عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,748
- النقاط
- 113
الموت بالملابس الرسمية
“ما دام الهلاك لا مفر منه، إذًا سأموت نبيلاً، كما عشت نبيلاً”
كانت هذه كلمات المليونير “بنجامين جاجنهيم” الذي اشتهر بشياكته وأناقته، والذي كان له موقفًا في غاية الغرابة. فهو كان على متن السفينة الشهيرة “تيتانيك” التي غرقت في شمال المحيط الأطلسي سنة 1912. ففي لحظات غرقها، ذهب المليونير الشهير إلى حجرته، وخلع سترة النجاة التي كان يرتديها، واستبدلها بملابس أخرى أنيقة خاصة بالحفلات الرسمية. وعندما أنهى زينته وأناقته على أكمل وجه توجه إلى ظهر السفينة ليعلن أمام الجميع قائلاً:
“ما دام الهلاك لا مفرَّ منه.. فقد عشت نبيلاً وسأموت نبيلاً”..
وإن كنا قد نُعجَب بشجاعة الرجل في مواجهة الخطر، لكن هل يواجه المرء الموت بأن نرتدي أرقى وأفخم الثياب؟
بل وهل ثيابه تشفع فيه أمام الإله؟
إن المليونير هذا يذكِّرنا بقصة البشرية القديمة، عندما أدخل الإنسان الأول الخطية إلى العالم، عندما أخطأ آدم وكسر الوصية الإلهية، لقد انفتحت أعين آدم وحواء وعلما أنهما عريانان فماذا فَعَلا؟
•
مآزر ورقية أم أقمصة جلدية؟
إن كان العري شيء مخزي أمام عيون البشر، فكم يكون في عيني الرب خالق كل البشر؟!
فعيناه ترى قلوبنا وأفكارنا وميولنا وكل ما لا يراه الناس. ولكي يستر آدم وحواء عريهما، خاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر. فهل استطاعت أوراق التين أن تسترهما أمام الرب؟!
هذا ما سنراه، فعندما سمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة، اختبئا خلف الأشجار :
«فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ:
“أَيْنَ أَنْتَ؟”.
فَقَالَ: “سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ”»
(تكوين3: 9-10).
فرغم ما كان يلبسه، إلا أنه أعترف أنه عريان ومكشوف أمام الرب. فلا أعمال الإنسان أو بره أو ملابسه تستره أمام الرب. فما الذي يسترنا إذن أمامه؟
الحقيقة ليس عمل الإنسان بل عمل الرب. فالحل عند الرب :
«وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا»
(تكوين3: 21).
ولكي يصنع هذه الأقمصة كان لا بد من ذبيح يُذبَح ويُسلخ وهذا ما فعله المسيح لنا إذ صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا.
•
خيوط عنكبوتية أم خيوط حريرية؟
وما يُدهَش له أن كثيرين من البشر لا يزالوا متمسكين بأوراق التين، ويريدون أن يقتربوا إلى الرب بشيء من أفعال وأعمال تسترهم أمامه، وهم لا يدرون أنهم كما لو كانوا ينسجون من خيوط العنكبوت التي يستحيل أن تصير ثوبًا. يقول الكتاب عنهم :
«فَقَسُوا بَيْضَ أَفْعَى، وَنَسَجُوا خُيُوطَ الْعَنْكَبُوتِ. الآكِلُ مِنْ بَيْضِهِمْ يَمُوتُ، وَالَّتِي تُكْسَرُ تُخْرِجُ أَفْعَى. خُيُوطُهُمْ لاَ تَصِيرُ ثَوْبًا، وَلاَ يَكْتَسُونَ بِأَعْمَالِهِمْ. أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ، وَفَعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ»
(إشعياء59: 5-6).
لكن ما أعظم ما فعل المسيح لأجلنا فقيل عنه:
«وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا»
(إشعياء53: 5).
وقد شبه نفسه تبارك اسمه بالدودة فيقول:
«أمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ»
(مزمور22: 6).
كان كدودة القز التي تموت لتعطي خيوط الحرير ومنها تُنسَج أفخر الثياب. فكل من يؤمن بموت المسيح كأنه يلبس المسيح بل يترنم قائلاً:
«فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ»
(إشعياء61: 10).
•
الحياة الأبدية هبة مجانية
إن الحياة الأبدية هي أثمن وأغلى حياة. والرب - تبارك اسمه - أغنى من أن يبيعها. ومن الناحية الأخرى، الإنسان المسكين العاصي أفقر من أن يشتريها. لذا فلا سبيل للحصول عليها إلا كمنحة وهدية مجانية منه، مع أن المسيح تكلف بدفع ثمن غالٍ وهو دمه الكريم مكتوب:
«لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا»
(رومية6: 23).
•
الإيمان وحقائق أساسية
صديقي لا شيء يمكننا به مواجهة الموت وأهواله سوى أن نحتمي في عمل المسيح. هذا حق أساسي وأصيل في الكلمة الإلهية. ونحن لا نبني هذا الحق على آية واحدة، بل يوجد الكثير من الآيات الكتابية تؤكد على أن الإيمان بالمسيح هو السبيل الوحيد للنجاة من الغرق والهلاك الأبدي نذكر منها:
«لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ إيلوهيم الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ»
(يوحنا3: 16).
«اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ إيلوهيم الْوَحِيدِ»
(يوحنا3: 18).
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ»
(يوحنا5: 24).
«آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ»
(أعمال16: 31).
«وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً»
(رومية4: 5).
إن ما يزيِّننا ويجمِّلنا، بل سر أناقتنا ورقّتنا، ليست في الملابس الفخمة، بل في عمل المسيح ودمائه الكريمة :
«وَإِنْ كُنَّا لاَبِسِينَ لاَ نُوجَدُ عُرَاةً»
(2كورنثوس5: 3).
{صفوت تادرس}
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين
“ما دام الهلاك لا مفر منه، إذًا سأموت نبيلاً، كما عشت نبيلاً”
كانت هذه كلمات المليونير “بنجامين جاجنهيم” الذي اشتهر بشياكته وأناقته، والذي كان له موقفًا في غاية الغرابة. فهو كان على متن السفينة الشهيرة “تيتانيك” التي غرقت في شمال المحيط الأطلسي سنة 1912. ففي لحظات غرقها، ذهب المليونير الشهير إلى حجرته، وخلع سترة النجاة التي كان يرتديها، واستبدلها بملابس أخرى أنيقة خاصة بالحفلات الرسمية. وعندما أنهى زينته وأناقته على أكمل وجه توجه إلى ظهر السفينة ليعلن أمام الجميع قائلاً:
“ما دام الهلاك لا مفرَّ منه.. فقد عشت نبيلاً وسأموت نبيلاً”..
وإن كنا قد نُعجَب بشجاعة الرجل في مواجهة الخطر، لكن هل يواجه المرء الموت بأن نرتدي أرقى وأفخم الثياب؟
بل وهل ثيابه تشفع فيه أمام الإله؟
إن المليونير هذا يذكِّرنا بقصة البشرية القديمة، عندما أدخل الإنسان الأول الخطية إلى العالم، عندما أخطأ آدم وكسر الوصية الإلهية، لقد انفتحت أعين آدم وحواء وعلما أنهما عريانان فماذا فَعَلا؟
•
مآزر ورقية أم أقمصة جلدية؟
إن كان العري شيء مخزي أمام عيون البشر، فكم يكون في عيني الرب خالق كل البشر؟!
فعيناه ترى قلوبنا وأفكارنا وميولنا وكل ما لا يراه الناس. ولكي يستر آدم وحواء عريهما، خاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر. فهل استطاعت أوراق التين أن تسترهما أمام الرب؟!
هذا ما سنراه، فعندما سمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة، اختبئا خلف الأشجار :
«فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ:
“أَيْنَ أَنْتَ؟”.
فَقَالَ: “سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ”»
(تكوين3: 9-10).
فرغم ما كان يلبسه، إلا أنه أعترف أنه عريان ومكشوف أمام الرب. فلا أعمال الإنسان أو بره أو ملابسه تستره أمام الرب. فما الذي يسترنا إذن أمامه؟
الحقيقة ليس عمل الإنسان بل عمل الرب. فالحل عند الرب :
«وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا»
(تكوين3: 21).
ولكي يصنع هذه الأقمصة كان لا بد من ذبيح يُذبَح ويُسلخ وهذا ما فعله المسيح لنا إذ صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا.
•
خيوط عنكبوتية أم خيوط حريرية؟
وما يُدهَش له أن كثيرين من البشر لا يزالوا متمسكين بأوراق التين، ويريدون أن يقتربوا إلى الرب بشيء من أفعال وأعمال تسترهم أمامه، وهم لا يدرون أنهم كما لو كانوا ينسجون من خيوط العنكبوت التي يستحيل أن تصير ثوبًا. يقول الكتاب عنهم :
«فَقَسُوا بَيْضَ أَفْعَى، وَنَسَجُوا خُيُوطَ الْعَنْكَبُوتِ. الآكِلُ مِنْ بَيْضِهِمْ يَمُوتُ، وَالَّتِي تُكْسَرُ تُخْرِجُ أَفْعَى. خُيُوطُهُمْ لاَ تَصِيرُ ثَوْبًا، وَلاَ يَكْتَسُونَ بِأَعْمَالِهِمْ. أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ، وَفَعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ»
(إشعياء59: 5-6).
لكن ما أعظم ما فعل المسيح لأجلنا فقيل عنه:
«وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا»
(إشعياء53: 5).
وقد شبه نفسه تبارك اسمه بالدودة فيقول:
«أمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ»
(مزمور22: 6).
كان كدودة القز التي تموت لتعطي خيوط الحرير ومنها تُنسَج أفخر الثياب. فكل من يؤمن بموت المسيح كأنه يلبس المسيح بل يترنم قائلاً:
«فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ»
(إشعياء61: 10).
•
الحياة الأبدية هبة مجانية
إن الحياة الأبدية هي أثمن وأغلى حياة. والرب - تبارك اسمه - أغنى من أن يبيعها. ومن الناحية الأخرى، الإنسان المسكين العاصي أفقر من أن يشتريها. لذا فلا سبيل للحصول عليها إلا كمنحة وهدية مجانية منه، مع أن المسيح تكلف بدفع ثمن غالٍ وهو دمه الكريم مكتوب:
«لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا»
(رومية6: 23).
•
الإيمان وحقائق أساسية
صديقي لا شيء يمكننا به مواجهة الموت وأهواله سوى أن نحتمي في عمل المسيح. هذا حق أساسي وأصيل في الكلمة الإلهية. ونحن لا نبني هذا الحق على آية واحدة، بل يوجد الكثير من الآيات الكتابية تؤكد على أن الإيمان بالمسيح هو السبيل الوحيد للنجاة من الغرق والهلاك الأبدي نذكر منها:
«لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ إيلوهيم الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ»
(يوحنا3: 16).
«اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ إيلوهيم الْوَحِيدِ»
(يوحنا3: 18).
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ»
(يوحنا5: 24).
«آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ»
(أعمال16: 31).
«وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً»
(رومية4: 5).
إن ما يزيِّننا ويجمِّلنا، بل سر أناقتنا ورقّتنا، ليست في الملابس الفخمة، بل في عمل المسيح ودمائه الكريمة :
«وَإِنْ كُنَّا لاَبِسِينَ لاَ نُوجَدُ عُرَاةً»
(2كورنثوس5: 3).
{صفوت تادرس}
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين
يسوع يحبك ..