أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

السيره النبويه ١٨٥

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
313,171
مستوى التفاعل
44,369
النقاط
113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الخامسة والثمانون بعد المائة *185*
*إسلام خالد بن الوليد .*
*وعثمان بن طلحة .*
*وعمرو بن العاص رضي الله عنهم .*

أول حدث في شهر "صفر" في السنة الثامنة من الهجرة : كان إسلام ثلاثة من عمالقة قريش وهم .
- خالد بن الوليد "فارس قريش"
- عمرو بن العاص -وهو من أحكم وأدهى العرب"
- عثمان بن طلحة "من وجوه أهل مكة"
*رضي الله عنهم*

وهذا الحدث من أعظم الأحداث ونصر من أكبر إنتصارات الإسلام
ونقطة فارقة في التاريخ الإسلامي
وقد أسلم الثلاثة في يوم واحد
عندما أسلموا قال النبي ﷺ *رمتكم مكة بأفلاذ كبدها .*

لماذا تأخر إسلام "خالد بن الوليد" رضي الله عنه سيف الله المسلول .
عندما أوحي إلى النبي ﷺ في مكة كان خالد شاباً عمره 27 عام .
وعندما أسلم كان عمره 47 عام .
بقي خالد بن الوليد رضي الله عنه 20 عام كاملة يرفض الإسلام ويحارب المسلمين حتى أسلم في أول السنة الثامنة من الهجرة .

وكان سبب رفضه وعداوته للإسلام طوال هذه الفترة أنه من بيت يكره الإسلام .
فأبوه هو "الوليد بن المغيرة" سيد "بني مخزوم" أحد بطون قريش .
ومن أغنى أغنياء قريش .
ومن أشد قريش عدواة للنبي ﷺ لدرجة أنها نزلت فيه عشرون آية في سورة المدثر
قال تعالى :
*ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ♡ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ♡ وَبَنِينَ شُهُودًا ♡ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ♡ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ♡ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا ♡ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ♡ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ♡ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ♡ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ♡ ثُمَّ نَظَرَ ♡ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ♡ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ♡ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ♡ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ♡ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ♡ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ♡ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ♡ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ♡ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ♡*

نزلت هذه الآيات في حق "الوليد بن المغيرة"

وسبب آخر لتأخر إسلام "خالد بن الوليد" هو أن خالد كان من زعماء مكة .
وله مكانته في قريش ومكانته المرموقة في العرب .
ومكانته في الجيش المكي فهو قائد فرسان قريش وهي أهم كتيبة في الجيش .
فكان "خالد" يخشى على مكانته أن تضيع إذا دخل في الإسلام .

وكان من أسباب إسلام "خالد بن الوليد رضي الله عنه كثيرة .
في صلح الحديبية قبل هذا التاريخ بعام تقريباً عندما خرج "خالد بن الوليد رضي الله عنه على رأس جيش مكة لإعتراض المسلمين الذين جاؤوا لأداء العمرة .
ووقف خالد بجيش مكة أمام المسلمين .
ثم جاءت صلاة الظهر فوقف المسلمون يصلون .
وشاهد "خالد بن الوليد رضي الله عنه المسلمون وهم يصلون ويسجدون ووجدها فرصة سانحة لمهاجمة المسلمين وهم في صلاتهم .
فسأل من حوله هل سيصلي المسلمين مثل هذه الصلاة مرة أخرى ؟
فقال له بعضهم نعم إن لهم صلاة بعد هذه "صلاة العصر" أحب إليهم من أموالهم وأبنائهم
فجهز "خالد بن الوليد رضي الله عنه جيش مكة للإنقضاض على المسلمين في صلاة العصر .
ولكن في ذلك الوقت نزل جبريل بتشريع صلاة الخوف .
ووقف النبي ﷺ يصلي بالمسلمين صلاة الخوف لأول مرة .... فقام وصلى خلفه نصف الجيش .
والنصف الثاني من الجيش وقف خلف المسلمون لحراستهم .
وأتم النبي ﷺ صلاة ركعتين .
ثم وهو في التشهد سلم الجيش وانصرف ووقف للحراسة .
ثم جاء النصف الثاني الذي كان يقوم بمهمة الحراسة فصلى مع الرسول ﷺ .
ولما رأى "خالد بن الوليد رضي الله عنه ذلك قال كلمة عجيبة
قال : إن القوم ممنوعون .
"أي أن الله تعالى يمنع ويحمي هؤلاء"

