- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة العاشرة بعد المئتيين *210*
*حرق مسجد الضرار ...*
انطلق ﷺ حتى إذا كان على مقربة من المدينة وسيدخلها غداً
كان من سنته ﷺ لا يدخلها ليلاً أبداً... فكان إذا دنى منها وكان بينه وبينها ساعة من زمن نام خارج المدينة وأرسل البشائر بأنه قدم... ليستعد الناس للقاء ذويهم
ويدخلها عندما ترتفع الشمس وقت صلاة الضحى ...
فبات النبي ﷺ خارج المدينة
ثم إنتدب إثنين من الصحابة رضي الله عنهم وهما "مالك بن الدخشم" و "معن بن عدي"
ليبشروا الناس بقدوم الجيش و ليحرقوا مسجد "الضرار"
كان المنافقون قد بنوا مسجد قريب من قباء وطلبوا من النبي ﷺ أن يصلي فيه قبل خروجه لتبوك ....
فقال لهم النبي ﷺ *إنا على سفر ولكن إذا رجعنا صلينا فيه إن شاء الله .*
وكان المسجد قد فتح وصلي به قبل تبوك ....
"وقدر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يدخله ولا يصلي فيه
وعندما سألهم الناس لماذا إتخذتم مسجداً آخر قبال مسجد قباء ؟
قال المنافقون: إتخذناه للمريض والشيخ المسن والليلة المطيرة
[يعني ليس كل الناس تستطيع أن تذهب لصلاة خمس صلوات في مسجد قباء .
فأتخذنا هذا المسجد في وسط هذا الحي قريبآ من بيوتنا لكي يصلي به المريض والشيخ المسن ....
وإذا كانت ليلة فيها مطر صلينا به لأنه قريب ...
*ولكن الحقيقة كانت غير ذلك*
وقصة هذا المسجد :
أنه كان في المدينة قبل هجرة النبي ﷺ رجل إسمه "أبو عامر" كان قد تنصر قبل هجرة النبي ﷺ وكان من سادة الأنصار .
وعلم أن هذا الزمان زمان نبي فترهب وتنسك طمعاً في أن يكون هو هذا النبي .
وأطلق عليه أهل المدينة "أبو عامر الراهب"
فلما بعث النبي ﷺ وهاجر إلى المدينة خاب ظنه
وحقد على النبي ﷺ ورفض الإسلام وزاد حقده بعد نصر المسلمين في بدر
ثم ذهب إلى قريش وأخذ يشجعهم على حرب النبي ﷺ حتى خرجت قريش لغزو المدينة في أحد ...
وقبل بداية المعركة تقدم بين الصفوف وأخذ ينادي على الأوس حتى يخذلوا النبي ﷺ
وهو يقول : أنا أبو عامر الراهب
ولكن الأنصار سبوه وقالوا له بل أنت أبو عامر الفاسق فلما انتهت المعركة ...
لحق بهرقل قيصر الروم يستنصره على النبي ﷺ
فوعده هرقل وأقام عنده .
وأخذ يراسل المنافقين في المدينة ويعدهم بأنه سيأتي بجيش هرقل لغزو المدينة
ثم أمر أتباعه من المنافقين أن يبنوا مسجداً ليكون مقراً لهم .
وقال لهم : اتخذوا لكم مسجداً ظاهره لإقامة الصلاة وحقيقته تعقدون به أمركم وتتشاورون حتى لا يطلع عليكم أصحاب محمد.
فإذا أعددتم سلاحاً ورجالاً جئتكم بمدد من الروم فأخرجناه هو وأصحابه من المدينة .
فكان هذا المسجد الذي أمرهم به "أبو عامر الفاسق"
حقيقته ليقوموا من خلاله ببث أفكارهم الهدامة ونشر فتنهم في المدينة ... وحتى يقدم عليهم فيه من يقدم بكتبه إليهم وحتى ينزل فيه عندما يأتي .
وبالفعل بنوا مسجدا بجوار مسجد قباء .
وقالوا للرسول ﷺ لقد بنيناه للضعفاء ...
وطلبوا من النبي ﷺ أن يقدم للصلاة فيه حتى يعطوا شرعية للمسجد .
كان ذلك قبل خروج النبي ﷺ إلى "تبوك"
فعصم الله تعالى النبي ﷺ من الصلاة فيه
وقال لهم: *إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله .*
فلما كان النبي ﷺ في طريق عودته من "تبوك" نزل جبريل عليه السلام وأخبر النبي ﷺ بخبر هذا المسجد ...
وأنهم أرادوا به التفريق بين المؤمنين وعقد المؤامرات .
فأرسل النبي ﷺ إثنين من الصحابة رضي الله عنهم كما ذكرنا وهما "مالك بن الدخشم" و "معن بن عدي" رضي الله عنهما
فقال لهم النبي ﷺ سراً بينه وبينهم : *إنطلقوا فأخبروا الناس أن جيش المسلمون قد رجعوا سالمين غانمين .*
فإذا أخبرتم الناس إنطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاحرقوه ثم اهدموه .....
فانطلقوا وأخبروا الناس أن النبي ﷺ والجيش قد قدموا سالمين غانميين...
وكان المنافقين قد أرجفوا في المدينة بأن محمداً صلى الله عليه وسلم وجل أصحابه رضي الله عنهم قد هلكوا في الطريق من الحر والعطش .....
وكانوا كل يوم يشيعون إشاعة فكان جل أهل المدينة في كآبة وحزن ....
لن يروا وجه النبي ﷺ ولن يروا مجمل أهلهم الذين خرجوا ....
فلما شاع الخبر بالبشرى واشتغل الناس كلهم بالاستعداد لإستقبال ذويهم من المجاهدين .
ذهب الصحابة رضي الله عنهم الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بحرق مسجد الضرار الذي كان يعقد فيه المنافقون مؤتمرهم....
وأشعلوا جريد من أوراق النخيل وألقوه من نوافذ ذلك المسجد
"والمسجد كان مبني من جذوع النخيل وسقفه من أوراق النخيل فاشتعل "
فأخذ المنافقون يفرون من ها هنا وهناك ثم هدموا المسجد على قواعده فلم يبقى له أثر .....
ولما كان الصبح دخل النبي ﷺ مدينته المنورة فلما أشرف على المدينة ...
يقول الصحابة رضي الله عنهم فلما تراءت له المدينة طرح رداءه عن منكبيه .
وقال : *هذه طابة .. هذه طابة .. هذه طابة أسكننيها ربي ، تنفي خبث أهلها كما ينفي الكير خبث الحديد .*
فلما وقع نظره على جبل أحد أوقف راحلته واستقبل جبل أحد و قال : *هذا جبل يحبنا ونحبه ويجعله الله على باب الجنة .*
ثم دخل المدينة ﷺ وكان من سنته أن يدخل مسجده أولاً فيصلي فيه ركعتين ....
فإذا فرغ من صلاته ....
أتى بيت "فاطمة" رضي الله عنها فيسلم عليها ويطمئن عنها ...
ثم طاف على حجرات أزواجه رضي الله عنهن يسلم عليهن
يقول الصحابة رضي الله عنهم فركع كعادته وظننا أنه سينطلق
فإذا به ﷺ أخذ مكانه في المحراب وجلس ....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى...
الحلقة العاشرة بعد المئتيين *210*
*حرق مسجد الضرار ...*
انطلق ﷺ حتى إذا كان على مقربة من المدينة وسيدخلها غداً
كان من سنته ﷺ لا يدخلها ليلاً أبداً... فكان إذا دنى منها وكان بينه وبينها ساعة من زمن نام خارج المدينة وأرسل البشائر بأنه قدم... ليستعد الناس للقاء ذويهم
ويدخلها عندما ترتفع الشمس وقت صلاة الضحى ...
فبات النبي ﷺ خارج المدينة
ثم إنتدب إثنين من الصحابة رضي الله عنهم وهما "مالك بن الدخشم" و "معن بن عدي"
ليبشروا الناس بقدوم الجيش و ليحرقوا مسجد "الضرار"
كان المنافقون قد بنوا مسجد قريب من قباء وطلبوا من النبي ﷺ أن يصلي فيه قبل خروجه لتبوك ....
فقال لهم النبي ﷺ *إنا على سفر ولكن إذا رجعنا صلينا فيه إن شاء الله .*
وكان المسجد قد فتح وصلي به قبل تبوك ....
"وقدر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يدخله ولا يصلي فيه
وعندما سألهم الناس لماذا إتخذتم مسجداً آخر قبال مسجد قباء ؟
قال المنافقون: إتخذناه للمريض والشيخ المسن والليلة المطيرة
[يعني ليس كل الناس تستطيع أن تذهب لصلاة خمس صلوات في مسجد قباء .
فأتخذنا هذا المسجد في وسط هذا الحي قريبآ من بيوتنا لكي يصلي به المريض والشيخ المسن ....
وإذا كانت ليلة فيها مطر صلينا به لأنه قريب ...
*ولكن الحقيقة كانت غير ذلك*
وقصة هذا المسجد :
أنه كان في المدينة قبل هجرة النبي ﷺ رجل إسمه "أبو عامر" كان قد تنصر قبل هجرة النبي ﷺ وكان من سادة الأنصار .
وعلم أن هذا الزمان زمان نبي فترهب وتنسك طمعاً في أن يكون هو هذا النبي .
وأطلق عليه أهل المدينة "أبو عامر الراهب"
فلما بعث النبي ﷺ وهاجر إلى المدينة خاب ظنه
وحقد على النبي ﷺ ورفض الإسلام وزاد حقده بعد نصر المسلمين في بدر
ثم ذهب إلى قريش وأخذ يشجعهم على حرب النبي ﷺ حتى خرجت قريش لغزو المدينة في أحد ...
وقبل بداية المعركة تقدم بين الصفوف وأخذ ينادي على الأوس حتى يخذلوا النبي ﷺ
وهو يقول : أنا أبو عامر الراهب
ولكن الأنصار سبوه وقالوا له بل أنت أبو عامر الفاسق فلما انتهت المعركة ...
لحق بهرقل قيصر الروم يستنصره على النبي ﷺ
فوعده هرقل وأقام عنده .
وأخذ يراسل المنافقين في المدينة ويعدهم بأنه سيأتي بجيش هرقل لغزو المدينة
ثم أمر أتباعه من المنافقين أن يبنوا مسجداً ليكون مقراً لهم .
وقال لهم : اتخذوا لكم مسجداً ظاهره لإقامة الصلاة وحقيقته تعقدون به أمركم وتتشاورون حتى لا يطلع عليكم أصحاب محمد.
فإذا أعددتم سلاحاً ورجالاً جئتكم بمدد من الروم فأخرجناه هو وأصحابه من المدينة .
فكان هذا المسجد الذي أمرهم به "أبو عامر الفاسق"
حقيقته ليقوموا من خلاله ببث أفكارهم الهدامة ونشر فتنهم في المدينة ... وحتى يقدم عليهم فيه من يقدم بكتبه إليهم وحتى ينزل فيه عندما يأتي .
وبالفعل بنوا مسجدا بجوار مسجد قباء .
وقالوا للرسول ﷺ لقد بنيناه للضعفاء ...
وطلبوا من النبي ﷺ أن يقدم للصلاة فيه حتى يعطوا شرعية للمسجد .
كان ذلك قبل خروج النبي ﷺ إلى "تبوك"
فعصم الله تعالى النبي ﷺ من الصلاة فيه
وقال لهم: *إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله .*
فلما كان النبي ﷺ في طريق عودته من "تبوك" نزل جبريل عليه السلام وأخبر النبي ﷺ بخبر هذا المسجد ...
وأنهم أرادوا به التفريق بين المؤمنين وعقد المؤامرات .
فأرسل النبي ﷺ إثنين من الصحابة رضي الله عنهم كما ذكرنا وهما "مالك بن الدخشم" و "معن بن عدي" رضي الله عنهما
فقال لهم النبي ﷺ سراً بينه وبينهم : *إنطلقوا فأخبروا الناس أن جيش المسلمون قد رجعوا سالمين غانمين .*
فإذا أخبرتم الناس إنطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاحرقوه ثم اهدموه .....
فانطلقوا وأخبروا الناس أن النبي ﷺ والجيش قد قدموا سالمين غانميين...
وكان المنافقين قد أرجفوا في المدينة بأن محمداً صلى الله عليه وسلم وجل أصحابه رضي الله عنهم قد هلكوا في الطريق من الحر والعطش .....
وكانوا كل يوم يشيعون إشاعة فكان جل أهل المدينة في كآبة وحزن ....
لن يروا وجه النبي ﷺ ولن يروا مجمل أهلهم الذين خرجوا ....
فلما شاع الخبر بالبشرى واشتغل الناس كلهم بالاستعداد لإستقبال ذويهم من المجاهدين .
ذهب الصحابة رضي الله عنهم الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بحرق مسجد الضرار الذي كان يعقد فيه المنافقون مؤتمرهم....
وأشعلوا جريد من أوراق النخيل وألقوه من نوافذ ذلك المسجد
"والمسجد كان مبني من جذوع النخيل وسقفه من أوراق النخيل فاشتعل "
فأخذ المنافقون يفرون من ها هنا وهناك ثم هدموا المسجد على قواعده فلم يبقى له أثر .....
ولما كان الصبح دخل النبي ﷺ مدينته المنورة فلما أشرف على المدينة ...
يقول الصحابة رضي الله عنهم فلما تراءت له المدينة طرح رداءه عن منكبيه .
وقال : *هذه طابة .. هذه طابة .. هذه طابة أسكننيها ربي ، تنفي خبث أهلها كما ينفي الكير خبث الحديد .*
فلما وقع نظره على جبل أحد أوقف راحلته واستقبل جبل أحد و قال : *هذا جبل يحبنا ونحبه ويجعله الله على باب الجنة .*
ثم دخل المدينة ﷺ وكان من سنته أن يدخل مسجده أولاً فيصلي فيه ركعتين ....
فإذا فرغ من صلاته ....
أتى بيت "فاطمة" رضي الله عنها فيسلم عليها ويطمئن عنها ...
ثم طاف على حجرات أزواجه رضي الله عنهن يسلم عليهن
يقول الصحابة رضي الله عنهم فركع كعادته وظننا أنه سينطلق
فإذا به ﷺ أخذ مكانه في المحراب وجلس ....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى...