضرب عنق "كنانة"
قال ﷺ *قم يا محمد بن مسلمة وخذ بثأر أخيك واضرب عنقه .*
فقام وضرب عنقه :
ثم قال ﷺ *قم يا بلال فأتني بأهله .*
فقام بلال وجاء بزوجتيه أحدهما "صفية بنت حيي"
وأخرى كانت قريبة لها بنت عمها .
وجاء بهما "بلال" رضي الله عنه ومر بهما على قتلى اليهود .
فلما نظرت "صفية" ووجدت أكثر القتلى من أهلها مسكت نفسها
أرادت أن تولول ولكن عادة الناس الأشراف والأكابر يمسكون أنفسهم تجلدن لا صبراً خشية الشماتة .
ولكن ضرتها كانت جاهلة
عندما رأتهم ولولت وشقت ثيابها وصكت وجهها وجلست على الأرض وحثت التراب على رأسها .
فانتبه النبي ﷺ إلى هذه الضجة
فقال *ما هذا ؟*
فقيل له : بلال رضي الله عنه ومعه أزواج "كنانة"
فلما أقبلوا ومازالت تلك الفتاة تولول وتصرخ .
فلما رآها أعرض ﷺ بوجهه عنها .
قال *اعزبوا عني هذه الشيطانة .* "أي ابعدوها"
ثم نظر النبي ﷺ لبلال بوجه غاضب .
وقال : *يا بلال أمررت بالنساء على قتلاهم ؟*
قال . أجل .
قال *أنزعت منك الرحمة يا بلال حتى تمرّ بامرأتين على قتلى رجالهما ؟*
فاستغفر "بلال" وقال : استغفر لي يا رسول الله .
قال *يغفر الله لك .*
ثم نظر "لصفية" رضي الله عنها فإذا بلسان حالها ينطق بعكس قومها تماماً .
وإذا بالإيمان يتدفق من وجهها .
فلما نظر النبي ﷺ إليها أطرقت رأسها حياءاً .
ثم لازت من وجهه و وقفت خلف منكبه .
فأمر النبي ﷺ أن ترسل إلى خيمة "ام سلمة" رضي الله عنها
"كان يصحبه من أزواجه في هذه الغزوة أم سلمة"
وأخذت صفية لخيمة "أم سلمة" تكريماً لأدبها
وكان ﷺ يقسم الغنائم كما ذكرنا
فلما فرغ من قسمته ﷺ دخل على خيمة "أم سلمة" ثم نظر إلى صفية .
وقال لها *أنتِ .. ابنة حيي بن أخطب ؟*
قالت : أجل يا رسول الله .
"يارسول الله : ينبغي لها أن تقول يا ابا القاسم"
قالت . أجل يا رسول الله .
قال *أمؤمنة انتِ . وتكتمي إيمانك .*
قالت : يا رسول الله .
عندما قدمت إلى يثرب ليلة هجرتك ونزلت بقباء وكنت في ذلك الوقت طفلة لا يتجاوز عمري عشرة أعوام .
وسمع أبي "حيي" وأخوه عمي "أبا ياسر" بقدومك .
كانوا يتحدثون عنك كثيراً أنه أقترب ظهور نبي يسمى نبي آخر الزمن ليس بعده نبي .
وكانوا يرجون أن يكون من ولد "اسحاق"
فلما بلغهم ظهورك في مكة انتظروا وقالوا إن كان هو فسيهاجر إلى يثرب .
نعرفها تماماً "أي هذه العلامة" ونعرف أوصافه .
فلما قدمت إلى قباء خرج أبي "حيي" و عمي "أبو ياسر" مغلسين .
"أي صباحا قبل طلوع الشمس"
حتى أتياك إلى قباء وجلسوا إليك وتكلموا معك .
قال لها النبي صلى الله عليه وسلم *اذكر ذلك .*
قالت : فرجعا مع مغيب الشمس فاترين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينه .
يحمل أحدهما الآخر "يتكيء أحدهم على الثاني"
قالت : وكنت أحب الأولاد إلى "أبي وعمي" من بين كل أولادهم .
فكانا إذا رجعا أخذاني وحملاني وقبلاني دون أولادهم جميعاً .
ما هششت لهم قط إلا أخذاني وحملاني .
فلما رجعا من عندك من قباء هششت إليهما كما كنت أصنع .
فو الله ما نظر إلي واحد منهما ولم يكلماني .
لا أبي ولا عمي "أبو ياسر"
فوقفت وآجمة "مستغربة" أعي ما اسمع .
فسمعت عمي "أبا ياسر" يقول لأبي : وكان أبي حبر يهود .
قال : أي يا ابن أم : أهو هو ؟
"يعني هو نبي آخر الزمن عرفته من أوصافه"
فقال له أبي : أيِّ وربِ موسى وعيسى إنه هو .
هو الذي نجده عندنا في التوراة وإني أعرفه أكثر مما أعرف ابنتي هذه وأشار إلي .
قال . تعرفه بنعته وصفاته ؟
قال . نعم والله .
قال . فماذا في نفسك منه ؟
قال . عداوته ما حييت ؟؟؟؟
فقال عمي . يا ابن أم أطعني في هذه وأعصني بما شئت .
*لا تناصب الرجل العداء .*
*فإن ظهر أمره دخلنا فيما دخل الناس به ، وإن هلك أصيب على يد غيرنا .*
قال . لا .
قال عمي : لَِم تناصبه العداء ؟
قال . لِمَ بعثه الله من ولد "اسماعيل"
ولم يبعثه من ولد "إسحاق.
عداوة قديمة متأصلة .
قال تعالى .
*أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ ....*
قالت صفية رضي الله عنها ووعيت هذا كله فوقع الإيمان في قلبي من ذاك اليوم وأنك نبي .
ولكن كنت لا أملك من أمري شيئاً .
وحين كنت تحت "كنانة"
قلت لكنانة : يا ابن عم "لأن كنانة زوجها ابن عم أبوها "
قلت . يا ابن عم .
إنكم لتعلمون أنه نبي والنبي لا يقهر . فهلا أسلمتم ؟
قالت : فلطمني على وجهي .
ثم قالت : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله خاتم النبين .
فاصطفاها لنفسه ﷺ وألقى عليها الحجاب .
وعرض عليها الزواج فوافقت
وقالت : يا رسول الله .
قد كنت أتمنى ذلك في الشرك
"أي الزواج منك وسنذكر السبب بعد قليل"
فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام ؟
وهكذا تزوجها ﷺ وجعل صداقها هو عتقها .
وبقيت في خيمة أم سلمة أيام وعلمتها الوضوء و الصلاة والطهارة *وقد حاضت في هذه الأيام ثم طهرت*
*كان الهدف من زواجه ﷺ*
رحمة بالسيدة "صفية" رضي الله عنها بإنقاذها من السبي بعد أن كانت من الأشراف .
ثم يشرفها بالزواج منه ﷺ وهو قائد المسملين .
فلما ترك ﷺ "خيبر" وأصبح على بعد حوالى 10 كم من "خيبر"
أراد أن يدخل على السيدة "صفية" فامتنعت عنه ....
فوجد منها النبي ﷺ ولكنه لم يراجعها .
حتى إذا ابتعدوا عن أرض "خيبر" ووقف النبي ﷺ للمبيت .
قامت فاغتسلت وامتشطت وتطيبت .
ثم أرسلت امرأة من طرفها إلى النبي ﷺ .
تقول له إن "صفية" تعرض عليك إما أن تأتيها أو تأتيك .
فذهب النبي ﷺ لخيمتها فوجدها قد أعدت نفسها إعداد عروس لعريس تلك الليلة
فجلس في خيمتها .
قال *نعم يا صفية .*
قالت : فداك أبي وأمي وكل آل حيي يا رسول الله أريد أن أحدثك
ونظر النبي ﷺ في وجهها فوجد في عين السيدة "صفية" اخضرارا من أثر ضربة .
فسألها عن ذلك .
فقالت : قبل قدومك يا رسول الله كان قد زوجني أبي من "كنانة" .
في الليلة التي قبل الزفاف رأيت رؤيا في منامي فأعظمتها .
فلما كان الزفاف قصصتها على "كنانة" فإن عنده علم من علم أهل الكتاب .
رأيت القمر قد جاء ماشيا من يثرب إلى خيبر
فلما استقر واكتمل ووقف فوق "خيبر" وقع واستقر في حجري .
فلما قصتت هذه الرؤيا "لكنانة" وأنا أظن أن لها علاقة بعرسنا
فغضب كنانة غضباً لم أرى مثله من قبل ولطمني على وجهي لطمة .
وقال يا عدوة نفسها أتطمعين أن تكوني زوجة عند ملك يثرب محمد ؟
قالت : ومن غضبه أولها وهو لا يدري .
قلت فوقع ذلك في قلبي وقلت في نفسي أرجو ذلك .
