أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

السيره النبويه ١٧٨

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
313,171
مستوى التفاعل
44,369
النقاط
113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثمانون و السبعون بعد المائة *178*
*رسالة النبي ﷺ إلى كسرى ملك الفرس .*

أرسل النبي ﷺ إلى "كسرى" ملك فارس رسالة يدعوه فيها إلى عبادة الله تعالى وحده..

ذكرنا أن "فارس" هي واحدة من أكبر دولتين في العالم في ذلك الوقت .....
لأن العالم في ذلك الوقت كان مقسماً بين
الإمبراطورية الفارسية في الشرق ....
والإمبراطورية البيزنطية في الغرب ....
وكسرى هو لقب كل من يحكم الإمبراطورية الفارسية ...

كما أن "قيصر" كان هو لقب كل من يحكم الإمبرطورية البيزنطية

كسرى الذي أرسل إليه النبي ﷺ الرسالة كان إسمه "خُسرو الثاني" وكان لقبه "إبرويز" يعني : المنتصر .
لأنه كان قد حقق انتصارات كبيرة على الروم ....

والذي حمل الرسالة هو "عبد الله بن حذافة" رضي الله عنه .
وعبد الله بن حذافة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أسره الروم .
وحاول ملك الروم أن يجعله يتنصر فرفض
"والقصة طويلة"
ولكن وصل الأمر إلى أن ملك الروم .
قال له : تنصر أشركك في ملكي فأبى ... رضي الله عنه
فأمر به أن يصلب ثم أمر أن ترمى عليه السهام فلم يجزع
عبد الله بن حذافة رضي الله عنه
فأمر قيصر بإنزاله وأمر بقدر فصب فيها الماء وأغلي عليه وأمر بإلقاء أسير فيها حتى ذابت عظامه .....
فأمر بإلقائه إن لم يتنصر
فلما ذهبوا به بكى ....
قال : ردوه .
فقال له : لم بكيت ؟
قال : تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في سبيل الله تعالى فتعجب ملك الروم .
وقال له : قبَّل رأسي وأنا أخلي عنك .
فقال : وعن جميع أسرى المسلمين ؟؟
فقال : نعم .
فقبل رأسه فأطلق سراحهم ...

فلما رجعوا إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقصوا عليه ما حدث ...
وقف عمر رضي الله عنه وقام إلى "عبد الله بن حذافة" وقبل رأسه ...

هذا هو الصحابي الجليل الذي حمل الرسالة لكسرى .
"عبد الله بن حذافة" رضي الله عنه
شخصية صلبة جداً ومعتزة بنفسها ... ولذلك فلن يهتز عندما يدخل على كسرى وهو في ملكه
ولذلك إختاره النبي ﷺ لهذه المهمة ....

كان يعلم النبي ﷺ أن الكبرياء في نفس "كسرى" غير ما هو عند "هرقل"
لأن هرقل رجل "كتابي" أي من أهل الكتاب فهو يعظم ذكر شيء اسمه أنبياء...

أما "كسرى" رجل يعبد النار فلا يوجد عنده هذا الطبع .

فقال النبي ﷺ لحامل الرسالة "عبدالله" *تسلم الكتاب لأمير البحرين .*
"أمير البحرين الذي هو من طرف كسرى ، عامل عند كسرى ويرفعه هو إلى كسرى"
يعني مهد له المسألة حتى تلين نفس كسرى ويتقبل الأمر
وفعل عبدالله بن حذافة ذلك ودفعه لأمير البحرين وأمير البحرين رفعه إلى كسرى .

طلب أمير البحرين الأذن من كسرى فأذن بحامل الكتاب أن يدخل عليه ....
فدخل "عبد الله بن حذافة" على كسرى وهو يحمل رسالة النبي ﷺ .
فأومأ كسرى إلى أحد رجاله بأن يأخذ الكتاب من يده ...
فقال عبدالله رضي الله عنه إنما أمرني رسول الله أن أدفعه لك يدآ بيد وأنا لا أخالف أمراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال كسرى لرجاله : اتركوه يدنو مني .
فاقترب من كسرى حتى ناوله الكتاب بيده .

لننظر ونتفكر كيف كان النبي ﷺ يخاطب كل واحد بما ينبغي وبما يليق
فإن "قيصر الروم" كما قلنا نصراني ينسب لأهل الكتاب .
ولكن كسرى "فارسي" و لا يدينون بدين بل يعبدون النار .

فصيغة كتابه لقيصر "النصراني" تختلف عن صيغة خطابه لكسرى "الناري"

دفع كسرى الخطاب إلى المترجم وقرأ فيه ...
*بسم الله الرحمن الرحيم .*
كل رسالة كان يرسلها كانت تبدأ بالبسملة ...
قال ﷺ كل شيء لا يبدأ فيه بإسم الله فهو أبتر . أي مقطوع البركة .
*من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس * *سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله .*
*وأدعوك بدعاء الله .*
*فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين .*
*فإن تُسلم تَسلم . وإن أبيت فإن عليك إثم المجوس .*
هنا انتهت الرسالة

هل لاحظتم ؟
لم يقل له مثل قيصر *يؤتك الله أجرك مرتين .*
لأن قيصر كان يدين بالنصرانية
فإن اتبعتني يؤتيك الله الأجر مضاعف .
أجر إيمانك بعيسى عليه السلام وأجر إيمانك بمحمد صلى الله عليه وسلم..
وختم رسالته ﷺ لقيصر بآية
*يَا ‏ ‏أَهْلَ الْكِتَابِ ‏ ‏تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ .*

ولم يختم رسالته لكسرى بهذه الآية ...

فكان ﷺ يخاطب كل رجل بما يليق به رسائله .

فليس الخطاب الواحد يصلح للناس جميعاً .

وما أن سمع "كسرى" رسالة النبي ﷺ حتى استشاط غضباً وأخذته العزة بالإثم...
وخطف الرسالة من يد المترجم ومزقها ....
وهو يقول في غطرسة : عبد من رعيتي يكتب اسمه قبلي .
ثم أرسل عامله على بلاد اليمن على الفور ...
"لأن اليمن كانت تابعة للإمبراطورية الفارسية"
وكان عامله على اليمن إسمه "باذان" .
طلب منه كسرى أن يبعث رجلين من رجاله ليأتي برسول الله إلى "المدائن" عاصمة فارس ....
وكان "كسرى" يريد بذلك إذلال الرسول ﷺ وإذلال المسلمين
لأنه لم يرسل بعض جنوده من عاصمة ملكه "المدائن" وإنما أمر أن يرسل رجلين فقط
والذي يرسلهما هو أحد عماله
وبالفعل أرسل "باذان" جنديين من اليمن للقبض على النبي ﷺ .

ذكرنا من قبل كيف يكون العرب من غير عقيدة ودين.

ذيل الروم من العرب قتل حامل الرسالة ...
وذيل الفرس الآن يمتثل فوراً لسادته ويرسل رجلان ضخمان أقرعان...

خرج الرجلان وفي الطريق مروا بالطائف ...
فعلم أهل الطائف أن كسرى يطلب محمد صلى الله عليه وسلم
ففرحوا واستبشروا ....
وقال بعضهم لبعض : أبشروا فقد نصب له كسرى ملك الملوك
كفيتم الرجل .

سمع "عبدالله بن حذافة"
كل هذا ....
ورجع إلى المدينة مسرعآ وأخبر النبي ﷺ بما حدث وأنه قد أرسل إلى عامله باليمن رجال ليأخذوك إليه ومزق الرسالة
فسخر النبي صلى الله عليه وسلم وضحك ...
وقال : *مزق الله ملكه .*
"وقد كان ذلك في غضون سنوات قليلة من ذلك الموقف"

مزَّق الله تعالى مُلك كسرى تماماً وسقطت الإمبراطورية الفارسية على أيدي المسلمين في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهم

ووصل الجنديين إلى "المدينة المنورة"وكانوا يحلقون رؤوسهم واللحية و شاربهم طويل...

فلما رءاهم النبي ﷺ أشاح بوجهه عنهما ...
أي لم يستطع أن ينظر إليهما "
قال : *من أمركم بتغير خلق الله ؟*
قالا : ربنا "ربهم يعني كسرى"
وأبلغوا النبي ﷺ بما قال "كسرى"
وقالا له وإن أبيت فهو من قد علمت ...
فهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك
وكان الوقت ليل ....
قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : *اذهبا الآن و أتاني غداً .*

فأخذهم أحد الصحابة رضي الله عنهم وآواهم عنده ...
وفي وقت الصبح عند الضحى أتي بهما إلى النبي ﷺ
فلما دخلا عليه :
قال لهما النبي ﷺ *أدعوكما إلى الله أن تسلمان وتؤمنان بالله وأني محمد رسول الله .*
فأرتعدت فرائصهما من هذه الكلمات ووقفا ولم يجيبا بشيء
وقالا : وإنما نحن رسل نبلغ
فقال لهما : *إرجعا إلى صاحبكما في اليمن وأخبره .*
*إِنَّ ربي قتل ربَّه هذه الليلة بعد منتصف الليل وإن إبنه شيرويه هو الذي قتله .*

وبالفعل في هذه الليلة :
قتل كسرى فارس "خسرو الثاني" الملقب "أبرويز" على يد إبنه شيرويه ...
فلما قال النبي ﷺ ذلك للجنديين فزعا ...
وقالا له : هل تدري ما تقول ؟
إنا قد نقمنا عليك ما هو أيسر من هذا أفنكتب عنك هذا ونخبر الملك باذان ؟
"يعني هل تعلم أن الذي تقوله شيء كبير ، فإن كسرى من رسالة منك أقام الدنيا وأقعدها
فكيف إذا أخبرناه أنك تقول عنه أنه مقتول على يد إبنه "

فقال النبي ﷺ في كل هدوء وثقة :
*نعم أخبراه ذاك عني .*
*وقولا لباذان إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى وينتهي إلى الخف والكراع .*
"أي كل البلاد التي تحت سيطرته ستكون تحت سلطة النبي ﷺ حتى الأنعام والمواشي"
وقولا له : *إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك وملكتك على قومك .*

في الطريق قال أحدهما للآخر إن صدق فهو حقاً رسول من عند الله .
وصل الجنديان إلى "باذان" ملك اليمن وأخبره برسالة النبي ﷺ
قالا له : إن للرجل هيبة لا يجرؤ أحد أن يدنو منه .
إذا حدثنا ترتعد فرائصنا .
وقد أخبرنا أن ربه قد قتل ربنا
وأن إبنه "شيرويه" قد إعتدى عليه فقتله وأن إبنه قد انتزع الملك منه ....
قال باذان إن كان نبيا حقا فسيكون ما قال ...
ننظر فإن صحت أخباره آمنا به واتبعناه ..

وما لبث أيام حتى جاءه خطاب من "شيرويه" إبن كسرى الزعيم الجديد في بلاد فارس
إلى "باذان" عامله على اليمن .
يقول فيه إنه قد قتل أباه أبرويز ...
لأن أبرويز قد قتل الكثير من أشراف فارس ...
ويطلب منه بيعة أهل اليمن .
فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك وانظر الرجل الذي كان كسرى يكتب إليك فيه "أي النبي" فلا تزعجه حتى يأتيك أمري ...
يظن أن باذان قد قبضه لا ترسله إلى دعه عندك"

وعلم "باذان" الليلة التي قتل فيها "أبرويز"
فوجد أنها هي نفس الليلة التى أخبر عنها النبي ﷺ .
فأيقن أنه رسول الله وأن الذي أخبره هو وحي من عند الله تعالى ....
لأن المسافة بين المدينة والمدائن هائلة وبعيدة...
ويستحيل على أهل هذا الزمن بأي صورة من الصور أن يعرفوا الأحداث التي تحدث في بلد آخر إلا بمعجزة خارقة .
وهنا أخذ "باذان" قرار الإسلام فوراً
أسلم "باذان" من معجزة إعلامية للنبي ﷺ .
وأسلم أبناؤه وأسلم كل الفرس تقريباً في اليمن .
وأسلم الرسولان اللذان بعثهما باذان إلى رسول الله .
ثم أسلم بعد ذلك كثير من أهل اليمن .
وكان إسلام اليمن إضافة كبيرة جداً لقوة المسلمين .

أما كسرى فارس الجديد "شيرويه" فلم يفكر في الإسلام
وظلت العلاقات بين الدولة الإسلامية والفارسية متجمدة .
إلى أن بدأت المواجهات بين الدولتين في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين وجزاه ربنا خير الجزاء على ما قدموا للإسلام والمسلمين وجمعنا بهم في جنات النعيم.
✨✨✨✨✨
الأنوار المحمدية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم...
يتبع بإذن الله تعالى....
 

بنت العز

سَحَآبةٌ تُمّطِرُ نقآإءً
إنضم
10 يونيو 2014
المشاركات
68,733
مستوى التفاعل
66,608
النقاط
113
العمر
30
جزاك الله خير
 

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
313,171
مستوى التفاعل
44,369
النقاط
113
بنت العز
منوره
شاكر لج مرورج
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )