محمد يوسف
ابو الحسن
بقلم شيخ القصاصين العراقيين - محمد سمارة
بدأت الحركة المستقبلية كاتجاه ادبي / فني حين اصدر الشاعر الايطالي ( مارينتي) البيان الاول للحركة في باريس عام 1909 وبعد فترة قصيرة اصدر الرسامون المستقبليون بيانهم واراءهم الجديدة في الرسم وكان في مقدمتهم بوشيوني وكارا وروسولو . ففي البيان التأسيسي اكد مارينتي ان الفن ثورة وعلى الفنانين ان يأخذوا مقاليد السلطة لكن الحركة المستقبلية رفضت في الوقت ذاته , العودة الى الماضي , وطالبت الخلاص من المتاحف والمكتبات والاكادميات , وقد واجه المستقبليون الرفض من قبل مختلف الاوساط في داخل ايطاليا وخارجها , لكن السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا اثرت المستقبلية على الحركة الفنية العالمية تأثيرا كبيرا على الرغم من مؤثراتها السلبية ؟
عند الاجابة على هذا السؤال ينبغي ان لا نغفل او لا ان هناك تناقضا كبيرا بين ما طرحه المستقبليون من اراء ايدلوجية وبين ما انجزوه من اعمال فنية . وثانيا انهم قد ادانوا البرجوازية وسلطتها الحاكمة ورفضوا الانصياع الى المؤسسات الاكاديميةوالثقافية والبيرقراطية . ورفضوا الاساليب التقليدية في الفن . وكانوا في بحث دائم عن اساليب فنية مؤثرة . وبذلك تواصلت جهودهم مع جهود اغلب الاساليب الفنية الحديثة في بداية القرن المنصرم . وثالثا توجههم في البحث عن مواضيع نابعة من الواقع . فانجزوا عبر افكارهم وتجاربهم العملية صورا فنية ومبادىء تكوين فنية حديثة . لقد شخص ( ارفاتوف) المستقبلية بانها حركة تقدمت لاول مرة بوعي تام لتتناول القضايا الصناعية / المدنية وتثويرها ونقلها الى الشارع . وذلك وفق مفاهيم فنية حديثة . وانطلاقا من التقدم التكنلوجي فقد وضع المستقبليون نصب اعيونهم اهمية الارتكان الديناميكي الى مقومات الحياة الجديثة فيما يتعلق بانجازاتهم الفنية