وكانت "عمرة القضاء" قد تركت أثراً آخر بعد خروجه منها ﷺ
قلنا إن النبي ﷺ قد خرج مهاجراً من مكة يصحبه رجل واحد من أصحابه و هو "أبو بكر الصديق رضي الله عنه..
في جنح الظلام .
وها هو يرجع اليوم إليها بإقرار من قريش .
وتخلي قريش له مكة فلا يشاركه بالطواف مشرك ولا يصادفهم في طرقاتهم أحد حتى لا يستفزهم .

وبيوت قريش مغلقة ومن أراد أن يبقى في مكة أغلق عليه باب داره .
ومن أراد أن يخرج خرج إلى شعاب الجبال .
مكة كلها يدخلها النبي ﷺ في وضح النهار محرماً ملبياً مكبراً يتطوف بالبيت .
وحول البيت آلهتهم التي طالما سفه أحلام من يعبدها بنص القران الكريم ....
ورجالات قريش تنظر إليه

حرك هذا المشهد تفكير العقلاء منهم وذوي الرأي أمثال "خالد بن الوليد" و "عثمان بن طلحة" وغيرهما
وقد ترك في نفوسهم حيرة .
هذا الرجل الذي خرج قبل سبع سنين في جنح الظلام يعود الآن في وضح النهار وحوله 2000 رجل محرمين يطوفون ويعلنون دينهم علانية في مكة
ولا يستطيع أحد أن يعارضهم .

ما سر هذا الرجل ؟!!
لقد قاتلناه مراراً فانتصر علينا .
وها هو قد طاف في الكعبة مع أولئك العبيد الذين كنا نستهين بهم ونعذبهم في مكة وتعلو أصواتهم بالتلبية والتكبير
من أين يستمد قوته هذا الرجل ؟
وها هي قريش قد أذعنت له .
فأكل العرب واليهود معاً بالأمس قضى على آخر اليهود في "خيبر"
واليوم يدخل مكة عنوة في وضح النهار .
ما سر هذا الرجل ..
يقول خالد بن الوليد رضي الله عنه قلت في نفسي لم تعد مكة دار إقامة لي لعله يأتي في كل عام فيعتمر ويحج .
ولعل أمره يظهر على قريش .
ففكرت أن أغادر مكة إلى "الحبشة" .
فتذكرت أن ملك الحبشة النجاشي قد دخل في دينه .
فقلت : اخرج إلى قيصر الروم .
فتذكرت أن "قيصر" سيعرض علي النصرانية وأدخل في دينه ما دمت في حماه .
فأترك دين قومي وأكون هنالك موالي للعجم فأفقد قومي وعشيرتي .

أين أذهب ؟؟
وبينما أنا كذلك في تلك الحيرة
قلت : أغلق باب داري علي وانظر إلى ما يصير إليه أمر محمد صلى الله عليه وسلم
وإذا بقارع يقرع الباب علي ويسلمني رسالة من أخي الوليد
وكان لخالد أخ إسمه "الوليد بن الوليد بن المغيرة" كان قد أسلم بعد بدر .
وبحث "الوليد" عن أخيه "خالد" فلم يجده ....
كان قد خرج مع قريش و ترك مكة للمسلمين ثلاثة أيام .
فترك له "الوليد بن الوليد" رسالة قال فيها .

*بسم الله الرحمن الرحيم .*
*أما بعد .* *فإني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك عقلك يا خالد .*
*ومثل الإسلام لا يجهله أحد ؟*
"أي هذا الإسلام بتعاليمه لايجهله عاقل وأنت من العقلاء يا خالد"
*وقد سألني رسول الله ﷺ عنك ونحن بمكة .*
*وقال أين خالد ؟؟*
*فقلت يأتي الله به مسلماً إن شاء الله .*
*فقال ما مثل خالد يجهل الإسلام .*
"يعني لا يعقل مثل عقلية خالد ورجاحة عقله يجهل الإسلام "
*ولو كان جعل نكايته وجَدَّهُ مع المسلمين على المشركين لكان خيراً له .*
*ولقدَّمناهُ على غيره .*
"يعني قوته وحنكته في القتال لو جعلها على أعداء الله لكان خير له"
*فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالحة .*

يقول خالد رضي الله عنه فلما قرأت كتابه زدت رغبة في الإسلام .
وسرني سؤال رسول الله ﷺ عني وقوله *ما مثل خالد يجهل الإسلام .*

انظروا إلى حكمة رسول الله ﷺ
هو يعلم أن "خالد" يخشى على مكانته في جيش مكة .
فهو يريد أن يطمئنه من هذه الناحية وأنه إذا دخل في الإسلام فلن يكون تابعاً بل سيظل قائداً .

اهتز قلب "خالد" بهذه الرسالة
رجل أعاديه وأقاتله ونلت منه ما نلت يوم أحد .
ثم يثني علي ويقول *ما مثل خالد يجهل الاسلام .*
فيشهد برجاحة عقلي .
قال فهزتني مقالته وجعلتني أقُلب الأمور رأساً على عقب .
وأقول لقد قاتلته مراراً .
وأنا لا أدافع عن عقيدة ولا حتى أدري لما اقاتله ؟

لماذا لا أدخل في دينه ؟
وأخذت أفكر وأتدبر أمري .
فنمت ليلتي تلك ورأيت في المنام كأني في بلاد ضيقة جدبة .
فخرجت إلى بلاد خضراء واسعة فيها المياه تتدفق
فلما صحوت قلت : إنها رؤيا .
لأن صدقت فإني خارج من دين قريش إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم.

وهنا كان قرار "خالد بن الوليد رضي الله عنه رضي الله عنه أن يدخل الإسلام .
ولكن قبل هجرة خالد رضي الله عنه أراد "خالد" ألا يهاجر وحده
يقول خالد رضي الله عنه قلت من أصاحب معي إلى الرسول ﷺ ؟
"فخالد شخصية إيجابية ويريد أن يقدم شيئا للإسلام في أول لحظات إسلامه
حتى قبل أن يهاجر وقبل أن يقابل الرسول ﷺ .
يقول خالد بن الوليد رضي الله عنه فذهبت إلى صديقي "صفوان بن أمية"
وعرضت عليه أن يدخل في الإسلام وأن يهاجر معي .
فقال له صفوان وقد أنكر عليه أشد الإنكار
قال : واللآت لو لم يبقَ غيري من قريش لما اتبعته .
"يعني لو أسلمت قريش كلها إلا أنا ما اتبعت دين محمد"
يقول خالد بن الوليد رضي الله عنه...
قلت في نفسي رجل قُتل أباه وأخاه يوم بدر فأعذره فيما يعتقد ....
فتركته وانصرفت عنه .

ثم ذهبت إلى صديقي "عكرمة بن أبي جهل" وعرضت عليه أن يسلم وأن يهاجر معي .
فقال له عكرمة وكان أشد إنكاراً من صفوان . لو لم يبقَ غيري من قريش لما اتبعته .
فقلت وهذا أعذره أيضآ
لقد قتل أباه يوم بدر ومازال يحمل عار أبيه أبو جهل .

يقول خالد رضي الله عنه فمضيت وقلت لا أكلم أحداً حتى لا يفشوا أمري في مكة فيسخر مني أهل مكة .

يقول خالد رضي الله عنه وبينما أنا في طريقي لا أريد أن أكلم أحداً لقيني "عثمان بن طلحة"

هذا الرجل ؟؟
عندما هاجرت أم سلمة لم يتركها تهاجر وحدها وخرج ماشياً على قدميه حتى أوصلها وابنها المدينة المنورة ثم رجع .
وذكرناها في السيرة سابقآ وقلنا أن له سابقة خير فهداه الله للإسلام .
قال : لقيني "عثمان بن طلحة"
يقول خالد رضي الله عنه فقلت هذا أشد إنكاراً من الذين قبله .
فإن كان "صفوان" قتل أباه وأخاه .
و "عكرمة" قتل أباه .
فهذا "عثمان" فقد قتل أبوه وعمه ، وإخوته الأربعة في يوم أحد على يد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
فهو أشد عداوة لمحمد ودينه من غيره .
فلا أفضح أمري بين يديه .
فلما لقيني "عثمان" سلم علي وسلمت عليه ثم أخذت أناقشه في أمر محمد وقريش .
وأقول له : ألا ترى أن أمر محمداً قد علا علوا منكراً "أي غريبا"
فما أصبحنا يا عثمان إلا بمنزلة ثعلب في جحر لو صب فيه ذنوب من ماء لخرج .
"أي أصبحنا ضعاف جداً أمام محمد وصحبه"
قال فأنصت إلي تماماً
وقال عثمان : و هو كذلك يا خالد... فقلت له ألم يستقم الميسم "أي تبين الطريق وظهر الحق"
فما علينا لو دخلنا في دين محمد يا عثمان ؟
فقال عثمان . هذا ما عزمت أن أحدثك به والله
"سبحان الله الذين اختارهم كانوا أشد إنكارا .
والذي خشي أن يحدثه كان هو الموافق .
قال : هذا ما عزمت ان أحدثك به .
والله لقد طاب المنسم يا خالد . فعلامَ نكابر ؟؟

فاستجاب له "عثمان بن طلحة" واتفق الإثنان على الخروج من مكة وتواعدا .
وخرجا إلى المدينة المنورة لإعلان إسلامها بين يدي النبي ﷺ وفي الطريق إلى المدينة
قابل "خالد بن الوليد" و "عثمان بن طلحة"
رجل في الطريق هو "عمرو بن العاص" كان هو الآخر متوجها من مكة إلى المدينة ليعلن إسلامه

ننتقل مع "عمرو بن العاص" رضي الله عنه ونرى مالذي جعله يدخل الإسلام .... وعلى يد من أسلم .
ثم نرجع إلى خالد وعثمان وعمرو وماذا حدث عندما تقابلوا في الطريق .

"عمرو بن العاص" رضي الله عنه تأخر في إسلامه
مثل "خالد بن الوليد"
ظل "عمرو بن العاص" عشرون عاما منذ البعثة وحتى بداية السنة الثامنة من الهجرة رافضاً ومعاديا للإسلام .
وكان سبب رفضه للإسلام طوال هذه الفترة أنه من بيت يكره الإسلام .
فأبوه "العاص بن وائل" كان من أشد أعداء النبي ﷺ وكان شديد الإيذاء للرسول ﷺ في مكة قبل الهجرة .
وهو الذي كان يقول عن النبي ﷺ بعد موت ولده أنه "أبتر"
فنزل فيه قول الله تعالى "إن شانئك هو الأبتر"
ومن شدة إيذائه للنبي ﷺ
دعا عليه النبي فقال *اللهم سلط عليه شوكة من أشواك الأرض .*
فدخلت شوكة في قدمه فتورمت قدمه ولم يستطع أن يتحرك وأصبح طريح الفراش .
وذهب إبنه "عمرو بن العاص" إلى "الطائف" ليأتي بطبيب ولكنه مات قبل أن يصل إليه .

إذآ "عمرو بن العاص" من بيت يكره الإسلام كراهية شديدة جداً .
وسبب آخر لتأخر إسلام "عمرو بن العاص" وهو أن له مكانة كبيرة في قريش .
بل وفي الجزيرة كلها .
ولذلك فهو يخشى على ضياع هذه المكانة إذا اتبع النبي ﷺ ودخل في الإسلام .

كيف أسلم ؟
بعد غزوة "الأحزاب" رأى "عمرو بن العاص" بحنكته السياسية أن الأمور ستتجه بعد ذلك لصالح المسلمين .
لأن كل أعداء المسلمين تحالفوا ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا .
ولكن مع ذلك لم يكن "عمرو بن العاص" متقبلًا لفكرة أن يدخل في الإسلام .
كان شديد الكراهية للرسول ﷺ فأخذ قرارا غريباً وهو أن يترك مكة ويهاجر إلى الحبشة
والقصة يرويها "عمرو بن العاص" نفسه والقصة في البخاري ومسلم رحمهما الله :

يقول "عمرو بن العاص رضي الله عنه :
أنه تحدث إلى رجال من قريش كانوا يرون رأيي
"يعني مجموعة من رجال قريش كانوا يقتنعون بأي شيء يقوله .
ويسمعون كلامه وينفذون ما يقوله"
فقلت لهم . إني أرى أمر محمد يعلوا علواً منكرًا .
وإني أرى أن نلحق بالنجاشي .
فلئن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد .
وكان "عمرو بن العاص" صديقاً للنجاشي .
وانظروا إلى مدى كراهية "عمرو بن العاص" للنبي ﷺ في ذلك الوقت .
يقول عمرو بن العاص ولم يكن أحد أشد كراهية لرسول الله مني .
يقول عمرو بن العاص لأصحابه وإن ظهر قومنا فنحن مَن قد عرفوا .
فلن يأتينا منهم إلا خيراً .
"أي لو انتصرت قريش على المسلمين فيمكن أن نعود إلى مكة ومكانتنا محفوظة"
وإن ظهر محمد كان النجاشي بيننا وبينه .
"هذا عمرو بن العاص الذي كان يسمى بداهية العرب .
إن ظهر محمد فهذا النجاشي يتدخل ويقوم بصلح بيننا"
فقال أصحابه إن هذا لهو الرأي
فقال لهم عمرو . فاجمعوا له ما نهدي إليه .
"يعني ساعدوني نجمع للنجاشي الهدايا"
يقول عمرو . وكان أحب ما يهدى إليه من أرض العرب هو الأدم .
"أي الجلود المدبوغة" فجمعوا له جلودا كثيرة ثم توجهوا إلى الحبشة .

فلما ذهب "عمرو بن العاص" إلى النجاشي وجد عنده "عمرو بن أمية الضمري"
تذكرون هذا الاسم الذي حمل الرسالة من النبي ﷺ للنجاشي .
كان النبي ﷺ قد أرسل "عمرو بن أمية" إلى النجاشي يطلب منه أن يرسل "جعفر بن أبي طالب" ومن بقي من المسلمين في الحبشة إلى المدينة .
"الرسالة التي زوجه فيها رملة بنت أبي سفيان"

ففكر "عمرو بن العاص" أن يدخل إلى النجاشي ويطلب منه أن يسلمه "عمرو بن أمية الضمري" ويقتله...
وبذلك يكون قد صنع شيئا لقريش يرفع بها مكانته في مكة .
مع أن "عمرو بن العاص" حاول قديما منذ 15 عام في السنة الخامسة من البعثة أن يسلم له النجاشي المسلمون الذين هاجروا إلى الحبشة .
ولكن النجاشي رفض رفضاً قاطعا .

يقول عمرو بن العاص فدخلت عليه وسجدت له كما كنت أصنع .
فقال : مرحبًا بصديقي .
أهديت الي من بلادك شيئا .
قال عمرو : نعم أيها الملك .
قد أهديت لك أُدُماً كثيراً . ثم قدمه إليه فأعجبه .
يقول عمرو فلما رأيت نفسه قد طابت .... قلت له . أيها الملك .
إني قد رأيت رجلاً خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا .
فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وأعزتنا .
قال عمرو . فغضب النجاشي غضباً لم أرى النجاشي قد غضب مثله من قبل حتى كاد الدم أن يتفجر في وجهه
ثم مد يده فضربني بها على انفي ضربة ظننت أنه قد كسره وخلعه من مكانه .
فتدفق الدم على ثيابي .
ورأيت من الذل والمهانة مالم أرى ومالم أتوقع .
فوددت لو انشقت لي الأرض فدخلت فيها خوفا منه ....
"ترضوا على النجاشي أصحمة

ثم قلت له : أيها الملك . والله لو ظننت أنك تكره هذا ويغضبك ما سألتكه .
فقال النجاشي . يا عمرو أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله ؟
"وكان أهل الكتاب يطلقون على جبريل الناموس الأكبر .
ولذلك قال ورقة بن نوفل لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها إنه ليأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى"
قال عمرو . أيها الملك .
أكذاك هو ؟ أتشهد له ذلك ؟
قال النجاشي : أي ورب محمد وعيسى وموسى .
يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى .
وإنه رسول من عند الله .
ويحك يا عمرو . أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنده .
في هذه اللحظة نزلت الهداية من الله الرحمن الرحيم اللطيف الودود الجميل .
سبحانه ما أعظمه وأجمله سبحانه ما أرحمه....
والله لوعرف المسلمون الله حق معرفته لذابت قلوبهم بمحبته والإشتياق للنظر لوجه الكريم .

نزلت الهداية من الله تعالى على قلب "عمرو بن العاص" ولا شك أن ذلك نتيجة تراكمات ومشاهدات واستنتاجات كثيرة في حياته .
في تلك اللحظة كان عمرو يفكر ويبحث عن الحق صدقاً .
قال عمرو للنجاشي أيها الملك ألا خلوت بي ؟؟
قال النجاشي حباً وكرامة
يقول عمرو . فلما خلوت به
قلت له . أتبايعني له على الإسلام ؟
قال . نعم .
فبسط النجاشي يده فبايعه "عمرو بن العاص" على الإسلام .
أسلم هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه الذي فتحت مصر وفلسطين على يده .
وله أجر كل من أسلم من مصر و فلسطين منذ ذلك اليوم ليومنا هذا هو والنجاشي رضي الله عنهما ....

ثم خرج "عمرو بن العاص" على أصحابه لم يخبرهم بشيء مما حدث .
ولم يخبرهم بإسلامه .
وبقي في مكة كاتمآ إسلامه بضعة شهور حتى أعد نفسه للهجرة .
ثم خرج من مكة سراً واتجه إلى المدينة ليعلن إسلامه بين يدي الرسول ﷺ .

وتقابل في الطريق مع خالد وعثمان رضي الله عنهم...

فسلما عليه وقالا له مالذي أخرجك وعهدنا بك في الحبشة ؟
قال عمرو . مالذي أخرجكما أنتما ؟؟
يقول خالد رضي الله عنه فعلمت أنه يقصد هدفاً ولكنه يراوغ
قال خالد بن الوليد والله لقد استقام المَنسِمُ يا عمرو .
"اتضح الأمر ولم يعد فيه لبس وشك... وإن الرجل لنبي .
إذهب والله معنا فأسلم فحتى متى ؟
قال عمرو . فأنا والله ما جئت إلا للإسلام
وقص عليهم ما حدث معه مع النجاشي وأنه أسلم على يده .
قال خالد رضي الله عنه فسررنا به وانطلقنا ركباً ثلاثة نقطع الطريق حتى وصلنا أطراف المدينة .
فجلسنا نستريح ونبدل ثيابنا ونجهز أنفسنا لمقابلة رسول الله ﷺ .
يقول خالد رضي الله عنه فما ادهشني إلا وأخي الوليد يأتي مسرعاً إلينا .
ويقول : أسرع يا خالد فرسول الله في انتظاركم في المسجد .
قلت : رسول الله ينتظرنا ؟
لم نرسل له أحد يعلمه بقدومنا
قلت من أخبره ؟؟
قال : أتاه جبريل وأخبره أنكم أتيتم مسلمين طائعين وقد فرحنا بإسلامكم .
هيا أسرعوا إنه ينتظركم في المسجد منذ ساعة .
قال خالد بن الوليد رضي الله عنه فأسرعنا الخطى إلى مسجده حتى إذا وقفنا بباب المسجد ونظرنا إليه
نظر إلينا: *مشرق الوجه مبتسماً ضاحكاً .*
*وقام إلينا مسروراً واستقبلنا وعانقنا .*
وهو يقول *مرحباً بإخواننا مرحباً بإخواننا .*
يقول خالد رضي الله عنه فجلست بين يديه وبايعته على الإسلام .
وقلت له . يارسول الله اغفرلي تلك المواقف التي وقفتها عليك .
وأخذت سيفي من عنقي و وضعته بين يديه
وقلت . وهذا اقدمه لك .
فوضع يده على كتفي وابتسم في وجهي :
وقال *يا خالد الإسلام يهدم ما قبله . واحتفظ بسيفك هذا واجعله معنا بدل أن كان علينا .*
ثم تقدم عثمان بن طلحة وبايع النبي ﷺ .
ثم تقدم عمرو بن العاص وقال للنبي ﷺ ابسط يمينك فأبايعك .فبسط النبي ﷺ يده .
فقبض عمرو يده .
فقال له النبي ﷺ *مالك يا عمرو ؟*
قال عمرو أردت أن أشترط .*
قال له النبي صلى الله عليه وسلم *تشترط ماذا ؟*
قال عمرو: _أشترط أن يغفر لي
فقال له الحبيب المصطفى ﷺ .
*يا عمرو .*
*أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله .*
*وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها .*
*وأن الحج يهدم ما كان قبله .*

وعندما احتضر "عمرو بن العاص" حول وجهه إلى الجدار وأخذ يبكي بكاءا مرا .
فجعل إبنه يقول له يا أبتاه أما بشرك رسول الله ﷺ بكذا وكذا .
فأقبل عليه "عمرو بن العاص" بوجهه.. وقال إني قد كنت على أطباق ثلاث
قد رأيتني وما أحد أشد بغضاً لرسول الله ﷺ مني .
ولا أحب إلي إلا أن أستمكن منه فأقتله .
فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار .

فلما جعل الله الإسلام في قلبي .
ما كان أحد أحب إلي من رسول الله ﷺ ولا أجل في عيني منه .
وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له .
ولو سألتني أن أصفه لك ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه .
ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة .

كان إسلام "عمرو بن العاص رضي الله عنه إضافة كبيرة إلى المسلمين .
وقد كان من أحكم وأدهى العرب .
وهو الذي فتحت مصر وفلسطين على يديه .
وقال عنه النبي ﷺ كلمات لم يقلها لأحد غيره .
قال ﷺ في حقه
*أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص .*
رضي الله عنه وأرضاه

وكان إسلام "خالد بن الوليد رضي الله عنه إضافة هائلة إلى قوة المسلمين .
وكان له دورا رئيسيا في حروب الردة التي حفظت كيان الدولة الإسلامية .
ثم فتح العراق والشام وهزم الفرس والروم .
وهو من القادة النادرين في التاريخ الذين لم يهزموا في أي معركة .
مع أنه اشترك في أكثر من 100 معركة .
وقال عنه عمر بن الخطاب *عجزت النساء أن يلدن مثل خالد .*
وقال عنه أصدقائه وأعدائه
*الرجل الذي لا ينام ولا يترك أحداً ينام .*
رضي الله عن الصحابة أجمعين
✨✨✨✨✨✨
الأنوار المحمدية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم......
يتبع بإذن الله تعالى.....
 

بنت العز

سَحَآبةٌ تُمّطِرُ نقآإءً
إنضم
10 يونيو 2014
المشاركات
68,733
مستوى التفاعل
66,608
النقاط
113
العمر
30
جزاك الله خير
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )