رد: المؤمن للمؤمن / المسلم أخو المسلم "
إن الأخوة الإسلامية في الله تُملي على المتآخين
التعاون والتباذل والتكاتف
وأن يسعى في خدمة إخوانه سواء كان ذلك بإدخال النفع عليهم
والفرح والسعادة وكذلك بإزالة ما يؤذيهم ويضيق عليهم
فكل هذا من من صور التعاون الذي يحبه الله عزوجل ويشكر لصاحبة صنيعه
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة لنا فكان يحب إعانة المسلمين
ويسعى في قضاء حاجاتهم ولهذا وصفته خديجة رضي الله عنها
عندمل نزل صلى الله عليه وسلم من الغار بعد نزول الرحي بانه
يعين على نوائب الحق وإنها أشرف الخصال وأجل الخلال .
إن في التعاون خصلة رائعة وهي إحساس المرء بالآخرين
وشعوره بآلامهم وأفراحهم ومشاركته لهم
وإن هذا الإحساس مثاب عليه
فإعانته فيها الأجر الكبير والثواب العظيم .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
ومن المعلوم أنه لا يتم أمر العباد فيما بينهم , ولا تنتظم مصالحهم ،
ولا تجتمع كلمتهم , ولا يهابهم عدوهم , إلا بالتضامن الإسلامي ،
الذي حقيقته التعاون على البر والتقوى , والتكافل ، والتعاطف ، والتناصح ,
والتواصي بالحق , والصبر عليه , ولا شك أن هذا من أهم الواجبات الإسلامية ,
والفرائض اللازمة , وقد نصت الآيات القرآنية , والأحاديث النبوية ,
على أن التضامن الإسلامي بين المسلمين - أفراداً وجماعات , حكوماتٍ وشعوباً - من أهم المهمات ,
ومن الواجبات التي لا بد منها لصلاح الجميع , وإقامة دينهم وحل مشاكلهم ,
وتوحيد صفوفهم , وجمع كلمتهم ضد عدوهم المشترك
ولكن ما هي الأسباب التي تعين على تقوية التعاون وإنتشاره بين المؤمنين
هناك العديد مِن الطُّرق والسُّبل منها :
1- التَّعارف.
2- معرفة المسلم لحقوق المسلم عليه.
3- احتساب الأجر.
4- تنمية الرُّوح الجماعيَّة.
5- فقه الواقع.
6- تطهير القلب مِن الأمراض.
ولـ نتعرف الأن على الموانع التي تعيق على إكتساب هذا الخلق العظيم :
1- التَّعصُّب والحزبيَّة.
2- اتِّباع الأوهام والشُّكوك في مدى جدوى هذا التعاون والاستفادة منه.
3- الأنانيَّة، وعدم حبِّ الخير للآخرين.
4- تعذُّر الفرد بانشغاله وكثرة أعماله.
5- تنافس الأفراد.
6- محبة الصَّدارة والزَّعامة وغيرها مِن حظوظ النَّفس.
7- الحسد للآخرين.
8- سوء الظَّن بالآخرين.
9- عدم التَّعوُّد على التَّعاون.
10- الكبر على الآخرين، وتوهُّم الفرد أنَّه أعظم مِن غيره.
11- الكَسَل.
12- النَّظر في التَّجارب الفاشلة لبعض حالات التَّعاون الشَّاذَّة.
إن الأمة الإسلامية أصابها من الوهن ما الله به عليم
فـ إصبح سوء الظن والفرق والجماعات والأحزاب
والكسل والحسد والكبر والغرور ومحبة النفس وغيرها الكثير
من الأمور التي نتنافس عليها ونحاول ان نغرسها في انفسنا
والله المستعان .
إن الأمة الإسلامية لن تكون أمة واحدة ولن يحصل لها قوة
ولا عزة حتى نرتبط بالروابط الدينية حتى نكون
كما وصفنا الرسول صلى الله عليه وسلم
كالبنيان وكالجسد الواحد .
قال الله تعالى
"فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"
الأنفال: 1،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"واللهِ لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا،
أَفَلا أُخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفْشوا السلام بينكم "
رواه احمد ومسلم
أخواتي الغاليات لنجعل تقوى الله نصب أعيننا
ولـ نعلم أن الأخوة في دين الله
من الإيمان بالله عزوجل
وإن هذه الإخوة من أقوى الروابط
فكل الروابط تتفكك يوم القيامة إلا رابطة
الإخوة فـ يوم القيامة لا أنساب بين الخلق ولكن الأخلاء
قال الله تعالى :
"يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ "
الزخرف: 67.
فعلينا كـ مؤمنين ومسلمين أن ننمي هذه الرابطة
رابطة الأخوة وتقويتها وذلك بإتخاذ الأسباب التي شرعها الله عزوجل
ورسوله صلى الله عليه وسلم
فلـ نغرس في قلوبنا المودة والمحبة فإن أوثق عرى الإيمان
الحب في الله والبغض في الله .