الطائر الحر
Well-Known Member
الغبار الكوني يستخدم لدراسة التطور النجمي والتطور الكيميائي للمجرة (بيكساباي)
وأفاد الباحثون بأن أقدم أنواع الحبيبات الغبارية التي تمت دراستها في المختبر يبلغ عمرها حوالي سبعة مليارات سنة، أي أنها أكبر من النظام الشمسي بما يقرب من ملياري عام إلى ثلاثة مليارات.
الغبار النجمي ذاكرة كونية
يمثل الغبار بين النجوم أحد العناصر المهمة في مجرتنا، ففي مكوناته تُحفظ بصمات الأحداث الكونية الكبيرة التي حدثت بجواره.
وعلى عكس أجزاء المادة التي أسهمت في تشكل المجموعة الشمسية، يظل هذا الغبار محافظا على خصائصه التي اكتسبها عند انفجار النجوم القديمة، لذلك يستخدم لدراسة التطور النجمي والتطور الكيميائي للمجرة.
وعلى الرغم من أن الغبار لا يمثل سوى حوالي 1% من الكتلة في الوسط الكوني، فإنه يحمل جزءا كبيرا من العناصر الأثقل من الهيليوم، بما في ذلك العناصر التي تشكل كواكب أرضية، والضرورية لنشأة الحياة.
ويدرك العلماء أهمية الكشف عن تركيبة الغبار في فهم مراحل تطور الكون ونشأة النظام الشمسي، لذلك قام فريق من الباحثين من جامعات أميركية وسويسرية وأسترالية أخيرا بتحديد حقبة تشكل حبيبات السيليكون بحجم ميكرومتر.
تتكون تلك الحبيبات من كروم السيليكون، وقد تم استقطاعها من نيزك مورشيسون الذي سقط في أستراليا أواخر ستينيات القرن الماضي ويتميز باحتوائه على مواد عضوية يعتقد العلماء أنها مرتبطة بنشأة الحياة على الأرض.
غبار أقدم من الشمس
أظهرت الدراسة التي نشرها الفريق في دورية "بروسيدنغ أوف ناشونال أكاديمي أوف ساينس" في 13 من يناير/كانون الأول الجاري، أن جزءا من حبيبات الغبار التي تمت دراستها تعود إلى ما بين 1.5 إلى ثلاثة مليارات سنة قبل تشكيل نظامنا الشمسي.
وهي بذلك تعتبر أقدم عينات صلبة قابلة للقياس متاحة للدراسة في المختبر، وتوفر نظرة ثاقبة لا تقدر بثمن في التسلسل الزمني لمجموعتنا.
قطعة من نيزك مورشيسون الذي استخرجت منه حبيبات الغبار الكوني (ويكيبيديا) قطعة من نيزك مورشيسون الذي استخرجت منه حبيبات الغبار الكوني (ويكيبيديا)
تعتمد تقديرات عمر الغبار بشكل أساسي على النماذج النظرية المتطورة التي تركز على حبيبات الغبار الصغيرة الأكثر شيوعا وتستند إلى فرضيات غير دقيقة للوقت الذي يقضيه الغبار في مناطق مختلفة بين النجوم قبل الوقوع في شراك جاذبية أحد الأجرام أو التعرض لموجات صدمات المستعرات الأعظمية.
وتنبأت معظم هذه النماذج بعمر متوسط للغبار الكوني، الذي يقدر بمئة مليون عام، لكن النماذج الحديثة تتنبأ بفترات بقاء أطول تصل إلى مليارات السنين.
تحديد أكثر دقة
في البحث الجديد، تمكن الفريق من تحديد أكثر دقة لمتوسط عمر الغبار باستخدام نظائر عنصر النيون التي يحتويها والمشكلة بواسطة أشعة كونية مجرية.
وقد سمح سجل النظائر في هذه الحبوب للباحثين بدراسة النجوم التي تشكلت منها وتوفير معلومات ضافية عن تطور التركيبة الكيميائية للمجرة.
واستنتج الباحثون من النتائج التي توصلوا إليها في هذه الدراسة، أن المنطقة التي نشأت فيها المجموعة الشمسية من المجرة كانت مكانا يعج بنجوم في مراحل تطور مختلفة وكان بعضها أكثر تطورا من الشمس.
وكما يقول ريتو ترابيتسك المؤلف المشارك في الدراسة، فإن "كل هذه المعلومات ستساعدنا ليس فقط في فهم أفضل للتطور الكيميائي المجري، ولكن كذلك في الحصول على صورة أكثر اكتمالا حول كيفية تشكل المادة التي يتكون منها النظام الشمسي (وكل شيء نراه من حولنا) في هذه المنطقة".