أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

الوداع الاخير...

راوية

Active Member
إنضم
26 أغسطس 2017
المشاركات
38
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
،
،


على شط البحر وقفت تودع حبيبها الصياد ،
كل عبارات الحب قيلت في هذا الوداع،
ليست هذه أول مرة تودعه فيها، و لكن قلبها يحدثها
بأنها قد تكون آخر مرة.
البحر بالمقابل اعتاد أن يتابع هذا المشهد بحقد و كره ،
غير راض و لا قابل أن يقتسم معه هذا الصياد الحقير قلب
الفتاة التي تمناها ، فأمواجه تتلاطم بقوة و تزداد علوا
متوعدة الصياد المحب بنهاية حزينة
.
الحبيبان يتعانقان فوق رمال الشاطئ الدافئة غير عابئين
بما يضمره البحر من توعدات مخيفة ، يتراءى خلف
ظهريهما خيال الأمواج المنتظرة لخطوات الصياد الأولى.

الكل حاول تنبيه العاشقين إلى لغة البحر المهددة،
الرمال تنتفض ، الأحجار تتراقص ، حتى طفيليات البحر
التي رماها إلى الشاطئ تحمل للصياد و حبيبته نذير الوعيد
الشديد.

البحر يحب الفتاة و يغار عليها من ذراعي الصياد المعانقة
المداعبة، لا يريد أن يرى منظر الحبيبين و هما يمارسان
طقوس الحب ، يشيح بوجهه عنهما ، يحمل هدير أمواجه
آهات معاناته ، كلما لمست المياه رجلي العاشقين
إلا و أنبأتهما بمكنون ذلك الكائن العظيم ، لكن نشوة
الحب تسمو بهما إلى عوالم ملائكية لا تترك لهما أي اتصال
بما يجري فوق الأرض.

دعهما حتى يستفيقا فاليوم نهاية كل شيء ...
اليوم و ليس غدا... يسر البحر بهذه الكلمات و كله ندم
على غفلته في الأيام الماضية . كان هوسه بجمال الفتاة
عظيما فلم يكن يفكر في التخلص من الصياد،
لكنه اليوم أدرك أن صبره جلب له متاعب كثيرة.

حانت ساعة الفراق ، ركب الصياد مركبه الصغير المهترئ
و كله عزم على العودة بأجمل سمكة لأجمل حبيبة... كان
الوداع مختلفا هذه المرة ، وداع بطعم الدموع ، كادت
الحبيبة أن تخبر حبيبها بما يختلج في صدرها من قلق
لا تدري عن سببه شيئا ، كادت ترجوه ، تستعطفه ،
تستحلفه بأغلى عزيز لديه أن لا يبرح مكانه ،
لكن هوسه بالبحر جعلها تتراجع و هي موقنة أن كل
محاولة لثنيه على مواجهة مصيره ستقابل بتصميم أكبر.
ودعها بقبلة على جبينها قائلا:

- انتظريني هنا ، لا تذهبي بعيدا ، لن تطول غيبتي ،
سنتناول السمك الطري معا، أحضري الخشب و ابدئي
في إضرام النار.

كانت كل كلماته تبشر بلقاء آخر، بموعد جديد...
و كان البحر يوحي بغير ذلك ، كادت أمواجه السوداء
تلامس عنان السماء، و طفا كل ما في باطنه على سطحه
كأنما يفرغ معدته لالتهام الصياد الحالم.

جلست الفتاة ترتقب العودة القريبة ، لم تكن واثقة و هي
ترى أمامها البحر الغاضب يتمايل بقوة خارقة و كأنه
شيطان انبعث من عالم الغيب ، لم تبادر إلى جمع الخشب
و لم تفكر في السمك الذي طالما تناولته بمعية حبيبها
كيف تفعل ذلك و قلبها يحدثها بقرب موعد الفراق.

بينما خيال الفتاة يبدع في رسم النهايات المتوقعة،
كان الحبيب يصارع الأمواج و الرياح العاتية، و كأنه غير
مصدق، أهذا هو البحر الذي اعتاد الصيد فيه منذ سنوات
الصبا ، لم يسبق أن واجهه قط بهذا الوجه الكريه
ماذا وقع له؟ ما الذي جرى ؟
الآن فقط تذكر أعين فتاته الحزينة و هي تودعه ، كانت
دموعها تلمع في مقلتيها ، و كان قلبها يرتجف ،
كان حديثها معه رثاء...

كان البحر يغني و يرقص ، يتباهى و يزهو ، لقد حانت
لحظة خلاصه ، ستنتهي مشاهد الحب التي كانت تؤجج
نار الغيرة في قلبه ... و بعد لحظات من المقاومة اليائسة
كان الصياد ينزل بهدوء إلى قاع البحر يتراءى له طيف
حبيبته و هي على الشط تنتظر عودته.

لازالت الحبيبة هناك ، مرت الساعات الطوال دون
استسلامها لليأس ، كل من يراها يرثي لحالها، لم تغادر
مكانها حتى بعد عودة المركب الصغير حاملا نبأ الخبر
الفاجع ، تعلقت بما تبقى منه ، تتراكم عليها الرمال
و ملوحة البحر البيضاء.

أصبح الناس يقولون كانت مكان هذه الصخرة
فتاة تلبس فستانا أبيضا ذات جدائل ذهبية ،
لم تعد هنا . أين ذهبت؟

عندما مات الصياد نسيت الفتاة أن لها حياة بعده ،
وهبت روحها و قلبها لاستذكار لحظات السعادة الغابرة ،
تسمرت في مكانها مسائلة الخشب المتهالك عن مصير
حبيبها. أصبحت الزهرة صخرة يجتمع العشاق حولها
حالمين بنهاية سعيدة.


منقولة
عن الكاتب..محمد بوزيدان

 

»❥ Q̃̾υ̃̾ééи̃̾

Well-Known Member
إنضم
14 سبتمبر 2013
المشاركات
42,045
مستوى التفاعل
477
النقاط
83
العمر
38
الإقامة
Dubai ❤دآر الحي 🤍
رد: الوداع الاخير...

- انتظريني هنا ، لا تذهبي بعيدا ، لن تطول غيبتي ،
سنتناول السمك الطري معا، أحضري الخشب و ابدئي


قصه جميله ومؤثره ابدعتي غاليتي
 

راوية

Active Member
إنضم
26 أغسطس 2017
المشاركات
38
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
رد: الوداع الاخير...

شكرا للمتابعة غاليتي
تسلمين على المرور العطر
الف تحية لروحك

 

yara7

Well-Known Member
إنضم
30 مارس 2015
المشاركات
19,999
مستوى التفاعل
1,023
النقاط
113
العمر
108
الإقامة
IraQ
رد: الوداع الاخير...

سلمت يدآكِ..على جميل طرحكِ
يعطيكِ ربي العافية..
بإنتظار جديدكِ بكل شوق
ودي
 

GrAcIaS

Well-Known Member
إنضم
31 مايو 2017
المشاركات
4,190
مستوى التفاعل
25
النقاط
48
الإقامة
In Memories
رد: الوداع الاخير...

سلمت اناملك
كلمات جميلة
احسنت الاختيار

ودي : )
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )