ابو مناف البصري
المالكي
*ما يلي مقال مهم يستحق القراءة واستيعاب الفكرة التي يقدمها ، وعلى المعنيين بالملفات الأمنية التعامل بجدية ما فيه من تفاصيل تدعمها الوقائع وكثير من المعلومات السابقة واللاحقة ، وكلها تصب في إتجاه واحد هو : تأييد ما يحذر المقال من خطورته /* والتي تتلخص بجملتين :
*1. النظام الأمريكي هو شر مطلق*
*2. كل يوم اضافي يبقى فيه الأمريكان بالعراق هو شر وقتل وتخريب وتآمر وإفساد للبلد .*
*وهكذا فالإثم عظيم على كل من دعم الوجود الأمريكي أو برر له أو أغمض فيه.*
~~~~~~~~~~~~~~~~
*"التنظيف"*
كثير من الاغتيالات التي تمت منذ الاحتلال
وحتى اليوم كانت من عمل مخابرات أجنبية
مع عملاء محليين،
وشملت تشكيلة واسعة من رجال قانون وعلماء واطباء
ومثقفين ورجال الدين وكبار الضباط،
وفي كل هذه الاغتيالات كان يقف في الخلف
مسعود البارزاني وجهاز استخباراته البارستن الذي أسسته
إسرائيل في ستينات القرن الماضي.
العملية بدأت من عام الاحتلال الأول وظهرت
على نحو واضح عام 2004 وجثث الشوارع والقتل العشوائي،
عندما جاء للعراق الكولونيل السفاح جيمس ستيل والكولونيل كوفمان
وهما خبراء في الحروب الاهلية،
وستيل هو من زحلق العراق الى صراع أهلي مسلح،
وصناعة منظمات ارهابية من تجربته في أمريكا اللاتينية.
عادة يلجأ المستعمر قبل الرحيل الى عملية تعرف بــ:
" التنظيف" وهي تصفية جسدية لأصحاب الرؤوس الحارة،
لكي يخلو الجو للمأجورين والاذلاء في حكم البلد،
وعملية التنظيف تمت في تونس والمغرب والجزائر
وحتى في فلسطين باغتيال القادة الكبار لكي نصل
الى زمن أبو مازن ودحلان ،
وقام الفرنسيون بعمليات تصفية جسدية واغتيالات في
كل هذه الدول أشهرها اغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد،
وفي المغرب اغتيال رجال وحتى نساء المقاومة،
وفي الجزائر أوسع الاغتيالات لكي يصل جنرالات فرنسا للسلطة.
لكن هذه العمليات كانت تتم من خلال ثغرات وصراعات محلية كغطاء،
وبذلك كان القاتل الحقيقي يختفي ويضيع،
ومع كل اغتيال تندلع بتعمد وجاهزية موجة اتهامات لاطراف
كثيرة لكي يضيع الجاني الحقيقي في فوضى الاحتمالات.
الذي قتل السيد كامل شياع ومحمد باقر الحكيم وعز الدين سليم،
والطيارين ورجال القانون خلال اعداد الدستور ورفض هؤلاء
فقرات تتعلق بكركوك،
ثم يبدل سياق القتل نحو شباب بسبب أزياء أو توجهات شخصية،
أو موجة اغتيالات حلاقات أو عاملات في صالونات تجميل،
لكي لا يظهر" القاتل النمطي" الذي يقتل حسب اسلوب ونمط ثابت،
هو قاتل واحد خلف أقنعة وتُنسب الجريمة لمنظمة ارهابية
مخترقة أو مصنعة.
في آخر إجتماع لمجلس الحكم الانتقالي قال بول بريمر
للمرحوم عز الدين سليم الذي كان الوحيد الذي لم يروضه
بريمير فحذره علناً:
" مستر سليم هذه هي المرة الأخيرة معك".
وأغتيل بعدها بأقل من إسبوع وقد حذرته بالحرف
الواحد من الاغتيال وكان جوابه في رسالة:
" الأعمار بيد الله".
الغرض عرقلة بناء دولة ونهبها لكي تبقى مفلسة
والتحكم بساستها وهدمها نهائيا في ظروف قادمة،
وكل هذه الجرائم يقف خلفها البرزاني وجهازه ولا نستبعد
حزب الطالباني الحليف الموثوق للمخابرات الامريكية،
وخلية" الروكستار" التابعة للسي آي أيه في قرية جوان في السليمانية،
كما وثق ذلك الصحافي الامريكي بوب وودورد في كتابه:
" خطة الهجوم" وهو الكاتب الذي أسقط الرئيس نيكسون
في فضيحة ووترغيت والأكثر مصداقية أخلاقية في تاريخ الولايات المتحدة.
بلا شك هناك اغتيالات تمت وتتم لاسباب تتعلق بتعقيدات
الوضع المحلي وقواه وصراعاته وجماعات سائبة أو منظمة،
ولأسباب مختلفة من تصفية حسابات شخصية الى المحو السياسي،
لكن عملية التنظيف الكبرى الواسعة التي شملت
مئات العلماء والاطباء ورجال القانون وكبار الضباط ورجال
الاعلام والسياسة تمت بموجب خطة منهجية منظمة،
وهي لم تتوقف بل يجري تعديلها حسب وعي الناس أولاً،
وحسب ظروف ونشوء أزمة سياسية ثانياً،
وحسب منهج يتلخص بالتدرج والتسلسل والبطء
والهدنة المؤقتة لكي لا ينفجر غضب الناس.
لكي لا يظهر القاتل النمطي يجب التنوع
في الاساليب حتى لو تطلب الأمر إغتيال حليف ومأجور،
لا يعرف الجمهور أنه صار يشكل تهديداً للمشغل الاصلي،
رمي الجريمة على آخرين،
وبذلك تكون جريمتين في آن واحد:
التنظيف مستمر وهناك رؤوس كثيرة
مرشحة للقطاف،
وهي رؤوس منتصبة الآن، مؤقتاً.
حمزة الحسن
*1. النظام الأمريكي هو شر مطلق*
*2. كل يوم اضافي يبقى فيه الأمريكان بالعراق هو شر وقتل وتخريب وتآمر وإفساد للبلد .*
*وهكذا فالإثم عظيم على كل من دعم الوجود الأمريكي أو برر له أو أغمض فيه.*
~~~~~~~~~~~~~~~~
*"التنظيف"*
كثير من الاغتيالات التي تمت منذ الاحتلال
وحتى اليوم كانت من عمل مخابرات أجنبية
مع عملاء محليين،
وشملت تشكيلة واسعة من رجال قانون وعلماء واطباء
ومثقفين ورجال الدين وكبار الضباط،
وفي كل هذه الاغتيالات كان يقف في الخلف
مسعود البارزاني وجهاز استخباراته البارستن الذي أسسته
إسرائيل في ستينات القرن الماضي.
العملية بدأت من عام الاحتلال الأول وظهرت
على نحو واضح عام 2004 وجثث الشوارع والقتل العشوائي،
عندما جاء للعراق الكولونيل السفاح جيمس ستيل والكولونيل كوفمان
وهما خبراء في الحروب الاهلية،
وستيل هو من زحلق العراق الى صراع أهلي مسلح،
وصناعة منظمات ارهابية من تجربته في أمريكا اللاتينية.
عادة يلجأ المستعمر قبل الرحيل الى عملية تعرف بــ:
" التنظيف" وهي تصفية جسدية لأصحاب الرؤوس الحارة،
لكي يخلو الجو للمأجورين والاذلاء في حكم البلد،
وعملية التنظيف تمت في تونس والمغرب والجزائر
وحتى في فلسطين باغتيال القادة الكبار لكي نصل
الى زمن أبو مازن ودحلان ،
وقام الفرنسيون بعمليات تصفية جسدية واغتيالات في
كل هذه الدول أشهرها اغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد،
وفي المغرب اغتيال رجال وحتى نساء المقاومة،
وفي الجزائر أوسع الاغتيالات لكي يصل جنرالات فرنسا للسلطة.
لكن هذه العمليات كانت تتم من خلال ثغرات وصراعات محلية كغطاء،
وبذلك كان القاتل الحقيقي يختفي ويضيع،
ومع كل اغتيال تندلع بتعمد وجاهزية موجة اتهامات لاطراف
كثيرة لكي يضيع الجاني الحقيقي في فوضى الاحتمالات.
الذي قتل السيد كامل شياع ومحمد باقر الحكيم وعز الدين سليم،
والطيارين ورجال القانون خلال اعداد الدستور ورفض هؤلاء
فقرات تتعلق بكركوك،
ثم يبدل سياق القتل نحو شباب بسبب أزياء أو توجهات شخصية،
أو موجة اغتيالات حلاقات أو عاملات في صالونات تجميل،
لكي لا يظهر" القاتل النمطي" الذي يقتل حسب اسلوب ونمط ثابت،
هو قاتل واحد خلف أقنعة وتُنسب الجريمة لمنظمة ارهابية
مخترقة أو مصنعة.
في آخر إجتماع لمجلس الحكم الانتقالي قال بول بريمر
للمرحوم عز الدين سليم الذي كان الوحيد الذي لم يروضه
بريمير فحذره علناً:
" مستر سليم هذه هي المرة الأخيرة معك".
وأغتيل بعدها بأقل من إسبوع وقد حذرته بالحرف
الواحد من الاغتيال وكان جوابه في رسالة:
" الأعمار بيد الله".
الغرض عرقلة بناء دولة ونهبها لكي تبقى مفلسة
والتحكم بساستها وهدمها نهائيا في ظروف قادمة،
وكل هذه الجرائم يقف خلفها البرزاني وجهازه ولا نستبعد
حزب الطالباني الحليف الموثوق للمخابرات الامريكية،
وخلية" الروكستار" التابعة للسي آي أيه في قرية جوان في السليمانية،
كما وثق ذلك الصحافي الامريكي بوب وودورد في كتابه:
" خطة الهجوم" وهو الكاتب الذي أسقط الرئيس نيكسون
في فضيحة ووترغيت والأكثر مصداقية أخلاقية في تاريخ الولايات المتحدة.
بلا شك هناك اغتيالات تمت وتتم لاسباب تتعلق بتعقيدات
الوضع المحلي وقواه وصراعاته وجماعات سائبة أو منظمة،
ولأسباب مختلفة من تصفية حسابات شخصية الى المحو السياسي،
لكن عملية التنظيف الكبرى الواسعة التي شملت
مئات العلماء والاطباء ورجال القانون وكبار الضباط ورجال
الاعلام والسياسة تمت بموجب خطة منهجية منظمة،
وهي لم تتوقف بل يجري تعديلها حسب وعي الناس أولاً،
وحسب ظروف ونشوء أزمة سياسية ثانياً،
وحسب منهج يتلخص بالتدرج والتسلسل والبطء
والهدنة المؤقتة لكي لا ينفجر غضب الناس.
لكي لا يظهر القاتل النمطي يجب التنوع
في الاساليب حتى لو تطلب الأمر إغتيال حليف ومأجور،
لا يعرف الجمهور أنه صار يشكل تهديداً للمشغل الاصلي،
رمي الجريمة على آخرين،
وبذلك تكون جريمتين في آن واحد:
التنظيف مستمر وهناك رؤوس كثيرة
مرشحة للقطاف،
وهي رؤوس منتصبة الآن، مؤقتاً.
حمزة الحسن