- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقه الثمانون بعد المائة *180*
*هدايا المقوقس للنبي ﷺ .*
*وزواجه من مارية القبطية*
اقتنع "المقوقس" بالإسلام وأيقن بنبوة النبي ﷺ لكنه لم يدخل في الإسلام ....
يقول حاطب رضي الله عنه أرسل معي المقوقس هدايا للنبي ﷺ .
١ - *الجاريتان"*
مارية القبطية رضي الله عنها أنجبت "إبراهيم عليه الصلاة والسلام... ابن النبي ﷺ
لأن النبي ﷺ تسرى بها
والتسري هو أن يجعلها زوجة ولكنها ليست حرة .
و للتنبيه :
الإسلام لم يبتدع التسري على الإطلاق
التسري كان معروفا في كل الأمم قبل الإسلام .
فقد ورد أن "إبراهيم عليه السلام" تسرى بهاجر التي وهبه إياها ملك مصر .
فولدت له إسماعيل عليه السلام
فهو ليس من اختراع الإسلام كما يريد الأعداء
بل جاء الإسلام ووضع شروط ونظام للتسري وحفظ حقوقهم
تسرى النبي ﷺ بمارية القبطية
فقد عرض عليها ﷺ الإسلام فأسلمت ....
فأراد أن يعتقها ثم يخطبها ثم يضمها إلى أمهات المؤمنين ويتخذ لها حجرة .
فحرجته بغاية الأدب
وقالت يا رسول الله لقد تربيت على الرهبانية عند القبط حتى اتقنت ديننا .
فألفت نفسي الرق والعبودية وأخشى أن لا أكون بمستوى الأحرار ...
فإني أكون أقرب لخدمتك وأنا أمة...
فتسرى بها وهي أمة...
فحملت بمولود لرسول الله وهو "إبراهيم عليه السلام " الذي ولد وعاش 18 شهر .
فلما بدأت تظهر صفاته الخلقية كان أشبه الناس خلقاً برسول الله صلى الله عليه وسلم
"لا يستطيع أحد أن يفرق بين صورة وجهه وصورة وجه أبيه النبي ﷺ .
لكنه مات في عام والنصف فقط
وفي شرعنا وقد قلنا أن الإسلام جعل شروط للتسري
ومن تلك الشروط
الأمة المملوكة الرقيقة إذا أنجبت غلامآ فإن إبنها يحررها ....
فلما أنجبت "مارية" مولودها للنبي ﷺ .
فلم تعد "مارية القبطية" أمة وإن كانت هي تريد أن تبقى أمة
فأصبحت حرة
ومادامت هي أم "ابراهيم" ابن النبي ﷺ فهي "أم للمؤمنين" رضي الله عنها
هل يطلق على "مارية" لقب أم المؤمنين ام لا يطلق لأنها أمة .
البعض يقول لا يطلق عليها لقب أم المؤمنين لأنها أمة
*وقد فاتهم أن الأمة وإن لم تكن زوجة النبي ﷺ*
*أي أمة أنجبت لزوجها غلاماً يحررها وتصبح حرة .*
*وهذا حكم شرعي أجمع عليه جميع المذاهب..... السلف والخلف ليس عليه خلاف على الإطلاق .*
فلذلك نقول : أم المؤمنين "مارية القبطية" رضي الله عنها
والذين يتمسكون برأيهم وينكرون لها هذه الصفة وأنها جارية .
إليهم هذا الحديث في صحيح البخاري رحمه الله
"عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها قالت . *والله ما ترك رسول الله ﷺ عند موته دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة .*
توفت مارية رضي الله عنها بعد النبي ﷺ في عهد عمر بن الخطاب .
ودفنت بالبقيع بجانب ولدها إبراهيم ابن النبي ﷺ .
والجارية الثانية معها هي اختها "سيرين"
كان مقوقس القبط قد رباهما في قصره وتعلمتا دين النصرانية
كانتا مقربتان إليه لم يربيهما ويعتني بهما ليرسلهما في الآخر إلى النبي ﷺ .
ولكن عندما قرأ الرسالة رأى أن خير ما عنده يقدمه للنبي صلى الله عليه وسلم هو هاتين الجاريتين .
هذا في الظاهر ....
وفي الحقيقة كما قال ﷺ عنه عندما قرأ حاطب رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم رسالة المقوقس .
تبسم النبي ﷺ ضاحكاً
وقال لاصحابه رضي الله عنهم *ثعلب مراوغ .*
وتأتي صدق نبوته ﷺ .
ويبقى المقوقس على النصرانيه حتى تأتي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
يأمر بفتح مصر علي يد "عمرو بن العاص" ويولي عمرو بن العاص أميراً على مصر ، ويموت هذا المقوقس في ولاية عمرو بن العاص ولم يسلم ....
فعندما أرسل المقوقس الجاريتين كهديتين
في الظاهر تكريمآ للنبي ﷺ .
أما في الحقيقة أرسلهما عيون له
مادام جاريتان ستكونان في بيت النبي ﷺ فتكونا عينا للمقوقس في بيت النبوة .
فهو بيت المسلمين الأول ليعلمنَّه ماذا يدور من تدريب أو ترتيب للمستقبل أو سياسة .
ولم يكن بحسبانه أنهما ستسلمان وتكونا من خيار الصحابة رضي الله عنهم
فالأولى "مارية" أصبحت أم للمؤمنين .
والجارية الثانية "سيرين" أخت مارية أهداها النبي ﷺ إلى شاعره الأنصاري "حسان بن ثابت" رضي الله عنه فأعتقها حسان وتزوجها وأصبحت صحابية جليلة رضي الله عنها
مارية وأختها سيرين ولدتا في محافظة "منيا"في صعيد مصر وكانتا من كبار عائلات الأقباط المصريين آنذاك
وسلبهما المقوقس هي وأختها سيرين من أهلهما الذين كانوا من أعيان المصريين .
يقول المقوقس في الرسالة : "وأرسلت لك جاريتان لهما مكان في القبط عظيم"
فمارية من صميم مصر وذلك يعني أن أهل مصر "أخوال إبراهيم " ابن النبي ﷺ .
*الهدية الثانية .*
وأهدى للنبي ﷺ "طبيب مخصي"
يعني كان "عبد مخصي"
وكانوا قديماً السادة يخصون العبيد
والخصي هو إزالة الرجولة منه فلا يستطيع الأقتراب من النساء حتى يأمنوا عليه أعراضهم في القصور "
كان طبيب خصي وقد تعلم الطب وبرع فيه
فأرسل المقوقس للنبي ﷺ
"طبيب وجاسوس في آن واحد"
فممكن أن يضعه النبي صلى الله عليه وسلم في بيته
"هذا كان تفكير المقوقس فيكون عين أخرى له"
فماذا صنع النبي ﷺ ؟؟
قبل كل الهدايا
ولكنه قال للطبيب بعد أن أكرمه واستضافه .
قال له *ارجع لصاحبك وقل له .*
*إنا معشر أمة لا نأكل حتى نجوع . وإذا أكلنا نقوم دون الشبع .*
*فلا نحتاج لطبيب .*
"فإن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء"
في كل أدب وتقدير أعطانا درس في السلوك
"ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"
رأى النبي ﷺ يوماً أم المؤمنين "عائشة" رضي الله عنها وقد أكلت يوماً مرتين .
تقول رضي الله عنها والحديث في "صحيح مسلم"
قالت: فوكزني بأصبعه في بطني
وقال *ليس لك همٌّ إلا بطنك يا عائشة ؟*
"الطبيب المخصي رده النبي ﷺ
*الهدية الثالثة .*
ألف مثقال من "الذهب الخالص" وزعها النبي ﷺ فوراً على فقراء المسلمين ....
أمام عين الطبيب المخصي
حتى إذا مارجع ينقل ما رأى إلى صاحبه المقوقس النبي ﷺ لا يحتاج إلى مال .
*والهدية الرابعة .*
بغلة شهباء .
ومعنى شهباء "أي لونها أبيض "
سأل المقوقس حاطب رضي الله عنه ماذا يركب نبيكم إذا أراد التنقل ؟؟
قال : يركب ما تيسرله ، يركب الفرس أحيانا ، ويركب الجمل أحيانا ويركب الأتان أي [[ انثى الحمار ]]
فعلم المقوقس أنه لا توجد بغال عند العرب ..
يجعلون الجماع والمعاشرة بين "الأتان و الحصان"
فيأتي المولود بغل لا هو لأبوه ولا لأمه
فأرسل المقوقس له بغلة بيضاء
وكانت غريبة واستغربها الصحابة رضي الله عنهم أي نوع من الدواب هذا ؟؟
فأوضح لهم النبي ذلك
فقال علي رضي الله عنه: _ لو حملنا الحمر على الخيل لكان لنا مثل هذه ....
"يعني جعلنا الحمير تعاشر الخيل سيكون لنا مثل هذه البغلة"
فقال النبي ﷺ : *إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون .*
وسماها النبي ﷺ دلدل "أي البغلة"
وكان من خلقه صلى الله عليه وسلم أن يسمي كل شيء له به علاقة .
يسمي ثيابه ، سلاحه ، يسمي دوابه ، كلنا نعرف أن اسم دابته "القصواء"
فسمى البغلة "دلدل" وكان يركبها دائما في داخل المدينة
*الهدية الخامسة .*
"زق من عسل"
والزق هو جلد الشاة المذبوحة منزوع منه الشعر .
مدبوغ بطريقة معينة يجعلوه وعاء للمواد السائلة اسمه "زق"
أرسل له زق من عسل وهو من أطيب أنواع العسل
من مدينة اسمها "بنها" من صعيد مصر تبعد عن القاهرة 45 كم تقريباً
هذه المدينة شبه جزيرة لأن المياه تحيط بها من الشرق والغرب والجنوب .
ثمارها وخيراتها كثيرة و إلى يومنا هذا مشهورة بالعسل وذلك لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها
وما كانوا على عهد النبي ﷺ يعرفون الغش مثل أيامنا ما يطعموا النحل سكر ما كان عندهم سكر .
فكان من ألذ أنواع العسل حتى أن النبي ﷺ أحبه كثيراً حتى أنه دعا في عسل "بنها" بالبركة
وإلى يومنا هذا إخوانا في مصر يعرفون أن "بنها" مشهورة بالعسل .
*الهدية السادسة .*
ثياب من نسيج قطن مصر ومعها "بسط" أي قطع سجاد للأرض
فنظر إليها النبي ﷺ .
وكلما وجد صورة صليب في الثياب أو البسط أتلفها فوراً
وأبقى التي ليس عليها صور استعملها ولبسها .
*الهدية السابعة .*
بعض العود والمسك "أي الطيب ما نسميه العطر" استخدمه ﷺ جميعا
وسأل المقوقس "حاطبا" رضي الله عنه عن النبي ﷺ .
قال يا حاطب : هل يكتحل نبيكم ؟
فقال له : نعم وينظر في المرآة ويرجل شعره .
ولا يفارق خمسآ في سفر كان أو في حضر :
وهي المرآة والمكحلة والمشط والمسواك والمدرى
"المدرى عود رفيع ، يفرق به بين شعر الرأس ويحك به لأن حكه بالأصبع يخرب الشعرة ويلويها"
فأرسل له المقوقس :
مربعة "نسميها علبة" ليضع فيها المكحلة وقارورة الدهن والمشط والمقص والمسواك .
ومكحلة من عيدان شامية ومرآة ومشطا .
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها
قالت : سبع لم تفارق رسول الله ﷺ في سفر ولا حضر .
القارورة التي يكون فيها الدهن "علبة العطر"
و المشط . والمكحلة . والمقراض "المقراض أي المقص" والمسواك . والمرآة .
وفي رواية أخرى زاد بعضهم "والإبرة ، والخيط"
نرجع الى ام المؤمنين "مارية" رضي الله عنها
تسرى بها النبي ﷺ وهي أمة وأسكنها في دار الحارث "أي في جوار المسجد" لأنها ليست أم للمؤمنين الآن .
فلم يحب أن يضع لها حجرة بين أزواجه رضي الله عنهن
وأراد أن يبعدها شيئاً ما عن السيدة عائشة رضي الله عنها "شديدة الغيرة" حتى لا تراها
وتقول عائشة رضي الله عنها : ما ادخلت علي زوجة من أزواج رسول الله ما ادخلته مارية القبطية .
مع أن النبي ﷺ لم يقسم لها ليلة كباقي زوجاته ومع هذا تقول عائشة رضي الله عنها
"ما ادخلت علي زوجة من أزواج رسول الله ما ادخلته مارية القبطية"
لكن عندما شاع الخبر الذي أبهج المدينة كلها بأن "مارية" قد حملت من رسول الله
أمر رسول الله "حتى يبعدها أيضاً من عائشة رضي الله عنها " أمر أن يتخذ لها بيت في العوالي جهة مسجد قباء .
أبعدها هناك لأن النبي ﷺ يعلم أن النساء فطرهن الله على الغيرة ....
حتى إذا كمل حملها و وضعت إبنها "ابراهيم" عليه السلام
و من فرحة الصحابة رضي الله عنهم به يوم مولده أولم كل بيت في المدينة فرحاً بهذا المولود للنبي صلى الله عليه وسلم
لأن النبي ﷺ قد بلغ عمره هذا العام 60 .
وفرحة كبيرة أن يرزق بغلام بهذا العمر .
صلوات ربي وسلامه عليه .
وماهي إلا سنوات قليلة فتحت مصر في عهد "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه بقيادة "عمرو بن العاص" رضي الله عنه .
ودخلت مصر ضمن الدولة الإسلامية .
حتى أصبحت من أهم الدول العربية والإسلامية وأخرجت للإسلام والمسلمون عمالقة وعلماء .
وكان للمصريين بصمات واضحة على جبين العلوم الشرعية عبر التاريخ الإسلامي .
فكان منها آلاف العلماء الأجلاء الذين ملأوا الدنيا نوراً وهداية
وكانوا منارات وقامات يشار إليهم إلى يومنا هذا .
الأنوار المحمدية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى...
الحلقه الثمانون بعد المائة *180*
*هدايا المقوقس للنبي ﷺ .*
*وزواجه من مارية القبطية*
اقتنع "المقوقس" بالإسلام وأيقن بنبوة النبي ﷺ لكنه لم يدخل في الإسلام ....
يقول حاطب رضي الله عنه أرسل معي المقوقس هدايا للنبي ﷺ .
١ - *الجاريتان"*
مارية القبطية رضي الله عنها أنجبت "إبراهيم عليه الصلاة والسلام... ابن النبي ﷺ
لأن النبي ﷺ تسرى بها
والتسري هو أن يجعلها زوجة ولكنها ليست حرة .
و للتنبيه :
الإسلام لم يبتدع التسري على الإطلاق
التسري كان معروفا في كل الأمم قبل الإسلام .
فقد ورد أن "إبراهيم عليه السلام" تسرى بهاجر التي وهبه إياها ملك مصر .
فولدت له إسماعيل عليه السلام
فهو ليس من اختراع الإسلام كما يريد الأعداء
بل جاء الإسلام ووضع شروط ونظام للتسري وحفظ حقوقهم
تسرى النبي ﷺ بمارية القبطية
فقد عرض عليها ﷺ الإسلام فأسلمت ....
فأراد أن يعتقها ثم يخطبها ثم يضمها إلى أمهات المؤمنين ويتخذ لها حجرة .
فحرجته بغاية الأدب
وقالت يا رسول الله لقد تربيت على الرهبانية عند القبط حتى اتقنت ديننا .
فألفت نفسي الرق والعبودية وأخشى أن لا أكون بمستوى الأحرار ...
فإني أكون أقرب لخدمتك وأنا أمة...
فتسرى بها وهي أمة...
فحملت بمولود لرسول الله وهو "إبراهيم عليه السلام " الذي ولد وعاش 18 شهر .
فلما بدأت تظهر صفاته الخلقية كان أشبه الناس خلقاً برسول الله صلى الله عليه وسلم
"لا يستطيع أحد أن يفرق بين صورة وجهه وصورة وجه أبيه النبي ﷺ .
لكنه مات في عام والنصف فقط
وفي شرعنا وقد قلنا أن الإسلام جعل شروط للتسري
ومن تلك الشروط
الأمة المملوكة الرقيقة إذا أنجبت غلامآ فإن إبنها يحررها ....
فلما أنجبت "مارية" مولودها للنبي ﷺ .
فلم تعد "مارية القبطية" أمة وإن كانت هي تريد أن تبقى أمة
فأصبحت حرة
ومادامت هي أم "ابراهيم" ابن النبي ﷺ فهي "أم للمؤمنين" رضي الله عنها
هل يطلق على "مارية" لقب أم المؤمنين ام لا يطلق لأنها أمة .
البعض يقول لا يطلق عليها لقب أم المؤمنين لأنها أمة
*وقد فاتهم أن الأمة وإن لم تكن زوجة النبي ﷺ*
*أي أمة أنجبت لزوجها غلاماً يحررها وتصبح حرة .*
*وهذا حكم شرعي أجمع عليه جميع المذاهب..... السلف والخلف ليس عليه خلاف على الإطلاق .*
فلذلك نقول : أم المؤمنين "مارية القبطية" رضي الله عنها
والذين يتمسكون برأيهم وينكرون لها هذه الصفة وأنها جارية .
إليهم هذا الحديث في صحيح البخاري رحمه الله
"عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها قالت . *والله ما ترك رسول الله ﷺ عند موته دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة .*
توفت مارية رضي الله عنها بعد النبي ﷺ في عهد عمر بن الخطاب .
ودفنت بالبقيع بجانب ولدها إبراهيم ابن النبي ﷺ .
والجارية الثانية معها هي اختها "سيرين"
كان مقوقس القبط قد رباهما في قصره وتعلمتا دين النصرانية
كانتا مقربتان إليه لم يربيهما ويعتني بهما ليرسلهما في الآخر إلى النبي ﷺ .
ولكن عندما قرأ الرسالة رأى أن خير ما عنده يقدمه للنبي صلى الله عليه وسلم هو هاتين الجاريتين .
هذا في الظاهر ....
وفي الحقيقة كما قال ﷺ عنه عندما قرأ حاطب رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم رسالة المقوقس .
تبسم النبي ﷺ ضاحكاً
وقال لاصحابه رضي الله عنهم *ثعلب مراوغ .*
وتأتي صدق نبوته ﷺ .
ويبقى المقوقس على النصرانيه حتى تأتي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
يأمر بفتح مصر علي يد "عمرو بن العاص" ويولي عمرو بن العاص أميراً على مصر ، ويموت هذا المقوقس في ولاية عمرو بن العاص ولم يسلم ....
فعندما أرسل المقوقس الجاريتين كهديتين
في الظاهر تكريمآ للنبي ﷺ .
أما في الحقيقة أرسلهما عيون له
مادام جاريتان ستكونان في بيت النبي ﷺ فتكونا عينا للمقوقس في بيت النبوة .
فهو بيت المسلمين الأول ليعلمنَّه ماذا يدور من تدريب أو ترتيب للمستقبل أو سياسة .
ولم يكن بحسبانه أنهما ستسلمان وتكونا من خيار الصحابة رضي الله عنهم
فالأولى "مارية" أصبحت أم للمؤمنين .
والجارية الثانية "سيرين" أخت مارية أهداها النبي ﷺ إلى شاعره الأنصاري "حسان بن ثابت" رضي الله عنه فأعتقها حسان وتزوجها وأصبحت صحابية جليلة رضي الله عنها
مارية وأختها سيرين ولدتا في محافظة "منيا"في صعيد مصر وكانتا من كبار عائلات الأقباط المصريين آنذاك
وسلبهما المقوقس هي وأختها سيرين من أهلهما الذين كانوا من أعيان المصريين .
يقول المقوقس في الرسالة : "وأرسلت لك جاريتان لهما مكان في القبط عظيم"
فمارية من صميم مصر وذلك يعني أن أهل مصر "أخوال إبراهيم " ابن النبي ﷺ .
*الهدية الثانية .*
وأهدى للنبي ﷺ "طبيب مخصي"
يعني كان "عبد مخصي"
وكانوا قديماً السادة يخصون العبيد
والخصي هو إزالة الرجولة منه فلا يستطيع الأقتراب من النساء حتى يأمنوا عليه أعراضهم في القصور "
كان طبيب خصي وقد تعلم الطب وبرع فيه
فأرسل المقوقس للنبي ﷺ
"طبيب وجاسوس في آن واحد"
فممكن أن يضعه النبي صلى الله عليه وسلم في بيته
"هذا كان تفكير المقوقس فيكون عين أخرى له"
فماذا صنع النبي ﷺ ؟؟
قبل كل الهدايا
ولكنه قال للطبيب بعد أن أكرمه واستضافه .
قال له *ارجع لصاحبك وقل له .*
*إنا معشر أمة لا نأكل حتى نجوع . وإذا أكلنا نقوم دون الشبع .*
*فلا نحتاج لطبيب .*
"فإن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء"
في كل أدب وتقدير أعطانا درس في السلوك
"ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"
رأى النبي ﷺ يوماً أم المؤمنين "عائشة" رضي الله عنها وقد أكلت يوماً مرتين .
تقول رضي الله عنها والحديث في "صحيح مسلم"
قالت: فوكزني بأصبعه في بطني
وقال *ليس لك همٌّ إلا بطنك يا عائشة ؟*
"الطبيب المخصي رده النبي ﷺ
*الهدية الثالثة .*
ألف مثقال من "الذهب الخالص" وزعها النبي ﷺ فوراً على فقراء المسلمين ....
أمام عين الطبيب المخصي
حتى إذا مارجع ينقل ما رأى إلى صاحبه المقوقس النبي ﷺ لا يحتاج إلى مال .
*والهدية الرابعة .*
بغلة شهباء .
ومعنى شهباء "أي لونها أبيض "
سأل المقوقس حاطب رضي الله عنه ماذا يركب نبيكم إذا أراد التنقل ؟؟
قال : يركب ما تيسرله ، يركب الفرس أحيانا ، ويركب الجمل أحيانا ويركب الأتان أي [[ انثى الحمار ]]
فعلم المقوقس أنه لا توجد بغال عند العرب ..
يجعلون الجماع والمعاشرة بين "الأتان و الحصان"
فيأتي المولود بغل لا هو لأبوه ولا لأمه
فأرسل المقوقس له بغلة بيضاء
وكانت غريبة واستغربها الصحابة رضي الله عنهم أي نوع من الدواب هذا ؟؟
فأوضح لهم النبي ذلك
فقال علي رضي الله عنه: _ لو حملنا الحمر على الخيل لكان لنا مثل هذه ....
"يعني جعلنا الحمير تعاشر الخيل سيكون لنا مثل هذه البغلة"
فقال النبي ﷺ : *إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون .*
وسماها النبي ﷺ دلدل "أي البغلة"
وكان من خلقه صلى الله عليه وسلم أن يسمي كل شيء له به علاقة .
يسمي ثيابه ، سلاحه ، يسمي دوابه ، كلنا نعرف أن اسم دابته "القصواء"
فسمى البغلة "دلدل" وكان يركبها دائما في داخل المدينة
*الهدية الخامسة .*
"زق من عسل"
والزق هو جلد الشاة المذبوحة منزوع منه الشعر .
مدبوغ بطريقة معينة يجعلوه وعاء للمواد السائلة اسمه "زق"
أرسل له زق من عسل وهو من أطيب أنواع العسل
من مدينة اسمها "بنها" من صعيد مصر تبعد عن القاهرة 45 كم تقريباً
هذه المدينة شبه جزيرة لأن المياه تحيط بها من الشرق والغرب والجنوب .
ثمارها وخيراتها كثيرة و إلى يومنا هذا مشهورة بالعسل وذلك لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها
وما كانوا على عهد النبي ﷺ يعرفون الغش مثل أيامنا ما يطعموا النحل سكر ما كان عندهم سكر .
فكان من ألذ أنواع العسل حتى أن النبي ﷺ أحبه كثيراً حتى أنه دعا في عسل "بنها" بالبركة
وإلى يومنا هذا إخوانا في مصر يعرفون أن "بنها" مشهورة بالعسل .
*الهدية السادسة .*
ثياب من نسيج قطن مصر ومعها "بسط" أي قطع سجاد للأرض
فنظر إليها النبي ﷺ .
وكلما وجد صورة صليب في الثياب أو البسط أتلفها فوراً
وأبقى التي ليس عليها صور استعملها ولبسها .
*الهدية السابعة .*
بعض العود والمسك "أي الطيب ما نسميه العطر" استخدمه ﷺ جميعا
وسأل المقوقس "حاطبا" رضي الله عنه عن النبي ﷺ .
قال يا حاطب : هل يكتحل نبيكم ؟
فقال له : نعم وينظر في المرآة ويرجل شعره .
ولا يفارق خمسآ في سفر كان أو في حضر :
وهي المرآة والمكحلة والمشط والمسواك والمدرى
"المدرى عود رفيع ، يفرق به بين شعر الرأس ويحك به لأن حكه بالأصبع يخرب الشعرة ويلويها"
فأرسل له المقوقس :
مربعة "نسميها علبة" ليضع فيها المكحلة وقارورة الدهن والمشط والمقص والمسواك .
ومكحلة من عيدان شامية ومرآة ومشطا .
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها
قالت : سبع لم تفارق رسول الله ﷺ في سفر ولا حضر .
القارورة التي يكون فيها الدهن "علبة العطر"
و المشط . والمكحلة . والمقراض "المقراض أي المقص" والمسواك . والمرآة .
وفي رواية أخرى زاد بعضهم "والإبرة ، والخيط"
نرجع الى ام المؤمنين "مارية" رضي الله عنها
تسرى بها النبي ﷺ وهي أمة وأسكنها في دار الحارث "أي في جوار المسجد" لأنها ليست أم للمؤمنين الآن .
فلم يحب أن يضع لها حجرة بين أزواجه رضي الله عنهن
وأراد أن يبعدها شيئاً ما عن السيدة عائشة رضي الله عنها "شديدة الغيرة" حتى لا تراها
وتقول عائشة رضي الله عنها : ما ادخلت علي زوجة من أزواج رسول الله ما ادخلته مارية القبطية .
مع أن النبي ﷺ لم يقسم لها ليلة كباقي زوجاته ومع هذا تقول عائشة رضي الله عنها
"ما ادخلت علي زوجة من أزواج رسول الله ما ادخلته مارية القبطية"
لكن عندما شاع الخبر الذي أبهج المدينة كلها بأن "مارية" قد حملت من رسول الله
أمر رسول الله "حتى يبعدها أيضاً من عائشة رضي الله عنها " أمر أن يتخذ لها بيت في العوالي جهة مسجد قباء .
أبعدها هناك لأن النبي ﷺ يعلم أن النساء فطرهن الله على الغيرة ....
حتى إذا كمل حملها و وضعت إبنها "ابراهيم" عليه السلام
و من فرحة الصحابة رضي الله عنهم به يوم مولده أولم كل بيت في المدينة فرحاً بهذا المولود للنبي صلى الله عليه وسلم
لأن النبي ﷺ قد بلغ عمره هذا العام 60 .
وفرحة كبيرة أن يرزق بغلام بهذا العمر .
صلوات ربي وسلامه عليه .
وماهي إلا سنوات قليلة فتحت مصر في عهد "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه بقيادة "عمرو بن العاص" رضي الله عنه .
ودخلت مصر ضمن الدولة الإسلامية .
حتى أصبحت من أهم الدول العربية والإسلامية وأخرجت للإسلام والمسلمون عمالقة وعلماء .
وكان للمصريين بصمات واضحة على جبين العلوم الشرعية عبر التاريخ الإسلامي .
فكان منها آلاف العلماء الأجلاء الذين ملأوا الدنيا نوراً وهداية
وكانوا منارات وقامات يشار إليهم إلى يومنا هذا .
الأنوار المحمدية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى...