أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

العقاب_المتكلم

زهراء

🎀💜‏❥ء ‏خفيفةُ الرُوحِ ..
إنضم
17 أبريل 2017
المشاركات
11,704
مستوى التفاعل
4,608
النقاط
113
الإقامة
العراق ❤️
العقاب_المتكلم .

يحكى في قديم الزمان ان رجلا حكيما يعيش في البراري يتعلم من اسرارها كل ماهو شفاء للناس عن طريق الاعشاب النادرة الموجودة في سفاح الجبال وارجاء الغابات.
وفي إحدى الايام وجد على حافة الجبل عشا به بيضة لاتشبه كل البيوض التي رآها من قبل.
فاراد ان يعلم من الكائن الغريب الذي يلد بيضة كهذه.
فاختبأ غير بعيد ينتظر احدى الحيوانات او الطيور التي لها علاقة بتلك البيضة.
ولكن مع مرور الدقائق والساعات حتى الايام لم يظهر لتلك البيضة ولي يتولاها.
وبما ان الحكيم كان مهتما وفضوليا بعض الشيء لها.
بات قرابة ثلاث ايام على التوالي ولا يفعل سوى انه يراقبها ولم يظهر حولها اثر من يكون له شأن بها.
فلم تطوع له نفسه ان يتركها هكذا دون حراسة.
فقرر ان يكون قريبا اكثر من البيضة كي يهتم بها قبل ان تؤكل من بعض الحيوانات الضارية ففضل ان يحملها معه في رحلته.
فلفها بقطن ناعم ووضعها في حقيبته الظهرية.
وكل فترة يتفقدها حتى لاتتأذى من أي شيء قد يشقق جدارها الخارجي وتضيع كل مجهوداته هباء كي تنجح بتفقيص البيضة دون خطإ ورد منه غير قاصد إياه..
وفي احد الايام بينما الحكيم ملته بنزع عشبة برية تحت اسفل النهر.
وإذ بصوت غريب يخرج من حقيبته الملقات على الارض امامه. فتيقن انه حان الوقت ليخرج ذاك الكائن للحياة.
وما إن فتح الحكيم الحقيبة حتى قفز إليه طائر بجناحين صغيرتين على قميصه.
فانتفض الحكيم منه في باديء الامر .
ولكن بعد برهة حمله مابين يديه يداعبه مبتسما وكم كان جميلا في منظره.
طائر لونه اخضر ذوا عينين ثاقبتين ينظر إلى الحكيم بدوره بتمعن وكأنه يريد ان يتعرف على والده الذي يتكفله في تلك اللحظة.
لم يكن على الحكيم صعوبة بتولي مهام تربية العقاب.
حيث كان يوفر له الدفء والطعام حتى كبر جسده بسرعة وبسطت جناحيه العملاقتين التي اصبح يحلق بهما في عنان السماء بكل خفة و سهولة .
ولكن كل هذا عادي بالنسبة لمراحل تكوين اي طائر حتى يكبر و يستطيع ان يوفر طعامه بنفسه. الغير عادي في الموضوع ان الطائر يتكلم مثله مثل اي إنسان ناطق.
واكتشف ذلك الحكيم في بداية نموه.
إذ كان الحكيم يخاطبه كأنه صديقه الذي يفقد وجوده في سائر يومياته.
فكان الطائر يعيد بعض من كلام الحكيم حتى بعد مرور الايام والشهور اصبح يتقن لغته ويرد على كلامه بكل إنسيابية.
تعود الحكيم على وجود العقاب معه في حياته.
فوجد سهولة في التنقل على بقاع الارض.
فالعقاب هو الذي اصبح يرشده على الامكنة التي توجد بها النباتات النادرة.
حتى انه اصبح يعرفه على الاماكن التي بها الاوبئة حتى يساعد شعبها على شفائهم بواسطة تلك الخلطات العشبية النادرة الشافية لبرصهم.
شاعت معجزة حكمة الحكيم وطائره الغريب في شفاء البشر مابين ارجاء الارض..
فارادوا ان يكيدوا له كيدا ويملكون ذاك الطائر العملاق البهي إعتقادا منهم انه هو من له بركة في شفاء الناس..
كانت مدينة بيتانوا يسودها الجهل والتخلف.
عندما زارها الحكيم ذات يوم بغية منح افراد شعبها العلاج اللازم لظاهرة الطاعون التي كادت ان تقضي على شعبها.
فنجح في وقف تفشي المرض.
واستطاع ان يشفي اغلبية افرادها.
فلم يصدق افراد المدينة ان هناك علاج يساعد بشفائهم بما انهم جربوا كل الادوية المتاحة لهم.
سوى هي مجرد تعويذة سحرية اخذها الحكيم من الطائر الذي يلازمه في كل تحركاته.
فاتفقوا على خطة ان يقتلوا الحكيم ويمسكوا العقاب ليكون إلاههم الذي يحرسهم من كل الاوبئة والمخاطر التي تقضي على حياتهم...
وبالفعل نصبوا للحكيم كمينا واسقوه ماء مسموما ألقي على الفور صريعا وحاولوا بعدها على الفور إمساك العقاب بالشباك والسهام التي تعيق تحركاته حتى لايحاول الفرار والتحليق عاليا...
لكن العقاب ما إن رأى صاحبه ودرب حياته كلها ممرغ على الارض لا حراك له.
جن جنونه واصبح يصدر صوتا مدويا من منقاره كاد به ان يطيش مسامع من حوله.
فتركوا وألقوا أرضا كل وسيلة ارادوا بها إمساك الطائر وسدوا اذانهم بكلتا اياديهم.
وفي دقائق معدودات كانت السماء مليئة بالنسور والصقور المختلفة اشكالها ترمي من فم منقارها عقارب سوداء سامة تحذفها على سكان المدينة الذين قاموا بقتل الحكيم من بعد تقديمه لهم العلاج الشافي لهم..
لم يمضي وقت طويل حتى ابيد كل سكان القرية تحت فوضى من صراخهم و تحت ايضا وطأة الهلع والفرار من لسعة الموت. ولكن لعنة الموت اصابتهم اخيرا بسبب فعلتهم الشنيعة التي لاتغتفر بقتل الحكيم الطيب.
حزن العقاب حزنا شديدا على فراق صاحبه وحمل الحكيم بمنقاره وأخذه ليدفنه تحت جبل شامخ كان ذاك الجبل هو اول مكان رآه به عند خروجه من البيضة للحياة..

وتقول الاسطورة ان العقاب ظل على منهاج الحكيم بوحيه له عن العلاج الشافي في منامه.
وفي اليوم التالي يجول في الارض يساعد القرى بإمدادهم الاعشاب تلك التي راها بالمنام سابقا للمرضى وذلك بتركها على راس المريض ليلا دون ان يراه احد ثم يعود بعدها محلقا إلى مكانه المعهود.
مستقرا على نفس رأس الجبل المدفون باسفله صاحبه الحكيم..
و بعد قضاء قرون لم يعد يذكر له حسا لذاك العقاب الغريب.
 

ناطق العبيدي

Well-Known Member
إنضم
16 نوفمبر 2013
المشاركات
5,284
مستوى التفاعل
1,741
النقاط
113
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )