محمد يوسف
ابو الحسن
[img3]https://kech24.com/wp-content/uploads/2018/03/IMG-20180327-WA0011-686x405.jpg[/img3]
سميح الحيفاوي
القاضي : فتحت الجلسة وسنبدأ من المدعي العام لمعرفة حقيقة اللاجئ الفلسطيني
المدعي العام : يا حضرة القاضي هذا لاجئ فلسطيني باع جده ارضه في فلسطين وهذا المتهم قبض ثمن الارض من جده , وهو صدامي و بعثي وارهابي . ما اثار شكنا به انه يتنقل من مكان الى مكان في بغداد ففتشته الشرطة ووجدت انه يحمل هوية فلسطينية ..
قاطعه محامي اللاجئ :
محامي اللاجئ : انا اعترض يا حضرة القاضي على ما جاء به المدعي العام من اتهام باطل ضد موكلي , هل موكلي يحمل المفخخات او مسكتوه في وسط مكان الجريمة ,فكل ما هناك انه يحمل هوية فلسطينية ..
المدعي العام : واليست هذه الهوية اثبات على انه غير عراقي , اذن انه ارهابي ويجب حبسه .
اللاجئ الفلسطيني مقاطعا الحديث .
اللاجئ الفلسطيني : اسمح لي يا حضرة القاضي ان ابوح عن عذاباتي لك واشرح لك موقفي وموقف جميع اللاجئين في العراق . سيدي القاضي : خرجت للحياة وقراءت هويتي فوجدت نفسي فلسطيني واحمل هوية لاجئ منذ اكثر من سبعون عاما , يقول جدي رحمه الله والذي كان يعيش في قرية جبع ان العصابات الصهيونية قامت باكبر اجرام بالعالم وقتلت شبابنا باسلحة فتاكة مع طائرات تضرب القرى , ومع خيانه بعض الانظمة العميلة قررنا المجيئ للعراق مع جيشه مؤقتا الى حين تحرير ارضنا .
وتنقلنا من مكان الى مكان , ومرت سنوات وسنوات ولم تتحرر ارضنا , اقعدونا بملاجئ غير صالحة للسكن وكانن امهاتنا صابرات محتسبات , سمعنا الكثير من التهم الباطلة على اننا بعنا ارضنا , وها هو حالي يا سيدي القاضي , هل هذا حال لاجئ باع ارضه ؟ , عشنا مع اخوتنا العراقيين في هذا الوطن , وقد ساهمنا معهم ببناء الوطن ودافعنا عنه في حرب ايران .
المدعي العام : اسمع يا حضرة القاضي يقول انه تعاون مع الجيش العراقي ضد ايران اليست هذه تهمة بانه ارهابي .
اللاجئ الفلسطيني : اسمع ايها المدعي نحن تربينا على الوفاء ولا يمكننا ان نخون الوطن الذي عشنا فيه , فتعلمنا من اباءنا واجدادنا ان نحرص على من وثق بنا , وهذا هو طبعنا .
المحامي : انظر يا حضرة القاضي اللاجئ يملك الوطنية للعراق اكثر من هذا المدعي , اللاجئ الفلسطيني اوفى بكثير من بعض عراقيين باعوا ظمائرهم لدول الجوار .
اللاجئ الفلسطيني : وبعد سقوط العراق على ايدي القوات الامريكية والاطاحة بنظام صدام حسين دخلوا علينا اناس وجوههم غريبة وكأنها الشيطان قتلوا منا الكثير من دون سبب وقد هجرونا من الاحياء التي نسكنها , وقد سجنوا من الفلسطينيين الكثير بتهمة هويته الفلسطينية وما زالوا في السجون من دون محاكمة او حتى السماح لنا برؤيتهم , وبعدها حرمونا من التعيين وقد قطعوا عنا رواتب المتقاعدين في حال وفاتهم , واني الان تركت اختي ام احمد بدون طعام وهي ارملة وقطعوا عن ايتامها راتب المرحوم ابو احمد .
سيدي القاضي : انا لست ارهابي ولم نبع ارضنا , فارضنا عرضنا , فنحن قوم بسطاء من باع وطنه هو من سرق وطنه في ايام سقوط بغداد وما يطلق عليهم " الحواسم" , من باع وطنه هو من تسلم منصب وسرق اموال الشعب الذي انتخبه , من سرق وطنه هو من حمل السلاح ضد اخاه العراقي بسبب المذهب .
سيدي القاضي : عذاباتنا لم تنتهي بعد توفير الامان حسب ما يذاع في القنوات الفضائية العراقية , اننا جزء من العذاب المستمر , وبعد طردنا من احياءنا قامت مفوضية اللاجئين بتاجير مساكن لنا في احياء بغداد , مساكن صغيرة جدا , وكأنها مساكن للصيصان , وعيشتنا فيها مذلة , هناك مسؤول في المفوضية اسمه علي البغدادي يقول لنا هذه اخر سنة سندفع لكم الايجار , وقلت له لا يهمنا سنسكن في الخيم , سيدي القاضي ما يسمى بعلي البغدادي صار خلال هذه الفترة يمر على شقق الفلسطينيين المؤجرين من المفوضية ويساءلنا عن وضعنا المادي , وقام بفتح ابواب الثلاجات فأن وجد في داخل الثلاجة كيلو من الموز او التفاح سيتهمنا باننا مليارديرية وسيقطع عنا المعونة النقدية .
المدعي العام : انت تكذب
اللاجئ الفلسطيني : اقسم بالله هذا ما حصل , وساقول لك عن امرا اكثر استغرابا , خالتي سمية دخل عليها علي البغدادي وقام بالنظر على شقتها ثم دخل على حمام منزلها وساءلها عن نوع الشامبو الذي يستخدموه وما نوعه وكم شامبو يشترون في الشهر , سيدي القاضي المفوضية تريدنا ان نكون وسخين كي تدفع لنا الايجار , وتريدنا ان ناكل الخبز مع الشاي كي تصدقنا
القاضي: هل من المعقول هذا ؟
اللاجئ : اقسم لك بالله هذا ما حصل
المدعي العام : طأطأ رأسه
اللاجئ الفلسطيني : سيدي القاضي نحن لسنا ارهابيين ولم نغادر العراق والسبب اننا لا نملك المال , فان وقعنا في ورطة ليست لنا عشيرة لتدافع عنا , وانت تعرف يا سيدي القاضي في وقتنا هذا العشائر هي من تحل الامور ولا قانون في هذا البلد .
القاضي : اخرس ايها اللاجئ الفلسطيني اليس انا هنا باسم القانون .
رفعت الجلسة للبت فيها بعد اتفاقية صفقة القرن
سميح الحيفاوي
القاضي : فتحت الجلسة وسنبدأ من المدعي العام لمعرفة حقيقة اللاجئ الفلسطيني
المدعي العام : يا حضرة القاضي هذا لاجئ فلسطيني باع جده ارضه في فلسطين وهذا المتهم قبض ثمن الارض من جده , وهو صدامي و بعثي وارهابي . ما اثار شكنا به انه يتنقل من مكان الى مكان في بغداد ففتشته الشرطة ووجدت انه يحمل هوية فلسطينية ..
قاطعه محامي اللاجئ :
محامي اللاجئ : انا اعترض يا حضرة القاضي على ما جاء به المدعي العام من اتهام باطل ضد موكلي , هل موكلي يحمل المفخخات او مسكتوه في وسط مكان الجريمة ,فكل ما هناك انه يحمل هوية فلسطينية ..
المدعي العام : واليست هذه الهوية اثبات على انه غير عراقي , اذن انه ارهابي ويجب حبسه .
اللاجئ الفلسطيني مقاطعا الحديث .
اللاجئ الفلسطيني : اسمح لي يا حضرة القاضي ان ابوح عن عذاباتي لك واشرح لك موقفي وموقف جميع اللاجئين في العراق . سيدي القاضي : خرجت للحياة وقراءت هويتي فوجدت نفسي فلسطيني واحمل هوية لاجئ منذ اكثر من سبعون عاما , يقول جدي رحمه الله والذي كان يعيش في قرية جبع ان العصابات الصهيونية قامت باكبر اجرام بالعالم وقتلت شبابنا باسلحة فتاكة مع طائرات تضرب القرى , ومع خيانه بعض الانظمة العميلة قررنا المجيئ للعراق مع جيشه مؤقتا الى حين تحرير ارضنا .
وتنقلنا من مكان الى مكان , ومرت سنوات وسنوات ولم تتحرر ارضنا , اقعدونا بملاجئ غير صالحة للسكن وكانن امهاتنا صابرات محتسبات , سمعنا الكثير من التهم الباطلة على اننا بعنا ارضنا , وها هو حالي يا سيدي القاضي , هل هذا حال لاجئ باع ارضه ؟ , عشنا مع اخوتنا العراقيين في هذا الوطن , وقد ساهمنا معهم ببناء الوطن ودافعنا عنه في حرب ايران .
المدعي العام : اسمع يا حضرة القاضي يقول انه تعاون مع الجيش العراقي ضد ايران اليست هذه تهمة بانه ارهابي .
اللاجئ الفلسطيني : اسمع ايها المدعي نحن تربينا على الوفاء ولا يمكننا ان نخون الوطن الذي عشنا فيه , فتعلمنا من اباءنا واجدادنا ان نحرص على من وثق بنا , وهذا هو طبعنا .
المحامي : انظر يا حضرة القاضي اللاجئ يملك الوطنية للعراق اكثر من هذا المدعي , اللاجئ الفلسطيني اوفى بكثير من بعض عراقيين باعوا ظمائرهم لدول الجوار .
اللاجئ الفلسطيني : وبعد سقوط العراق على ايدي القوات الامريكية والاطاحة بنظام صدام حسين دخلوا علينا اناس وجوههم غريبة وكأنها الشيطان قتلوا منا الكثير من دون سبب وقد هجرونا من الاحياء التي نسكنها , وقد سجنوا من الفلسطينيين الكثير بتهمة هويته الفلسطينية وما زالوا في السجون من دون محاكمة او حتى السماح لنا برؤيتهم , وبعدها حرمونا من التعيين وقد قطعوا عنا رواتب المتقاعدين في حال وفاتهم , واني الان تركت اختي ام احمد بدون طعام وهي ارملة وقطعوا عن ايتامها راتب المرحوم ابو احمد .
سيدي القاضي : انا لست ارهابي ولم نبع ارضنا , فارضنا عرضنا , فنحن قوم بسطاء من باع وطنه هو من سرق وطنه في ايام سقوط بغداد وما يطلق عليهم " الحواسم" , من باع وطنه هو من تسلم منصب وسرق اموال الشعب الذي انتخبه , من سرق وطنه هو من حمل السلاح ضد اخاه العراقي بسبب المذهب .
سيدي القاضي : عذاباتنا لم تنتهي بعد توفير الامان حسب ما يذاع في القنوات الفضائية العراقية , اننا جزء من العذاب المستمر , وبعد طردنا من احياءنا قامت مفوضية اللاجئين بتاجير مساكن لنا في احياء بغداد , مساكن صغيرة جدا , وكأنها مساكن للصيصان , وعيشتنا فيها مذلة , هناك مسؤول في المفوضية اسمه علي البغدادي يقول لنا هذه اخر سنة سندفع لكم الايجار , وقلت له لا يهمنا سنسكن في الخيم , سيدي القاضي ما يسمى بعلي البغدادي صار خلال هذه الفترة يمر على شقق الفلسطينيين المؤجرين من المفوضية ويساءلنا عن وضعنا المادي , وقام بفتح ابواب الثلاجات فأن وجد في داخل الثلاجة كيلو من الموز او التفاح سيتهمنا باننا مليارديرية وسيقطع عنا المعونة النقدية .
المدعي العام : انت تكذب
اللاجئ الفلسطيني : اقسم بالله هذا ما حصل , وساقول لك عن امرا اكثر استغرابا , خالتي سمية دخل عليها علي البغدادي وقام بالنظر على شقتها ثم دخل على حمام منزلها وساءلها عن نوع الشامبو الذي يستخدموه وما نوعه وكم شامبو يشترون في الشهر , سيدي القاضي المفوضية تريدنا ان نكون وسخين كي تدفع لنا الايجار , وتريدنا ان ناكل الخبز مع الشاي كي تصدقنا
القاضي: هل من المعقول هذا ؟
اللاجئ : اقسم لك بالله هذا ما حصل
المدعي العام : طأطأ رأسه
اللاجئ الفلسطيني : سيدي القاضي نحن لسنا ارهابيين ولم نغادر العراق والسبب اننا لا نملك المال , فان وقعنا في ورطة ليست لنا عشيرة لتدافع عنا , وانت تعرف يا سيدي القاضي في وقتنا هذا العشائر هي من تحل الامور ولا قانون في هذا البلد .
القاضي : اخرس ايها اللاجئ الفلسطيني اليس انا هنا باسم القانون .
رفعت الجلسة للبت فيها بعد اتفاقية صفقة القرن