العوج طول عمره عوج 
قال تعالى { ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَ ٰلِكَ فَهِیَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةࣰۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا یَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَشَّقَّقُ فَیَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَاۤءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡیَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٧٤]
العوج طول عمره عوج, نقول هذا المثل على بعض الناس في المُجتمع الذي لم يستقم او يتوب عن ذنوبه او او جزء منها مهما تقدم في العمر.
هذا ليس تشجيع للقنوط, وهذا لا يعني بأن الفرد ليس له قابلية بأن يتغير للأفضل ويترك ماكان عليه.
ولكن هذا واقع نعيشه ونراه لدى فئات من الناس, وقرأناه في التاريخ في فئات من الشخصيات.
في التاريخ حين قرأنا وتأملنا فلقد وجدنا شخصيات لم تتغير ابداً وبقت على سوئها وعواجتها ولم يُؤثر المعروف فيها ولا الأخلاق ولا الدين الإسلامي.
فلم تتغير تلك الشخصيات ابداً, وهُم كانوا مُختلفين فالبعض كان من فئة المُنافقين واسلم بالشكل فقط, والبعض من المُؤلفة قلوبهم والبعض كان من الأصحاب ولكن لم يُؤثر الإسلام فيه.
فانظر لبعض هذه الشخصيات والتي عاشرت اشرف الخلق واكرمهم وهو النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ولكنها للآسف لم تتغير وتتأثر ولم تُصلح من سُلوكها, والبعض لم يُغير حتى جزء من سُلوكه.
وهذه الحالة في فئات من الشخصيات مرت في كل عصر من العُصور.
فتلك الشخصيات قُلوبها كالحجارة بل اشد قسوة, وحين ننظر لتصوير الآية الكريمة وكيف صورت القلوب القاسية بأنها اقسى من الحجارة نتصور ماذا تعني قسوة القلوب.
لذلك اولاً على كل فرد ان ينظر لنفسه وسلوكه وهل هو من هذا النوع ام لا ؟!
البعض كان راعي مشاكل ويشعل فتيل المشاكل بينهم ولم يتغير طبعه حتى بعد مرور سنوات طويلة. البعض كان داعي للفساد ويُرشد عليه ويدل على طريقه وحتى انه يُشجع عليه ولم يتغير بعد مرور السنوات وحتى لم يستر على نفسه.
البعض تجد لسانه مليئ بالبذائة والكلام القذر والسب والشتم ولم يتغير سلوكه حتى مع مرور السنوات.
البعض كان ينظر للمُراهقين نظرة شذوذ وريبة ويُشير لهم, وحتى مع تقدمه في العمر لم يُغير طبعه, الأن تنظر وتُشير لأبناء الآخرين فهل تتوقع بأنه لا يُوجد من سوف ينظر ويُشير ﻷبنائك ؟!
البعض بسبب مكانته قد يكون يستطيع ان يشب فتيل الفتنة والتفرقة في المُجتمع بدافع مذهبي او ثقافي او اجتماعي ولكن حتى مع تقدمه في العمر ووصوله لسن كبير لم يُغير من طبعه وبقى مصدر اشعال للفتن والتفرقة والحزازيات بين الناس. البعض كانت سبب في خلق شعور الغيرة وخلق الحزازيات بين النساء في الإسرة ومصدر للمشاكل واثارة الفتنة, وبحسب دورها قد تُسبب المشاكل بين نساء الأبناء او اخوات الزوج او زوجة الإبن او ام الزوج, ولم تتغير مع تقدم العمر, بل انها تكون مصدر للمشاكل والفتنة في كل دور تشغله مع تقدمها في العمر.
والقائمة تطول, فقد تكون انت او يكون شخص قريب منك او يكون صديق لك, او شخص زميل لك في الدوام او شخص تلتقيه في مكان في لقاء عابر.
إن كنت انت فحاول ان تُصلح من نفسك. وان كان شخص قريب منك حاول ان تُساعده ليصلح من نفسه. وان كان صديق عليك بتقديم النصيحة له. وان كان زميل او شخص عابر فقد نصيحة ولو بسيطة ولكن لاتكون عامل تشجيع له لكي تجعله يسترسل في الكلام, فقد لا تنصح ولكن لا تُشجع.
اللهم وفقنا ﻹصلاح انفسنا والمُساهمة في اصلاح غيرنا ولا تجعل مثل العوج يبقى طول عمره عوج ينطبق علينا.قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
