- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثامنة والتسعون بعد المائة *198*
*الطريق إلى حنين .*
لما فتح الله مكة على رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وخضعت له قريش خافت هوزان و ثقيف وقالوا : قد فرغ محمد لقتالنا فلنغزه قبل أن يغزونا...
وصل للحبيب المصطفى ﷺ أن "هوازن" قد إجتمعت لحرب المسلمين ....
*من هي قبيلة هوازن ؟*
*ولماذا إجتمعت على حرب النبي ﷺ ؟*
قبيلة {{ هوازن }} هي واحدة من أكبر وأشرس قبائل الجزيرة العربية.... وهي تضم عدداً كبيراً جد من القبائل...
وأكبر هذه القبائل هي "بنو نصر" و "بنو سعد"
وبني سعد هم الذين استرضع الرسول ﷺ فيهم عند "حليمة السعدية رضي الله عنها...
ثم قبيلة "ثقيف" وهي أكبر قبائل "هوازن"
وكانت أغلب قبائل "هوازن" في الشمال الشرقي من مكة على بعد حوالي 20 كم تقريباً...
بينما قبيلة "ثقيف" وحدها اتخذت مدينة "الطائف" في الجنوب الشرقي من مكة .
كانت "ثقيف" من أكبر وأقوى قبائل الجزيرة....
ومدينة "الطائف" هي المدينة الثانية في الجزيرة بعد "مكة"
حتى أن الله تعالى ذكر قول الكفار :
*وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ .*
وكانوا يقصدون بالقريتين "مكة والطائف"
وكان في "الطائف" صنم اللات وهو من أشهر أصنام العرب وأحد أطراف الثالوث "اللات والعزى ومناة"....
تجمعت كل قبائل "هوازن" في جيش واحد وتحت قيادة واحدة لحرب النبي ﷺ
وكان قائد هذا التحالف من قبائل "هوازن هو "مالك بن عوف النصري وكان شاباً لم يبلغ 30 من عمره ....
لكنه كان من أشهر فرسان الجزيرة وكان معروف بخططه العسكرية المميزة ....
وكان أيضآ شاعراً وخطيبآ مفوها وله قدرة فائقة على حشد الناس والتأثير عليهم .
وبالفعل إستطاع "مالك بن عوف" أن يجمع كل قبائل "هوازن" في جيش واحد تحت قيادته .
وهذا أمر لم يحدث من قبل كما قلنا في تاريخ "هوازن" وهذا يدل على مدى كفاءته في حشد الناس والتأثير عليهم .
إستطاع أن يجمع تحت قيادته "ثقيف"
ومعروف أن ثقيف هي أعظم قبائل "هوازن" وأكثرها عدداً وأقواها جيشاً...
ومع ذلك قبلت "ثقيف" أن تسير تحت رآية "مالك بن عوف"
وهذا يدل أيضاً على شدة شعور "هوازن" بالخطر
واستطاع "مالك بن عوف" أن يحشد من "هوازن" أكثر من 25 ألف مقاتل ....
وهذا أكبر رقم يُجمع في معركة واحدة في تاريخ العرب حتى ذلك الوقت ...
وقبل أن يخرج "مالك بن عوف"
ماذا فعل ؟؟
أمر "هوزان" بأن يأخذوا معهم إلى أرض القتال
"النساء والأطفال والأنعام والأموال وكل ما يمتلكوه" فتوضع خلف الجيش ....
*وذلك لتحفيز الجيش على القتال ويستميت الرجل منهم في الدفاع عن نسائهم وأطفالهم وأموالهم*
وكان قد خرج مع الجيش أحد شيوخ "هوازن" المخضرمين عسكرياً وهو "دريد بن الصمة"
وكان عمره أكثر من 120 سنة
وقيل أنه خاض 100 معركة لم يهزم في واحدة منها ...
وقد خرج على راحلة في هودج صغير ليس للحرب ولكن ليأخذوا المشورة والرأي منه ....
وقالوا له لا نخالفك في أمر تراه ...
وسار الجيش حتى نزل وادي "أوطاس" وعلى بعد حوالي 50 كم تقريباً من مكة .
"مسيرة يوم تقريبا من مكة"
وكان "دريد بن الصمة" أعمى فقال لمن حوله بأي وادٍ أنتم ؟
قالوا : بأوطاس .
فقال . نعم مجال الخيل . لا حَزْنٌ ضَرِسٌ ولا سَهْلٌ دَهِسٌ .
"يعني هذا الوادي أفضل مكان للخيل والحرب والقتال والكر والفر ...
لأنه ليس "حَزْنٌ ضَرِسٌ" الأرض ليست صلبة غليظة فيصعب عيها المشي
"ولا سَهْلٌ دَهِسٌ" ليست لينة جداً فيثقل فيها المشي"
ثم قال دريد : ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وبكاء الصغير ؟
قالوا له : لقد إصطحب "مالك بن عوف" مع الجيش أموالهم ونساءهم وأبناءهم .
فقال: . أين مالك ؟
فجاء إليه مالك بن عوف .
فقال له دريد : يا مالك .
إنك قد أصبحت رئيس قومك وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام .
ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وبكاء الصغير ؟
قال له . لقد اصطحبت مع الناس أموالهم وأبناءهم ونساءهم .
قال : ولما ذاك ؟
قال . أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم .
فأخرج دريد صوتا من فمه كالصوت الذي يخرجه الرعاة للغنم .
وقال : راعي ضأن والله !
"أي أنت لا تنفع إلا أن تكون راعيآ للغنم ولا تصلح للقيادةالعسكرية
راعي ضأن والله وهل يرد المنهزم شيء ؟
إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه .
وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك ...
فأخرج بالمقاتلة فقط .
ثم قال له : إنك تقاتل رجلاً كريماً قد أوطأ العرب وخافته العجم وأجلى اليهود .
ولكن "مالك بن عوف" أصر على رأيه ....
وقال له : والله لا أطيعك إنك قد كبرت وضعف رأيك .
فقام دريد يخاطب الناس .
يا معشر هوازن .
والله ما هذا لكم برأي .
إن هذا فاضحكم في عورتكم "يقصد نسائهم" وممكِّن منكم عدوكم ولاحق بحصن ثقيف وتارككم .
فانصرفوا واتركوه
وكادت أن تتأثر "هوازن" برأي دريد ....
ولكن "مالك بن عوف" كما قلنا كان خطيبآ مفوهآ وله قدرة على التأثير على الناس .
فسل سيفه وقام وهو يقول والله لتطيعُنَّني يا معشر هوازن أو لأتكِئنَّ على هذا السيف حتى يخرج من ظهري .
فأطاعت "هوازن" مالك بن عوف ولم يلتفت أحد إلى رأي الخبير العسكري "دريد بن الصمة"
ومع ذلك لم يكن رأي "مالك بن عوف" رأيا أحمق
والسبب ..
لأن مالك يعلم أن المسلمون يقاتلون رغبة في الشهادة وهذا شيء لا تعرفه العرب .
وقد كان العرب في الجاهلية لا يؤمنون بيوم القيامة ولا بثواب ولا بعقاب بعد الموت .
قال تعالى مخبرآ عنهم :
*وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا ...*
فأراد "مالك بن عوف" أن يعوض بذلك التصرف هذا التفاوت الكبير في الروح المعنوية بين الجيشين
أيضاً بعض العرب كانت تفعل ذلك
فهو لم يفعل شيء لم يفعله أحد من العرب من قبل ....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم...
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة الثامنة والتسعون بعد المائة *198*
*الطريق إلى حنين .*
لما فتح الله مكة على رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وخضعت له قريش خافت هوزان و ثقيف وقالوا : قد فرغ محمد لقتالنا فلنغزه قبل أن يغزونا...
وصل للحبيب المصطفى ﷺ أن "هوازن" قد إجتمعت لحرب المسلمين ....
*من هي قبيلة هوازن ؟*
*ولماذا إجتمعت على حرب النبي ﷺ ؟*
قبيلة {{ هوازن }} هي واحدة من أكبر وأشرس قبائل الجزيرة العربية.... وهي تضم عدداً كبيراً جد من القبائل...
وأكبر هذه القبائل هي "بنو نصر" و "بنو سعد"
وبني سعد هم الذين استرضع الرسول ﷺ فيهم عند "حليمة السعدية رضي الله عنها...
ثم قبيلة "ثقيف" وهي أكبر قبائل "هوازن"
وكانت أغلب قبائل "هوازن" في الشمال الشرقي من مكة على بعد حوالي 20 كم تقريباً...
بينما قبيلة "ثقيف" وحدها اتخذت مدينة "الطائف" في الجنوب الشرقي من مكة .
كانت "ثقيف" من أكبر وأقوى قبائل الجزيرة....
ومدينة "الطائف" هي المدينة الثانية في الجزيرة بعد "مكة"
حتى أن الله تعالى ذكر قول الكفار :
*وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ .*
وكانوا يقصدون بالقريتين "مكة والطائف"
وكان في "الطائف" صنم اللات وهو من أشهر أصنام العرب وأحد أطراف الثالوث "اللات والعزى ومناة"....
تجمعت كل قبائل "هوازن" في جيش واحد وتحت قيادة واحدة لحرب النبي ﷺ
وكان قائد هذا التحالف من قبائل "هوازن هو "مالك بن عوف النصري وكان شاباً لم يبلغ 30 من عمره ....
لكنه كان من أشهر فرسان الجزيرة وكان معروف بخططه العسكرية المميزة ....
وكان أيضآ شاعراً وخطيبآ مفوها وله قدرة فائقة على حشد الناس والتأثير عليهم .
وبالفعل إستطاع "مالك بن عوف" أن يجمع كل قبائل "هوازن" في جيش واحد تحت قيادته .
وهذا أمر لم يحدث من قبل كما قلنا في تاريخ "هوازن" وهذا يدل على مدى كفاءته في حشد الناس والتأثير عليهم .
إستطاع أن يجمع تحت قيادته "ثقيف"
ومعروف أن ثقيف هي أعظم قبائل "هوازن" وأكثرها عدداً وأقواها جيشاً...
ومع ذلك قبلت "ثقيف" أن تسير تحت رآية "مالك بن عوف"
وهذا يدل أيضاً على شدة شعور "هوازن" بالخطر
واستطاع "مالك بن عوف" أن يحشد من "هوازن" أكثر من 25 ألف مقاتل ....
وهذا أكبر رقم يُجمع في معركة واحدة في تاريخ العرب حتى ذلك الوقت ...
وقبل أن يخرج "مالك بن عوف"
ماذا فعل ؟؟
أمر "هوزان" بأن يأخذوا معهم إلى أرض القتال
"النساء والأطفال والأنعام والأموال وكل ما يمتلكوه" فتوضع خلف الجيش ....
*وذلك لتحفيز الجيش على القتال ويستميت الرجل منهم في الدفاع عن نسائهم وأطفالهم وأموالهم*
وكان قد خرج مع الجيش أحد شيوخ "هوازن" المخضرمين عسكرياً وهو "دريد بن الصمة"
وكان عمره أكثر من 120 سنة
وقيل أنه خاض 100 معركة لم يهزم في واحدة منها ...
وقد خرج على راحلة في هودج صغير ليس للحرب ولكن ليأخذوا المشورة والرأي منه ....
وقالوا له لا نخالفك في أمر تراه ...
وسار الجيش حتى نزل وادي "أوطاس" وعلى بعد حوالي 50 كم تقريباً من مكة .
"مسيرة يوم تقريبا من مكة"
وكان "دريد بن الصمة" أعمى فقال لمن حوله بأي وادٍ أنتم ؟
قالوا : بأوطاس .
فقال . نعم مجال الخيل . لا حَزْنٌ ضَرِسٌ ولا سَهْلٌ دَهِسٌ .
"يعني هذا الوادي أفضل مكان للخيل والحرب والقتال والكر والفر ...
لأنه ليس "حَزْنٌ ضَرِسٌ" الأرض ليست صلبة غليظة فيصعب عيها المشي
"ولا سَهْلٌ دَهِسٌ" ليست لينة جداً فيثقل فيها المشي"
ثم قال دريد : ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وبكاء الصغير ؟
قالوا له : لقد إصطحب "مالك بن عوف" مع الجيش أموالهم ونساءهم وأبناءهم .
فقال: . أين مالك ؟
فجاء إليه مالك بن عوف .
فقال له دريد : يا مالك .
إنك قد أصبحت رئيس قومك وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام .
ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وبكاء الصغير ؟
قال له . لقد اصطحبت مع الناس أموالهم وأبناءهم ونساءهم .
قال : ولما ذاك ؟
قال . أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم .
فأخرج دريد صوتا من فمه كالصوت الذي يخرجه الرعاة للغنم .
وقال : راعي ضأن والله !
"أي أنت لا تنفع إلا أن تكون راعيآ للغنم ولا تصلح للقيادةالعسكرية
راعي ضأن والله وهل يرد المنهزم شيء ؟
إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه .
وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك ...
فأخرج بالمقاتلة فقط .
ثم قال له : إنك تقاتل رجلاً كريماً قد أوطأ العرب وخافته العجم وأجلى اليهود .
ولكن "مالك بن عوف" أصر على رأيه ....
وقال له : والله لا أطيعك إنك قد كبرت وضعف رأيك .
فقام دريد يخاطب الناس .
يا معشر هوازن .
والله ما هذا لكم برأي .
إن هذا فاضحكم في عورتكم "يقصد نسائهم" وممكِّن منكم عدوكم ولاحق بحصن ثقيف وتارككم .
فانصرفوا واتركوه
وكادت أن تتأثر "هوازن" برأي دريد ....
ولكن "مالك بن عوف" كما قلنا كان خطيبآ مفوهآ وله قدرة على التأثير على الناس .
فسل سيفه وقام وهو يقول والله لتطيعُنَّني يا معشر هوازن أو لأتكِئنَّ على هذا السيف حتى يخرج من ظهري .
فأطاعت "هوازن" مالك بن عوف ولم يلتفت أحد إلى رأي الخبير العسكري "دريد بن الصمة"
ومع ذلك لم يكن رأي "مالك بن عوف" رأيا أحمق
والسبب ..
لأن مالك يعلم أن المسلمون يقاتلون رغبة في الشهادة وهذا شيء لا تعرفه العرب .
وقد كان العرب في الجاهلية لا يؤمنون بيوم القيامة ولا بثواب ولا بعقاب بعد الموت .
قال تعالى مخبرآ عنهم :
*وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا ...*
فأراد "مالك بن عوف" أن يعوض بذلك التصرف هذا التفاوت الكبير في الروح المعنوية بين الجيشين
أيضاً بعض العرب كانت تفعل ذلك
فهو لم يفعل شيء لم يفعله أحد من العرب من قبل ....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم...
يتبع بإذن الله تعالى....