وردة الصحراء
Well-Known Member
يعد علي ياسين يوسف واحدا من فناني العراق التشكيلين المبدعين الذين أسسوا لتجربتهم الابداعية بطريقة متفردة
لاتشبه الا فنه الذي استمد جذوره من ثقافته الواسعة بحضارة وادي الرافدين ..
وما تركته الحرب من وشوم وصور في ذاكرته
الفنان المغترب(علي ياسين يوسف) المقيم حاليا في المغرب..هذا الفنان المولود في مدينة العمارة عام 1962م ،
والذي ينحدر من واحدة مناعرق عوائلها عاش صباه فيها وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدارسها ،
ومن ثم ليغادر الى بغداد لاكمال دراسته الجامعية في قسم الآثار/كلية الآداب/جامعة بغداد منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.
" يقيم الفنان التشكيلي حاليا في الدار البيضاء المغربية ويتخذ من مشغله الفني محترفا لإنجاز أعماله،وسط ايمانه بقدرة الفنان على اعادة خلق عوالمه،
وما الفن إلا الفضاء الأثير الذي يحلق فيه بخيلاء ودهشة، لذا فهويرى أن اللوحة عالم قائم بذاته،وهي..((حضور دائم واستمرار للحياة التي يريد..وهي تمثل له وهو البعيد .. عودة دائمة لعيون الوطن الذي أحب..)).
قد يبدو انتماء الوطن المتجذر فيه ، لايأخذ طابعه الإعلامي ، بقدرمايصرح عنه وجعه وهو هناك في البعيد..من هنا تكون اللوحة وجها تعبيريا مضيئا لتأكيد هذا الانتماء،ذلك انها ككون يثير الأسئلة والدهشة،تشكل منظومة أفكار وعقائد وأحاسيس تختلج حينا وتتحد اكثركلما ابتعد الفنان/المبدع عن مساحة انتماءه هذا..وبالتالي تتشكل الهوية/البنية المركوزة في الوعي الجمعي..وما الفن إلا حالة متفردة للكشف عن هذه الهوية ".
كتب عنه الناقد التشكيلي والشاعر نصير الشيخ قائلا :
"علي ياسين في وحدته،ولا أقول غربته..سنوات النفي هذه التي تجاوزت التسعة عشر عاما لم تستطع أن تزحزح الروح /الطفلة وهي تخلق عوالمها،وتمد أصابعها لتلامس الأبعاد القصية للوجود عبر ألوانها المنغرسة في الذات المحتدمة والمتسائلة على حد سواء...المدينة (العمارة) تحضر بوصفها بنية مكانية تستقطب الذكريات وما مرّ..انه تتراءى له تماما، غافية على شواطئ انهارها المتفرعة..حاضرة بأسواقها وحاراتها وأزقتها القديمة...((أنها حاضرة في دمي قبل أن تكون حاضرة في اللوحة )) كما يقول علي ياسين يوسف ..
شارك علي في العديد من المعارض في داخل العراق وخارجة
وكانت اولى تلك المعارض في برلين عام 1975 ولم يكن يتجاوز عمره الثانية عشرة بعد ..
حينما أوفد اليها بوصفة موهوبا ومتفوقا في مجالات الفن والدراسة .وشارك بأعماله في معرض رسوم الاطفال ضمن نشاطات مهرجان الشبيبة العالمي.
وفي عام 1979 شارك في معرض مشترك اقامتة مديرية تربية ميسان. . توالت بعدها مشاركاته في العديد من المعارض المشتركة داخل مدينة العمارة وخارجها .
\وفي عام 1992 شارك في معرض استذكاري لمناسبة الذكرى الاولى لإستشهاد الفنان التشكيلي أمير الشيخ وذلك ببغداد في نقابة الفنانين التشكيلين العراقيين وحضر حفل افتتاحة وزير الاعلام آنذاك .
وفي عام 1994 ونتيجة للملاحقات والتضييق الذي مارسته السلطة آنذاك ضده وضد العديد من المبدعين الذين نأوا بأنفسهم عن تأيد سياساتها أُضظر علي ياسين الى المغادرة الى خارج العراق وكانت عمان محطته الاولى .. ليشارك مع عدد من الفننانين التشكييلين في محترف فني في عمان انتقل بعدها الى اربد ليغادر بعدها الى ليبيا ومن ثم الى تونس والمغرب التي يعيش فيها حتى الوقت الحاضر .
وفي المملكة المغربية حظي الفنان العراقي المحمل بعبق حضارة وادي الرافدين بأهتمام الاوساط الاكاديمية والفنية ..وكانت معارضة ومشاركاته محط اهتمام وسائل الاعلام المغربية والاوساط الفنية التشكيلية ..وكان اول معرض له في القصر البلدي في اقليم دكالة عام 1997.. تلاه بمعرض مشترك مع الفنان التشكيلي المغربي ((حموده الزاوي)) وذلك في جامعة بو شعيب الدكالي في العام نفسه .
وفي عام 1999شارك علي ياسين في مهرجان ربيع الصويرة . بمعرض مشترك بصحبة رسامين من المغرب واسبانيا وفرنسا.وكندا.
و في عام 1999كذلك اقام الفنان التشكيلي علي ياسين معرضا شخصيا في بهو المدرسة العليا للفنون الجميلة في الكازابلانكا الدار البيضاء ضم اكثر من 33 لوحة بمختلف الحجوم تناول فيها حضارة وادي الرافدين وجماليات المكان في العراق .. ليؤكد انه يحمل العراق أينما حل واينما أقام .
الفنان المغترب ياسين يوسف
وفي عام 2000 شارك في معرض مشترك مع عددمن الرسامين المغاربة...غالري ملتقى الفنون...الدار البيضاء.
بعدد من اللوحات التي عكست تجربة الفنان علي ياسين يوسف الابداعية المميزة .
وشهد العام نفسة المشاركة في معرض مشترك مع مجموعة من الرسامين المغاربة في كلية العلوم (عين الشق) في الدار البيضاء.
ساهم علي ياسين يوسف من خلال نشاطه الدؤوب في تنوع المشهد الفني التشكيلي في المغرب لما يحمله فنه من سمات رافيدينه وعراقية أصيلة .. استقطبت العديد من النقاد التشكيليين والصحف والمجلات التي كتبت عن هذه الطاقة المتجددة القادمة من ارض الحضارت ..العراق .
كما ساهم الفنان التشكيلي علي ياسين بالقاء العديد من المحاضرات ..والمشاركة في العديد من الورش الفنية..داخل المغرب ..
وضمن نشاطات المدرسة العليا .. إضافة الى كتابة
العديد من المقالات الفنية والنقدية ونشرها في الصحف المغربية.
ولروعة وأصالة فنه فقد وصلت العديد من لوحات الفنان علي ياسين يوسف الى دول اوربية واسكندنافية منها بلجكيا.والمانيا.والدنمارك وفرنسا.والى كاليفورينا في الولايات المتحدة ومدن اخرى .
أهتم علي ياسين يوسف في معالجة موضوعات المرأة والطفوله برؤية عالية الشفافية فيما تناول الهواجس الانسانية التي تعترينا برؤية صوفية استمدها من ثقافته الصوفية بعد أطلاعة على الكثير من المؤلفات التي تناولت الحلاج وابن عربي وغيرهم الكثيرين
فيما ينحى احيانا في لوحاته الى التعبيريه في انجاز لوحاته مستمدا من الرموز الفكرية والتأريخية لحضارة وادي الرافدين ما يعزز اللوحة بطريقة جمالية فذه .
وعلى حد قول الناقد والشاعر نصير الشيخ في مقالته عن الفنان : " ان لوحات الفنان التشكيلي علي ياسين شكلت عوالم قائمة بذاتها، ذلك ان مياه الأطلسي لم تنسيه مويجات دجلة وهو يخترق بغداد ..مدينة الألف ليلة وليلة.. ومن الجنوب لانه هنا يروض الماديات بفعل أنامله السحرية، ويستنطق الأشياء وأرواحها،كي تتمرأى في دواخله فكرة معدة للأنجاز ممزوجه بعوالم السحروالشعروالعوالم الصوفية التي أفنى الفنان سنوات اغترابه وهو في آتونها،بغية الوصول للحظة الوجد والتجلي التي توصله لمعنى انكشاف روحه أمام موجودات الحياة واللوحة هي مرآة هذه الحياة "