- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثانية والثمانون بعد المائة *182*
*غزوة ذات الرقاع...والسرايا*
غزوة "خيبر" والتي انتهت بانتصار ساحق للمسلمين وهزيمة منكرة لليهود ....
وتخلص النبي ﷺ من اليهود الذين قاموا بتجميع الأحزاب على المدينة المنورة .
واستطاع قبل خيبر أن يدخل مع قريش في صلح "الحديبية"
والتي في بنودها وقف القتال بين المسلمين وقريش عشر سنوات
وبدأت أعداد كبيرة من العرب في الدخول في الإسلام وأخذت قوة المسلمين تكبر وتنمو فالله الحمد
قبيلة "غطفان" كم مرة غدورا بالمسلمين ؟؟
ثم كان لهم الدور الأكبر في غزوة "الأحزاب" حين حاصروا المدينة 6 آلاف مقاتل
وكانوا على وشك الإشتراك مع اليهود في خيبر .
غطفان هي مجموعة كبيرة من القبائل الشرسة المرتزقة الذين يعيشون على السلب والنهب وقطع الطرق .
لم ينسى لهم هذه المواقف ﷺ من الغدر .
ولذلك قرر ﷺ تأديب "غطفان" وبعض القبائل التي تأمرت على المدينة ... فلم تكن هناك لحظة ضائعة في حياة النبي ﷺ . وحياة هذا الجيل من الصحابة رضي الله عنهم....
هذا يفسر لنا الكم الهائل من الأحداث والإنجازات التي وقعت في تلك الفترة القصيرة...
كان النبي ﷺ قد سمع أيضآ بإجتماع قبيلتين من غطفان
وهي "بني أنمار" و "بني مُحارب" وأنهم يريدون الإغارة على المدينة ....
فخرج ﷺ بنفسه إلى ديار "غطفان" بجيش قوامه 700 مقاتل .
هو عدد قليل نسبياً في مواجهة "غطفان" لأن النبي ﷺ لم يكن يريد ترك المدينة بلا جيش يحميها ....
ولم يكن مع المسلمين سوى 60 أو 70 بعير ....
فكان كل ستة من الصحابة رضي الله عنهم يتناوبون ركوب البعير الواحد ....
وسار الرسول ﷺ مسافة كبيرة بجيشه في عمق الصحراء وتوغل حتى بلغ ديار "غطفان" وهي إلى الشمال الشرقي من المدينة المنورة على مسافة حوالي 300 كم تقريباً من المدينة المنورة .
وهذه المسافة كبيرة جداً
والصحابة رضي الله عنهم يسيرون على أقدامهم حتى بليت نعالهم وتلفت أقدامهم وسقطت أظافرهم وأخذوا يلفون الخرق وقطع القماش على أقدامهم .
*لذلك سميت هذه الغزوة *ذات الرقاع .*
وعندما وصل الجيش الإسلامي إلى ديار "غطفان" كانت الظروف كلها في صالح غطفان .
فأعدادهم كبيرة والمعركة في ديارهم وفي الطرق والدروب التي يعرفونها جيداً
والمسلمون أعدادهم قليلة وهم قادمون من مسافة بعيدة ومرهقون وقد تلفت أقدامهم من السير في الصحراء رضي الله عنهم...
ومع كل هذه الظروف التي في صالح "غطفان"
فقد أصابها الرعب وانسحبت من أمام المسلمين...
لم تكن هذه المرة الأولى التي ينسحب فيها أعداء المسلمين خوفا منهم ...
وكان ذلك توفيقاً من الله تعالى
لذلك كان يقول الحبيب المصطفى ﷺ : *نصرت بالرعب مسيرة شهر .*
وهذا هو الإعداد الذي أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم لا كما يفهمه الناس اليوم ....
قال تعالى .
*وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ .*
الإعداد الحقيقي هنا القوة الإيمانية ومعطوف عليها رباط الخيل هو السلاح ....
فالمؤمن الحق صاحب الإيمان الصادق الذي يقفو أثر رسول الله ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم
إيمانه يهز قلوب الأعداء وأذنابهم وشياطينهم وله رهبة في قلوبهم .
هذا ما يخيفهم ويرعبهم ....
كيف يصل المؤمن لهذا الإيمان ؟؟
بإتباع سنة الحبيب المصطفى ﷺ وتعلم سيرته وسيرة الصحابة رضي الله عنهم ونهج منهجهم والثبات عليه....
عاد المسلمون إلى المدينة دون قتال.....
وكان ﷺ في هذه الغزوة "ذات الرقاع" قد كسر الجناح الثالث ممن اشتركوا في غزوة الأحزاب :
١- اليهود الذين حزبوا الأحزاب .
٢- وقريش التي اشتركت بأربعة آلاف مقاتل.
٣- ثم غطفان التي اشتركت بستة آلاف مقاتل .
ولم ينتهي الأمر عند رسول الله ﷺ في هذه الغزوة .
بل أرسل 6 سرايا متتالية إلى قبائل غطفان وغيرها .
ولم تجتريء قبائل غطفان بعد غزوة "ذات الرقاع" وبعد هذه السرايا أن ترفع رأسها مرة أخرى أمام المسلمين .
بل استكانت شيئا فشيئا حتى استسلمت ثم أسلمت واحدة بعد الأخرى .
ونذكر بعض هذه السرايا بأختصار
١ - سرية *غالب بن عبد الله الليثي .* رضي الله عنه
إلى "بني الملوح"
هذه السرية قبل غزوة "ذات الرقاع"
وكان سبب السرية أن "بني ملوح" قد قتلوا بعض أصحاب ﷺ رضي الله عنهم.
فأرسل إليهم ﷺ "غالب بن عبد الله الليثي رضي الله عنه ومعه 17 رجل رضي الله عنهم.
فوصلوا إليهم قبل غروب الشمس .
فلما كان الليل أرسلوا أحد الصحابة رضي الله عنهم و اسمه "جندب الجهني رضي الله عنه ليستطلع الأمر فبينما هو منبطح خرج رجل من القوم من خيمته
فقال لأمرأته إني أرى على التل سوادا "أي خيال" لم أره في أول يومي ....
فانظري إلى أوعيتك لعل الكلاب تكون قد جرت منها شيئا .
فنظرت ثم قالت : ما فقدت من أوعيتي شيئا .
فقال لها : ناوليني قوسي وسهمين .... فأرسل أحد السهام فأصابت "جندب رضي الله عنه فانتزعه جندب وثبت مكانه لا يتحرك .
فأرسل سهم آخر فوقع في منكبه فانتزعه وثبت مكانه ....
فقال الرجل لأمرأته لو كان ربيئة للقوم لتحرك .....
"الربيئة هو العدو الذي يراقب من بعيد"
لقد خالطه سهمان ولم يتحرك رضي الله عنه...
فإذا أصبحت فأتى بالسهام لا تمضغها الكلاب ....
ثم دخل إلى خيمته مرة أخرى
فلما اطمأنوا وناموا شن المسلمين عليهم الغارة في الليل وقتلوا منهم من قتلوا وساقوا الأنعام
ثم طاردهم عدد كبير من "بني الملوح" حتى إذا قربوا من المسلمين ....
نزل سيل عظيم ولم يكن في السماء سحابة واحدة ....
وكان بين الفريقين وادي فامتلأ الوادي بالماء فحال بين الفريقين ....
ونجا المسلمين من مطارديهم وشاهد الأعداء المسلمين وهم يسوقون أنعامهم متوجهين إلى المدينة المنورة ولم يستطيعوا الإقتراب منهم .
٢ - سرية *أبو بكر الصديق .* رضي الله عنه .
إلى {{ بني فزارة }} يتبعون لغطفان .
وقد أغاروا عليهم بعد صلاة الفجر و غنم منها المسلمون ورجعوا .
٣ - سرية *عمر بن الخطاب .* رضي الله عنه .
إلى "هوازن"
أرسل النبي ﷺ "عمربن الخطاب رضي الله عنه ومعه 30 رجلاً إلى هوزان .
فلما وصل الخبر إلى "هوزان" هربوا جميعاً من الخوف
فلما وصل "عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكان لهم اسمه "تُربَة" لم يجدوا أحد منهم .
فانصرفوا راجعين إلى المدينة...
٤ - سرية *غالب بن عبد الله الليثي .* هذا الصحابي رضي الله عنه خرج على رأس سريتين ذكرنا الأولى وهذه الثانية .
أرسله ﷺ إلى "بني عوال" و "بني عبد بن ثعلبة" في ناحية نجد .
وكان معه 130 رجلاً من الصحابة رضي الله عنهم
فهجموا عليهم جميعاً وقتلوا جمعآ من أشرافهم واستاقوا الأنعام والشاة .... ولم يأسروا أحداً...
وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما الرجل الذي قال: لا إله إلا الله
يقول أسامة رضي الله عنه كان رجل من القوم اسمه "نهيك بن مرداس" إذا أقبل القوم كان من أشدهم علينا "يقاتلهم بقوة وشجاعة"... فعندما انهزموا
يقول أسامة رضي الله عنه فتبعته أنا ورجل من الأنصار فرفعت عليه السيف
فقال : لا إله إلا الله .
فكف الأنصاري "أي توقف عن قتله"
يقول أسامة رضي الله عنه فطعنته برمحي حتى قتلته .
"لما وجد هذا الرجل أنه سيقتل قال : لا اله إلا الله .
كي لا يقتله أسامة رضي الله عنه ولكن أسامة بن زيد قتله"
يقول أسامة رضي الله عنه ثم وجدت في نفسي من ذلك موجدة شديدة حتى ما أقدر على أكل الطعام .
"شعر أسامة رضي الله عنه أنه قام بفعل منكر نفسه تلومه حتى لم يستطيع أن يأكل من الهم"
فلما قدمت المدينة استقبلني رسول الله ﷺ وقبلني واعتنقني .
"لأن أسامة رضي الله عنه يعتبر عند رسول مثل إبن إبنه
"أبوه زيد بن حارثة" تربى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم
وكان يطلق عليه زيد بن محمد
*فأبطل الله التبني ولكن بقيت المشاعر كما هي*
وكان النبي ﷺ إذا بعث "أسامة بن زيد رضي الله عنهما يسأل عنه أصحابه ويحب أن يُثنى عليه خيراً
"كان يحب رسول الله ﷺ أن يسمع أخبار أسامة رضي الله عنه بالقتال وأنه قام بأعمال بطولية إيمانية "
فلما رجعوا لم يسألهم عنه
فأخذ الصحابة رضي الله عنهم يحدثون رسول الله ﷺ عن أسامة رضي الله عنه وبطولته لأنهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يثنى عليه خيرا
واسامة بن زيد كان في مقتبل العمر شاب صغير .
قالوا : يا رسول الله لو رأيت ما فعل أسامة رضي الله عنه ولقيه رجل : فقال الرجل "لا إله إلا الله" فشد عليه أسامة فقتله .
"هم يظنون أن هذا العمل بطولي لأسامة رضي الله عنه
يقول الصحابة رضي الله عنهم فما راعنا إلا والنبي ﷺ رفع رأسه الشريف ونظر إلى أسامة رضي الله عنه مغضبآ
وصاح بأسامة رضي الله عنه وقال *يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟؟*
فقال أسامة رضي الله عنه إنما قالها خوفا من السلاح .
"أي لم يؤمن.... قالها خوفا"
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : *فهلا شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أم كاذب ؟*
*فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟*
*أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟*
*أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟؟*
قال أسامة رضي الله عنه فما زال يكررها على حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم .
"يعنى تمنى لو كان قد أسلم بعد هذا اليوم لأن الإسلام يجب ما قبله"
رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين...
يتبع إن شاء الله *عمرة القضاء*
الأنوار المحمدية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.....
الحلقة الثانية والثمانون بعد المائة *182*
*غزوة ذات الرقاع...والسرايا*
غزوة "خيبر" والتي انتهت بانتصار ساحق للمسلمين وهزيمة منكرة لليهود ....
وتخلص النبي ﷺ من اليهود الذين قاموا بتجميع الأحزاب على المدينة المنورة .
واستطاع قبل خيبر أن يدخل مع قريش في صلح "الحديبية"
والتي في بنودها وقف القتال بين المسلمين وقريش عشر سنوات
وبدأت أعداد كبيرة من العرب في الدخول في الإسلام وأخذت قوة المسلمين تكبر وتنمو فالله الحمد
قبيلة "غطفان" كم مرة غدورا بالمسلمين ؟؟
ثم كان لهم الدور الأكبر في غزوة "الأحزاب" حين حاصروا المدينة 6 آلاف مقاتل
وكانوا على وشك الإشتراك مع اليهود في خيبر .
غطفان هي مجموعة كبيرة من القبائل الشرسة المرتزقة الذين يعيشون على السلب والنهب وقطع الطرق .
لم ينسى لهم هذه المواقف ﷺ من الغدر .
ولذلك قرر ﷺ تأديب "غطفان" وبعض القبائل التي تأمرت على المدينة ... فلم تكن هناك لحظة ضائعة في حياة النبي ﷺ . وحياة هذا الجيل من الصحابة رضي الله عنهم....
هذا يفسر لنا الكم الهائل من الأحداث والإنجازات التي وقعت في تلك الفترة القصيرة...
كان النبي ﷺ قد سمع أيضآ بإجتماع قبيلتين من غطفان
وهي "بني أنمار" و "بني مُحارب" وأنهم يريدون الإغارة على المدينة ....
فخرج ﷺ بنفسه إلى ديار "غطفان" بجيش قوامه 700 مقاتل .
هو عدد قليل نسبياً في مواجهة "غطفان" لأن النبي ﷺ لم يكن يريد ترك المدينة بلا جيش يحميها ....
ولم يكن مع المسلمين سوى 60 أو 70 بعير ....
فكان كل ستة من الصحابة رضي الله عنهم يتناوبون ركوب البعير الواحد ....
وسار الرسول ﷺ مسافة كبيرة بجيشه في عمق الصحراء وتوغل حتى بلغ ديار "غطفان" وهي إلى الشمال الشرقي من المدينة المنورة على مسافة حوالي 300 كم تقريباً من المدينة المنورة .
وهذه المسافة كبيرة جداً
والصحابة رضي الله عنهم يسيرون على أقدامهم حتى بليت نعالهم وتلفت أقدامهم وسقطت أظافرهم وأخذوا يلفون الخرق وقطع القماش على أقدامهم .
*لذلك سميت هذه الغزوة *ذات الرقاع .*
وعندما وصل الجيش الإسلامي إلى ديار "غطفان" كانت الظروف كلها في صالح غطفان .
فأعدادهم كبيرة والمعركة في ديارهم وفي الطرق والدروب التي يعرفونها جيداً
والمسلمون أعدادهم قليلة وهم قادمون من مسافة بعيدة ومرهقون وقد تلفت أقدامهم من السير في الصحراء رضي الله عنهم...
ومع كل هذه الظروف التي في صالح "غطفان"
فقد أصابها الرعب وانسحبت من أمام المسلمين...
لم تكن هذه المرة الأولى التي ينسحب فيها أعداء المسلمين خوفا منهم ...
وكان ذلك توفيقاً من الله تعالى
لذلك كان يقول الحبيب المصطفى ﷺ : *نصرت بالرعب مسيرة شهر .*
وهذا هو الإعداد الذي أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم لا كما يفهمه الناس اليوم ....
قال تعالى .
*وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ .*
الإعداد الحقيقي هنا القوة الإيمانية ومعطوف عليها رباط الخيل هو السلاح ....
فالمؤمن الحق صاحب الإيمان الصادق الذي يقفو أثر رسول الله ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم
إيمانه يهز قلوب الأعداء وأذنابهم وشياطينهم وله رهبة في قلوبهم .
هذا ما يخيفهم ويرعبهم ....
كيف يصل المؤمن لهذا الإيمان ؟؟
بإتباع سنة الحبيب المصطفى ﷺ وتعلم سيرته وسيرة الصحابة رضي الله عنهم ونهج منهجهم والثبات عليه....
عاد المسلمون إلى المدينة دون قتال.....
وكان ﷺ في هذه الغزوة "ذات الرقاع" قد كسر الجناح الثالث ممن اشتركوا في غزوة الأحزاب :
١- اليهود الذين حزبوا الأحزاب .
٢- وقريش التي اشتركت بأربعة آلاف مقاتل.
٣- ثم غطفان التي اشتركت بستة آلاف مقاتل .
ولم ينتهي الأمر عند رسول الله ﷺ في هذه الغزوة .
بل أرسل 6 سرايا متتالية إلى قبائل غطفان وغيرها .
ولم تجتريء قبائل غطفان بعد غزوة "ذات الرقاع" وبعد هذه السرايا أن ترفع رأسها مرة أخرى أمام المسلمين .
بل استكانت شيئا فشيئا حتى استسلمت ثم أسلمت واحدة بعد الأخرى .
ونذكر بعض هذه السرايا بأختصار
١ - سرية *غالب بن عبد الله الليثي .* رضي الله عنه
إلى "بني الملوح"
هذه السرية قبل غزوة "ذات الرقاع"
وكان سبب السرية أن "بني ملوح" قد قتلوا بعض أصحاب ﷺ رضي الله عنهم.
فأرسل إليهم ﷺ "غالب بن عبد الله الليثي رضي الله عنه ومعه 17 رجل رضي الله عنهم.
فوصلوا إليهم قبل غروب الشمس .
فلما كان الليل أرسلوا أحد الصحابة رضي الله عنهم و اسمه "جندب الجهني رضي الله عنه ليستطلع الأمر فبينما هو منبطح خرج رجل من القوم من خيمته
فقال لأمرأته إني أرى على التل سوادا "أي خيال" لم أره في أول يومي ....
فانظري إلى أوعيتك لعل الكلاب تكون قد جرت منها شيئا .
فنظرت ثم قالت : ما فقدت من أوعيتي شيئا .
فقال لها : ناوليني قوسي وسهمين .... فأرسل أحد السهام فأصابت "جندب رضي الله عنه فانتزعه جندب وثبت مكانه لا يتحرك .
فأرسل سهم آخر فوقع في منكبه فانتزعه وثبت مكانه ....
فقال الرجل لأمرأته لو كان ربيئة للقوم لتحرك .....
"الربيئة هو العدو الذي يراقب من بعيد"
لقد خالطه سهمان ولم يتحرك رضي الله عنه...
فإذا أصبحت فأتى بالسهام لا تمضغها الكلاب ....
ثم دخل إلى خيمته مرة أخرى
فلما اطمأنوا وناموا شن المسلمين عليهم الغارة في الليل وقتلوا منهم من قتلوا وساقوا الأنعام
ثم طاردهم عدد كبير من "بني الملوح" حتى إذا قربوا من المسلمين ....
نزل سيل عظيم ولم يكن في السماء سحابة واحدة ....
وكان بين الفريقين وادي فامتلأ الوادي بالماء فحال بين الفريقين ....
ونجا المسلمين من مطارديهم وشاهد الأعداء المسلمين وهم يسوقون أنعامهم متوجهين إلى المدينة المنورة ولم يستطيعوا الإقتراب منهم .
٢ - سرية *أبو بكر الصديق .* رضي الله عنه .
إلى {{ بني فزارة }} يتبعون لغطفان .
وقد أغاروا عليهم بعد صلاة الفجر و غنم منها المسلمون ورجعوا .
٣ - سرية *عمر بن الخطاب .* رضي الله عنه .
إلى "هوازن"
أرسل النبي ﷺ "عمربن الخطاب رضي الله عنه ومعه 30 رجلاً إلى هوزان .
فلما وصل الخبر إلى "هوزان" هربوا جميعاً من الخوف
فلما وصل "عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكان لهم اسمه "تُربَة" لم يجدوا أحد منهم .
فانصرفوا راجعين إلى المدينة...
٤ - سرية *غالب بن عبد الله الليثي .* هذا الصحابي رضي الله عنه خرج على رأس سريتين ذكرنا الأولى وهذه الثانية .
أرسله ﷺ إلى "بني عوال" و "بني عبد بن ثعلبة" في ناحية نجد .
وكان معه 130 رجلاً من الصحابة رضي الله عنهم
فهجموا عليهم جميعاً وقتلوا جمعآ من أشرافهم واستاقوا الأنعام والشاة .... ولم يأسروا أحداً...
وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما الرجل الذي قال: لا إله إلا الله
يقول أسامة رضي الله عنه كان رجل من القوم اسمه "نهيك بن مرداس" إذا أقبل القوم كان من أشدهم علينا "يقاتلهم بقوة وشجاعة"... فعندما انهزموا
يقول أسامة رضي الله عنه فتبعته أنا ورجل من الأنصار فرفعت عليه السيف
فقال : لا إله إلا الله .
فكف الأنصاري "أي توقف عن قتله"
يقول أسامة رضي الله عنه فطعنته برمحي حتى قتلته .
"لما وجد هذا الرجل أنه سيقتل قال : لا اله إلا الله .
كي لا يقتله أسامة رضي الله عنه ولكن أسامة بن زيد قتله"
يقول أسامة رضي الله عنه ثم وجدت في نفسي من ذلك موجدة شديدة حتى ما أقدر على أكل الطعام .
"شعر أسامة رضي الله عنه أنه قام بفعل منكر نفسه تلومه حتى لم يستطيع أن يأكل من الهم"
فلما قدمت المدينة استقبلني رسول الله ﷺ وقبلني واعتنقني .
"لأن أسامة رضي الله عنه يعتبر عند رسول مثل إبن إبنه
"أبوه زيد بن حارثة" تربى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم
وكان يطلق عليه زيد بن محمد
*فأبطل الله التبني ولكن بقيت المشاعر كما هي*
وكان النبي ﷺ إذا بعث "أسامة بن زيد رضي الله عنهما يسأل عنه أصحابه ويحب أن يُثنى عليه خيراً
"كان يحب رسول الله ﷺ أن يسمع أخبار أسامة رضي الله عنه بالقتال وأنه قام بأعمال بطولية إيمانية "
فلما رجعوا لم يسألهم عنه
فأخذ الصحابة رضي الله عنهم يحدثون رسول الله ﷺ عن أسامة رضي الله عنه وبطولته لأنهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يثنى عليه خيرا
واسامة بن زيد كان في مقتبل العمر شاب صغير .
قالوا : يا رسول الله لو رأيت ما فعل أسامة رضي الله عنه ولقيه رجل : فقال الرجل "لا إله إلا الله" فشد عليه أسامة فقتله .
"هم يظنون أن هذا العمل بطولي لأسامة رضي الله عنه
يقول الصحابة رضي الله عنهم فما راعنا إلا والنبي ﷺ رفع رأسه الشريف ونظر إلى أسامة رضي الله عنه مغضبآ
وصاح بأسامة رضي الله عنه وقال *يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟؟*
فقال أسامة رضي الله عنه إنما قالها خوفا من السلاح .
"أي لم يؤمن.... قالها خوفا"
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : *فهلا شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أم كاذب ؟*
*فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟*
*أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟*
*أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟؟*
قال أسامة رضي الله عنه فما زال يكررها على حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم .
"يعنى تمنى لو كان قد أسلم بعد هذا اليوم لأن الإسلام يجب ما قبله"
رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين...
يتبع إن شاء الله *عمرة القضاء*
الأنوار المحمدية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.....