الطائر الحر
Well-Known Member
مهرجان أجيال قدم مجموعة مختارة من الأفلام لمساعدة ضعاف السمع والبصر على الاستمتاع بالسينما
https://www.facebook.com/sharer/sharer.php?u=https://aja.me/dddrc
https://twitter.com/share?text=السي...arethis&via=AJArabic&url=https://aja.me/dddrcهذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها الشاب عمر طلبة من متابعة أفلام بلغة مؤثرة تخاطب دواخله، فهو فتى من فئة الصم مولع بالسينما، إلا أن مشاهدته لأي فيلم في السابق، كان لابد أن تنفصل فيها الصورة والحوار المكتوب أسفل المشاهد عن أجزاء مهمة في العمل السينمائي لها تأثيرها ووقعها، كالحركة والموسيقى والمؤثرات الصوتية.
برأيه، فإن تمكنه من تفكيك نبضات الفيلم وإيقاعه وموسيقاه قد سد ثغرة كبيرة أثناء المشاهدة، باعتبار أن الصورة السينمائية لا تتجزأ تعبيراتها، بل تكمل بعضها في تناغم وانسياب.
وفي مهرجان أجيال السينمائي بالدوحة، برمجت مجموعة مختارة من الأفلام لصانعي أفلام قطريين، تتم ترجمة أصواتها ومؤثراتها إلى لغة الإشارة بالتوازي مع العرض، وهي التجربة التي لاقت استحسانا كبيرا من الجمهور، بحكم أنها لبّت رغبات جميع فئات المجتمع وراعت حقوقهم واحتياجاتهم، وأوصلت المشهد السينمائي إلى مداه.
فئة أخرى أولى لها المهرجان عناية موازية، هي فئة ضعاف البصر، والذين أصبح بإمكانهم متابعة الأفلام السينمائية التي يختارونها بشكل سماعي على يد مختصين في نقل مشاهد الفيلم السينمائي، لهم القدرة على رسم صور ذهنية لدى المتلقي بمهارات خاصة، ومن تم تتاح لهم القدرة لإبداء آرائهم في تلك الأعمال.
وضمن قائمة العروض المخصصة لهذه الفئة، ستعرض أفلام قصيرة مميزة ومدعومة من مؤسسة الدوحة للأفلام وتشمل فيلم "يا حوتة" من إخراج عبد العزيز يوسف ولطيفة الدرويش، وفيلم "بيت بيوت" من إخراج ميار حمدان، وفيلم "في المصعد" للمخرجة حميدة عيسى.
تجربة واعدة
وليست هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها إدارة المهرجان هذا القرار الذي يضمن حق مشاهدة الأفلام بتفاصيلها كافة، وتقييمها من طرف مختلف فئات المجتمع وتبايناتهم، بل ظل رهانا رأت فيه مكسبا لصورة المهرجان ورفعا لقيمته في الساحة الفنية.
وفي هذا الإطار، ترى مديرة مهرجان أجيال السينمائي والرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي أنه بتلبية بعض الأفلام لاحتياجات الجمهور بحسب قدراتهم المختلفة، أمكن تخطي حواجز غير مرئية وإتاحة السينما لجميع المشاهدين.
وقالت للجزيرة نت، إن المهرجان وضمن برنامج متكامل هو الأول من نوعه في المنطقة، استطاع جمع الجماهير في مساحة من الإبداع متخذا السينما كجسر للتفاهم والحوار، كما جعلنا نحتفي بأوجه التشابه فيما بيننا بغض النظر عن فروقاتنا.
وقد ترجم معهد دراسات الترجمة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، رؤية المهرجان لهذه التجربة، بحكم الشراكة التي تجمع الجهتين في تخصصات متعددة.
تحديات في الطريق
وبلمحة سريعة، يظهر أن الإنتاجات السينمائية والدرامية في الوطن العربي طالما أغفلت هذه الفئات، ولم تراع دمجها في المجتمع عبر بوابة السينما، باستثناء بعض التجارب الحديثة خاصة في مصر، التي بدأت تفكر في سبل تطوير لغة الإشارة بفعالية أكبر في الأعمال السينمائية.
كما برزت دعوات لإدماج هذه الفئة في كافة مراحل صناعة السينما وإكسابها تقنيات كتابة السيناريو والتصوير والإخراج، وتأهيلها للاستعانة بها في تطوير مثل هذه المشاريع مستقبلا، ونقلها إلى دور المبادر والفاعل في الحقل السينمائي.
إلا أن هذا النوع من الترجمة تعترضه تحديات جمة، تتعلق بالمشقة التي يتحملها مترجم لغة الإشارة في نقل الحوار بحرفية عالية، وضبط إيقاع الفيلم بمَشاهده المختلفة.
ويرى المترجم المتخصص في لغة الإشارة بقناة الجزيرة محمد البنعلي، أن ترجمة الأفلام إلى لغة الإشارة يمكنها أن تنجح إلى حد بعيد في التعبير عن مضمون الفيلم ورسالته، إلا أن جهدا كبيرا يقع على المترجم الذي عليه أن ينقل كل حركة وهمسة، حتى لو كان صوت باب أو صوت الهواء، وهذا ما يراه شاقا جدا.
وقال للجزيرة نت، إن الأفلام القصيرة يمكنها أن تكون مادة للإبداع الموجه إلى هذه الفئة، لكن وجب ابتكار وسائل أكثر دعما للسينما وتحديا للواقع الراهن.
وفي ظل ضعف أعداد المختصين في هذا النوع في الوطن العربي واقتصارهم على الترجمة الموضوعاتية، تبقى نسبة من لديهم ثقافة سينمائية وذوق وصفي وجمالي للتعبير عن التأثيرات الصوتية وإيقاع الحوار السينمائي ونقله بدقة، نسبة ضئيلة جدا، كما يطرح تباين الثقافات السينمائية بين البيئتين العربية والغربية تحديات أخرى على مستوى الوصف وحمولات السيناريو والمَشاهد والتعاطي معها.
ويتوق المهرجان في دوراته المقبلة لتخصيص سينما خاصة بهذه الفئة متعددة الاحتياجات، تكون منهم وإليهم، وربما تكون الأقدر على نقل همومهم والتعبير عن نظرتهم لقضايا المجتمع المختلفة بشكل أقرب.