رمااد اانسان
طاقم الإدارة
في مطعم بإحدى الولايات الامريكية ناولت نادلة ( الجرسونة )المطعم قائمة طعام الغداء إلى رجل وزوجته، وقبل أن يطلعا على القائمة سألاها أن تعرض عليهما أرخص طبقين كونهما لا يمتلكان مالا كافيا إثر عدم حصولهما على راتبهما منذ عدة أشهر؛ بسبب تحديات مالية تواجهها الجهة التي يعملان لديها.
كان الزوجان في غاية السعادة وهما يغادران المطعم.
وقبل أن يتغلغل الندم إلى داخلها إثر احتجاج رفيقة عمرها على مبادرتها تلقت اتصالا من أمها تقول لها بصوت عالٍ: "ماذا فعلت ياسارةِ؟".
ردت بصوت خفيض ومرتعش خوفا من صدمة لا تحتملها: "لم أفعل شيئا. ماذا حدث؟".
أجابت أمها: "يشتعل "الفيسبوك" إشادة بكِ ومدحا لتصرفك. سيد وزوجته وضعا رسالتك لهما على الفيسبوك بعد أن دفعتِ الحساب عنهما في حسابهما وتناقلها الكثيرون. انا فخورة بكِ". ...
لم تكد تنتهي من محادثتها مع أمها حتى اتصلت عليها صديقة دراسة تشير إلى تداول رسالتها بشكل فيروسي في جميع المنصات الاجتماعية الرقمية.
وفور أن فتحت سارة حسابها في "فيسبوك"، وجدت مئات الرسائل من منتجين تلفازيين ومراسلين صحافيين يطلبون مقابلتها للحديث عن مبادرتها المميزة.
وفي اليوم التالي، ظهرت سارة على الهواء في أحد أشهر البرامج التلفزيونية الأمريكية وأكثرها مشاهدة. منحتها مقدمة البرنامج غسالة فخمة جدا وجهازا تلفازيا حديثا وعشرة آلاف دولار. وحصلت من شركة إلكترونيات قسيمة شراء بخمسة آلاف دولار. وانهالت عليها الهدايا حتى وصلت إلى أكثر من 100 ألف دولار تقديرا لسلوكها الإنساني العظيم.
تكلفة وجبتي طعام لم تكلفها أكثر من بضع دولارات+ 100 دولار غيرت حياتها.
ليس الكرم أن تعطي ما لا تحتاج، وإنما أن تعطي ما أنت في أشد الحاجة إليه.
الفقر الحقيقي هو فقر الانسانية والمواقف .