أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

السيره النبويه الدرس ٢٠٤

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
313,171
مستوى التفاعل
44,369
النقاط
113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الرابعة بعد المئتان *204*
*غزوة تبوك . الجزء الأول .*

في بداية العام التاسع كان "عام الوفود"
فيه مجيء القبائل العربية لمبايعة النبي ﷺ على الإسلام
الوفود لم تنحصر في عام واحد فمنذ فتح مكة إلى حجة الوداع والوفود تأتي إلى المدينة تعلن إسلامها...
ولكن كتب السيرة جعلت لهذا العام هذا الإسم عام الوفود ....
ومع مجيء هذه الوفود خاصة التي تسكن على أطراف بلاد الشام ....
حملت هذه القبائل أخبار للنبي ﷺ أن الإمبراطورية الرومانية تحشد جيوشها لغزو الجزيرة
وكان ذلك في منتصف العام التاسع تقريباً...

وصلت إلى النبي ﷺ هذه الأخبار التي هي في غاية الخطورة
وهي أن الإمبراطورية الرومانية قد حشدت جيوشها من الروم والغساسنة العرب الموالين لها لغزو الجزيرة العربية حتى يصلوا إلى المدينة المنورة ...

وجاءت الأخبار إلى أن هذه الجيوش قد وصلت إلى منطقة "البلقاء" وهي المنطقة الموجودة الآن في شمال غرب الأردن .
وسبب حشد هذه الجيوش هو خوف الإمبراطورية الرومانية من التصاعد السريع لقوة الدولة الإسلامية والرغبة في كسر شوكة المسلمين قبل أن يستفحل خطرها وتهددها في عقر دارها .

وكذلك الرغبة في الإنتقام من الإنتصار الذي حققه المسلمون في "مؤتة" قبل هذا التاريخ بعام واحد ....

ونزل الأمر الإلهي بقتال الروم .
قال تعالى .
*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً .*
ومعنى *يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ* يعني أقرب الكفار من دياركم .
والروم في الشام هم أقرب الكفار إلى المسلمين .

نحن نتكلم عن السنة التاسعة من الهجرة وقد بلغ حبيبنا ﷺ من العمر 62 عام .

كان الروم يريدون أن يسبروا غورا المسلمين وأن يروا ماذا ستكون ردة فعلهم .

اتخذ النبي ﷺ القرار السريع والحاسم بالخروج لقتال الروم في الشام قبل أن يتحركوا هم في إتجاه المدينة .
مع أن الجيش الذي سيظل في مكانه سيتمتع بميزة هامة .
وهي أن الجيش الآخر سيصل إليه مرهق .
لأن المسافة بين المدينة وبين الشام طويلة جدآ تزيد عن 1000 كم في صحراء قاحلة وطرق وعرة وحرارة شديدة جداً

ومع ذلك اتخذ النبي ﷺ القرار بالزحف في إتجاه الشام برغم علمه ﷺ بأن هذا التحرك سيفقده هذه الميزة النسبية
وعلمه ﷺ أن جنود الروم والغساسنة لا يتحملون التوغل في الصحراء هذه المسافة الطويلة وفي هذه الحرارة العالية ....

وكان السبب في ذلك هو أن عدد كبير من القبائل بين المدينة وبين الشام قد دخلت في الإسلام .
فلو بقي النبي ﷺ في المدينة وترك هذه القبائل في مواجهة الجيوش الرومانية .
فهذا معناه التدمير الكامل لهذه القبائل .
والنبي ﷺ ليس مسؤلاً عن أمن المدينة فقط .
ولكنه مسؤولاً عن أمن الجزيرة كلها .
وسبب آخر هو أن مجرد تحرك جيش المسلمين في الجزيرة العربية هو تدعيم للقوة وسلطان المسلمين في الجزيرة .

أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم بالتجهز للقتال ....
كما أرسل إلى القبائل العربية التي دخلت في الإسلام وبعث إلى مكة وقبائل العرب ليستنفرهم للقتال ....
ولأول مرة يعلن ﷺ وجهة الجيش .
وكان من عادته ﷺ أن يخفي وجهة الجيش حتى يفاجأ أعدائه .
ولكن في هذه الغزوة لم يخفي وجهة الجيش لعدة أسباب .

١- أن المسافة بعيدة جداً والطرق وعرة والحر شديد .
فينبغي أن يستعد المسلمون لذلك بتجهيز المؤن وغيرها .
لدرجة أن النبي ﷺ أمر أن يصحب كل رجل معه نعلان .
وكذلك تجهيز أنفسهم نفسيا لهذه الغزوة الشاقة .

٢- أن الجيش به عدد كبير من الأعراب الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم .
فكان لابد من الإعلان حتى لاتحدث معارضة من هذه الإعداد الكبيرة بعد الخروج .

٣- إن إخفاء الجيش في هذه الغزوة أمر صعب جداً نظراً لضخامة الجيش وبعد المسافة .
فإذا حاول المسلمون إخفاء الجيش فغالباً لن ينجحوا .

حث النبي ﷺ أصحابه رضي الله عنهم على الصدقات لتجهيز الجيش .
فتسارع الصحابة رضي الله عنهم في الصدقة ....
وكان لأغنياء الصحابة رضي الله عنهم نفقات عظيمة كالعباس بن عبد المطلب وطلحة بن عبيد الله ومحمد بن مسلمة وعاصم بن عدي وغيرهم الكثير .
وتصدق "عبد الرحمن بن عوف" بنصف ماله .
وكانت حوالي 24 كيلو من الفضة تقريباً..

وقد تصدق "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه بنصف ماله كذلك وكانت ثلاثة آلاف درهم .
يقول عمر رضي الله عنه أمرنا النبي ﷺ أن نتصدق فوافق ذلك مالاً عندي .
فجئت بنصف مالي وقلت . اليوم أسبق أبا بكر الصديق رضي الله عنه
فجاء عمر رضي الله عنه ووضع هذا المال بين يدي النبي ﷺ .
فقال النبي ﷺ *ما أبقيت لأهلك ؟*
فقال عمر رضي الله عنه . مثله .
ثم أتى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وتصدق بأربعة آلاف درهم .
فقال له النبي ﷺ *ما أبقيت لأهلك ؟*
فقال أبو بكر . أبقيت لهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فقال عمر رضي الله عنه لا أسابقك إلى شيء أبداً...

وتصدق فقراء المسلمين بما يقدرون عليه .
حتى أن بعضهم مثل "أبو عقيل" رضي الله عنه تصدق ببعض التمر

وبعثت النساء بحليهن من خواتم وخلاخل حلق وغير ذلك يشاركن بتجهيز هذا الجيش .

أما أكبر من أنفق في هذا اليوم فهو "عثمان بن عفان" رضي الله عنه
يقول عبد الرحمن بن حباب رضي الله عنه : شهدت الرسول ﷺ وهو يحث على جيش العسرة .
فقام عثمان بن عفان رضي الله عنه
فقال : يا رسول الله . عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله .
"بأحلاسها وأقتابها يعني بكامل عدتها"
فنزل النبي ﷺ درجة من على المنبر ثم حض على الجيش .
فقام عثمان بن عفان رضي الله عنه وقال . يا رسول الله عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله .
فنزل النبي ﷺ درجة ثانية على المنبر .
وكان نزول النبي ﷺ من على المنبر حركة عملية يقوم بها حتى يشعر الصحابة رضي الله عنهم أن تجهيز الجيش قد اقترب إكتماله...
حتى أنه ﷺ على وشك ترك المنبر وتوقف حثه للصحابة رضي الله عنهم على الصدقة .
ثم حض على الجيش
فقام عثمان بن عفان فقال . يا رسول الله . عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله حتى شنق أسقيتهم .
"وعاء الشرب كان من الأدم أي الجلد فإذا ملئت بالماء لا بد لها من حبل خاص يربطها .
فكانوا يصنعون لها الرباط من الشنق المقوى حتى لاتنفلت فيضيع الماء .
يعني: علي تجهيز الجيش حتى رباط وعاء الماء .
فنزل النبي ﷺ من على المنبر الدرجة الثالثة وهو يقول *ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم ، ماضر عثمان ما عمل بعد اليوم .*

أنفق الصحابة رضوان الله عليهم الكثير من المال
ومع كل هذه النفقة فلم تكفِ الأموال لتجهيز كل من أراد الخروج للجهاد في هذا الجيش .
فلم يكن عند المسلمون الأموال لشراء أبعرة "مراكب" تكفي كل المسلمين .
فكانوا يأتون إلى النبي ﷺ من لايملكون المال للجهاد من فقراء المسلمين .
يقولون . يارسول الله احملنا
فيطرق رأسه صلوات ربي وسلامه عليه
ويقول لهم والذي نفسي بيده لا أجد ما أحملكم عليه .
وبعض هؤلاء عندما ردهم النبي ﷺ بكى من شدة الحزن
ومن هؤلاء "علبة بن زيد" رضي الله عنه الذي خرج من المسجد وهو يبكي .
ثم ذهب إلى بيته وأخذ يصلي طويلاً في الليل
ثم رفع يده مناجيا الله تعالى
وهو يقول *اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغبت فيه ثم لم تجعل عندي ما أحمل عليه .*
*وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها في مال أو جسد أو عرض .*

وقد سجل لهم القرآن العظيم هذا الحزن النبيل
وقد أطلق على هؤلاء "البكائيين" وقيل أن عددهم سبعة
لماذا يطلق عليهم البكائين .
كانوا يبكون لأنهم لايجدون ما يحملهم على الجهاد في سبيل الله .
قال تعالى يصف حالهم .
*لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ .*
يقول عثمان رضي الله عنه فلما تولوا وأعينهم تفيض من الدمع ، رق النبي ﷺ لهم ودمعت عيناه .
فوثب العباس رضي الله عنه وقال : أحمل منهم إثنين
وقام رجل اسمه "ياميز بن عمرو الضمري }} رضي الله عنه أصله يهودي من بني النضير وقد أسلم وحسن إسلامه ."
قال . وأنا أحمل إثنان .
قال عثمان رضي الله عنه فقلت للثلاثة الذين بقوا وأنا أحملكم ، فحمل السبعة .
ولما رأى عثمان رضي الله عنه ذلك إنطلق إلى داره
"وحسب المسألة في عقله .
اليوم كنا جلوساً فجاء سبعة فاعتذر لهم النبي صلى الله عليه وسلم فتداركنا الموقف فلعله يأتي غيرهم ونحن لسنا جلوسا عنده فماذا يصنع النبي صلى الله عليه وسلم هل يبقى يعتذر ؟
فقال : فأتيت داري وحملت في كمي .
وحملت في كمي 1000 دينار ذهبية وأتيت بها إلى المسجد .
يقول الصحابة رضي الله عنهم فجاء عثمان رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مازال في المسجد يحدث أصحابه رضي الله عنهم
وقال عثمان رضي الله عنه : بأبي وأمي أنت يا رسول الله .
يأتيك الضعفاء من الناس فحتى لا تعتذر إليهم أضع هذه بين يديك .
وأخذ عثمان رضي الله عنه بكمه وهر الدنانير الذهبية في حجر النبي ﷺ .
وهو يقول : أضع هذه بين يديك حتى تحمل منهم من شئت .
وظن الناس أنه يحمل عشرين أو ثلاثين من الدنانير الذهبية .
فمازال عثمان يهر ويهر من كمه حتى أصبح كوماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم

يقول الصحابة رضي الله عنهم فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فيها ونظر في وجه عثمان رضي الله عنه
ثم أخذ يقلبها بيديه وهو يقول :
*ما على عثمان ما صنع بعد اليوم .*
*لا يضر عثمان ما صنع بعد اليوم .*
*ليصنع عثمان ماشاء بعد اليوم .*
"يعني ما فعله كفارة لكل ذنوبه الماضية والآتية أيضاً
*وهذه بشارة بحسن الخاتمة*

وأخذ يدعو لعثمان رضي الله عنه ويقول *اللهم أرض عن عثمان فإني عنه راض .*

عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال .
رأيت رسول الله ﷺ من أول الليل إلى أن طلع الفجر رافعاً يديه الكريمتين يدعو لعثمان بن عفان يقول . اللهم عثمان رضيت عنه فارض عنه.....
✨✨✨✨✨✨
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.....
يتبع بإذن الله تعالى.....
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,289,069
مستوى التفاعل
47,673
النقاط
113
جزاك الله خير
 

ناطق العبيدي

Well-Known Member
إنضم
16 نوفمبر 2013
المشاركات
5,184
مستوى التفاعل
1,631
النقاط
113
كل الشكر والامتنان على روعه بوحـكـ ..
وروعه مانــثرت .. وجماليه طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )