عندما يصل بنا الحال إلى حد أننا لا نعرف شيئا عن ذلك الكائن الذي
يلاصق بيته بيتنا والمسمى ( الجار ) والذي أوصانا به
حبيبنا المصطفى ذات يوم ، حينها نتيقن أن
علاقاتنا الاجتماعية غدت هشة كبناء
ورقي معرض للانهيار من أول
لمسة، ومؤكد أن
الظل حينها لم يعد أسود !
حين نختلف في الآراء ونتحول إلى خصوم يجهدنا البحث عن وسيلة للانتقام
ونصل إلى حد التلاقي وجها لوجه ولا تجد ابتساماتنا
طريقا إلينا في تلك اللحظة ونتناسى حديث
النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم :
( تبسمك في وجه أخيك صدقة )
حينها فقط نتأكد أن
( الاختلاف أفسد للحب قضايا )
وأن الظل قد يصبح أبيض أحيانا !!
حينما تتلاقى عيوننا للمرة الأولى بعد طول غياب ويصر الطرف الآخر
على تقمص دور ( المتناسي ) بكل غباء
وينطق كل ما فيه بإنكار أشواقنا ولهفتنا ويتعمد قتل الفرحة
التي غمرتنا بلقائه دونما سابق موعد
حينها بكل أسى يمكننا القول :
إن الظل أبيض أحيانا !
حينما نخطيء في حق الآخرين ونعلم تماما أننا مخطئون ومع ذلك تأخذنا
العزة بالإثم وندفن صوت الضمير بداخلنا، وتمنعنا كبرياؤنا
الزائفة من الاعتراف بما اقترفنا وتقديم الاعتذار
إلى من يستحقه ، ساعتئذ يكون
الظل أبيض أحيانا !
عندما تتحول منازلنا إلى فنادق من الدرجة العاشرة لا يلتقي أفرادها
إلا في أوقات متأخرة من الليل حين
يهمون باللجوء إلى مخادعهم
حينئذ نستطيع القول :
إن الظل أبيض أحيانا !