أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

الشعر ديوان العرب

الهمام

Well-Known Member
إنضم
19 أبريل 2014
المشاركات
4,369
مستوى التفاعل
374
النقاط
83
الشعر ديوان العرب
**************



لم تأت المقولة العربية الشهيرة ( الشعر ديوان العرب ) من فراغ ،
بل أتت لتجسد واقعاً كان ولا يزال يؤكد
أن الشعر لسان الأمة في كل أحوالها ،
منذُ أن كان الشعر يتفرد بالتعبير عن حال القبيلة
و الشاعر هو وسيلة إعلامها الوحيدة .

و حتى بعد أن تعددت وسائل التعبير و الإعلام ،
لا يزال الشعر ديوان العرب
الذي لم و لن ينتهي دوره و لن يتزحزح من الصدارة .
من سوق عكاظ إلى شاعر المليون ...
ومن الأصمعيات إلى جدل الفرزدق و جرير ...
و من أمير الشعراء إلى شاعر العرب ...
تأتينا الروايات بتلك الحوارات التي يخوض فيها الشعراء
( على مختلف عصورهم و مذاهبهم و مشاربهم )
لتؤكد الامتداد الأصيل لمكانة الشعر كثقافة و لسان حال
ووسيلة تواصل بين الأجيال ،

و مثلما شهدت مختلف العصور حوارات و مجارات
و مسابقات بين شعراء كل عصر
كذلك نجد بين ثنايا تاريخ أدبنا العربي حوارات أدبية
و شعرية بين أجيال مختلفة و شعراء ينتمون لأزمنة متباعدة ،
كما هو الحال في الرائعتين اللتين نوردهما هنا ،
و اللتين سُجلت إحداهما لشاعر الخليفة العباسي المعتصم
( أبو تمام ) سنة 223 هـ
بينما جاءت الثانية لتحاورها بعد حوالي أحد عشر قرناً ،
على لسان شاعر يمني أعمى ، ولد في منطقة نائية
لم يكن أحد يتصور أن يبلغ شيئاً مما بلغه من الأدب و الفكر و المعرفة و الشهرة ،
و هو الذي جاء من تلك الظروف الأكثر من قاسية

فتح عمورية كان المبتدأ
كانت حيثيات ذلك الفتح قضية و محور ارتكاز بائية أبي تمام ،
( السيف أصدق إنباءً من الكتب )
بينما كانت هذه الرائعة مثار تأمل و حوار و شكوى و عتاب في رائعة البردوني
( أبو تمام و عروبة اليوم )

و التي ألقاها في مهرجان لجائزة تحمل اسم ( جائزة أبي تمام ) .
و بين ثنايا القصيدتين نقرأ روعة التواصل :

حكاية بائية أبي تمام : *
فى زمن الخليفة المعتصم بالله العباسى
تعرضت امرأة مسلمة لاعتداء
فى بلدة زبطرية من اعمال عمورية فى بلاد الترك ،
يقال أن أحدهم وهو رومي صفع تلك المرأة في وجهها
عندما تحدثت عن قومها المسلمين و خليفتهم المعتصم بالله .
فنادت المرأة مستغيثة بصوت عال:
( وا معتصماااااااااااه )
فتناقل الناس تلك الصرخة حتى وصلت إلى الخليفة المعتصم
فأقسم بالله أن يفتح عمورية و ينتصر لتلك المرأة
و بينما الخليفة يعد عدته لتلبية تلك الاستغاثة
نصحه العرافون والكهان بألا يفعل ...
بمبرر أن عمورية لن تفتح إلا في أوان نضج الفاكهة ...
فتوكل على الله وتوجه الى عمورية وفتحها سنة 223 هـ
وفى ذلك قال أبو تمام بائيته الرائعة

( السيف أصدق إنباءً من الكتب ) *
و هاكم القصيدة :
السيف أصدق إنباءً من الكتب ِ
:: :: :: :: في حده الحد بين الجد واللعب ِ
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
:: :: :: :: متونهن جلاء الشك والريب ِ
والعلم في شهب الأرماح لامعةً
:: :: :: :: بين الخميسين لا في السبعة الشهب ِ
أين الرواية بل أين النجوم وما
:: :: :: :: صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذب
تخرصاً وأكاذيباً ملفقة
:: :: :: :: ليست بنبعٍ إذا عدت ولا غرب
عجائباً زعموا الأيام مجفلةً
:: :: :: :: عنهن في صفر الأصفار أو رجب
وخوفوا الناس من دهياء مظلمةٍ
:: :: :: :: إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب
وصيروا لعلى الأبراج مرتبة
:: :: :: :: ما كان منقلباً أو غير منقلب
يقضون بالأمر عنها وهي غافلةٌ
:: :: :: :: ما دار في فلكٍ أو دار في قطب
لو بينت قط أمراً قبل موقعه
:: :: :: :: لم تخف ما حل بالأوثان والصلب
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به
:: :: :: :: نظمٌ من الشعر أو نثرٌ من الخطب
فتح تفتح أبواب السماء له
:: :: :: :: وتبرز الأرض في أثوابها القشب
يا يوم وقعة عمورية انصرفت
:: :: :: :: عنك المنى جفلاً منسولة الحلب
أبقيت جد بني الإسلام في صعدٍ
:: :: :: :: والمشركين ودار الشرك في صبب
أما لهم لو رجوا أن تفتدي جعلوا
:: :: :: :: فــــداءها كل أمٍ برةٍ وأب
وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها
:: :: :: :: كسرى وصدت صدوداً عن أبي كرب
بكرٌ فما اقترعتها كف حادثهٍ
:: :: :: :: ولا ترقت إليها همة النوب
من عهد إسكندرٍ أو قبل ذلك قد
:: :: :: :: شابت نواصي الليالي وهي لم تشب
حتى إذا مخض الله السنين لها
:: :: :: :: مخض البخيلة كانت زبدة الحقب
أتتهم الكربة السوداء سادرةً
:: :: :: :: منها وكان اسمها فراجة الكرب
جرى لها الفأل برحاً يوم أنقرةٍ
:: :: :: :: إذ غودرت وحشة الساحات والرحب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت
:: :: :: :: كان الخراب لها أعدى من الحرب
كم بين حيطانها من فارسٍ بطلٍ
:: :: :: :: قاني الذوائب من آني دمٍ سرب
بسنة السيف، والحناء من دمه
:: :: :: :: لا سنة الدين والإسلام مختضب
لقد تركت أمير المؤمنين بها
:: :: :: :: للنار يوماً ذليل الصخر والخشب
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى
:: :: :: :: يشله وسطها صبحٌ من اللهب
حتى كأن جلابيب الدجى رغبت
:: :: :: :: عن لونها وكأن الشمس لم تغب
ضوءٌ من النار والظلماء عاكفةٌ
:: :: :: :: وظلمةٌ من دخانٍ في ضحىً شحب
فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت
:: :: :: :: والشمس واجفةٌ من ذا ولم تجب
تصرح الدهر تصريح الغمام لها
:: :: :: :: عن يوم هيجاء منها طاهرٍ جنب
لم تطلع الشمس فيه يوم ذاك على
:: :: :: :: بانٍ بأهلٍ ولم تغرب على عزب
ما ربع مية معموراً يطيف به
:: :: :: :: غيلان أبهى ربىً من ربعها الخرب
ولا الخدود وقد أدمين من خجلٍ
:: :: :: :: أشهى إلى ناظري من خدها الترب
سماجةٌ غنيت منا العيون بها
:: :: :: :: عن كل حسنٍ بدا أو منظرٍ عجب
وحسن منقلبٍ تبدو عواقبه
:: :: :: :: جاءت بشاشته من سوء منقلب
لو يعلم الكفر كم من أعصرٍ كمنت
:: :: :: :: له العواقب بين السمر والقضب
تدبير معتصمٍ بالله منتقمٍ
:: :: :: :: لله مرتقبٍ في الله مرتغب
ومطعم النصر لم تكهم أسنته
:: :: :: :: يوماً ولا حجبت عن روح محتجب
لم يغز قوماً ولم ينهد إلى بلدٍ
:: :: :: :: إلا تقدمه جيشٌ من الرعب
لو لم يقد جحفلاً يوم الوغى لغدا
:: :: :: :: من نفسه وحدها في جحفلٍ لجب
رمى بك الله برجيها فهدمها
:: :: :: :: ولو رمى بك غير الله لم يصب
من بعد ما أشبوها واثقين بها
:: :: :: :: والهم مفتاح باب المعقل الأشب
وقال ذو أمرهم: لا مرتعٌ صددٌ
:: :: :: :: للسارحين وليس الورد من كثب
أمانياً سلبتهم نجح هاجسها
:: :: :: :: ظبي السيوف وأطراف القنا السلب
إن الحمامين من بيضٍ ومن سمرٍ
:: :: :: :: دلوا الحياتين من ماءٍ ومن عشب
لبيت صوتاً زبطرياً هرقت له
:: :: :: :: كأس الكرى ورضاب الخرد العرب
عداك حر الثغـور المستضامة عن
:: :: :: :: برد الثغـور وعن سلسالها الحصب
أجبته معلناً بالسيف منصلتاً
:: :: :: :: ولو أجبت بغير السيف لم تجب
حتى تركت عمود الشرك منقعـراً
:: :: :: :: ولم تعرج على الأوتاد والطنب
لما رأى الحرب رأي العين توفلسٌ
:: :: :: :: والحرب مشتقة المعنى من الحرب
غدا يصرف بالأموال جريتها
:: :: :: :: فعزه البحر ذو التيار واللجب
هيهات زعزعت الأرض الوقور به
:: :: :: :: عن غزو محتسبٍ لا غزو مكتسب
لم ينفق الذهب المربي بكثرته
:: :: :: :: على الحصى و به فقرٌ إلى الذهب
إن الأسود، أسود الغاب همتها
:: :: :: :: يوم الكريهة في المسلوب لا السلب
ولى وقد ألجم الخطي منطقه
:: :: :: :: بسكتةٍ تحتها الأحشاء في صخب
أحذى قرابينه صرف الردى ومضى
:: :: :: :: يحث أنجى مطاياه من الهرب
موكلاً بيفاع الأرض يشرفه
:: :: :: :: من خفة الخوف لا من خفة الطرب
إن يعد من حرها عدو الظليم فقد
:: :: :: :: أوسعت جاحمها من كثرة الحطب
تسعون ألفاً كآساد الشرى نضجت
:: :: :: :: جلودهم قبل نضج التين والعنب
يا رب حوباء لما اجتث دابرهم
:: :: :: :: طابت ولو ضمخت بالمسك لم تطب
ومغضبٍ رجعت بيض السيوف به
:: :: :: :: حي الرضا من رداهم ميت الغضب
والحرب قائمةٌ في مأزقٍ لججٍ
:: :: :: :: تجثو الكماة به صغراً على الركب
كم نيل تحت سناها من سنا قمرٍ
:: :: :: :: وتحت عارضها من عارضٍ شنب
كم كان في قطع أسباب الرقاب بها
:: :: :: :: إلى المخدرة العذراء من سبب
كم أحرزت قضب الهندي مصلتةً
:: :: :: :: تهتز من قضبٍ تهتز في كثب
بيضٌ إذا انتضيت من حجبها رجعت
:: :: :: :: أحق بالبيض أتراباً من الحجب
خليفة الله جازى الله سعيك عن
:: :: :: :: جرثومة الدين والإسلام والحسب
بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها
:: :: :: :: تنال إلا على جسرٍ من التعب
إن كان بين صروف الدهر من رحمٍ
:: :: :: :: موصولةٍ أو ذمامٍ غير منقضب
فبين أيامك اللاتي نصرت بها
:: :: :: :: وبين أيام بدرٍ أقرب النسب
أبقت بني الأصفر الممراض كاسمهم
:: :: :: :: صفر الوجوه وجلت أوجه العرب
شوال / 223 هـ





............................................
حكاية قصيدة ( ابو تمام و عروبة اليوم ) *
للأستاذ / عبد الله البردّوني
قبل أن أضع القصيدة التي قالت لنا أنها صدى رائعة أبي تمام
أضع بين يدي القراء حكاية بسيطة زامنت ميلاد هذه القصيدة .
هذه الحكاية التي يرويها الاستاذ / علي صالح الجمرة /
وكيل سابق في وزارة الإعلام باليمنفي مقالة له
نشرت في صحيفة 26سبتمبر الاسبوعية اليمنية
العدد: 1076 / الصادر يوم الخميس 03 يوليو-تموز 2003 م
حيث قال :

(( في عام 1971م شارك الأستاذ الشاعر عبد الله صالح البردوني
في مهرجان الشعر العربي في مدينة الموصل العراقية
والذي زاد عدد الحاضرين والمشاركين في هذا المهرجان
عن بضعة مئات من الشعراء والأدباء والنقاد،
وعند اعتلاء الأستاذ عبد الله البردوني منصة الخطابة والشعر،
يقوده إليها الأستاذ محمد الشاطبي، رفيق دربه،
تهامس الكثير من الحاضرين همساً ينبئ عن السخرية والاستهزاء..
ذلك أنهم شاهدوا رجلاً ضئيل القامة، كث الشعر،
مجدور الوجه، أعمى العينين، يلبس جلباباً أبيض
عليه سترة من الصوف بسيطة..
فحسبوا أن الرجل لا يملك من الموهبة الشعرية
ومن الثقافة إلا الشيء اليسير..
باختصار حكموا على الشاعر من مظهره البسيط..
ولم يتأنوا ليعرفوا ما يمتلكه من قدرات ومواهب
لا تتوافر لدى المئات من الشعراء المبصرين المبدعين..
ولكن بمجرد ان بدأ الأستاذ عبد الله يلقي قصيدته المعنونة
«أبو تمام وعروبة اليوم»
حتى انتفض المسرح بمن فيه يصفق ويهتف أعد أعد..
وهكذا استمر الأستاذ البردوني يلقي البيت تلو البيت
ويكررهما مرات عدة تلبية لرغبة الجمهور الحاضر،
ولما أكمل إلقاءه للقصيدة كان التصفيق يدوي لعدة دقائق..
ثم بدأت التعليقات على القصيدة من قبل الشعراء العرب الكبار،
يثنون على الشاعر وعلى القصيدة
وتحركوا للسلام عليه عبر طابور طويل
لم ينتظم لأحد من الشعراء قبل البردوني أو بعده إلى اليوم )) ..

انتهت الحكاية التي يبدو أن الشاعر البردوني يرحمه الله
كان يتوقعها ،، أو على الأقل كان يتوقع بدايتها ،
و ربما لذلك السبب غادر زمانه و أهل زمانه ليحاور زمنا آخر
و شاعراً من زمن آخر ..

و هاكم القصيدة ::
ابو تمام و عروبة اليوم *
ما أَصْدَقَ السَّيْفَ! إِنْ لَمْ يُنْضِهِ الكَـذِبُ
:: :: :: :: وَأَكْذَبَ السَّيْفَ إِنْ لَمْ يَصْـدُقِ الغَضَـبُ
بِيضُ الصَّفَائِـحِ أَهْـدَى حِيـنَ تَحْمِلُهَـا
:: :: :: :: أَيْـدٍ إِذَا غَلَبَـتْ يَعْلُـو بِهَـا الغَـلَـبُ
وَأَقْبَـحَ النَّصْرِ..نَصْـرُ الأَقْوِيَـاءِ بِـلاَ
:: :: :: :: فَهْمٍ. سِوَى فَهْمِ كَمْ بَاعُوا وَكَمْ كَسَبُـوا
أَدْهَى مِنَ الجَهْـلِ عِلْـمٌ يَطْمَئِـنُّ إِلَـى
:: :: :: :: أَنْصَـافِ نَاسٍ طَغَوا بِالعِلْـمِ وَاغْتَصَبُـوا
قَالُوا: هُمُ البَشَرُ الأَرْقَـى وَمَـا أَكَلُـوا
:: :: :: :: شَيْئَاً .. كَمَا أَكَلُـوا الإنْسَـانَ أَوْ شَرِبُـوا
* * * * *

مَاذَا جَرَى.. يَـا أَبَـا تَمَّـامَ تَسْأَلُنِـي؟
:: :: :: :: عَفْوَاً سَـأَرْوِي .. وَلا تَسْأَلْ .. وَمَا السَّبَبُ
يَدْمَـى السُّـؤَالُ حَيَـاءً حِيـنَ نَسْأَلُـُه
:: :: :: :: كَيْفَ احْتَفَتْ بِالعِدَى «حَيْفَا» أَوِ «النَّقَـبُ»
مَنْ ذَا يُلَبِّـي ؟ أَمَـا إِصْـرَارُ مُعْتَصِـمٍ ؟
:: :: :: :: كَلاَّ وَأَخْزَى مِنَ « الأَفْشِينَ » مَـا صُلِبُـوا
اليَوْمَ عَـادَتْ عُلُـوجُ «الـرُّومِ» فَاتِحَـةً
:: :: :: :: وَمَوْطِـنُ العَرَبِ المَسْلُـوبُ وَالسَّلَـبُ
مَاذَا فَعَلْنَـا؟ غَضِبْنَـا كَالرِّجَـالِ وَلَـمْ
:: :: :: :: نَصْدُقْ.. وَقَدْ صَـدَقَ التَّنْجِيـمُ وَالكُتُـبُ
فَأَطْفَـأَتْ شُهُـبُ «المِيـرَاجِ» أَنْجُمَنَـا
:: :: :: :: وَشَمْسَنَا ... وَتَحَـدَّت نَارَهَـا الحَطَـبُ
وَقَاتَلَـتْ دُونَنَـا الأَبْــوَاقُ صَـامِـدَةً
:: :: :: :: أَمَّا الرِّجَالُ فَمَاتُـوا... ثَـمَّ أَوْ هَرَبُـوا
حُكَّامُنَا إِنْ تَصَـدّوا لِلْحِمَـى اقْتَحَمُـوا
:: :: :: :: وَإِنْ تَصَدَّى لَـهُ المُسْتَعْمِـرُ انْسَحَبُـوا
هُمْ يَفْرُشـُونَ لِجَيْـشِ الغَـزْوِ أَعْيُنَهُـمْ
:: :: :: :: وَيَدَّعُـونَ وُثُـوبَـاً قَـبْـلَ أَنْ يَثِـبُـوا
الحَاكِمُونَ و«وَاشُنْـطُـنْ» حُكُومَتُـهُـمْ
:: :: :: :: وَاللامِعُـونَ .. وَمَـا شَعَّـوا وَلا غَرَبُـوا
القَاتِلُـونَ نُبُـوغَ الشَّـعْـبِ تَرْضِـيَـةً
:: :: :: :: لِلْمُعْتَدِيـنَ وَمَـا أَجْدَتْـهُـمُ الـقُـرَبُ
لَهُمْ شُمُـوخُ «المُثَنَّـى» ظَاهِـرَاً وَلَهُـمْ
:: :: :: :: هَـوَىً إِلَـى «بَابَـك الخَرْمِـيّ» يُنْتَسَـبُ
مَاذَا تَرَى يَا «أَبَـا تَمَّـامَ» هَـلْ كَذَبَـتْ
:: :: :: :: أَحْسَابُنَـا؟ أَوْ تَنَاسَـى عِرْقَـهُ الذَّهَـبُ؟
عُرُوبَـةُ اليَـوَمِ أُخْـرَى لا يَنِـمُّ عَلَـى
:: :: :: :: وُجُودِهَـا اسْـمٌ وَلا لَـوْنٌ وَلا لَـقَـبُ
تِسْعُونَ أَلْفَـاً « لِعَمُّـورِيَّـة َ» اتَّـقَـدُوا
:: :: :: :: وَلِلْمُنَجِّـمِ قَـالُـوا: إِنَّـنَـا الشُّـهُـبُ
قِيلَ: انْتِظَارَ قِطَافِ الكَرْمِ مَـا انْتَظَـرُوا
:: :: :: :: نُضْـجَ العَنَاقِيـدِ لَكِـنْ قَبْلَهَـا الْتَهَبُـوا
وَاليَـوْمَ تِسْعُـونَ مِلْيونَـاً وَمَـا بَلَغُـوا
:: :: :: :: نُضْجَـاً وَقَدْ عُصِـرَ الزَّيْتُـونُ وَالعِنَـبُ
تَنْسَى الرُّؤُوسُ العَوَالِـي نَـارَ نَخْوَتِهَـا
:: :: :: :: إِذَا امْتَطَاهَـا إِلَـى أَسْـيَـادِهِ الـذَّنَـبُ
«حَبِيبُ» وَافَيْتُ مِـنْ صَنْعَـاءَ يَحْمِلُنِـي
:: :: :: :: نَسْرٌ وَخَلْفَ ضُلُوعِـي يَلْهَـثُ العَـرَبُ
مَاذَا أُحَدِّثُ عَـنْ صَنْعَـاءَ يَـا أَبَتِـي ؟
:: :: :: :: مَلِيحَـةٌ عَاشِقَاهَـا : السِّـلُّ وَالـجَـرَبُ
مَاتَـتْ بِصُنْـدُوقِ «وَضَّاحٍ» بِـلاَ ثَمَـنٍ
:: :: :: :: وَلَمْ يَمُتْ فِي حَشَاهَا العِشْـقُ وَالطَّـرَبُ
كَانَتْ تُرَاقِبُ صُبْـحَ البَعْـثِ فَانْبَعَثَـتْ
:: :: :: :: فِي الحُلْمِ ثُمَّ ارْتَمَـتْ تَغْفُـو وَتَرْتَقِـبُ
لَكِنَّهَا رُغْمَ بُخْـلِ الغَيْـثِ مَـا بَرِحَـتْ
:: :: :: :: حُبْلَى وَفِي بَطْنِهَـا «قَحْطَـانُ» أَوْ «كَرَبُ»
وَفِـي أَسَـى مُقْلَتَيْهَـا يَغْتَلِـي «يَمَـنٌ»
:: :: :: :: ثَانٍ كَحُلْـمِ الصِّبَـا... يَنْـأَى وَيَقْتَـرِبُ
«حَبِيبُ» تَسْأَلُ عَنْ حَالِي وَكَيْـفَ أَنَـا؟
:: :: :: :: شُبَّابَـةٌ فِـي شِفَـاهِ الرِّيـحِ تَنْتَـحِـبُ
كَانَتْ بِلاَدُكَ «رِحْلاً»، ظَهْـرَ «نَاجِيَـةٍ»
:: :: :: :: أَمَّـا بِـلاَدِي فَلاَ ظَهْـرٌ وَلاَ غَـبَـبُ
أَرْعَيْـتَ كُـلَّ جَدِيـبٍ لَحْـمَ رَاحِلَـةٍ
:: :: :: :: كَانَتْ رَعَتْـهُ وَمَـاءُ الـرَّوْضِ يَنْسَكِـبُ
وَرُحْتَ مِنْ سَفَـرٍ مُضْـنٍ إِلَـى سَفَـرٍ
:: :: :: :: أَضْنَـى لأَنَّ طَرِيـقَ الرَّاحَـةِ التَّـعَـبُ
لَكِنْ أَنَا رَاحِـلٌ فِـي غَيْـرِ مَـا سَفَـرٍ
:: :: :: :: رَحْلِي دَمِي ... وَطَرِيقِي الجَمْرُ وَالحَطَـبُ
إِذَا امْتَطَيْـتَ رِكَابَـاً لِلـنَّـوَى فَـأَنَـا
:: :: :: :: فِي دَاخِلِي ... أَمْتَطِـي نَـارِي وَاغْتَـرِبُ
قَبْرِي وَمَأْسَـاةُ مِيـلاَدِي عَلَـى كَتِفِـي
:: :: :: :: وَحَوْلِـيَ العَـدَمُ المَنْفُـوخُ وَالصَّخَـبُ
«حَبِيبُ» هَـذَا صَدَاكَ اليَـوْمَ أَنْشُـدُهُ
:: :: :: :: لَكِـنْ لِمَـاذَا تَـرَى وَجْهِـي وَتَكْتَئِـبُ؟
مَاذَا ؟ أَتَعْجَـبُ مِنْ شَيْبِي عَلَى صِغَـرِي؟
:: :: :: :: إِنِّي وُلِدْتُ عَجُـوزَاً .. كَيْـفَ تَعْتَجِـبُ؟
وَاليَـوْمَ أَذْوِي وَطَيْـشُ الفَـنِّ يَعْزِفُنِـي
:: :: :: :: وَالأَرْبَعُـونَ عَلَـى خَــدَّيَّ تَلْتَـهِـبُ
كَـذَا إِذَا ابْيَـضَّ إِينَـاعُ الحَيَـاةِ عَلَـى
:: :: :: :: وَجْـهِ الأَدِيـبِ أَضَـاءَ الفِكْـرُ وَالأَدَبُ
* * * * *

وَأَنْتَ مَنْ شِبْتَ قَبْـلَ الأَرْبَعِيـنَ عَلَـى
:: :: :: :: نَـارِ «الحَمَاسَـةَ » تَجْلُوهَـا وَتَنْتَـحِـبُ
وَتَجْتَـدِي كُـلَّ لِـصٍّ مُتْـرَفٍ هِـبَـةً
:: :: :: :: وَأَنْتَ تُعْطِيـهِ شِعْـرَاً فَـوْقَ مَـا يَهِـبُ
شَرَّقْتَ غَرَّبْتَ مِنْ «وَالٍ» إِلَـى «مَلِـكٍ»
:: :: :: :: يَحُثُّـكَ الفَقْـرُ ... أَوْ يَقْتَـادُكَ الطَّلَـبُ
طَوَّفْتَ حَتَّى وَصَلْتَ « الموصِلِ » انْطَفَأَتْ
:: :: :: :: فِيـكَ الأَمَانِـي وَلَـمْ يَشْبَـعْ لَهَـا أَرَبُ
لَكِـنَّ مَـوْتَ المُجِيـدِ الفَـذِّ يَـبْـدَأه
:: :: :: :: وِلادَةً مِـنْ صِبَاهَـا تَرْضَـعُ الحِقَـبُ
* * * * *

«حَبِيبُ» مَـا زَالَ فِـي عَيْنَيْـكَ أَسْئِلَـةً
:: :: :: :: تَبْـدُو... وَتَنْسَـى حِكَايَاهَـا فَتَنْتَـقِـبُ
وَمَا تَـزَالُ بِحَلْقِـي أَلْــفُ مُبْكِـيَـةٍ
:: :: :: :: مِنْ رُهْبـَةِ البَوْحِ تَسْتَحْيِـي وَتَضْطَـرِبُ
يَكْفِيـكَ أَنَّ عِدَانَـا أَهْـدَرُوا دَمَـنَـا
:: :: :: :: وَنَحْـنُ مِـنْ دَمِنَـا نَحْسُـو وَنَحْتَلِـبُ
سَحَائِـبُ الغَـزْوِ تَشْوِينَـا وَتَحْجِبُـنَـا
:: :: :: :: يَوْمَاً سَتَحْبَلُ مِـنْ إِرْعَادِنَـا السُّحُـبُ؟
أَلاَ تَـرَى يَـا أَبَـا تَمَّـامَ بَارِقَـنَـا
:: :: :: :: إِنَّ السَّمَـاءَ تُرَجَّـى حِيـنَ تُحْتَجَـبُ
ديسمبر 1971م



ارجو التثبيت لضرورة الفائدة
 

فاتنـــهـ بعشقي

Well-Known Member
إنضم
25 أبريل 2015
المشاركات
19,322
مستوى التفاعل
340
النقاط
83
الإقامة
اممممممممم
رد: الشعر ديوان العرب

تحية إبدآع متوآصلْ
أحييكـ على روحـكـ آلعطرة
كآن لي بصمـة إعجآب بين طيآت صفحتكـ
مع بآقة ورد
،’
أنتظر آلقآدم بشوق
ودي قبل ردي
 

عاشق الصمت

Well-Known Member
إنضم
9 أبريل 2013
المشاركات
4,710
مستوى التفاعل
256
النقاط
83
الإقامة
العراق
رد: الشعر ديوان العرب

السلام عليكم
الاخ الهمام
شكرا لهذا المجهود الرائع والمعلومات القيمه
اعتقد ان الموضوع يكون مناسباً اكثر في قسم الشعر الفصيح
لك مني ارق التحايا

عاشق
 

محمد المقاول

Well-Known Member
إنضم
18 يوليو 2015
المشاركات
27,317
مستوى التفاعل
1,349
النقاط
113
رد: الشعر ديوان العرب

«حَبِيبُ» مَـا زَالَ فِـي عَيْنَيْـكَ أَسْئِلَـةً
:: :: :: :: تَبْـدُو... وَتَنْسَـى حِكَايَاهَـا فَتَنْتَـقِـبُ
وَمَا تَـزَالُ بِحَلْقِـي أَلْــفُ مُبْكِـيَـةٍ
:: :: :: :: مِنْ رُهْبـَةِ البَوْحِ تَسْتَحْيِـي وَتَضْطَـرِبُ
يَكْفِيـكَ أَنَّ عِدَانَـا أَهْـدَرُوا دَمَـنَـا
:: :: :: :: وَنَحْـنُ مِـنْ دَمِنَـا نَحْسُـو وَنَحْتَلِـبُ
سَحَائِـبُ الغَـزْوِ تَشْوِينَـا وَتَحْجِبُـنَـا
:: :: :: :: يَوْمَاً سَتَحْبَلُ مِـنْ إِرْعَادِنَـا السُّحُـبُ؟
أَلاَ تَـرَى يَـا أَبَـا تَمَّـامَ بَارِقَـنَـا
:: :: :: :: إِنَّ السَّمَـاءَ تُرَجَّـى حِيـنَ تُحْتَجَـبُ
ديسمبر 1971م

شكرا على هذه المعلومات القيمه جدا جدا
بارك الله بشخصك الراقي عيوني
وتقبل تحياتي وتقيمي وودي
 
إنضم
12 أغسطس 2015
المشاركات
2,047
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
رد: الشعر ديوان العرب

فيض من الجمال الذي سكبَ
على شرفات متصفحك الانيق ..
طرح مخملي
وانامل تحمل النقاء ويراع
يفيض علينا بكل راقً مميز ,,
يعطيك االف عافية
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )