
اوووه فاتتني هالفرصة

جملة يُرددها الكثير اووووه فاتتني هالفرصة.

مبدأ الفرصة المغلوط لدينا.

تقعد مع كثير من الناس, بالخصوص الناس المُقتدرة او من لديها مال وثروة وتسمعه يقول.

فاتتنا فرص كانت الأراضي والمزارع بسعر رخيص اول, لو اشترينا واحتفظنا فيها لهذا الوقت كم كنا نربح؟؟


عجيب هذا التفكير, يعني رغم قُدرتك وثرائك وبعد تبي تربح, وما تعطي فرصة للناس.

تستغرب من هذا النوع من الناس, يعني هل يُريد ان تكون الناس عبيد عنده او تعمل ليل نهار وتعطيه فلوس لكي يربح ؟؟

اي نوع من الحياة انك تكون تملك وتملك وتربح من الشي مئات الأضعاف والناس كلها محتاجة وانت مقتدر لوحدك !!!

والأمر الثاني لماذا هذه النظرة الأنانية ؟

بدل ما تقول, فاتتني فرصة اروح الحج اكثر من مرة, او اسوي خير للناس, او اعمل مشاريع خيرية, او ازوج عازب واكفل يتيم واساعد ارامل وابني مسجد او اساعد شخص لكي يحج ويبدأ مشروع صغير, او اتعاون لبناء مشروع خيري سكني او مهني وغيرها من اعمال.

او تقول فاتتني عبادات وطاعات واعمال صالحة وطلب علم وتعلم وتتحسف على هذي الأمور.


فقط صار طموحك على الفلوس والأرباح, وتتمنى انك ملكت كل الأراضي والمزارع.

وعلى رخص الأسعار سابقاً, ليش ما تكون عندك امنيات ايجابية.

تتمنى مثلاً انك شريت او امتلكت اراضي ومزارع في وقت رخص الأسعار, والأن في وقت غلاء الأسعار تبيعها على اقاربك او جيرانك او المحتاجين اللي تعرفهم بسعر مناسب بربح معقول او قليل او حتى براس مالها اللي دفعته ذاك الوقت لكي تفرج كربة غيرك.

سبحان الله في ناس نفوسها ضيقة وأنانية وتتمنى انها تكون مضرة ومحتكرة على الناس حتى ولو لم تتاح لها كل فرص الإحتكار.

والمشكلة ايضاً حتى كثير من المُتضررين من هذا الغلاء يتمنى نفس الأمنية.

يا ايها المُتضرر انت الأن تعيش مُشكلة غلاء الأسعار وتُعاني منها, فلماذا تتمنى ان تكون سبب فيها ؟

وما حدث لك هو بسبب النظرة السلبية من غيرك وتعاملهم بالإحتكار والطمع والجشع.

عليك ان تشكر الله وتسجد له شكراً بأنك لم تكن طرف تُسبب الأذية والشقاء للآخرين.

ويُفترض بك ان تتمنى بأن الأسعار بقت على ما كانت عليه وان الشراء كان مُيسر للجميع, او بأنك اشتريت لنفسك ما يكفيك, وتتمنى ذلك لمن هم مثلك.

لا ان تتمنى انك ملكت وملكت لكي تعسر على غيرك.

فمشلكة مبدأ الفرص المغلوط لدينا, هو الفرصة للإضرار الآخرين, او اخذ ما لا حاجة لك فيه وهو يُعتبر ضرورة في حياة الناس.

او الفرصة في عدم رحمة الناس وعدم التعاون معهم, الفرصة في الإحتكار ورفع الأسعار, الفرصة بأن تكون طرف يدعوا عليه الجميع ويكرهه الجميع بما سبب للمجتمع من عسر وعقبات.

هذا ما يترتب على مبدأ الفرصة المغلوط لدينا.

اجعل فرصتك في تمني الخير وعمله وكسب محبة ومودة الناس بعملك وتعاملك ومعروفك.

الفرصة ليست محصورة على الفلوس والماديات والمزارع والأراضي والعقارات بما يخدمك فقط ويضر الآخرين.

هذه قد تكون بلوى وليست فرصة, إذا تفكرت فيها بوعي ومنطق سليم.

فعليك ان تُصحح مبدأ الفرصة لديك.

وعلى من يظن بأنه اقتنص فرص وتسبب في اذية الناس وصنع عقبات وعسر لهم ان يُراجع نفسه على فرصة البلوى التي استغلها استغلال شيطاني وغير انساني.

نسأل من الله الهداية لمن يعمل بهذه الطريقة والمبدأ.

قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)
[سورة الزمر 17 - 18]










اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
