- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الخامسة والسبعون بعد المائة *175*
*محاولة قتل النبي ﷺ بالسم*
قبل أن يرحل النبي ﷺ من خيبر .... كان هناك إمرأة يهودية اسمها "زينب بنت الحارث" وهي زوجة "سلام بن مشكم"
أخوها "مرحب" الذي بارز "علي بن ابي طالب" رضي الله عنه فشقه "علي" بالسيف نصفين .
جاءت متظاهرة بالكرم "
جاءت "زينب" وهي تتظاهر بأنها جاءت تكرم النبي ﷺ لأنه عفا عنهم ....
بمعنى أنها تريد أن تشكر النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يأخذهم بذنب كنانة عندما نقض العهد وأخفى المال ....
قدمت للرسول صلى الله عليه وسلم شاة مصلية *مشوية*
وسألت : أي عضو في الشاة أحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقيل لها : الذراع اليمنى من الشاة .
فجاءت ووضعت عليها السم وأكثرت فيها ....
ثم وضعت السم على الشاة كلها
جاءت مبتسمة وقالت : هذه هدية لك يا رسول الله
تقول يا رسول الله...
إذآ هي مسلمة والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب المطلق ....
وكان معه عدد من أصحابه رضي الله عنهم ولكن كان أقربهم منه "بشر بن البراء" رضي الله عنه
ومن أدب الصحابة رضي الله عنهم لا أحد يأكل قبل أن يمد يده ﷺ . ...
فلما وضعت الشاة بين يديه ﷺ تناول الذراع ...
وكان من سنته أن ياخذ الذراع بكلتا يديه فيقمض منها قرضاً
فأخذ الذراع ووضعه بين أسنانه وكاد أن يقمض منها "يعضّ"
وكان "البشر" رضي الله عنه بعدما تناول النبي ﷺ الذراع قد أخذ قطعة ووضعها في فمه ولاكها ...
فعندما وضعها النبي ﷺ بين أسنانه ردها وقال : *ارفعوا أيديكم*
فرفعوا أيديهم ...
فقال *إن هذا الذراع ليخبرني أنه مسموم .*
وكان "بشر بن البراء" رضي الله عنه قد أكل من الشاة قطعة وابتلعها...
فقال بشر : والذي بعثك بالحق لقد شعرت بذلك من أكلتي التي أكلت ...
[[ يعني من اللقمة اللي أكلتها شعرت أن الطعام فيه طعم غريب ]]
فقال له النبي ﷺ *فلم لم تلفظها .*
قال بشر رضي الله عنه ما منعني أن ألفظها إلا كراهية أن أنغص عليك طعامك....
نفسي لك الفداء يا رسول الله
ثم أمر النبي ﷺ أن يأتوا له بالمرأة التي فعلت ذلك .
فلما حضرت سألها النبي ﷺ
قال *يازينب أوضعتي السم في هذه الشاة ؟*
قالت : نعم
فقال *ما حملك على ذلك ؟*
قالت : قد بلغت من أهلي ما لايخفى عليك .
لقد قتل في خيبر زوجي وأخي وإبني
فقلت أضع لك السم ...
فإن كنت ملكاً متغطرساً نستريح منك .
وإن كنت نبياً أطلعك الله عليه و لم يضرك .
كلام غير مقنع ....
والسبب أن المغضوب عليهم يعلمون أنهم يستطيعون قتل الأنبياء ولا يمنعهم شيء من قتل النبي ﷺ والدليل
قال تعالى .
*أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ .*
لقد قتل اليهود من قبل الكثير من أنبياء الله وهم يعلمون ذلك .
و هذا هو حال المغضوب عليهم في كل زمان .
فهم ليسوا أهل حرب .
بل أهل دس ومؤامرة وهذا هو حالهم مع المسلمين في كل زمان ...
ولأنها صدقت عفا عنها النبي ﷺ .
وسأله الصحابة رضي الله عنهم ألا تقتلها يا رسول الله ؟
فقال *لا قد عفونا عنها .*
"لأن النبي ﷺ لم يكن ينتقم لنفسه أبداً
ولكن عندما تأثر "بشر" بالسم وتغير لونه وأصبح لا يستطيع أن يتحرك من مكانه
ومات في اليوم الثاني
أمر النبي ﷺ أن يحضروا زينب وأن تقتل قصاصآ
لأنها قتلت "بشر" رضي الله عنه
واحتجم النبي ﷺ على "الكاهل" وهو الموضع بين الكتفين .
وظل يعتريه المرض كل عام من أثر هذا السم حتى مات بعد ذلك بثلاثة سنوات متأثرا بذلك السم .
كما روى البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت .
*كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ .*
*يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ .*
*فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ .*
الأبهر وهو أكبر شريان في جسم الإنسان، والذي يوزع الدم المؤكسج إلى جميع أجزاء الجسم ويخرج من البطين الأيسر في القلب .
النبي ﷺ يخبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن سبب موته "
ولذلك كان ابن مسعود وغيره يقولون أنه ﷺ مات شهيداً
"وذلك إرادة الله ، ليكتمل ﷺ بمراتب الفضل كلها"
كيف وصل خبر انتصار النبي ﷺ في خيبر ؟؟
حدث لا بد أن نذكره ...
أحد الصحابة رضي الله عنهم "الحجاج بن علاط" كان قد أسلم حديثا وشارك في خيبر .
فلما تحقق النصر للمسلمين وهم في خيبر ... جاء إلى النبي ﷺ
وقال : يا رسول الله .
إن لي بمكة مالاً متفرق عند تجار مكة ...
هل تأذن لي يا رسول الله أن آتي مكة وأن أقول أن أقول :
يعني لا أظهر إسلامي لهم وأقول كلام حتى أتمكن من تحصيل أموالي منهم ...
فأذن له النبي ﷺ ...
فذهب "الحجاج" إلى مكة ...
"وكان أهل مكة ينتظرون الأخبار ويسألون الناس ماذا فعل أهل خيبر بمحمد ؟
لأن كل العرب في الجزيرة العربية يترقبون الخبر ويعلمون أن خيبر لا تغلب على الإطلاق
فلما رآه أهل مكة قالوا : هذا الحجاج بن علاط عنده والله الخبر .
فأنطلقوا جميعآ إليه ليسمعوا منه الخبر .
قالوا : أخبرنا يا أبا محمد .
فإنه قد بلغنا أن القاطع قد سار إلى خيبر .
"القاطع يقصدون النبي ﷺ يدعون أنه قطع أهل مكة وحاربهم وقطع الرحم .
فضحك الحجاج وقال : لقد هزم محمداً هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط ...
وقتل أصحابه رضي الله عنهم قتلاً لم تسمعوا بمثله قط .
وقد أخذوه أهل "خيبر" أسيراً عندهم
وقالوا : لن نقتل محمداً حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتلوه هم بين أظهرهم .
فضاجت قريش كلها بين مصفر ومصفق وراقص وواضع يده على رأسه..
فصاحوا وامتلأت مكة بالأفراح .
ثم قال "الحجاج" أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي
الناس المدانين لي ساعدوني احصل منهم المال فإني أريد أن أقدم خيبر فأصيب من فيء محمد وأصحابه قبل أن يسبقني إليه التجار إلى هناك ....
فجمعوا له كل ماله الذي بمكة
"طبعاً واحد حمل لنا مثل هذه البشارة قامت قريش كلها لتجمع له ماله والذي عليه دين أجبروه على الدفع"
فجاء "العباس" رضي الله عنه عم النبي ﷺ وكان يكتم إسلامه
وقف بجانب "الحجاج" مهموماً مكسوراً مهزوماً حزيناً قد دمعت عيناه ...
قال : يا حجاج ما هذا الخبر الذي جئت به ؟
فابتسم الحجاج وقال جئتك والله بما يسرك يا أبا الفضل .
والله لقد تركت ابن أخيك قد فتح الله تعالى عليه "خيبر"
وصارت خيبر وأموالها كلها له ولأصحابه رضي الله عنهم
وتركته عروسآ على إبنة "حيي بن أخطب" سيدهم "أي صفيةرضي الله عنها"
ففرح العباس وقال أحقاً ما تقول يا حجاج ؟
قال الحجاج : نعم والله . ولكن اكتم علي الخبر ثلاثا "أي ثلاثة أيام فإني أخشى الطلب"
وبعدها تكلم بما حدثتك فهو والله الحق ....
ثم أخذ "الحجاج" أمواله وانطلق وترك قريش في فرحة لا توصف ينتظرون أهل خيبر أن يحضروا لهم رسول الله أسيراً مكبلاً بالأغلال ....
فلما مرت ثلاثة أيام قام "العباس" رضي الله عنه اغتسل ولبس أجمل الثياب وتعطر ...
ثم جاء إلى قريش وكانوا مجتمعين عند الكعبة
جاء بكل هدوء وسكينة
فنظر إليه رجال قريش وقالوا يا أبا الفضل هذا والله التجلد على حر المصيبة ...
"يعني جاي ولابس ومتعطر وابن أخوك أسير .
هذا تكابر على مرارة مصيبتك جئت بهذا الشكل لترينا أنك غير متأثر ولست بحزين"
فضحك و قال : كلا والله الذي حلفتم به .
ولكن إبن أخي محمداً قد فتح خيبر وصارت له ولأصحابه رضي الله عنهم
وهذه هي بنت سيدهم حيي أصبحت زوجة له ...
فقاموا واقفين مذهولين
قالوا : أحقاً ما تقول ؟؟ من أتاك بهذا الخبر ؟
قال : الذي جاءكم وأخبركم به "الحجاج بن علاط"
ولقد أسلم واتبع دين محمد
وما قال لكم ما قال إلا ليأخذ ماله ثم يلحق به .
فصاحوا : لقد خدعنا والله
ثم لم تمر إلا أيام قليلة حتى جاءهم الخبر....
*يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ♡ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ♡*
الحلقة الخامسة والسبعون بعد المائة *175*
*محاولة قتل النبي ﷺ بالسم*
قبل أن يرحل النبي ﷺ من خيبر .... كان هناك إمرأة يهودية اسمها "زينب بنت الحارث" وهي زوجة "سلام بن مشكم"
أخوها "مرحب" الذي بارز "علي بن ابي طالب" رضي الله عنه فشقه "علي" بالسيف نصفين .
جاءت متظاهرة بالكرم "
جاءت "زينب" وهي تتظاهر بأنها جاءت تكرم النبي ﷺ لأنه عفا عنهم ....
بمعنى أنها تريد أن تشكر النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يأخذهم بذنب كنانة عندما نقض العهد وأخفى المال ....
قدمت للرسول صلى الله عليه وسلم شاة مصلية *مشوية*
وسألت : أي عضو في الشاة أحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقيل لها : الذراع اليمنى من الشاة .
فجاءت ووضعت عليها السم وأكثرت فيها ....
ثم وضعت السم على الشاة كلها
جاءت مبتسمة وقالت : هذه هدية لك يا رسول الله
تقول يا رسول الله...
إذآ هي مسلمة والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب المطلق ....
وكان معه عدد من أصحابه رضي الله عنهم ولكن كان أقربهم منه "بشر بن البراء" رضي الله عنه
ومن أدب الصحابة رضي الله عنهم لا أحد يأكل قبل أن يمد يده ﷺ . ...
فلما وضعت الشاة بين يديه ﷺ تناول الذراع ...
وكان من سنته أن ياخذ الذراع بكلتا يديه فيقمض منها قرضاً
فأخذ الذراع ووضعه بين أسنانه وكاد أن يقمض منها "يعضّ"
وكان "البشر" رضي الله عنه بعدما تناول النبي ﷺ الذراع قد أخذ قطعة ووضعها في فمه ولاكها ...
فعندما وضعها النبي ﷺ بين أسنانه ردها وقال : *ارفعوا أيديكم*
فرفعوا أيديهم ...
فقال *إن هذا الذراع ليخبرني أنه مسموم .*
وكان "بشر بن البراء" رضي الله عنه قد أكل من الشاة قطعة وابتلعها...
فقال بشر : والذي بعثك بالحق لقد شعرت بذلك من أكلتي التي أكلت ...
[[ يعني من اللقمة اللي أكلتها شعرت أن الطعام فيه طعم غريب ]]
فقال له النبي ﷺ *فلم لم تلفظها .*
قال بشر رضي الله عنه ما منعني أن ألفظها إلا كراهية أن أنغص عليك طعامك....
نفسي لك الفداء يا رسول الله
ثم أمر النبي ﷺ أن يأتوا له بالمرأة التي فعلت ذلك .
فلما حضرت سألها النبي ﷺ
قال *يازينب أوضعتي السم في هذه الشاة ؟*
قالت : نعم
فقال *ما حملك على ذلك ؟*
قالت : قد بلغت من أهلي ما لايخفى عليك .
لقد قتل في خيبر زوجي وأخي وإبني
فقلت أضع لك السم ...
فإن كنت ملكاً متغطرساً نستريح منك .
وإن كنت نبياً أطلعك الله عليه و لم يضرك .
كلام غير مقنع ....
والسبب أن المغضوب عليهم يعلمون أنهم يستطيعون قتل الأنبياء ولا يمنعهم شيء من قتل النبي ﷺ والدليل
قال تعالى .
*أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ .*
لقد قتل اليهود من قبل الكثير من أنبياء الله وهم يعلمون ذلك .
و هذا هو حال المغضوب عليهم في كل زمان .
فهم ليسوا أهل حرب .
بل أهل دس ومؤامرة وهذا هو حالهم مع المسلمين في كل زمان ...
ولأنها صدقت عفا عنها النبي ﷺ .
وسأله الصحابة رضي الله عنهم ألا تقتلها يا رسول الله ؟
فقال *لا قد عفونا عنها .*
"لأن النبي ﷺ لم يكن ينتقم لنفسه أبداً
ولكن عندما تأثر "بشر" بالسم وتغير لونه وأصبح لا يستطيع أن يتحرك من مكانه
ومات في اليوم الثاني
أمر النبي ﷺ أن يحضروا زينب وأن تقتل قصاصآ
لأنها قتلت "بشر" رضي الله عنه
واحتجم النبي ﷺ على "الكاهل" وهو الموضع بين الكتفين .
وظل يعتريه المرض كل عام من أثر هذا السم حتى مات بعد ذلك بثلاثة سنوات متأثرا بذلك السم .
كما روى البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت .
*كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ .*
*يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ .*
*فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ .*
الأبهر وهو أكبر شريان في جسم الإنسان، والذي يوزع الدم المؤكسج إلى جميع أجزاء الجسم ويخرج من البطين الأيسر في القلب .
النبي ﷺ يخبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن سبب موته "
ولذلك كان ابن مسعود وغيره يقولون أنه ﷺ مات شهيداً
"وذلك إرادة الله ، ليكتمل ﷺ بمراتب الفضل كلها"
كيف وصل خبر انتصار النبي ﷺ في خيبر ؟؟
حدث لا بد أن نذكره ...
أحد الصحابة رضي الله عنهم "الحجاج بن علاط" كان قد أسلم حديثا وشارك في خيبر .
فلما تحقق النصر للمسلمين وهم في خيبر ... جاء إلى النبي ﷺ
وقال : يا رسول الله .
إن لي بمكة مالاً متفرق عند تجار مكة ...
هل تأذن لي يا رسول الله أن آتي مكة وأن أقول أن أقول :
يعني لا أظهر إسلامي لهم وأقول كلام حتى أتمكن من تحصيل أموالي منهم ...
فأذن له النبي ﷺ ...
فذهب "الحجاج" إلى مكة ...
"وكان أهل مكة ينتظرون الأخبار ويسألون الناس ماذا فعل أهل خيبر بمحمد ؟
لأن كل العرب في الجزيرة العربية يترقبون الخبر ويعلمون أن خيبر لا تغلب على الإطلاق
فلما رآه أهل مكة قالوا : هذا الحجاج بن علاط عنده والله الخبر .
فأنطلقوا جميعآ إليه ليسمعوا منه الخبر .
قالوا : أخبرنا يا أبا محمد .
فإنه قد بلغنا أن القاطع قد سار إلى خيبر .
"القاطع يقصدون النبي ﷺ يدعون أنه قطع أهل مكة وحاربهم وقطع الرحم .
فضحك الحجاج وقال : لقد هزم محمداً هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط ...
وقتل أصحابه رضي الله عنهم قتلاً لم تسمعوا بمثله قط .
وقد أخذوه أهل "خيبر" أسيراً عندهم
وقالوا : لن نقتل محمداً حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتلوه هم بين أظهرهم .
فضاجت قريش كلها بين مصفر ومصفق وراقص وواضع يده على رأسه..
فصاحوا وامتلأت مكة بالأفراح .
ثم قال "الحجاج" أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي
الناس المدانين لي ساعدوني احصل منهم المال فإني أريد أن أقدم خيبر فأصيب من فيء محمد وأصحابه قبل أن يسبقني إليه التجار إلى هناك ....
فجمعوا له كل ماله الذي بمكة
"طبعاً واحد حمل لنا مثل هذه البشارة قامت قريش كلها لتجمع له ماله والذي عليه دين أجبروه على الدفع"
فجاء "العباس" رضي الله عنه عم النبي ﷺ وكان يكتم إسلامه
وقف بجانب "الحجاج" مهموماً مكسوراً مهزوماً حزيناً قد دمعت عيناه ...
قال : يا حجاج ما هذا الخبر الذي جئت به ؟
فابتسم الحجاج وقال جئتك والله بما يسرك يا أبا الفضل .
والله لقد تركت ابن أخيك قد فتح الله تعالى عليه "خيبر"
وصارت خيبر وأموالها كلها له ولأصحابه رضي الله عنهم
وتركته عروسآ على إبنة "حيي بن أخطب" سيدهم "أي صفيةرضي الله عنها"
ففرح العباس وقال أحقاً ما تقول يا حجاج ؟
قال الحجاج : نعم والله . ولكن اكتم علي الخبر ثلاثا "أي ثلاثة أيام فإني أخشى الطلب"
وبعدها تكلم بما حدثتك فهو والله الحق ....
ثم أخذ "الحجاج" أمواله وانطلق وترك قريش في فرحة لا توصف ينتظرون أهل خيبر أن يحضروا لهم رسول الله أسيراً مكبلاً بالأغلال ....
فلما مرت ثلاثة أيام قام "العباس" رضي الله عنه اغتسل ولبس أجمل الثياب وتعطر ...
ثم جاء إلى قريش وكانوا مجتمعين عند الكعبة
جاء بكل هدوء وسكينة
فنظر إليه رجال قريش وقالوا يا أبا الفضل هذا والله التجلد على حر المصيبة ...
"يعني جاي ولابس ومتعطر وابن أخوك أسير .
هذا تكابر على مرارة مصيبتك جئت بهذا الشكل لترينا أنك غير متأثر ولست بحزين"
فضحك و قال : كلا والله الذي حلفتم به .
ولكن إبن أخي محمداً قد فتح خيبر وصارت له ولأصحابه رضي الله عنهم
وهذه هي بنت سيدهم حيي أصبحت زوجة له ...
فقاموا واقفين مذهولين
قالوا : أحقاً ما تقول ؟؟ من أتاك بهذا الخبر ؟
قال : الذي جاءكم وأخبركم به "الحجاج بن علاط"
ولقد أسلم واتبع دين محمد
وما قال لكم ما قال إلا ليأخذ ماله ثم يلحق به .
فصاحوا : لقد خدعنا والله
ثم لم تمر إلا أيام قليلة حتى جاءهم الخبر....
*يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ♡ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ♡*