فقال لها النبي ﷺ *يا صفية فلماذا رغبتي عني وانتظرتي حتى الآن .*
فقالت : خشيت عليك من قرب اليهود فإني خشية والدماء ما تزال حارة .
وإن أنت نمت في خيمتي وعلمت يهود أني أصبحت فراشاً لرسول الله أن يثور الدم في عروقهم من جديد ويثأروا بك غدرا
ووالله ما فعلت ذلك إلا من خوفي عليك من غدرهم يارسول الله .
فزاد هذا الموقف السيدة "صفية" مكانة ومنزلة عند النبي ﷺ .
وتهلل وجه النبي ﷺ ودعا لها بالخير .
ومسح بيده الشريفة على أثر تلك اللطمة فزال ما عليها من آثار وعادت عينها أحسن مما كانت وبنى بها ﷺ .
ومن سنته كان إذا تزوج امرأة جديدة يقسم لها ثلاثة أيام بلياليها "يبقى عندها ثلاثة أيام "
إلا عائشة رضي الله عنها لأنها كانت "بكر" قسم لها سبعة أيام بلياليها .
*هناك سؤال يخطر في بال الكثير الآن*
كيف دخل النبي ﷺ على صفية رضي الله عنها :
فأين العدة 4 أشهر وعشرة أيام ؟
أولاً :
الذي قام بهذا الفعل النبي ﷺ وهو المشرع عن ربه عز وجل
ثانيا :
كنانة زوج "صفية" السابق مات يهوديآ و ليس بمسلم وزوجته أسلمت بعد موته مباشرة .
"إذن انقطع الرباط بينها وبين زوجها السابق نهائيا"
العدة سببها أمرين :
"الأول" إحترام حق الزوجية للمسلم .
وزوجها السابق كافر وهي قد أسلمت والإسلام يجب ما قبله .
الأمر الثاني : إستبرأء الرحم من حمل سابق .
وقد نهى النبي ﷺ أن يدخل رجل على ذات حمل .
فقال *لا يسقي أحدكم زرع غيره .*
*ولقد أقامت "صفية" رضي الله عنها في خيمة "أم سلمة" بضعة عشرة يوماً*
علمتها أحكام الصلاة والطهارة
وبعد أيام توقفت عن الصلاة بسبب الحيض .
*فبدورة واحدة تبين خلو الرحم من الحمل*
إذآ هنا استبراء الرحم ولا عدة لكافر .
ولما قدم النبي ﷺ إلى المدينة ومعه السيدة "صفية" رضي الله عنها
سمع بجمالها نساء الأنصار .
فجئن ينظرن إليها وجائت معهن أم المؤمنين "عائشة" رضي الله عنها وهي منتقبة تخفي وجهها تريد أن ترى السيدة صفية رضي الله عنها...
فلما رآها النبي ﷺ عرفها "أي أم المؤمنين عائشة وكانت تغار كثيرا رضي الله عنها"
فلما خرجت خرج وراءها ﷺ ثم أخذ بثوبها
وقال لها *كيف رأيتِ ؟*
قالت : رأيت يهودية بين يهوديات .
فقال لها النبي ﷺ *لا تقولي هذا ، فقد أسلمت .*
وأصبحت "صفية" أم للمؤمنين رضي الله عنها
هل تعلمون كيف كان يدافع عنها النبي ﷺ
لقد هجر أم المؤمنين "زينب بنت جحش" لأنها قالت بها كلمة
و زينب هي أقرب نسب منه ﷺ .
التي زوجه الله إياها في القران الكريم من فوق سبع سموات دون ولي أمر .
قال تعالى *فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ..*
وكانت زينب رضي الله عنها تفخر على أمهات المؤمنين جميعاً
تقول : ما منكم امرأة إلا زوجها أبوها أو أخوها ، إلا أنا زوجني الله من فوق سبع سماوات .
هذه زينب رضي الله عنها
يغضب عليها النبي صلى الله عليه وسلم ويهجرها ويقاطعها ولا يقسم لها بالمبيت ولا يكلمها منذ خرج لحجة الوداع .
وقبل دخوله مكة حتى قبل موته بأيام.....
لماذا ..
لأنها قالت لصفية رضي الله عنها كلمة تقدح في إيمانها .
في حجة الوداع أخذ أزواجه معه جميعاً ﷺ . رضي الله عنهن
في الطريق جاءت صفية رضي الله عنها
وقالت : يارسول الله برك جملي فلم يقم .
فعالجه لها فلم يقم ....
وفي حجة الوداع .
كان مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من 20 ألف مسلم خرجوا مع النبي ﷺ ليحجوا وغير الناس الذين سيأتون من الأقطار....
فهل يأخر الركب من أجل جمل ؟
فنظر لأزواجه وكان أكثرهن جمال "زينب" معها أكثر من جمل ....
فقال : يا زينب أفقري أختك جملاً حتى نعود .
يعني اعيريها جمل تركبه حتى نرجع..
فقالت زينب وقد غلبتها نفسها رضي الله عنها وأرضاهاوغفر الله لها .
قالت ورددت في ترفع : أنا أعطي يهوديتك هذه "نسبتها لليهود"
فغضب النبي ﷺ غضباً شديداً
وصاح بزينب وقال *مه . بئس ما قلتي يا زينب .*
وترك السيدة زينب رضي الله عنها لا يتحدث إليها ولا يكلمها طوال حجة الوداع .
حتى عاد إلى المدينة إلى أن مرض وثقل عليه المرض وبدأ العد التنازلي وعلم أنه مقبوض
ذهب لحجرتها ﷺ .
وكانت "زينب" عندما علمت أنه قد هجرها طوت فراش النبي صلى الله عليه وسلم ونامت على الأرض .
فقام وجاء متعب ﷺ وقد أثقله المرض وكان يتكيء على "علي وعلى العباس" رضي الله عنهم
فقامت زينب رضي الله عنها لما رأته فرحة لم تسعها الأرض من فرحتها قامت تستقبله .
فجاء بنفسه للفراش ﷺ وفرشه ونام تلك الليلة عندها رغم مرضه وتعبه ﷺ نام تلك الليلة عند زينب ، وصالحها .
"ولولا أنه لم يفعل ذلك ما كان كلمها أحد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم هجرها .
من أجل من ؟؟
من أجل "صفية بنت حيي"
لا من أجل جمال صفية وصغر سنها .
بل لأن "صفية" مؤمنة صادقة آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم لسماع والدها وعمها .
ومن مواقف النبي ﷺ معها .
كانت أزواج النبي ﷺ فريقان
*عائشة و حفصة و سودة فريق مع بعض *
*وباقي زوجات النبي ﷺ فريق .*
فحاولت السيدة "صفية" التقرب لضرائرها لكنها كانت كثيراً ما توجه إليها الإهانات والسهام الجارحة تعرض بأصلها اليهودي
طبعاً هي الغيرة عند النساء ولو كنَّ أمهات للمؤمنين رضي الله عنهن...
وكان ﷺ يدافع عنها ويقف إلى جوارها .
و من ذلك أن السيدة: "صفية" إشتكت إليه ﷺ وهي تبكي أن "عائشة و حفصة" رضي الله عنهن تكلمتا وقالتا نحن أكرم على رسول الله منك فنحن بنات عمه وكذا وكذا .
فمسح النبي ﷺ دموعها بيده الشريفة :
وقال لها : ألا قلت وكيف تكونان خيراً مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى عليهم الصلاة و السلام.
وكانت أم المؤمنين "صفية" رضي الله عنها كما قلنا ينتهي نسبها إلى نبي الله *هارون عليه السلام*
وكان عمها كليم الله *موسى عليه السلام*
واستمر دفاع النبي ﷺ للسيدة "صفية" حتى آخر أيامه .
وقبل وفاته بيوم واحد كانت تعتريه الحمى فيغيب عن الوعي ثم يفيق وينظر إلى من حوله ثم يعتريه "ما نسميه الغيبوبة" من شدة الحمى صلى الله عليه وسلم
وهو بهذه الحال وقد اجتمعت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً حول فراشه ﷺ .
فكانت أقرب أزواجه إليه السيدة "صفية" رضي الله عنها
فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم تأخذه "الغيبوبة" ثم يفيق .
أشفقت عليه وقالت : إني والله يا نبي الله ليت الذي بك بي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإني أعلم أن الموت حق ولكن لا أطيق أن أراك تغيب ثم تفيق .
فتغامزت عائشة وحفصة بالنظرات ....
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فما راعنا إلا أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيبته ....
وهو يقول *قمنَّ فمضمضنَّ أفواهكن .*
فقالوا في دهشة من أي شيء ؟
فقال *من تغامزكن بصفية .*
*والذي نفس محمداً بيده*
*لقد أسلمت فحسن إسلامها وآمنت فكمل إيمانها .*
*رضي الله عنها*
الأنوار المحمدية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....