أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

الشاعر الحاج زاير والموال

إنضم
18 يونيو 2015
المشاركات
14,749
مستوى التفاعل
6,526
النقاط
115
العمر
65
الإقامة
العراق
الشاعر الحاج زاير والموال

كثيرا ما يفتتح الحاج زاير موالاته الخطابية بهذه المفردة (( يا صاح ))، واقصد بالخطابية انها اداة تخاطب ، حيث انها وبما تملكه من زخم وتكثيف ، تكشف لنا جانبا من جوانب حياته الحزينة ، وما ينوء به قلبه من حزن مكبوت ، وهموم مفعمة بالسواد ، حيث تجثو على قلبه الشاعري :

(( يا صاح دمعي صعد روس الرتاب اوسكه
والعكل مني حبيبي بالوداد او سكــــــــــــــــه
حمل همومك يكلبي للعذول وسكـــــــــــــــــه
او وطيه حدر الجدم هم الــذي وطاك
كلمن تباريك او شافك طـــحت وطاك
كل اهل هذا الوكت لو واعدك واطاك
ينطي المنيحه او من وراها سكـــــه)).

ان القارئ لهذا الموال ، وعلى الرغم من انه يحمل فلسفة شعبية عميقة في نظرة الشاعر للامور ، فانه يرى بوضوح مدى ما يلاقيه الحاج زاير من هم وغم ، وهجر حبيبته ، فالدمع منهمر بكثرة حيث سقى " الرتاب " وفقدان العقل .
وفي مواله الاخر يخاطب حبيبه بـ " يا صاح " ويخبره بحاله حيث يقول :

(( يا صاح دمعي جره او عالكاع مسحاته
ورمن خدودي ابكثر ما زيد مسحاتـــــــه
كوطر ضعنهم ولا ادري ويــــن مسحاته
ما يكن برهان مثلي بس اكن بحله كن
حتى النواهي لحزني روسهن بحلكــن
من كثر ما انظر عيوني للسمه بحلكن
لا بو علينه لفه او لا جاب مسحاته )).

ان ما يحمله الشاعر من هموم في قلبه تجاه ابناء زمانه واصدقائه خاصة ، وتجاه حبيبه الذي يخاطبه دائما في موالاته الغزلية لهي والحق كما يصورها في هذا الموال:

(( همي يشيل جثير من الزمل ودواه
ويجن جانون بكصه ضامـري ودواه
ويكلي آرتيه برض الخـــــالية ودواه
للخله كوطروا من بعدهم ش،،،اره
لا زال عني يطفون الثكب شــــاره
الحر تكفيه من بعض الحجي شاره
والطارش البيه عله والمسير ادواه)).

ويبقى الحاج زاير يناغي حبيبه ولا يجد منه سوى البعد والهجران :

(( يا تايه الراي ذابت مهجتي مــــالك
وسيوف لحظاك بكصه ضامري مالك
مالك نناديك ما تسمع نده مـــــــــــالك
خفيت جدمي على حس الطبل واعدي
لاني مسودن ولا بيه جرب واعــــدي
انه الذي دوم للصاحب صدك وعــدي
واصغيت انا اليوم منك تايه المالك)).

وها هو يشكو ما وصل اليه حاله الى اهل الغرام ، ولكن من الذي يجيبه عن سؤاله ؟

(( اشجي غرام الهوى لهل الهوى منها
والناس مثكال ما تصفى بعد مــــــــنها
ربع الفلا تفيد شنهو الظل علي مــــنها
جربتهم ما حصل منهم لطبعي ولـــــف
حبل الوصل كطعوا واطويه بيدي ولف
لازم سجيت الربع كل يوم ترفج ولــف
يا صلف العيون عينك ما تذل مـــنها)).

ويخاطب حبيبه الذي هجره وما زال سهم الهجر بـ " حشاشته " يؤلمه :

(( يا صاح غير البعد مني فلا صاح الــــك
وصمصام لحظك لعند احشاشتي صاح الك
من يوم شفت النذل بين الخلك صاح الــــك
ود البكلبي نفد ما تم الك منـــــــــه
وآنه عزيز النفس جيف اكبل المنه
وحياة من انزل السلوة مع المــــنه
مثلك جثيرين الي او مثلي فلا صاح الك )).

ويظل الحاج زاير يكلم نفسه عن الهجر ، وعن حالته التي اصبحت :

(( فاركت بدر فلا مثله يلوح ابـدار
والكلب امسه حزين اوصايغينه ابدار
تميت اباري ضعنهم والمسير ابـــدار
والجسم عندي اوروحي العندهم تبره
وسيوف اهل الهوى بمفاصلي تبـــره
ما ظني جرحي يطيب وعلتي تبـــره
همه مسجين واحنه كل يوم ابـــدار )).

ويخاطب الحاج زاير قلبه الجريح ، ذلك القلب الذي كثيرا ما طعنته خيانة الاحبة ، وقول القائلين والعذال ، فيقول :

(( يا كلب لتهم او تكضي العمر وانته هم
بهواك اون بونين اللي سمع وانته هــــــم
من دون اهل الهوى انه ابتلي وانتـــــــهم
ما لي صديج تالملي ولا لي صــــــــــاح
جاني ايتغطرف كلت سكران لا لا صاح
هميت نفسي امد ايدي اعله خده صـــــاح
وانزعج واغتاض مني وكال الي وانت هم )).

ان ما اوردته من هذه الموالات في الغزل ، هي موالات قد رسم فيها حالته بعد فراق الحبيب .
والحاج زاير لم يبق على هذه الحالة ، فقد نظم الكثير من الموالات الغزلية التي يصف فيها حبيبه باجمل واعذب الاوصاف ، فها هو يخاطب حبيبه ويصفه بكعبة النور ، وان حاجبه البدر :

(( يا كعبة النور يا عون الذي حاج بك
ويطوف باركان خدك والبدر حـــاجبك
جامع للاوصاف من باسل ظفر حاجبك
جتال للناس لحظك بالاصل بــــــ،،ابلي
والودك اليوم كدرته اوصفه " بابلي "
من بوب الاوصاف ظنيتك تفك باب الي
مدريت بالباب عني حاجبك حاجبك )).

يخاطب الشاعر حبيبه بصفة المذكر لما درج عليه الشعر فصيحه وعاميه في ذلك ، وايضا لحرمة مخاطبة المرأة ، وفي هذا يقع الشاعر في محظور اخر امر من الاول ، الا ان الشعراء لم ينتبهوا الى ذلك فظلت هذه الصيغة كما هي .
5 - في النظرة الفلسفية
لم تكن نظرة الحاج زاير الفلسفية نظرة المتفحص الدارس الباحث ، بل كانت نظرة بسيطة للحياة ، والناس ، والكون ، بساطة حياته ، وثقافته ، وهو الامي الذي لا ياخذ الامور مأخذ الجاد بمعرفتها ، واستكناه حقيقتها ، بل انه ينظر اليها نظرة اقرانه وابناء زمانه ، وابناء مدينته ، ذات الجهل المطبق ، والامية المتفشية ، ورغم بساطتها الا انها نظرة عميقة ، ونظرته الفلسفية يمكن تقسيمها حسب موالاته الى قسمين :
أ – نظرته الى الحياة :
كانت نظرة الحاج زاير الى الحياة نظرة تشاؤمية ، لانه عانى منها كثيرا من ضيق في العيش ، وجفاء حبيب ، فقال :

((دار الملوك اظلمت عكب الضيا بسروج
وتميت اكت الدمع اعله الوجـــــن بسروج
والخيل لمن تردت ضلت بلايه ســــــروج
والكدش اصبح لها عزم شديـد وبــاس
والزين دنك على جف الزنيـم اوبا س
والشهم لوعاشر الانـذال ما هوبـــاس
من جلة الخيل شدوا عل جلاب سروج )).

هذه الحياة ، وهذا هو الدهر الذي رفضهما الشاعر الحاج زاير ، تأتي ويذهب العظماء ، ما هم الا اسماء فقط ، ويا لخيبة الخيل عندما تهرم لتبقى " الكدوش = جمع كدش - الحمار" صاحبة الشدة والبأس .
وقال كذلك :

((جم دوب أدافع عواذل ياخلكَـ بالهوش
حتى دعوني شبيه السارحه بالــــــهوش
لا جان هذا ابضميري لا ولا بالهــــوش
من حيث إذاني دعوهن من حجيهم طرش
لا خط لفاني ولا جدمي عليهم طــــــرش
ياحيف نكَضي العمر ما بين وادم طرش
لو تلزم اذنة لزم لو ما يكَف بالهوش !! )).

ويظل الحاج زاير رافضا لهذه الحياة ، ورفضه هذا متأت مما يراه ويشاهده امام عينيه كل يوم مما يفعله الناس ، هؤلاء الذين كثيرا ما نصحهم بشعره ، والذين لا هم لهم الا استغلال الاخرين واستخدام القابهم الكبيرة ، الا ان الحقيقة كما يصورها الحاج زاير هي :

((يا صاح عودي ذبل وبكل دوه ما يصح
والدمع سال اوجره من ناظري ما يصح
والنيب مثلي ابحنينه لو صحت ما يصح
من حيث مضروب ما بين الجوانج تبن
ومعالج الروح سري لم اموتـــــــن تبن
لا تنهضم على السبع لو جان علفه تبن
اليوم حتى التبن علف السبع ما يصح)).

ب – نظرته الى الناس
نجد نظرة الحاج زاير الى الناس نظرة تتسم بطابع السخرية ، المحمل بالعتاب ، وهذا متأت مما لاقاه الشاعر من بعض اصدقائه ومعارفه الذين كثيرا ما يأتون اليه ليكتب لهم شعرا .
ها هو بمواله هذا يصف لنا شريحة من هؤلاء :

(( اشوطنك يا كلب عالشين واشتمك
مع ذا لو تسمع حجي العذال وشتمك
كضيت عمرك تعود اسنين واشتمك
خابن اجدامي الذي بيهن لصوبك سرت
ما حصلت غير حجي الما نفعني سرت
انه اعرفك " ......" لاجنا معيدي سرت
بالعين اشوفك وانص عليك واشتمك )).

واخيرا ينصح الشاعر المرء عند اختيار صديق له بهذه النصيحة :

(( يا صاح جرح الكلب ما يوس من طيبه
واللي نوده اكرور مــــــــــــــــــــن طيبه
احظه ابصحيب الذي يرويك مـــــن طيبه
بعض الرمز لو صحتله ابتلبيه ينبيك
ويظل يبارك لو حط الهواي يـــنبيك
الناس جالريح لو مر الهوه يـــــنبيك
ريح النتن من نتن والطيب من طيبه )).
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,301,514
مستوى التفاعل
48,349
النقاط
117
شكرا للجهود المبذولة
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )