عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,771
- النقاط
- 113
اوصى النبي ربيعه بن كعب الاسلمي بكثره
اوصى النبي ربيعه بن كعب الاسلمي بكثره
السجود .لأن السجود سبيل كي يجاهد الإنسان نفسه ويقوى على طاعة الله .
السبب في ذلك هو حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام. حيث كان ربيعه بن كعب الاسلمي يقوم في حوائج النبي صلى الله عليه وسلم وعندما أراد النبي عليه الصلاة والسلام مكافئته على خدمتته طلب منه أن يسأله فيعطيه فأراد ربيعه أن يستفسر على ما يقربه من الله عز وجل ويقيه من نار جهنم. عندها اوصى النبي ربيعه بن كعب الاسلمي بكثره السجود.
عن نعيم بن ربيعة بن كعب قال كنت اخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم واقوم له في حوائجه نهاري اجمع حتى يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الاخره فاجلس على بابه إذا دخل بيته اقول لعلها ان تحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة فما ازال اسمعه يقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله وبحمده حتى أمل فارجع أو تغلبني عيني فارقد فقال لي يوما لما رأى من حفتي له وخدمتي اياه: “يا ربيعة سلني اعطك”. قال فقلت انظر في امري يا رسول الله ثم اعلمك ذلك فقال ففكرت في نفسي فعلمت ان الدنيا منقطعة وزائلة وان لي فيها رزقا سيأتيني قال فقلت اسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاخرتي فانه من عز وجل بالمنزل الذي هو به فجئته فقال ما فعلت يا ربيعة فقلت أسألك يا رسول الله ان تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار فقال: “من امرك بهذا يا ربيعة” فقلت لا والذي بعثك بالحق ما امرني به أحد ولكنك لما قلت سلني اعطك وكنت من الله بالمنزل أنت به نظرت في امري فعرفت ان الدنيا منقطعة وزائلة وان لي فيها رزقا سيأتيني فقلت اسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاخرتي قال فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال لي: “اني فاعل فاعني على نفسك بكثرة السجود [1]
اوصى النبي ربيعه بن كعب الاسلمي بكثره السجود
الصحابي ربيعه بن كعب الاسلمي كان صحابيًا جليلًا، فلم تكن رغبته من الدنيا أن يحقق المكاسب المادية أو أن يحصل على الغنائم.كان الصحابي ربيعه يلازم النبي عليه الصلاة والسلام ويتعلّم منه، ويستفيد من أخلاقه الكريمة ويحاول أن يتطبع بها. مع أنه كان فقيرًا وكان من خدّام رسول الله عليه الصلاة والسلام لكنه لم يكن يحلم بمال أو جاه.
أتاح له دوره كملازم للنبي عليه الصلاة والسلام أن يرافقه طوال الوقت، ويا له من فخر ومن فضل. فكان يرافق النبي عليه الصلاة والسلام في السفر والترحال وفي الغياب والحضور.
عندما أراد النبي عليه الصلاة والسلام مكافئته وفتح أمامه أبواب واسعة من الأماني، وأي شخص مكانه كان ليطلب أن تتاح أمامه الدنيا. أما ربيعه رضي الله عنه عندما قال له النبي “سل” سأله أن يرافقه في الجنة.
أوصاه النبي عليه الصلاة والسلام بكثرة السجود، وكأن هذا درس لنا بأن نلجأ إلى الله عز وجل نحن أيضًا بسجده خاشعة. ونسأل الله عز وجل ما نريد سواء كان ذلك أن يرزقنا ما نريد من علم نافع أو ترقية في الوظيفة أو شفاء مريض أو أمر مستعصي لم يقدر عليه أحد. ويجب علينا أن نثق بأن الله عز وجل هو وحده القادر على تحقيق ما نريده.
الدروس المستفادة من وصية النبي لربيعه بن كعب الاسلمي
- العمل لنيل الجنة
- الهمة العالية للمكاسب في الآخرة
- الإكثار من السجود
الهمة العالية للمكاسب في الآخرة: طمح ربيعه بن كعب الاسلمي أن يرافق النبي عليه الصلاة والسلام في الجنة، فهل هناك همة أكبر من هذه الهمة!! لم يهمه مال ولا جاه بل كان جل ما يريده هو مرافقة النبي عليه الصلاة والسلام ليس في الدنيا فقط إنما في الجنة أيضًا.
لو قمنا بسؤال شباب اليوم على أمنية يريدون تحقيقها، فإن الجميع سوف يريد تحقيق مكاسب دنيوية، سواء كان ذلك بالسفر لمكان ما أو الدراسة في جامعة معينة أو جمع الكثير من المال، أو الزواج من فتاة جميلة. والمطالب الدنيوية ما دامت ضمن حدود الدين ليس فيها شيء خاطئ لكن الصحابي ربيعه بن كعب الاسلمي لم تكن الدنيا تهمه في شيء، بل كان يفكر بما هو أسمى وما هو أعلى من ذلك. وطلب من النبي عليه الصلاة والسلام مرافقته، وعندها أمره النبي بكثرة السجود.
الإكثار من السجود: قال تعالى: ﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ [العلق: 19]. أي أن السجود يقرّب المؤمن من ربه ويزيد علاقته به وهو الطريق الأقرب كي يطلب المؤمن من ربه شيء ما.
النبي عليه الصلاة والسلام في وصيته لربيعه قال له: ((أعني على نفسك بكثرة السجود)). وهذا دليل على أن النفس أماره بالسوء دائمًا ما تجر الشخص لارتكاب المعاصي والانغماس في الدنيا ونسيان الآخرة. لذلك علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكسر أنفسنا ونكسر شهواتنا ونغلبها بالإكثار من السجود والصلوات.
السجود يعني خضوع لله عز وجل، وهو يشير إلى أن المؤمن بحاجة لله عز وجل سواء كان ذلك في العمل أو في مجاهدة النفس. ومن يضع مطالبه وهمومه في سجدة خاشعة فإن الله عز وجل لن يضيعه أبدًا. [2]
من هو الصحابي ربيعه بن كعب الاسلمي
ربيعة بن كعب الاسلمي هو ربيعة بن كعب بن مالك الأسلمي أبو فراس المدني. كان ربيعه بن كعب الاسلمي من اهل الصفة وكان يخدم النبي عليه الصلاة والسلام.كان ربيعه رجلًا بسيطًا للغاية قبل أن يسلم، فكان من رعاة الغنم الذي أسلم عندما علم بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة. وكان الإسلام نقلة نوعية لهذا الرجل البسيط الذي انتقل من راعي غنم بسيط في مدينته إلى رجل بقلب مسلم يحلم أن يرافق النبي عليه الصلاة والسلام في الجنة وفي هذا شرف عظيم لا يناله إلا من يستحق ذلك.
النقلة النوعية في حياة الصحابي ربيعه رضي الله عنه هو ملازمته للنبي عليه الصلاة والسلام وخدمته في حوائجه وهذا شرف كبير له. وكان نتيجة ذلك أن أراد ربيعه في النهاية أن يجاور النبي عليه الصلاة والسلام في الجنة لأنه كان يرى أن الدنيا فانية ولا تستحق أن يبذل جهدًا من أجلها.
تبقى ربيعه على هذه الحالة يخدم النبي عليه الصلاة والسلام ويلازمه أينما ذهب، ويتعلم منه، ويقبس من هديه العظيم حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعد وفاته نزل ربيعه بن كعب الاسلمي على بريد من المدينة وبقي فيها إلى أيام الحرة وتوفي رحمه الله.