ابو مناف البصري
المالكي
النظريّات المفسّرة للمعجزة
لقد تعرّض المسلمون لمحاولة تفسير المعجزة وتعليلها بما يتناسب مع إيمانهم بها، وقدّموا في سبيل ذلك نظريّات عدّة، من قبيل النظريّة التأويليّة، والنظريّة التعاقديّة، ونظريّة الحكماء المسلمين. وعموماً، هناك ثلاث نظريّات أو أنماط تفسير بشأن المعجزة، وهي:
النظريّة التأويليّة
أ-مفهوم النظرية التأويليّة:
يحاول بعضهم تأويل المعجزة بما يؤدّي إلى نفيها، من قبيل التفسير التنويريّ الذي تبنّاه بعضهم في العصر الأخير، وابتغوا من خلاله تأويل الأمور غير العاديّة التي ذكرها القرآن، بصيغةٍ تكتسب حالة عادية.
وهذه النظريّة تعتبر المعجزات ضرباً من الخرافات التي أُلصقت بالإسلام في ما بعد، وتحاول أن تُسبِغ على ما حصل لموسى عليه السلام من عبور البحر، وتحوّل عصاه إلى أفعى، صبغةً عاديّةً مألوفة، إذ تستخدم تأويلاتٍ وتفسيراتٍ بعيدة جدّاً. ومن الواضح أنّ هذا التوجيه مساوق لإنكار ما ذكره النبيّ في هذا المجال، فإذا ما آمن الإنسان بما في القرآن، فلا يسعه أن يُقنِع نفسه بمثل هذه التوجيهات، والتي تؤدّي لا محالة إلى إنكار المعجزة.
وقد استند هؤلاء إلى دليلين من القرآن نفسه لتأييد وجهة نظرهم:
الدليل الأوّل: وجود مجموعةٍ من الآيات التي تشير إلى عدم استجابة النبيّ لِطلبِ خرق العادة، مصرّحاً بأنّه بشرٌ لا غير، مثله مثل سائر الناس، كقوله -تعالى-: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾
وكقوله - عزّ وجلّ -: ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً﴾
الدليل الثاني: وجود مجموعةٍ من الآيات القرآنيّة التي تشير إلى نظام الخلقة والتكوين بعنوان "السّنن الإلهيّة"، بل وتصرّح هذه الآيات بأنّ السّنن الإلهيّة لا تتغيّر، كقوله -تعالى-: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾[3]، وقوله: ﴿فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾
وكلمة "لن" تفيد النفي مؤبّداً،والمعجزة بمعنى خرق العادة هي تبديلٌ للسنّة الإلهيّة، ولذلك فهي منفيّةٌ بصريح الآيات.
لقد تعرّض المسلمون لمحاولة تفسير المعجزة وتعليلها بما يتناسب مع إيمانهم بها، وقدّموا في سبيل ذلك نظريّات عدّة، من قبيل النظريّة التأويليّة، والنظريّة التعاقديّة، ونظريّة الحكماء المسلمين. وعموماً، هناك ثلاث نظريّات أو أنماط تفسير بشأن المعجزة، وهي:
النظريّة التأويليّة
أ-مفهوم النظرية التأويليّة:
يحاول بعضهم تأويل المعجزة بما يؤدّي إلى نفيها، من قبيل التفسير التنويريّ الذي تبنّاه بعضهم في العصر الأخير، وابتغوا من خلاله تأويل الأمور غير العاديّة التي ذكرها القرآن، بصيغةٍ تكتسب حالة عادية.
وهذه النظريّة تعتبر المعجزات ضرباً من الخرافات التي أُلصقت بالإسلام في ما بعد، وتحاول أن تُسبِغ على ما حصل لموسى عليه السلام من عبور البحر، وتحوّل عصاه إلى أفعى، صبغةً عاديّةً مألوفة، إذ تستخدم تأويلاتٍ وتفسيراتٍ بعيدة جدّاً. ومن الواضح أنّ هذا التوجيه مساوق لإنكار ما ذكره النبيّ في هذا المجال، فإذا ما آمن الإنسان بما في القرآن، فلا يسعه أن يُقنِع نفسه بمثل هذه التوجيهات، والتي تؤدّي لا محالة إلى إنكار المعجزة.
وقد استند هؤلاء إلى دليلين من القرآن نفسه لتأييد وجهة نظرهم:
الدليل الأوّل: وجود مجموعةٍ من الآيات التي تشير إلى عدم استجابة النبيّ لِطلبِ خرق العادة، مصرّحاً بأنّه بشرٌ لا غير، مثله مثل سائر الناس، كقوله -تعالى-: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾
وكقوله - عزّ وجلّ -: ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً﴾
الدليل الثاني: وجود مجموعةٍ من الآيات القرآنيّة التي تشير إلى نظام الخلقة والتكوين بعنوان "السّنن الإلهيّة"، بل وتصرّح هذه الآيات بأنّ السّنن الإلهيّة لا تتغيّر، كقوله -تعالى-: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾[3]، وقوله: ﴿فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾
وكلمة "لن" تفيد النفي مؤبّداً،والمعجزة بمعنى خرق العادة هي تبديلٌ للسنّة الإلهيّة، ولذلك فهي منفيّةٌ بصريح الآيات.