أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

الوساطة الأبوية مع الطفل

غمزة

الأمارلس
إنضم
27 أغسطس 2017
المشاركات
170,458
مستوى التفاعل
1,626
النقاط
113
مع كوننا نعيش في عصر منفتح كثيرًا ، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الحالي ، نجد أنفسنا أمام الكثير والعديد من مصادر ووسائل الإعلام الحديثة ، التي ظهرت مؤخرًا وتطورت بسرعة كبيرة ، إلى جانب الوسائل التقليدية.



وشهد البث الفضائي تزايد أعداد القنوات الفضائية ، خلال الفترة الماضية خاصة في قطاع القنوات الخاصة ، التي بدأت في استحداث بعض أنواع البرامج ، ونقل أخرى من الثقافات الغربية ، ما جعل أغلب المحتوى الذي يتم بثه في أغلبه ، ضد العادات والقيم والتقاليد العربية التي تخصنا ، ووقفت المواقف العربية في مقابلها ، بين الاستهجان والاستحسان.

وتكمن المشكلة الكبرى هنا ، في غياب ما يعرف بثقافة التوسط الأبوي ، وهي الدور الذي يتحكم ويقوم بفلترة وتصفية ، كل ما يتعرض له الطفل من محتويات على اختلافها ، بين الإيجابي والسلبي دون رقيب ، وثقافة أو تكنيك الوساطة الأبوية مع الطفل .

خطورة وسائل الإعلام ووسائل الاتصال
لا تتوقف الرسائل الاتصالية حاليًا عند ما تبثه وسائل الإعلام التقليدية فقط ، مثل الراديو والتليفزيون والمجلات والصحف ، وإنما توسعت الآفاق وانتشرت شبكة الإنترنت واتيحت للجميع ، فاندفع نحوها الجميع وبدأ الأطفال في التواصل من خلالها ، بداية من 8 سنوات وحتى 18 عامًا ، وتكمن المشكلة في قضاء الأطفال الصغار بين ثمانية وعشرة أعوام ، عدد ساعات طويلة أمام الإنترنت ، بمعدل 46 دقيقة يوميًا ، ومن عمر الحادية عشرة والثانية عشرة ، يقضون ما يعادل ساعتين إلا ربع يوميًا.[1]

ومع البحث بشأن الاستخدامات المختلفة من جانب الأطفال للإنترنت ، وجد باحثو الاتصال أن الأطفال الصغار يستخدمون الإنترنت ، بهدف مشاهدة المحتويات التي تذيع وتعرض المواقف الهزلية ؛[2] من بينها على سبيل المثال تحديات تذوق الفلفل الحار ، ومحتويات الرقص الهزلي والسخيف ، مثل شخص ناضج يرتدي ملابس فكاهية مثل ديك أو دجاجة على سبيل المثال ، ويرقص مع ضابط شرطة ، إلا أن اللافت للنظر في مثل هذه العروض على مواقع الفيديو ، أن أغلب مثل هذه المقاطع غير مصنفة للأطفال ، وبها الكثير من المشاهد غير الملائمة لهم.

ومن أبرز مواقع عروض الفيديو ، موقع أو منصة اليوتيوب YouTube ، والذي نال شهرة واسعة خلال عدد قليل من السنوات ، وعلى الرغم من شهرته الواسعة ، إلا أنه يعتبر قنبلة موقوتة داخل أي منزل وفي يد أي طفل ؛ والسبب في ذلك أن اليوتيوب لا يصنف محتوياته وفقًا للمرحلة العمرية ، كما أنه يرشح محتويات أخرى شبيهة لما تمت مشاهدته ، فيبدأ الطفل في مشاهدة كل ما تطاله يده ، حيث تكمن الخطورة في أن جوجل Google قد أعلنت منذ إطلاقها ليوتيوب أطفال ، أنه آمن تمامًا ويقوم بتصفية المحتويات السيئة تلقائيًا ، إلا أنه بعد فترة وجد باحثو الاتصال أن جوجل لم تفي بوعودها ، وانتقدوا افتقار اليوتيوب للأطفال للاختيار المهني للمحتويات المذاعة لهم ، حيث كشف البحث أن هناك العديد من الإعلانات التجارية غير اللائقة ، يتم تمريرها خلال المحتوى. ويبقى الحل الوحيد في تلك الأزمة ، هو تفعيل ثقافة الوساطة الأبوية أو التوسط الأبوي.[3]

تعريف الوساطة الأبوية
تردد اصطلاح الوساطة الأبوية لأول مرة ، خلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم ، وهي عبارة عن قواعد أو تفاعلات أو أدوار ، يقوم بها الآباء والأمهات ، للحد من تأثيرات وسائل الإعلام والاتصال على الطفل.[4]

أهمية الوساطة الأبوية
ينظر علماء الاتصال إلى الوساطة الأبوية ، أنها ليست مجرد اصطلاح ، وإنما تكنيك يمكن استخدامه بطرق محددة ، لحماية الأبناء خاصة الصغار منهم ، من المخاطر السلبية لوسائل الإعلام ، خاصة وأنه يساعد أولياء الأمور أو الآباء والأمهات ، في السيطرة على ما يشاهده الأطفال من محتويات ، فالدور الرقابي الذي يلعبه الوالدان تجاه الأبناء ، هو أحد أهم العوامل الفاعلة في السيطرة على كل ما هو سلبي [5] .

فبعض المحتويات تقدم العنف للأطفال في قوالب جاهزة ولكن بطريقة لطيفة ، على سبيل المثال كارتون الأطفال أو ما يعرف بالرسوم المتحركة ، إلى جانب الأفلام والمسلسلات التي يتعرضون لها ، وتعرض حالات عنف لفظي وبدني مختلفة ، ومن المؤسف أن مثل هذه المشاهد تؤثر على سلوك الطفل ، فالطفل سمته أن يحاول التقليد دون وعي أو تفكير فيما يكمن خلف هذا التصرف أو ذاك ، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الأطفال الخاضعين لمراقبة أقل من جانب الوالدين ، هم الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية لوسائل الإعلام.[6]

أنواع الوساطة الأبوية
لا تقف تقنيات واستراتيجيات التوسط الأبوي ، عند تكنيك واحد فقط يسير الجميع وفقًا له ، وإنما تنقسم الوساطة الأبوية إلى عدة أنواع ، تساعد جميعها الآباء والأمهات على تخطي تأثيرات وسائل الإعلام السلبية على أطفالهم ، وتختلف أيضًا وفقًا للمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل.

الوساطة النشطة Active or Instructive Mediation
يشير هذا النوع من التقنيات في لوساطة الأبوية ، إلى المشاركة والنقاش وتبادل الآراء ، بين أفراد الأسرة كالأب والأم والأبناء ، بشأن ما يشاهدونه من محتويات عبر وسائل الإعلام ، ويكون الهدف من النقاش هو التعرف على كيفية فهم الأبناء المضمون المحتوى ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة فيما شاهدوه ، وتوجيههم نحو الأفضل.[7]

وهنا يقوم الوالدان أو أحدهما باتخاذ رد فعل ، عقب النقاش وهو إما موافقتهم على ما تم مشاهدته وما فهمه الأبناء من مضمون ، وهو يعرف باسم التدخل الإيجابي الداعم ، أو انتقادهم للمضمون ورفضهم للتعرض له ، مع توضيح أسباب ذلك ، وهو ما يعرف بالتدخل الإيجابي النقدي ، أو لا يبدون رأيًا واضحًا تجاه المضمون ، وهو ما يعرف بالتدخل المحايد أو الحيادي.[8]

الوساطة المقيدة Restrictive Mediation or Rulemaking
يشير هذا النوع من أنواع التوسط الأبوي ، إلى الضوابط والقواعد الصارمة ، بشأن مشاهدة بعض المضامين والمحتويات بوسائل الإعلام ، خاصة إذا ما كان الأطفال في مرحلة الطفولة أو تخطوها إلى مرحلة المراهقة ، فيبدأ الأبوان في وضع قواعد عدد ساعات محددة للمشاهدة ، أو نوع محدد من المحتويات تتم مشاهدته دون غيره.[9]

إلا أن هذا النوع قد أثبت عدم جدواه على مدار السنوات السابقة ، حيث خضع للدراسة والبحوث التجريبية العميقة ، التي كشفت عن وجود تأثيرات سلبية لهذا النوع من التوسط الأبوي ، مقارنة بما هو إيجابي ، وكان السبب هو رد فعل الأبناء على مثل هذه القيود ، والتي تباينت بين رؤية الأكبر سنًا من بينهم لهذا النظام بأنه تعنت من جانب الأبوين ، دليل قاطع على عدم ثقة بهم ، كما بدأت مظاهر العناد في الظهور بينهما ، فبدؤا لا يتبعون التعليمات ظنًا منهم ، أن ما يفعلونه سيجعل الآباء يحترمون أنهم قد بلغوا ينضجوا ولهم كامل الحرية في مشاهدة ما يرغبون به ، بينما كان الجانب الأخطر ، هو اتجاه الأبناء لمشاهدة ما تم منعهم عنه ، حيث كونوا أفكارًا إيجابية تجاه هذا المضمون الممنوع ، وبدؤوا في البحث عن بدائل لمشاهدته إما بمفردهم أو برفقة الأصدقاء.

الوساطة بالمشاركة Co-Viewing Mediation
يعني هذا النوع مشاركة الأبوين لأطفالهم فيما يشاهدونه ، بحيث يكوّن الطفل رأيًا إيجابيًا نحو المضمون ، ويعتاد فلترة كل ما يشاهده ويفكر به، دون أن يلجأ إلى تقليد ما يشاهده بدون تفكير. وهذا النوعين ينقسم إلى تدخل متعمد من جانب الوالدين ، حيث يفرض الآباء محتوى معين للمشاهدة كالبرامج التعليمية على سبيل المثال ، والنوع الثاني هو التدخل المتعمد السلبي ، ويعني الجلوس ومشاركة الطفل المشاهدة بغرض التسلية فقط.

ويعد أفضل أسلوب وتكنيك للتوسط الأبوي ، هو كل من الوساطة النشطة والوساطة بالمشاركة ؛ لأنهما تضمان تقنيات وساطة إيجابية تستهدف إلى التوعية والإرشاد ، وتزرع ثقة الطفل في نفسه نحو تقييمه للمضمون الذي يشاهده ، وهذا هو ما أثبتته البحوث العلمية في هذا الشأن.

وعلى صعيد آخر ، ارتبطت الوساطة التقييدية ببعض الإيجابيات أيضًا ، فليست كلها سلبية كما أظهرت نتائج الكثير من الدراسات العلمية ، حيث ارتبطت بتحديد مواعيد أقصر للتعامل بين الطفل ووسائل الإعلام ، إلا أن التأثيرات السلبية مثل تعلم السلوكيات العنيفة والعدوانية كانت هي الأكثر ظهورًا.

ويتطلب الأمر من الأبوين تحديد تقنية الوساطة الأبوية المناسبة ، والتي تختلف كذلك من وسيلة لأخرى ، فمراقبة تعامل الطفل مع التليفزيون ، تختلف بالطبع عن مراقبته أثناء استخدامه للإنترنت ، وأشارت دراسة لكونويل وآخرون Connel et al. 2015 ؛ إلى الدور الإيجابي الذي تحققه المشاهدة بالمشاركة من جانب الآباء لأبنائهم في مشاهدة وسائل الإعلام ، والتأثير على الأفكار والسلوكيات بشكل واضح.

كما أشارت دراسة بافيل إيزرائيل Pavel Izrael عام 2013م ، إلى أهمية المستوى التعليمي للأم والأب في التوسط الأبوي ، وأنه كلما ارتفع المستوى التعليمي لهما كلما ظهرت وساطة أبوية مقيدة تجاه تعامل أبنائهم مع وسائل الإعلام ، كما أنهم أظهروا قدرة على التفاعل اللفظي مع الأبناء أثناء المشاهدة مقارنة بالأقل تعليمًا.[10]
 

البرآق

نبض آخر
إنضم
27 أغسطس 2017
المشاركات
30,189
مستوى التفاعل
493
النقاط
83
رد: الوساطة الأبوية مع الطفل

طرح راقي
أهنيك على هذا الموضوع الرائع
والجميل
يعطيك الف عافيه

مودتي
 
إنضم
6 مايو 2017
المشاركات
34,949
مستوى التفاعل
1,080
النقاط
113
رد: الوساطة الأبوية مع الطفل

طرح رآئع بروعتك وجمآل حضورك
لاحرمنآ من موآضيعك المميزه
ودي لـ روحك
 

عطري وجودك

Well-Known Member
إنضم
5 أغسطس 2019
المشاركات
81,740
مستوى التفاعل
2,758
النقاط
113
رد: الوساطة الأبوية مع الطفل

طَرِحْ ممُيَّز جِدَاً وَرآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائِهاْ

إحترامي
 

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,315
مستوى التفاعل
3,191
النقاط
113
رد: الوساطة الأبوية مع الطفل

ابدااااع راقي..
وفي منتهى الروعه والجمااال
كلمااااااااات من ذهب..
ومعطرة بعطور ساحرة..
لاعدمنا كل مايخطه قلمك لنا
تحياتي وعبير ودي
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )