- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الرابعة عشر بعد المئتيين *214*
*أحداث وقعت في العام التاسع من الهجرة .* :
*وفاة النجاشي .* ملك الحبشة
وقد تولى النجاشي حكم الحبشة وهو ابن 9 أعوام بعد موت عمه بصاعقة .
وبعد سنوات من حكمه انتشر عدله وسيرته الطيبة في كل مكان
و عندما اشتد إيذاء قريش للمسلمين نصح النبي ﷺ المسلمين في السنة "الخامسة" من البعثة بالهجرة إلى الحبشة .
وقال : *إن فيها ملك لا يُظلم عنده أحد .*
هاجر بعض المسلمين الهجرة الأولى
"وقد ذكرنا هذه الأحداث من السيرة في بداية العهد المكي .
وفي رجب من السنة التاسعة للهجرة أخبر النبي ﷺ الصحابة رضي الله عنهم بوفاة النجاشي
فقال : *مات اليوم رجل صالح ، فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة .*
وصلى الحبيب المصطفى ﷺ على النجاشي "صلاة الغائب"
وكان الوحيد الذي صلى عليه ﷺ صلاة الغائب لأنه مات في أرض ليس فيها من يصلي عليه
*ومن الأحداث التي وقعت في السنة التاسعة* :
هو وفاة بنت النبي ﷺ أم كلثوم رضي الله عنها وأرضاه
وقد ولدت أم كلثوم قبل البعثة بست سنوات وأمها هي أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
جاهدت مع أبيها ﷺ وعانت وطأة الحصار مع المسلمين في شعب أبي طالب وكان عمرها 11 عام وعاشت كل لحظات معاناة المسلمين في مكة قبل الهجرة 13 عام كاملة .
وهاجرت رضي الله عنها وكان عمرها 19 عام .
تزوجت من "عثمان بن عفان" رضي الله عنه بعد وفاة أختها "رقية" رضي الله عنها في السنة الثالثة من الهجرة وكان عمرها 22عام .
ولذلك أطلق على "عثمان بن عفان" "ذو النورين" وأصبح الوحيد في التاريخ كله الذي تزوج من ابنتي نبي وظلت مع "عثمان" ستة أعوام ولم تنجب
ثم ماتت رضي الله عنها في شهر "شعبان" من السنة التاسعة من الهجرة بعد عودة المسلمين من "تبوك"
وجلس صلى الله عليه وسلم على قبرها وهو يبكي حزنا عليها .
وواسى النبي ﷺ زوجها "عثمان"
وقال : *لو كانت عندنا ثالثة لزوجتها عثمان .*
رضي الله عنها.
موت *عبد الله بن أبي بن سلول*
*من الأحداث الهامه* وفاته في السنة التاسعة للهجرة والذي عرف برأس المنافقين .
وقصة "عبد الله بن أبي بن سلول" أن المدينة قبل هجرة النبي ﷺ شهدت تاريخاً طويلاً من الحروب بين "الأوس والخزرج" وكانت آخر هذه الحروب هي حرب "بعاث" والتي انتهت بانتصار "الأوس"
"أتينا على ذكر تفاصيلها في حلقة خاصة سابقآ"
وفكر العقلاء بعدها على تنصيب رجل يكون ملكاً أو حاكماً على المدينة ....
واتفق الطرفان على أن يكون هذا الحاكم هو أحد سادات الخزرج وهو "عبد الله بن أبي سلول"
وسبب أختياره ملكاً .
*أولا ..* لأنه لم يشترك في حرب "بعاث" بل كان رافضاً ومعارضا لها .
*ثانياً ..* لأنه من "الخزرج" الطرف الذي انهزم في حرب "بعاث"
فلا يكون هذا تنصيب رجل من "الأوس" أحد نتائج هزيمة "الخزرج" وهو لا شك أمر سيرفضوه .
وبعد أن اتفق أهل المدينة من الأوس والخزرج وبعد أن أصبح أمر تنصيب "عبد الله بن أبي" مسألة وقت ....
جاءت هجرة النبي ﷺ واجتمع الأنصار حول رآية النبي ﷺ .
وماتت فكرة أن يكون "عبد الله بن أبي" ملكاً على المدينة .
لذلك حقد "عبد الله بن أبي " على الرسول صلى الله عليه وسلم وأظهر الإسلام وأبطن الكفر ....
ولم يتوقف لحظة عن الكيد ضد النبي ﷺ والمسلمون .
وتعاون مع اليهود في ذلك وقاد جماعة المنافقين في المدينة .
وكانت خطورة "عبد الله بن أبي " أن له مكانته الكبيرة بين قومه .
وقد ذكرنا سابقآ مواقفة ضد النبي ﷺ حين انسحب أثناء تحرك المسلمين إلى أحد فانسحب معه ثلث الجيش .
كما أنه قام بإشاعة حادثة الإفك وتكبيره لها .
فقال الله تعالى في ذلك :
*وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ .*
وفي غزوة "بني المصطلق" في السنة السادسة من الهجرة حاول إحداث وقيعة وفتنة بين المهاجرين والأنصار .
حين قال "والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"
وهو الذي نزلت فيه هذه الآية بقوله :
*لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا .*
يعني : امنعوا الأموال عن أصحاب الرسول حتى ينفضوا عنه ويتركوه
وقد سجل عليه القرآن العظيم هذه الكلمات .
ولم يتوقف "عبد الله بن أبي بن سلول" لحظة عن التآمر والكيد للنبي ﷺ ومحاولة هدم الدولة الإسلامية حتى مات في السنة التاسعة من الهجرة .
وكان لعبد الله بن أبي ولد اسمه *عبد الله* على إسم أبيه "أي أن إسمه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول"
وكان من خيار الصحابة رضي الله عنهم وشهد بدر وجميع المشاهد مع النبي ﷺ
وكان شديد البر بأبيه ومع ذلك كان من أشد الناس على أبيه .
فلما مات "عبد الله بن أبي" ذهب إبنه "عبد الله" إلى النبي ﷺ وسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه فأعطاه النبي ﷺ قميصه
ثم سأل النبي ﷺ أن يصلي عليه
فقام النبي ﷺ يلبي طلب هذا الصحابي رضي الله عنه المؤمن الصادق ليصلي عليه .
فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخذ بثوب النبي ﷺ
وقال : يا رسول الله . وقد نهاك ربك أن تصلي عليه ؟
فقال النبي ﷺ *يا عمر إنما خيرني الله فقال .* *اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ .*
وسأزيده على السبعين
ﷺ ما أرحمك :
هذا تحقيق لقوله تعالى *وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ*
وصلى عليه النبي ﷺ .
يقول عمر رضي الله عنه فعجبٌ لي وجرأتي على رسول الله
ولكن نزل بعد ذلك قول الله تعالى :
*وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ .*
وكان موت رأس المنافقين "عبد الله بن أبي " ضربة قاصمة ثالثة للمنافقين في خلال شهرين فقط .
حيث كانت الضربة الأولى :
هي غزوة {"تبوك" نفسها ونزول سورة التوبة .
وقد أظهرت غزوة تبوك وسورة التوبة عدد كبير من المنافقين .
وكانت الضربة الثانية هي هدم وحرق "مسجد الضرار"
ثم كانت الضربة الثالثة :
وهي موت رئيس المنافقين "عبد الله بن ابي بن سلول"
وبموت "عبد الله بن أُبي بن سلول"
انحسرت جداً حركة النفاق في المدينة المنورة وكسرت إلى حد كبير شوكتهم .
ولذلك لم نجد لهم حضوراً يذكر في العام العاشر من الهجرة .
وإن كان استمرار وجودهم مؤكدا لأن المنافقون لا يختفون أبداً من أي مجتمع مسلم منذ أيام النبي ﷺ وحتى يومنا هذا .
هذا كان باختصار شديد ما وقع من أحداث من السنة التاسعة للهجرة...
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة الرابعة عشر بعد المئتيين *214*
*أحداث وقعت في العام التاسع من الهجرة .* :
*وفاة النجاشي .* ملك الحبشة
وقد تولى النجاشي حكم الحبشة وهو ابن 9 أعوام بعد موت عمه بصاعقة .
وبعد سنوات من حكمه انتشر عدله وسيرته الطيبة في كل مكان
و عندما اشتد إيذاء قريش للمسلمين نصح النبي ﷺ المسلمين في السنة "الخامسة" من البعثة بالهجرة إلى الحبشة .
وقال : *إن فيها ملك لا يُظلم عنده أحد .*
هاجر بعض المسلمين الهجرة الأولى
"وقد ذكرنا هذه الأحداث من السيرة في بداية العهد المكي .
وفي رجب من السنة التاسعة للهجرة أخبر النبي ﷺ الصحابة رضي الله عنهم بوفاة النجاشي
فقال : *مات اليوم رجل صالح ، فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة .*
وصلى الحبيب المصطفى ﷺ على النجاشي "صلاة الغائب"
وكان الوحيد الذي صلى عليه ﷺ صلاة الغائب لأنه مات في أرض ليس فيها من يصلي عليه
*ومن الأحداث التي وقعت في السنة التاسعة* :
هو وفاة بنت النبي ﷺ أم كلثوم رضي الله عنها وأرضاه
وقد ولدت أم كلثوم قبل البعثة بست سنوات وأمها هي أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
جاهدت مع أبيها ﷺ وعانت وطأة الحصار مع المسلمين في شعب أبي طالب وكان عمرها 11 عام وعاشت كل لحظات معاناة المسلمين في مكة قبل الهجرة 13 عام كاملة .
وهاجرت رضي الله عنها وكان عمرها 19 عام .
تزوجت من "عثمان بن عفان" رضي الله عنه بعد وفاة أختها "رقية" رضي الله عنها في السنة الثالثة من الهجرة وكان عمرها 22عام .
ولذلك أطلق على "عثمان بن عفان" "ذو النورين" وأصبح الوحيد في التاريخ كله الذي تزوج من ابنتي نبي وظلت مع "عثمان" ستة أعوام ولم تنجب
ثم ماتت رضي الله عنها في شهر "شعبان" من السنة التاسعة من الهجرة بعد عودة المسلمين من "تبوك"
وجلس صلى الله عليه وسلم على قبرها وهو يبكي حزنا عليها .
وواسى النبي ﷺ زوجها "عثمان"
وقال : *لو كانت عندنا ثالثة لزوجتها عثمان .*
رضي الله عنها.
موت *عبد الله بن أبي بن سلول*
*من الأحداث الهامه* وفاته في السنة التاسعة للهجرة والذي عرف برأس المنافقين .
وقصة "عبد الله بن أبي بن سلول" أن المدينة قبل هجرة النبي ﷺ شهدت تاريخاً طويلاً من الحروب بين "الأوس والخزرج" وكانت آخر هذه الحروب هي حرب "بعاث" والتي انتهت بانتصار "الأوس"
"أتينا على ذكر تفاصيلها في حلقة خاصة سابقآ"
وفكر العقلاء بعدها على تنصيب رجل يكون ملكاً أو حاكماً على المدينة ....
واتفق الطرفان على أن يكون هذا الحاكم هو أحد سادات الخزرج وهو "عبد الله بن أبي سلول"
وسبب أختياره ملكاً .
*أولا ..* لأنه لم يشترك في حرب "بعاث" بل كان رافضاً ومعارضا لها .
*ثانياً ..* لأنه من "الخزرج" الطرف الذي انهزم في حرب "بعاث"
فلا يكون هذا تنصيب رجل من "الأوس" أحد نتائج هزيمة "الخزرج" وهو لا شك أمر سيرفضوه .
وبعد أن اتفق أهل المدينة من الأوس والخزرج وبعد أن أصبح أمر تنصيب "عبد الله بن أبي" مسألة وقت ....
جاءت هجرة النبي ﷺ واجتمع الأنصار حول رآية النبي ﷺ .
وماتت فكرة أن يكون "عبد الله بن أبي" ملكاً على المدينة .
لذلك حقد "عبد الله بن أبي " على الرسول صلى الله عليه وسلم وأظهر الإسلام وأبطن الكفر ....
ولم يتوقف لحظة عن الكيد ضد النبي ﷺ والمسلمون .
وتعاون مع اليهود في ذلك وقاد جماعة المنافقين في المدينة .
وكانت خطورة "عبد الله بن أبي " أن له مكانته الكبيرة بين قومه .
وقد ذكرنا سابقآ مواقفة ضد النبي ﷺ حين انسحب أثناء تحرك المسلمين إلى أحد فانسحب معه ثلث الجيش .
كما أنه قام بإشاعة حادثة الإفك وتكبيره لها .
فقال الله تعالى في ذلك :
*وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ .*
وفي غزوة "بني المصطلق" في السنة السادسة من الهجرة حاول إحداث وقيعة وفتنة بين المهاجرين والأنصار .
حين قال "والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"
وهو الذي نزلت فيه هذه الآية بقوله :
*لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا .*
يعني : امنعوا الأموال عن أصحاب الرسول حتى ينفضوا عنه ويتركوه
وقد سجل عليه القرآن العظيم هذه الكلمات .
ولم يتوقف "عبد الله بن أبي بن سلول" لحظة عن التآمر والكيد للنبي ﷺ ومحاولة هدم الدولة الإسلامية حتى مات في السنة التاسعة من الهجرة .
وكان لعبد الله بن أبي ولد اسمه *عبد الله* على إسم أبيه "أي أن إسمه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول"
وكان من خيار الصحابة رضي الله عنهم وشهد بدر وجميع المشاهد مع النبي ﷺ
وكان شديد البر بأبيه ومع ذلك كان من أشد الناس على أبيه .
فلما مات "عبد الله بن أبي" ذهب إبنه "عبد الله" إلى النبي ﷺ وسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه فأعطاه النبي ﷺ قميصه
ثم سأل النبي ﷺ أن يصلي عليه
فقام النبي ﷺ يلبي طلب هذا الصحابي رضي الله عنه المؤمن الصادق ليصلي عليه .
فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخذ بثوب النبي ﷺ
وقال : يا رسول الله . وقد نهاك ربك أن تصلي عليه ؟
فقال النبي ﷺ *يا عمر إنما خيرني الله فقال .* *اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ .*
وسأزيده على السبعين
ﷺ ما أرحمك :
هذا تحقيق لقوله تعالى *وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ*
وصلى عليه النبي ﷺ .
يقول عمر رضي الله عنه فعجبٌ لي وجرأتي على رسول الله
ولكن نزل بعد ذلك قول الله تعالى :
*وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ .*
وكان موت رأس المنافقين "عبد الله بن أبي " ضربة قاصمة ثالثة للمنافقين في خلال شهرين فقط .
حيث كانت الضربة الأولى :
هي غزوة {"تبوك" نفسها ونزول سورة التوبة .
وقد أظهرت غزوة تبوك وسورة التوبة عدد كبير من المنافقين .
وكانت الضربة الثانية هي هدم وحرق "مسجد الضرار"
ثم كانت الضربة الثالثة :
وهي موت رئيس المنافقين "عبد الله بن ابي بن سلول"
وبموت "عبد الله بن أُبي بن سلول"
انحسرت جداً حركة النفاق في المدينة المنورة وكسرت إلى حد كبير شوكتهم .
ولذلك لم نجد لهم حضوراً يذكر في العام العاشر من الهجرة .
وإن كان استمرار وجودهم مؤكدا لأن المنافقون لا يختفون أبداً من أي مجتمع مسلم منذ أيام النبي ﷺ وحتى يومنا هذا .
هذا كان باختصار شديد ما وقع من أحداث من السنة التاسعة للهجرة...
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....