سومري
Well-Known Member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رضي عن المؤمنين الصادقين، وأجزل لهم المثوبة في الدنيا ويوم الدين، والذي أحبَّ من اتبع هداه وكان به من المتمسكين، والصلاة والسلام على نبينا محمد المرسَل رحمة للعالمين، وقدوةً للسالكين، وهداية للخلق أجمعين، والذي اتخذه خليلا ربُّ العالمين.
وبعد:
فإن العبادة الحقة هي التي يكون صاحبها بين الخوف والرجاء قال سبحانه : \" أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) سورة الإسراء . كما قال في وصف هؤلاء المشتاقين إلى الله : \" أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)سورة : الزمر .
فالمشتاقون إلى الله تعالى هم الذين تكون حياتهم بين الرغبة والرهبة كما قال تعالى في آل زكريا عليهم السلام : \" إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) سورة : الأنبياء .
فالعبد الصالح تارة يمده الرجاء والرغبة ، فيكاد يطير شوقاً إلى الله ، وطوراً يقبضه الخوف والرهبة فيكاد أن يذوب من خشية الله تعالى ، فهو دائب في طلب مرضاة ربه مقبل عليه خائف من عقوباته ، ملتجئ منه إليه ، عائذ به منه ، راغب فيما لديه .