- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة العاشرة بعد المائة *110*
*أسرى بدر ووفاة رقية بنت النبي ﷺ .*
انتهت المعركة ودفنت أجساد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .
ودفنت جثث المشركين .
وأخذ الصحابة رضي الله عنهم بجمع الغنائم وساقوا الأسرى بين أيديهم مكبلين بالحبال .
فنظر النبي ﷺ إلى الأسرى وكانوا 70 أسير
فوجد الصحابة رضي الله عنهم قد ربطوهم بالحبال
فقال ﷺ *فكوا وثاقهم وأحسنوا صحبتهم وقاسموهم زادكم*
فقال قائل : يا رسول الله لو كنا أسرى بين أيديهم لفعلوا بنا أكثر من ذلك .
فقال له النبي صلﷺ *لسنا كمثلهم*
فكان الصحابة رضي الله عنهم يعطون للأسرى أطيب طعامهم
ويأكلون هم الطعام الرديء.
وكانوا يجعلونهم يركبون وهم يمشون إلى جوارهم
وذلك لوصية رسول الله ﷺ بهم .
هكذا يعامل نبينا ﷺ الأسرى .
*إنها الرحمة* صلى الله عليه وسلم.
يقول أحد الأسرى وقد أسلم فيما بعد وهو "سهيل بن عمرو" رضي الله عنه
يقول : كنت في الأسرى فلما سمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصيته بالأسرى كانوا يؤثرونني بطعامهم .
فإذا ما وقعت في يد أحدهم كسرة من خبز إلا نفحني إياها "أي أعطاني إياها " ويأكل هو التمر.
أمر ﷺ أن يفك وثاق الأسرى وأن يعاملوا أحسن معاملة وأن يقاسموهم الأرزاق
هؤلاء أصحاب النبي ﷺ الذين قبل ساعات ضربوا أعناق الآباء والأبناء والأهل والعشيرة
لانهم كفار أعداء لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم
والآن بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم : يؤثرونهم على أنفسهم باللقمة وهم كفار أيضاً
إنه دين الله عز وجل.
*دين الحق والعدل والرحمة
فلكل مقام مقال*
هؤلاء الذين عرفوا الله تعالى وعرفوا طاعته وعرفوا رسول الله وعرفوا كيف يتبعوه
المسألة عندهم دين وليست أمور شخصية. رضي الله عنهم أجمعين.
عاد ﷺ إلى المدينة .
وفي الطريق نزلت عليه سورة الأنفال والتي تناولت الكثير من أحداث غزوة بدر كما تناولت كيفية توزيع الغنائم على المسلمين .
رجع المسلمون إلى المدينة وسط أجواء من الفرحة والبهجة عمت المدينة كلها .
فرح المسلمون فرحآ شديدآ حتى فرحهم غطى عليهم حزنهم بوفاة رقية بنت النبي ﷺ زوجة عثمان بن عفان .
خلفهُ النبي صلى الله عليه وسلم عليها لأنها مريضة وهذا الذي منع عثمان بن عفان رضي الله عنه حضور بدر .
ولما دخل البشيرآن :
عبدالله بن رواحة وزيد بن حارثة وجدوا أهل المدينة يحملون نعش بنت الرسول يسيرون به للبقيع.
فمن فرحة النصر غاب الناس عن حزن الفقيدة مع أنها بنت نبيهم قبل دخوله ﷺ للمدينة بعد رجوعه من بدر .
ماتت السيدة "رقية" رضي الله عنها
بنت النبي ﷺ وهي البنت الثانية للنبي ﷺ بعد السيدة زينب رضي الله عنها.
وزوجة "عثمان بن عفان" رضي الله عنهما.
وقد ماتت وعمرها 22 عام .
وتركت ابن لها وهو "عبد الله بن عثمان بن عفان" وكان عمره أربعة أعوام فقط فهي "أم عبدالله " بنت رسول الله .
بنته قطعه منه ، عمرها 22 عام في عمر الشباب ، توفت وعندها ولد صغير عمره 4 سنين فقد أمه .
هذا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهذا أمر الله تعالى لنعلم جميعاً أن هذه الدنيا فانية .
ولأنه قدوة ﷺ كانت رسالة لنا جميعاً
"أنه ليست هناك سعادة كاملة في الدنيا أبداً "
ففي نفس الوقت وقت أعظم انتصار في التاريخ الإسلامي كله وهو اليوم الذي قال عنه تعالى "يوم الفرقان"
في هذا الوقت الذي كان فيه كل المسلمون سعداء.
والرسول ﷺ في قمة سعادته
يصاب ﷺ بأعظم مصيبة يمكن أن تصيب إنسان وهي مصيبة فقدان الإبن .
درس لنا جميعاً يا من يقولون "يافرحة ما كملت . حظي كذا"
يا مسكين يا ابن آدم ليس السبب حظك.
هذه هي الدنيا على حقيقتها تمامآ .
ليست هناك سعادة كاملة في الدنيا .
ورسالة لنا ألا نركن للدنيا .
ولذلك أي نعمة في الدنيا مهما كانت عظيمة ينغصها أمران :
1- خوفك أن تفارقك هذه النعمة.
2- وخوفك أن تفارق أنت هذه النعمة بالموت.
فالدنيا لم نخلق فيها لنخلد فيها .
هي عبارة عن مرحلة قصيرة نمر بها ثم نتركها ونرحل بعدما نقدم فيها أعمالنا.
نسأل الله تعالى التوفيق للعمل الصالح وحسن الخاتمة.
*وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)*
يقول الإنسان يا ليتني قدمت لحياتي... قال "لحياتي"
ولم يقل "في حياتي" ....
فحياتنا لم تبدأ بعد.
*وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون*
أي الحياة الحقيقية لبقائها.
فاليوم تزرعون وغداً تحصدون.
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة العاشرة بعد المائة *110*
*أسرى بدر ووفاة رقية بنت النبي ﷺ .*
انتهت المعركة ودفنت أجساد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .
ودفنت جثث المشركين .
وأخذ الصحابة رضي الله عنهم بجمع الغنائم وساقوا الأسرى بين أيديهم مكبلين بالحبال .
فنظر النبي ﷺ إلى الأسرى وكانوا 70 أسير
فوجد الصحابة رضي الله عنهم قد ربطوهم بالحبال
فقال ﷺ *فكوا وثاقهم وأحسنوا صحبتهم وقاسموهم زادكم*
فقال قائل : يا رسول الله لو كنا أسرى بين أيديهم لفعلوا بنا أكثر من ذلك .
فقال له النبي صلﷺ *لسنا كمثلهم*
فكان الصحابة رضي الله عنهم يعطون للأسرى أطيب طعامهم
ويأكلون هم الطعام الرديء.
وكانوا يجعلونهم يركبون وهم يمشون إلى جوارهم
وذلك لوصية رسول الله ﷺ بهم .
هكذا يعامل نبينا ﷺ الأسرى .
*إنها الرحمة* صلى الله عليه وسلم.
يقول أحد الأسرى وقد أسلم فيما بعد وهو "سهيل بن عمرو" رضي الله عنه
يقول : كنت في الأسرى فلما سمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصيته بالأسرى كانوا يؤثرونني بطعامهم .
فإذا ما وقعت في يد أحدهم كسرة من خبز إلا نفحني إياها "أي أعطاني إياها " ويأكل هو التمر.
أمر ﷺ أن يفك وثاق الأسرى وأن يعاملوا أحسن معاملة وأن يقاسموهم الأرزاق
هؤلاء أصحاب النبي ﷺ الذين قبل ساعات ضربوا أعناق الآباء والأبناء والأهل والعشيرة
لانهم كفار أعداء لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم
والآن بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم : يؤثرونهم على أنفسهم باللقمة وهم كفار أيضاً
إنه دين الله عز وجل.
*دين الحق والعدل والرحمة
فلكل مقام مقال*
هؤلاء الذين عرفوا الله تعالى وعرفوا طاعته وعرفوا رسول الله وعرفوا كيف يتبعوه
المسألة عندهم دين وليست أمور شخصية. رضي الله عنهم أجمعين.
عاد ﷺ إلى المدينة .
وفي الطريق نزلت عليه سورة الأنفال والتي تناولت الكثير من أحداث غزوة بدر كما تناولت كيفية توزيع الغنائم على المسلمين .
رجع المسلمون إلى المدينة وسط أجواء من الفرحة والبهجة عمت المدينة كلها .
فرح المسلمون فرحآ شديدآ حتى فرحهم غطى عليهم حزنهم بوفاة رقية بنت النبي ﷺ زوجة عثمان بن عفان .
خلفهُ النبي صلى الله عليه وسلم عليها لأنها مريضة وهذا الذي منع عثمان بن عفان رضي الله عنه حضور بدر .
ولما دخل البشيرآن :
عبدالله بن رواحة وزيد بن حارثة وجدوا أهل المدينة يحملون نعش بنت الرسول يسيرون به للبقيع.
فمن فرحة النصر غاب الناس عن حزن الفقيدة مع أنها بنت نبيهم قبل دخوله ﷺ للمدينة بعد رجوعه من بدر .
ماتت السيدة "رقية" رضي الله عنها
بنت النبي ﷺ وهي البنت الثانية للنبي ﷺ بعد السيدة زينب رضي الله عنها.
وزوجة "عثمان بن عفان" رضي الله عنهما.
وقد ماتت وعمرها 22 عام .
وتركت ابن لها وهو "عبد الله بن عثمان بن عفان" وكان عمره أربعة أعوام فقط فهي "أم عبدالله " بنت رسول الله .
بنته قطعه منه ، عمرها 22 عام في عمر الشباب ، توفت وعندها ولد صغير عمره 4 سنين فقد أمه .
هذا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهذا أمر الله تعالى لنعلم جميعاً أن هذه الدنيا فانية .
ولأنه قدوة ﷺ كانت رسالة لنا جميعاً
"أنه ليست هناك سعادة كاملة في الدنيا أبداً "
ففي نفس الوقت وقت أعظم انتصار في التاريخ الإسلامي كله وهو اليوم الذي قال عنه تعالى "يوم الفرقان"
في هذا الوقت الذي كان فيه كل المسلمون سعداء.
والرسول ﷺ في قمة سعادته
يصاب ﷺ بأعظم مصيبة يمكن أن تصيب إنسان وهي مصيبة فقدان الإبن .
درس لنا جميعاً يا من يقولون "يافرحة ما كملت . حظي كذا"
يا مسكين يا ابن آدم ليس السبب حظك.
هذه هي الدنيا على حقيقتها تمامآ .
ليست هناك سعادة كاملة في الدنيا .
ورسالة لنا ألا نركن للدنيا .
ولذلك أي نعمة في الدنيا مهما كانت عظيمة ينغصها أمران :
1- خوفك أن تفارقك هذه النعمة.
2- وخوفك أن تفارق أنت هذه النعمة بالموت.
فالدنيا لم نخلق فيها لنخلد فيها .
هي عبارة عن مرحلة قصيرة نمر بها ثم نتركها ونرحل بعدما نقدم فيها أعمالنا.
نسأل الله تعالى التوفيق للعمل الصالح وحسن الخاتمة.
*وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)*
يقول الإنسان يا ليتني قدمت لحياتي... قال "لحياتي"
ولم يقل "في حياتي" ....
فحياتنا لم تبدأ بعد.
*وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون*
أي الحياة الحقيقية لبقائها.
فاليوم تزرعون وغداً تحصدون.
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى....