الغضب والعزة بالإثم
قال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ)[سورة البقرة 206]
صدق الله العلي العظيم
لنتأمل في هذه الكريمة ونراجع أنفسنا ونتساءل، هل تنطبق علينا هذه الآية في حياتنا اليومية؟
إذا كنا منصفين مع أنفسنا فهي تنطبق على أغلب أفراد المجتمع وهذا هو الواقع.
ارجع بذاكرتك للوراء وتذكر كم موقف في حياتك كان تصرفك فيه خاطئ وأصررت على خطئك بدافع الكبرياء والعزة بالأثم، والأدهى من ذلك حينما يقول لك من حولك في حال خطئك اذكر الله، أو قل لا إله إلا الله أو تعوذ من الشيطان الرجيم، قد لا تؤثر فيك هذه العبارات العظيمة أبداً بل تزداد غضباً وتصر وتكابر على خطئك، 
فراجع نفسك بمصداقية هل بتصرفك هذا انطبقت عليك الآية الكريمة أم لا؟⁉فلماذا حين تقرئها تستنكر على الأقوام السابقين أنهم لم يرتدعوا من ذكر الله وتأخذهم العزة بالأثم وأنت أيها المسلم المؤمن بالله تمارس نفس السلوك، ألا يفترض بك حين يذكرك بالله أحدهم ساعة غضبك تكون مصداقاً لهذه الآية الكريمة،
قال تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)[سورة اﻷعراف 199 - 201]
وهذه الآية الكريمة
قال تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[سورة فصلت 34 - 36]
وهذه الآية الكريمة
قال تعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[سورة آل عمران 134]
هكذا يفترض بنا أن يكون سلوكنا كمسلمين ساعة غضبنا، لا أن تأخذنا العزة بالأثم.
تذكر هذه الآيات جيداً في كل مواقف حياتك:وأنت في المنزل حين تتعامل مع والديك وأخوانك وأخواتك.
وأنت في المنزل حين تتعامل مع زوجتك وأبنائك.
وأنت في الشارع حين تقود سيارتك وتواجه الناس.
وأنت في العمل حين تتعامل مع زملائك.
وأنت مسؤول حين تتعامل مع من هم دونك.
وأنت في الأماكن العامة وأنت تتعامل مع من حولك.
وأنت تتعامل مع أصدقائك وأقاربك.
وأنت في أماكن العبادة والأماكن المقدسة.
وأنت تتعامل مع جيرانك.
في كل مكان وكل موقف في حياتك، تذكر أنك إنسان مسلم ويفترض بك أن تكون ممثلاً عن الإسلام وتعكس أخلاق دينك.
فلا تجعل للشيطان عليك سبيل وتأخذك الحمية والكبرياء والعزة بالأثم، جاهد نفسك فجهاد النفس أشد انواع الجهاد، اصرع غضبك وسيطر عليه بدلاً أن تجعله يسيطر عليك ويقودك لأمور لا يحمد عقباها، وتشوه صورتك وصورة دينك بتصرفاتك.لا تقل هذا صعب ومستحيل، فالغلطة التي قد تصدر منك في حالة غضب وعدم وعي تكلفك كثيراً مدى حياتك، فما دام هناك مجال للعقل والوعي والتراجع تراجع ولا تقترف تصرف قد يكلفك الكثير فيما بعد، تصرف بهدوء وعقلانية ولا تخسر نفسك ومن حولك في لحظة غضب عابرة وتندم بعدها حين لا ينفع الندم.
وأخيراً تذكر قوله تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة الزمر 17 - 18]
وفقنا الله وإياكم لكل خير
