ابو مناف البصري
المالكي
باسمه تعالى
*قصة وعبرة*
*ان الفقر مرُّ المذاق … فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق*..
سبحان الله قد تكون نائما وتقرع أبواب السماء عشرات الدعوات لك من فقير أعنته ، أو جائع أطعمته ، أو حزين أسعدته ، أو عابر ابتسمت له ، أو مكروب نفّست عنه .
يُحكى عن إمرأة ضاقت أحوال زوجها ، فذهبت إلى رجل ميسور الحال وطرقت الباب ، فخرج أحد الخدم ، وقال لها ماذا تريدين ؟
فقالت : أريد أن أقابل سيدك
فقال : من أنتِ ؟
قالت : أخبره أنني أخته ...
الخادم يعلم أن سيده ليس عنده أخت فدخل وقال لسيده : إمرأة على الباب تدعي أنها أختك .
فقال : أدخلها فدخلت فقابلها بوجهٍ هاشّاً باشّاً وسألها من أي إخوتي يرحمك الله ؟
فقالت : أختك من آدم
فقال الرجل الميسور في نفسه : امرأه مقطوعة والله سأكون أول من يصلها .
فقالت : يا أخي ربما يخفى على مثلك أن الفقر مُرُّ المذاق ومن أجله وقفت مع زوجي على باب الطلاق فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق فما عندكم ينفذ وما عند الله باق .
قال : أعيدي
فقالت : يا أخي ربما يخفى على مثلك أن الفقر مرُّ المذاق ومن أجله وقفت مع زوجي على باب الطلاق فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق ؟ فما عندكم ينفذ وما عند الله باق .
قال : اعيدي ، فأعادت الثالثة .
ثم قال : في الرابعة أعيدي .
فقالت : لا أظنك قد فهمتني وان الاعادة مذلة لي وما اعتدت ان أذل نفسي لغير الله .
فقال : والله ما أعجبني إلا حسن حديثك ولو أعدت ألف مرة لأعطيتك عن كل مرة ألف درهم .
ثم قال لخدمه : أعطوها من الجمال عشرة ومن النوق عشرة ومن الغنم ما تشاء ومن الأموال فوق ما تشاء لنعمل شيئاً ليوم التلاق فما عندنا ينفذ وما عندالله باق .
هذه القصة هي رسالة لكل ميسور الحال ومقتدر ، اليوم وضع كثير من الأسر لا يعلم بحالهم الا الله جبار السموات .
كم من امرأةٍ تشبه تلك المرأة ، وكم من طفلٍ عارٍ وجائع اتظنوا أنَّ مالكم لا ينفذ ؟
تصدقوا لهم ، وتفقدوا جيرانكم واسألوا اصدقائكم عن المحتاجين ، يخلف الله لكم الخير الكثير ، فلو أن الميسورين وقفوا جميعاً مثل وقفة الرجل مع المراة لما وجد جائع في يومنا هذا .
وأخيراً المستفاد من القصة : إن الفقير يريد أن تتعامل معه بشخصه وليس حسب عجزه ، الفقير يريد منك أن تحترم وجوده ولا تجعل منه في لحظة مقطعا متداولا تعرض فيه حاجاته ، الفقير يريد الستر وليس التشهير ، يريد أن تساعده بدون سبب وليس لمجرد سبب ، الفقير يريد الإحسان وليس الامتنان ، الفقير يريد منك حبا وليس مجرد أذى نفسي تسببه له من خلال الحديث عنه كمشكلة ، الفقير لا يريد سوى أن تتقبل وضعه وليس أن تذكره بوضعه .
اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟـﻮﻓﺎﺀ ﺑـﻬـﻢ
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ أﻭﻗﺎﺕٌ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕُ
ﻭأﻛﺮﻡُ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭى ﺭﺟﻞٌ
تـقضى على ﻳـﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجـاتُ
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮوﻑ ﻋﻦ أﺣـﺪٍ
ﻣـﺎ ﺩُﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭُ ﻭﺍلأﻳـﺎﻡُ ﺗـــﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ إﺫ ﺟُﻌﻠﺖ
إﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟـﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕ
تحية ودعاء
السيد أبو الحسن
*قصة وعبرة*
*ان الفقر مرُّ المذاق … فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق*..
سبحان الله قد تكون نائما وتقرع أبواب السماء عشرات الدعوات لك من فقير أعنته ، أو جائع أطعمته ، أو حزين أسعدته ، أو عابر ابتسمت له ، أو مكروب نفّست عنه .
يُحكى عن إمرأة ضاقت أحوال زوجها ، فذهبت إلى رجل ميسور الحال وطرقت الباب ، فخرج أحد الخدم ، وقال لها ماذا تريدين ؟
فقالت : أريد أن أقابل سيدك
فقال : من أنتِ ؟
قالت : أخبره أنني أخته ...
الخادم يعلم أن سيده ليس عنده أخت فدخل وقال لسيده : إمرأة على الباب تدعي أنها أختك .
فقال : أدخلها فدخلت فقابلها بوجهٍ هاشّاً باشّاً وسألها من أي إخوتي يرحمك الله ؟
فقالت : أختك من آدم
فقال الرجل الميسور في نفسه : امرأه مقطوعة والله سأكون أول من يصلها .
فقالت : يا أخي ربما يخفى على مثلك أن الفقر مُرُّ المذاق ومن أجله وقفت مع زوجي على باب الطلاق فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق فما عندكم ينفذ وما عند الله باق .
قال : أعيدي
فقالت : يا أخي ربما يخفى على مثلك أن الفقر مرُّ المذاق ومن أجله وقفت مع زوجي على باب الطلاق فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق ؟ فما عندكم ينفذ وما عند الله باق .
قال : اعيدي ، فأعادت الثالثة .
ثم قال : في الرابعة أعيدي .
فقالت : لا أظنك قد فهمتني وان الاعادة مذلة لي وما اعتدت ان أذل نفسي لغير الله .
فقال : والله ما أعجبني إلا حسن حديثك ولو أعدت ألف مرة لأعطيتك عن كل مرة ألف درهم .
ثم قال لخدمه : أعطوها من الجمال عشرة ومن النوق عشرة ومن الغنم ما تشاء ومن الأموال فوق ما تشاء لنعمل شيئاً ليوم التلاق فما عندنا ينفذ وما عندالله باق .
هذه القصة هي رسالة لكل ميسور الحال ومقتدر ، اليوم وضع كثير من الأسر لا يعلم بحالهم الا الله جبار السموات .
كم من امرأةٍ تشبه تلك المرأة ، وكم من طفلٍ عارٍ وجائع اتظنوا أنَّ مالكم لا ينفذ ؟
تصدقوا لهم ، وتفقدوا جيرانكم واسألوا اصدقائكم عن المحتاجين ، يخلف الله لكم الخير الكثير ، فلو أن الميسورين وقفوا جميعاً مثل وقفة الرجل مع المراة لما وجد جائع في يومنا هذا .
وأخيراً المستفاد من القصة : إن الفقير يريد أن تتعامل معه بشخصه وليس حسب عجزه ، الفقير يريد منك أن تحترم وجوده ولا تجعل منه في لحظة مقطعا متداولا تعرض فيه حاجاته ، الفقير يريد الستر وليس التشهير ، يريد أن تساعده بدون سبب وليس لمجرد سبب ، الفقير يريد الإحسان وليس الامتنان ، الفقير يريد منك حبا وليس مجرد أذى نفسي تسببه له من خلال الحديث عنه كمشكلة ، الفقير لا يريد سوى أن تتقبل وضعه وليس أن تذكره بوضعه .
اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟـﻮﻓﺎﺀ ﺑـﻬـﻢ
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ أﻭﻗﺎﺕٌ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕُ
ﻭأﻛﺮﻡُ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭى ﺭﺟﻞٌ
تـقضى على ﻳـﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجـاتُ
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮوﻑ ﻋﻦ أﺣـﺪٍ
ﻣـﺎ ﺩُﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭُ ﻭﺍلأﻳـﺎﻡُ ﺗـــﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ إﺫ ﺟُﻌﻠﺖ
إﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟـﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕ
تحية ودعاء
السيد أبو الحسن