- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة التسعون بعد المائة *190*
*فتح مكة . الجزء الأول .*
*قريش تنقض صلح الحديبية .*
أولاً ...
كيف تم نقض "صلح الحديبية"
تم عقد صلح الحديبية بين المسلمين وبين قريش في "ذي القعدة" من السنة السادسة من الهجرة ....
وكان من بنود صلح الحديبية هذا البند :
من أحب أن يدخل في عقد محمد ( صلى الله عليه وسلم) وعهده دخل فيه.
ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه .
هذا البند وهو ما نسميه *التحالف*
وكانت التحالفات في الجزيرة العربية معروفة لأن العرب في الجاهلية كانوا يقتتلون دائماً مع بعضهم البعض كل قبيلة مع الأخرى .
فكانت القبائل القوية تعتدي على القبائل الضعيفة ....
فكانت القبائل الضعيفة حتى تحمي نفسها تتحالف مع قبيلة قوية كما نسميه اليوم بلغة العصر الآن إتفاقية دفاع مشترك .
بمعنى : إذا حدث إعتداء على أحد الدولتين يكون إعتداء على الدولة الأخرى .
وعلى هذه الدولة بموجب هذا الحلف أن تنصر الدولة التي وقع عليها الإعتداء.
فكل قبيلة ملزمة بهذا التحالف أن تدافع على القبيلة الأخرى المتحالفة معها إذا وقع أي إعتداء
فلما تم عقد صلح الحديبية
دخلت قبيلة "خزاعة" في حلف مع النبي ﷺ .
لأن العلاقة بين النبي ﷺ وبين "خزاعة" كانت قوية ...
لأنه كان هناك علاقات قوية حميمية قديمة بين "خزاعة" و "بني هاشم" التي منها النبي ﷺ
حتى عبد المطلب "شيبة الحمد" جد النبي ﷺ كان قد تحالف مع خزاعة قديماً وكان هنالك كتاب بينهم بهذا التحالف .
وهذا نص الكتاب :
انظروا كما كانت العلاقة بين بني هاشم وخزاعة .
*باسمك اللهم .*
*هذا ما تحالف عليه "عبد المطلب بن هاشم" ورجالات عمرو بن ربيعة من "خزاعة"*
*تحالفوا على التناصر والمواساة .*
*حلفا جامعا غير مفرق الأشياخ على الأشياخ .* *والأصاغر على الأصاغر .*
*والشاهد على الغائب .*
*وتعاهدوا وتعاقدوا أوكد عهد "أي عهد مؤكد شديد"*
*وأوثق عقد لا ينقض ولا ينكث "تخيلوا لا يلغى أبدا "*
*ما أشرقت شمس على ثبير وحنّ بفلاة بعير .*
*وما أقام الأخشبان وعمر بمكة إنسان .*
*حلف أبد لطول أمد*
*يزيده طلوع الشمس شدّا وظلام الليل مدا .*
*وإن "عبد المطلب" وولده ومن معهم ورجال خزاعة متكافئون متظاهرون متعاونون .*
*فعلى عبد المطلب النصرة لهم بمن تابعه على كل طالب .*
*وعلى خزاعة النصرة لعبد المطلب وولده ومن معهم على جميع العرب في شرق أو غرب أو حزن أو سهل .*
*وجعلوا الله على ذلك كفيلا .*
*وكفى بالله جميلا .*
"جعلوا من هذا العقد كأنهم إخوة في الدم ؟
إن هناك علاقات قوية حميمية قديمة بين "خزاعة" وبين "بني هاشم" التي منها النبي ﷺ .
وكان النبي ﷺ يستخدمهم كعيون له بالرغم من أنهم كانوا حتى ذلك الوقت على شركهم .
إلا أن "خزاعة" لم تدخل في حلف مع رسول الله ﷺ من البداية خوفاً من قريش .
فلما كان صلح الحديبية .
دخلت "خزاعة" على الفور في حلف مع النبي ﷺ .
وقامت قبيلة "بنو بكر" ودخلت في حلف قريش .
*لأن "خزاعة" و "بنو بكر" بينهم حروب وعداوت قديمة وثارات كثيرة*
لما رأى "بنو بكر" أن عدوتهم الأولى "خزاعة" دخلت في حلف النبي ﷺ .
قالت بنو بكر : لن نكون مع خزاعة في حلف واحد .
فأرادت "بنو بكر" أن يكونوا في الحلف المعاكس .
رغم أن بنو بكر علاقتهم مع قريش ليست قوية لدرجة أن قريش حين خرجت لحرب المسلمين في بدر كانت تخاف من غزو بني بكر لمكة ...
فالآن دخلوا في حلف قريش مثل ما نقول : هو عناد في خزاعة رغم أنهم لا يميلون لقريش .
وفي أثناء هدنة صلح الحديبية وفي السنة الثامنة من الهجرة .
شاب من بني بكر وقف يردد الشعر ويهجو النبي ﷺ .
سمعه شاب من خزاعة فلم يتحمل أن يهجو محمد وهو حليفهم يعني : أنت تهجونا .
فما كان من هذا الشاب الخزاعي إلا أن قام وضربه وشج رأسه .
*هنا*:
ثار الدم في رؤوس القبيلتين .
فأخذت قريش تحرض حليفتها "بني بكر" على قتال "خزاعة"
وأعانت "قريش" بنو بكر بالسلاح والدواب ....
بل واشترك في القتال من قريش بعض فرسانهم منهم :
١- عكرمة بن أبي جهل
٢- وصفوان بن أمية
٣ - وسهيل بن عمرو وهو الذي كتب بنود معاهدة الحديبية مع النبي ﷺ .
قريش أعانت بنو بكر وقالت لهم باغتوهم في الليل .
وتم الإتفاق :
جاؤوهم ليلاً بغتة وهم آمنون على ماء لهم يقال له "الوتير" وقتلوا منهم بعض رجالهم .
فلما رأت "خزاعة" أنهم سيهزمون وقتل منهم بعض رجالهم .
هربوا و دخلوا إلى الحرم .
"كانت العرب لا تقتل لا في الحرم ولا في الأشهر الحرم .
وكان الرجل يرى قاتل أبيه داخل الحرم فلا يقترب منه حتى يخرج من الحرم"
فلما دخل رجال خزاعة الحرم
قالوا لقائد بني بكر "نوفل بن معاوية"
قالوا له : يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم . الله الله في إلهك...
الله الله في إلهك.... فإننانحتمي به في البيت .
فقال نوفل : لا إله هذه الليلة
وصاح برجاله : يا بني بكر أصيبوا ثأركم .
فلعمري إنكم لتسرقون وتسرفون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه ؟
فقتلوا منهم في الحرم 20 رجلاً من خزاعة .
ماذا يعني هذا ؟؟
يعني أنه نقضآ واضحاً وصريحآ "لصلح الحديبية" من قريش لأنها أعانت "بنو بكر" بالسلاح .
بل واشتركت أيضآ في قتال "خزاعة" حلفاء النبي ﷺ .
فلو كانت قريش لم تشترك معهم لأكتفى ﷺ بعقاب "بنو بكر" كما أرسل الكثير من السرايا العقابية للقبائل التي إعتدت على بعض الصحابة رضي الله عنهم.
*هذا ما وقع في مكة*
إلى المدينة المنورة حيث الحبيب المصطفى ﷺ هناك ....
عند أم المؤمنين "ميمونة بنت الحارث" رضي الله عنها .
التي تزوجها النبي في "عمرة القضاء" آخر من تزوج ﷺ وكانت ليلتها .
فكان ﷺ في حجرتها وقد قام من الليل يصلي .
تقول ميمونة رضي الله عنها . سكبت له وضوءاً فلما شرع في وضوئه و مضمض واستنشق و أراد أن يغسل وجهه نفض يديه من الماء .
وقال : *نُصِرتَ . نُصِرتَ . نُصِرتَ .*
فقلت : بأبي وأمي يارسول الله من تكلم ؟
قال : لقد حدث حدثاً في خزاعة الليلة .
سمعتهم يستنصرونني فوالذي نفسي بيده لأنصرنهم .
ثم أتم وضوئه وقام يصلي .
لم تخبر ميمونة أحداً بهذا الحديث فهي خاصية من خصائص الحبيب ﷺ في تلك الليلة .
ولم يكلم النبي صلى الله عليه وسلم أحد ومضت ثلاثة أيام .
والمسافة من مكة للمدينة 6 أيام تقريباً.
فلما وقع هذا الإعتداء انطلق فورا من "خزاعة" أحد شعرائهم وهو "عمرو بن سالم الخزاعي" انطلق إلى المدينة المنورة يستنصر النبي ﷺ .
فلما وصل ووقف على باب المسجد وهيئته هيئة المذعور .
"فقد قطع المسافة من مكة للمدينة في ثلاثة أيام أي في نصف الوقت .
وكان النبي ﷺ في مسجده بين أصحابه فوقف "عمرو بن سالم" كان مغبرآ أشعثاً
فسلم على النبي ﷺ ثم قال شعراً :
[[فكانت الرسالة عبارة عن شعر ، وهذا من بلاغة العرب]]
فقال :
*يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا*
*حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا*
*قد كنت ولدآ وكنا والدآ*
*ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا*
*فانصر هداك الله نصرآ أعتدا*
*وادع عباد الله يأتوا مددا*
إلى أن قال :
*إن قريشاً أخلفوك الموعدا*
*ونقضوا ميثاقك المؤكّدا*
*هم بيِّتونا بالوتير هجـــدا*
"اي نايمين"
*وقتلونا ركــــعــا ً وسجدا*
فلما انتهى من شعره :
قال له النبي ﷺ في قوة وحزم *نُصِرتَ يا عمرو بن سالم .*
*والله لأنصرنكم ، ولأمنعنكم مما أمنع منه نفسي وأهلي .*
وكان أن قرر النبي ﷺ أن ينتقم لخزاعة من "بني بكر" ومن "قريش" لإعتدائهم عليهم ونقضهم صلح الحديبية .
فقال *يا عمرو إرجع إلى مكة ، ولا تخبر أحداً أنك جئتنا إلا قومك وليتفرقوا .*
*وأسكنوا حتى يأتيكم أمري .*
ودخل ﷺ بيته ولم يحدد كيف يكون هذا الإنتقام وكيف يكون هذا العقاب ....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة التسعون بعد المائة *190*
*فتح مكة . الجزء الأول .*
*قريش تنقض صلح الحديبية .*
أولاً ...
كيف تم نقض "صلح الحديبية"
تم عقد صلح الحديبية بين المسلمين وبين قريش في "ذي القعدة" من السنة السادسة من الهجرة ....
وكان من بنود صلح الحديبية هذا البند :
من أحب أن يدخل في عقد محمد ( صلى الله عليه وسلم) وعهده دخل فيه.
ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه .
هذا البند وهو ما نسميه *التحالف*
وكانت التحالفات في الجزيرة العربية معروفة لأن العرب في الجاهلية كانوا يقتتلون دائماً مع بعضهم البعض كل قبيلة مع الأخرى .
فكانت القبائل القوية تعتدي على القبائل الضعيفة ....
فكانت القبائل الضعيفة حتى تحمي نفسها تتحالف مع قبيلة قوية كما نسميه اليوم بلغة العصر الآن إتفاقية دفاع مشترك .
بمعنى : إذا حدث إعتداء على أحد الدولتين يكون إعتداء على الدولة الأخرى .
وعلى هذه الدولة بموجب هذا الحلف أن تنصر الدولة التي وقع عليها الإعتداء.
فكل قبيلة ملزمة بهذا التحالف أن تدافع على القبيلة الأخرى المتحالفة معها إذا وقع أي إعتداء
فلما تم عقد صلح الحديبية
دخلت قبيلة "خزاعة" في حلف مع النبي ﷺ .
لأن العلاقة بين النبي ﷺ وبين "خزاعة" كانت قوية ...
لأنه كان هناك علاقات قوية حميمية قديمة بين "خزاعة" و "بني هاشم" التي منها النبي ﷺ
حتى عبد المطلب "شيبة الحمد" جد النبي ﷺ كان قد تحالف مع خزاعة قديماً وكان هنالك كتاب بينهم بهذا التحالف .
وهذا نص الكتاب :
انظروا كما كانت العلاقة بين بني هاشم وخزاعة .
*باسمك اللهم .*
*هذا ما تحالف عليه "عبد المطلب بن هاشم" ورجالات عمرو بن ربيعة من "خزاعة"*
*تحالفوا على التناصر والمواساة .*
*حلفا جامعا غير مفرق الأشياخ على الأشياخ .* *والأصاغر على الأصاغر .*
*والشاهد على الغائب .*
*وتعاهدوا وتعاقدوا أوكد عهد "أي عهد مؤكد شديد"*
*وأوثق عقد لا ينقض ولا ينكث "تخيلوا لا يلغى أبدا "*
*ما أشرقت شمس على ثبير وحنّ بفلاة بعير .*
*وما أقام الأخشبان وعمر بمكة إنسان .*
*حلف أبد لطول أمد*
*يزيده طلوع الشمس شدّا وظلام الليل مدا .*
*وإن "عبد المطلب" وولده ومن معهم ورجال خزاعة متكافئون متظاهرون متعاونون .*
*فعلى عبد المطلب النصرة لهم بمن تابعه على كل طالب .*
*وعلى خزاعة النصرة لعبد المطلب وولده ومن معهم على جميع العرب في شرق أو غرب أو حزن أو سهل .*
*وجعلوا الله على ذلك كفيلا .*
*وكفى بالله جميلا .*
"جعلوا من هذا العقد كأنهم إخوة في الدم ؟
إن هناك علاقات قوية حميمية قديمة بين "خزاعة" وبين "بني هاشم" التي منها النبي ﷺ .
وكان النبي ﷺ يستخدمهم كعيون له بالرغم من أنهم كانوا حتى ذلك الوقت على شركهم .
إلا أن "خزاعة" لم تدخل في حلف مع رسول الله ﷺ من البداية خوفاً من قريش .
فلما كان صلح الحديبية .
دخلت "خزاعة" على الفور في حلف مع النبي ﷺ .
وقامت قبيلة "بنو بكر" ودخلت في حلف قريش .
*لأن "خزاعة" و "بنو بكر" بينهم حروب وعداوت قديمة وثارات كثيرة*
لما رأى "بنو بكر" أن عدوتهم الأولى "خزاعة" دخلت في حلف النبي ﷺ .
قالت بنو بكر : لن نكون مع خزاعة في حلف واحد .
فأرادت "بنو بكر" أن يكونوا في الحلف المعاكس .
رغم أن بنو بكر علاقتهم مع قريش ليست قوية لدرجة أن قريش حين خرجت لحرب المسلمين في بدر كانت تخاف من غزو بني بكر لمكة ...
فالآن دخلوا في حلف قريش مثل ما نقول : هو عناد في خزاعة رغم أنهم لا يميلون لقريش .
وفي أثناء هدنة صلح الحديبية وفي السنة الثامنة من الهجرة .
شاب من بني بكر وقف يردد الشعر ويهجو النبي ﷺ .
سمعه شاب من خزاعة فلم يتحمل أن يهجو محمد وهو حليفهم يعني : أنت تهجونا .
فما كان من هذا الشاب الخزاعي إلا أن قام وضربه وشج رأسه .
*هنا*:
ثار الدم في رؤوس القبيلتين .
فأخذت قريش تحرض حليفتها "بني بكر" على قتال "خزاعة"
وأعانت "قريش" بنو بكر بالسلاح والدواب ....
بل واشترك في القتال من قريش بعض فرسانهم منهم :
١- عكرمة بن أبي جهل
٢- وصفوان بن أمية
٣ - وسهيل بن عمرو وهو الذي كتب بنود معاهدة الحديبية مع النبي ﷺ .
قريش أعانت بنو بكر وقالت لهم باغتوهم في الليل .
وتم الإتفاق :
جاؤوهم ليلاً بغتة وهم آمنون على ماء لهم يقال له "الوتير" وقتلوا منهم بعض رجالهم .
فلما رأت "خزاعة" أنهم سيهزمون وقتل منهم بعض رجالهم .
هربوا و دخلوا إلى الحرم .
"كانت العرب لا تقتل لا في الحرم ولا في الأشهر الحرم .
وكان الرجل يرى قاتل أبيه داخل الحرم فلا يقترب منه حتى يخرج من الحرم"
فلما دخل رجال خزاعة الحرم
قالوا لقائد بني بكر "نوفل بن معاوية"
قالوا له : يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم . الله الله في إلهك...
الله الله في إلهك.... فإننانحتمي به في البيت .
فقال نوفل : لا إله هذه الليلة
وصاح برجاله : يا بني بكر أصيبوا ثأركم .
فلعمري إنكم لتسرقون وتسرفون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه ؟
فقتلوا منهم في الحرم 20 رجلاً من خزاعة .
ماذا يعني هذا ؟؟
يعني أنه نقضآ واضحاً وصريحآ "لصلح الحديبية" من قريش لأنها أعانت "بنو بكر" بالسلاح .
بل واشتركت أيضآ في قتال "خزاعة" حلفاء النبي ﷺ .
فلو كانت قريش لم تشترك معهم لأكتفى ﷺ بعقاب "بنو بكر" كما أرسل الكثير من السرايا العقابية للقبائل التي إعتدت على بعض الصحابة رضي الله عنهم.
*هذا ما وقع في مكة*
إلى المدينة المنورة حيث الحبيب المصطفى ﷺ هناك ....
عند أم المؤمنين "ميمونة بنت الحارث" رضي الله عنها .
التي تزوجها النبي في "عمرة القضاء" آخر من تزوج ﷺ وكانت ليلتها .
فكان ﷺ في حجرتها وقد قام من الليل يصلي .
تقول ميمونة رضي الله عنها . سكبت له وضوءاً فلما شرع في وضوئه و مضمض واستنشق و أراد أن يغسل وجهه نفض يديه من الماء .
وقال : *نُصِرتَ . نُصِرتَ . نُصِرتَ .*
فقلت : بأبي وأمي يارسول الله من تكلم ؟
قال : لقد حدث حدثاً في خزاعة الليلة .
سمعتهم يستنصرونني فوالذي نفسي بيده لأنصرنهم .
ثم أتم وضوئه وقام يصلي .
لم تخبر ميمونة أحداً بهذا الحديث فهي خاصية من خصائص الحبيب ﷺ في تلك الليلة .
ولم يكلم النبي صلى الله عليه وسلم أحد ومضت ثلاثة أيام .
والمسافة من مكة للمدينة 6 أيام تقريباً.
فلما وقع هذا الإعتداء انطلق فورا من "خزاعة" أحد شعرائهم وهو "عمرو بن سالم الخزاعي" انطلق إلى المدينة المنورة يستنصر النبي ﷺ .
فلما وصل ووقف على باب المسجد وهيئته هيئة المذعور .
"فقد قطع المسافة من مكة للمدينة في ثلاثة أيام أي في نصف الوقت .
وكان النبي ﷺ في مسجده بين أصحابه فوقف "عمرو بن سالم" كان مغبرآ أشعثاً
فسلم على النبي ﷺ ثم قال شعراً :
[[فكانت الرسالة عبارة عن شعر ، وهذا من بلاغة العرب]]
فقال :
*يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا*
*حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا*
*قد كنت ولدآ وكنا والدآ*
*ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا*
*فانصر هداك الله نصرآ أعتدا*
*وادع عباد الله يأتوا مددا*
إلى أن قال :
*إن قريشاً أخلفوك الموعدا*
*ونقضوا ميثاقك المؤكّدا*
*هم بيِّتونا بالوتير هجـــدا*
"اي نايمين"
*وقتلونا ركــــعــا ً وسجدا*
فلما انتهى من شعره :
قال له النبي ﷺ في قوة وحزم *نُصِرتَ يا عمرو بن سالم .*
*والله لأنصرنكم ، ولأمنعنكم مما أمنع منه نفسي وأهلي .*
وكان أن قرر النبي ﷺ أن ينتقم لخزاعة من "بني بكر" ومن "قريش" لإعتدائهم عليهم ونقضهم صلح الحديبية .
فقال *يا عمرو إرجع إلى مكة ، ولا تخبر أحداً أنك جئتنا إلا قومك وليتفرقوا .*
*وأسكنوا حتى يأتيكم أمري .*
ودخل ﷺ بيته ولم يحدد كيف يكون هذا الإنتقام وكيف يكون هذا العقاب ....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....