:
↺
#زهرة_البيلسان_اين_انت?
الجزء الأول…
يحكي انه ذات يوم كان هناك عائلة غنية مؤلفة من أب وام وابنة وحيدة لهما اسمها اليسار علماها ورباها تربية فاضلة وقد تعبوا في تربيتها. الى ان اصبحت في سن الشباب…
وبما انها من عائلة غنية فهي لم تحتج شيئا ماديا في حياتها ..كل متطلبات الحياة موجودة بين يديها… وعلى الرغم من ذلك فهي قنوعة ..ملتزمة دينيا ..صادقة في حياتها ..تحب صديقاتها وتساعدهن ان احتجن لشيئ معنوي ومادي…
وكانت اليسار تقضي اوقات فراغها على النت… وكان لها حساب على الفيسبوك اسمته زهرة البيلسان ولا تصرح عن اسمها الحقيقي امام أحد… ولا تعطي رقم هاتفها ..ولا تنزل اي صور لها ..ولا حتى اي شيئ يدل على شخصيتها… فسادت صفحتها الغموض… وهذا الشيئ ليس فقط اليسار ما تقوم به ..بل اكثر الذين يدخلون عالم النت يكتبون اسماء مستعارة ويعطون معلومات خاطئة عنهم… لأنهم كان يحبون التسلية من جهة… ويخشون ان اخطأوا ان يعرفهم الناس من جهة اخرى ..
اما اليسار فقد كانت اخلاقها ايضا تتجسد في عالم النت فهي محافظة جدا ..وتعلم حدودها… ولا تلجأ الى الدردشة كثيرا بل تركز على التنزيلات ..وكانت صفحتها رائعة وملفتة والكل يحب ان يتعرف على هذا الشخص ..ولكنها ابدا لا تفصح عن اسمها الحقيقي امام أحد لأنها كانت تظن انها ليست مضطرة لذلك فقد يتسبب هذا بالمشاكل لها من هنا او هناك… .ومع هذا فقد كانت صادقة لا تعطي معلومات خاطئة عن نفسها ..فاما تتهرب من الأجوبة التي تعرف عنها واما تقول هذا شيئ شخصي… وكان الكثير يحترمون هذه الرغبة لانهم وجدوا في منشوراتها مثالا للفتاة المسلمة المحافظة التي لا تستعد ان تنجر وراء الخطا ولو كان بسيطا ..
وذات يوم .شتائي عاصف انزلت منشورا كتبت فيه :عندما تشعر بالألم لا تقرأ اشياء محزنة فيزيد المك ..بل اقرأ القرآن واستمع لقول الحق ..الا بذكر الله تطمئن القلوب ..
وبدأ الأصدقاء يعلقون لها من هنا وهناك ..وكانت معظم التعليقات ايجابية ..
احسنت ..سلمت اناملك ..بذلت مجهودا ..والخ من التعليقات المتوقعة…
ردت عليهم كالمعتاد بكل أدب ومحبة… قرأت بعض آيات القرآن وصلت ركعتين كعادتها ونامت…
استيقظت صباحا على دنيا بيضاء فالثلوج ملأت الطرقات لدرجة انها اغلقت بسبب ذلك وبالتأكيد حتى جامعتها لن تفتح ..لذا فتحت النت لعلها تتسلى قليلا ..واذا بتعليق لها على منشورها لفت انتباهها… ومن قال ان القرآن يريح القلب ..ان سماع الأغاني وتناول الخمر والرقص والذهاب الى الملاهي الليلية ومقابلة الفتاة التي احبها ينسيني الدنيا بما فيها…
أحست اليسار بخيبة امل من صاحب هذا التعليق… ولكنها ردت بكل ادب واحترام: ..صحيح اخي العزيز ما ذكرت سلمت اناملك ولكن تأكد انك لن تسلم ما دمت ماشيا في هذا الطريق اسال الله لك الهداية…
بعد دقائق وصلتها رسالة على الخاص من صاحب المنشور ..ومن تظنين نفسك حتى تدعين لي بالهداية ..?
اجابته :يبدو انك لست معتادا على من يدعو لك بل على من يدعو عليك…
كتب لها :هههه لقد اضحكتني !فانت تمثلين الأخلاق والمبادئ ..قولي لي وهل من فتاة تدخل عالم النت ولا تخطئ ..ولا تقولي لي كما تقول باقي الفتيات ..واختك الا تملك حسابا ?
غضبت اليسار من هذا الشاب ولم ترد عليه الا بالحظر…
شعر الشاب بالغيظ وقرر ان يلعب لعبته ويمسك عليها شيئا فقط ليكسر لها عينها كما يقولون…
ما الذي سيفعله هذا الشاب وكيف سينتقم ..هذا ما سنراه في الجزء القادم ان شاء الله…
#ليلى مظلوم:
#زهرة_البيلسان_اين_انت?
الجزء الثاني…
لم تذهب اليسار من بال ذلك الشاب المدعو عماد.. وظل يفكر في طريقة للإنتقام منها ..ولكن كيف ..فهو لا يعرف عنها اي شيئ وقد حظرته… وبالتأكيد ان صنع حسابا آخر فلا يستطيع ان يضيفها عنده لأنها قد اخفت اسمها عن البحث فلا يمكن رؤيتها…
مرت عدة أيام وعماد يفكر بطريقة ما سأل الاصدقاء المشتركين الذين كانوا بينها وبينه الا انهم كلهم اجابوا انهم لا يعلمون شيئا عنها…
بدأ غضب عماد ينحدر شيئا فشيئا مستسلما لأنه لن يستطيع الوصول اليها…
والجدير بالذكر ان عماد هو ابن عائلة غنية جدا وهو مدلل جدا وقد تربى على الرفاهية وعدم احترام الآخر ظنا منه انه الأفضل وانه يستطيع بماله ان يشتري اي شيئ…
ذات ليله كان عماد يشعر بالملل وقد اكمل دراسته… فتح النت عله يعلم اي شيئ عن زهرة البيلسان ولكن دون جدوى ..اقغل الحاسوب ..وفتح التلفاز ولكنه ايضا لم يعجبه ذلك ..عندها قرر الذهاب الى احدى الكازينوهات التي تعود الذهاب اليها مع اصدقائه ودفع المال بتبذير ودون سؤال…
وصل الى هناك وكالعادة رحب به صاحب الكازينو طبعا ليس احتراما له انما احتراما لماله ..
وبينما هو هناك اتصل به صديقه حسام وسأله عن مكانه فأجابه انا بالكازينو ..
فقال حسام :حسنا انتظرني سآتي اليك برفقة صديق لي ..
وصل الصديقان الى المكان الموعود وقد عرفهما حسام على بعضهما ..عماد (هذا رائف )… رائف (هذا عماد )..
وبينما هما يتبادلان الأحاديث رأى رائف احد الزبونات في الكازينو يقدم لحبيبته زهرة من البيلسان فاعجبه ذلك وقال بصوت مرتفع :زهرة البيلسان يا لها من زهرة معبرة…
سمع عماد بهذا الاسم وقال :رائف ماذا قلت لتوك ??زهرة البيلسان !!ماذا تقصد بذلك… هل تعرف تلك الفتاة ??
قال رائف :اي فتاة تعني انا فقط اعجبت بذلك الشخص هناك الذي قدم لحبيبته باقة من زهرة البيلسان… وقد اشار اليه ..
قال عماد :يا الهي ظننتك تتحدث عن تلك الفتاة على حساب الفيسبوك واسمها زهرة البيلسان…
قال رائف :نعم انا اعلم تلك الفتاة وهي صديقة عندي ..وهي غامضة جدا ومنشوراتها رائعة ..احب ان اتابعها دائما ولكننا لم نتحدث ولا مرة مع بعضنا لأنها قليلة الكلام ..
قال عماد :اتمنى لو اسرق لها حسابها واريك كيف تتحدث مع الشباب وانشر كل كلامها وافضحها ..
قال رائف :لا اظن ان هذه الفتاة كما تظن ولكن ما سر هذا الغضب منها…
فاخبره عماد بما جرى ..
ضحك رائف وقال :اسمع يا عماد انا استطيع ان اسرق لها حسابها فأنا متخصص بهذا المجال .
فرح عماد جدا بذلك وقال له :سلمني حسابها وسأدفع لك ما تريد…
قال رائف: الليلة سيكون حسابها بين يديك…
فرح عماد بذلك وقال له :حسنا لنذهب الى منزلي ونقوم بعملية السرقة هناك ..
ذهب الشباب الى منزل عماد وبدأوا يتجولون في حسابات الفيسبوك حتى وصلوا اليها وعملوا على سرقة حسابها ..
طلب عماد من رائف الا يغير اي شيئ في الحساب فهو لا يريد لزهرة البيلسان ان تلاحظ اي تغيير حتى تعمل بحرية على حسابها لعله يأخذ عليها مأخذا ما .. وقد فعل رائف ذلك ..
وعماد لم يصدق نفسه فحساب زهرة البيلسان اصبح بين يديه ..
فتحه وبدأ يقرأ تنزيلاتها ومحادثاتها..
ترى ماذا وجد عماد في حساب زهرة البيلسان… وهل سيجد شيئا يجعله يحقق انتقامه ..هذا ما سنراه في الجزء القادم ان شاء الله ..
↺
#زهرة_البيلسان_اين_انت?
الجزء الثالث ..
في تلك الليلة امضى عماد وقته يتجول في حساب زهرة البيلسان عله يجد اي شيئ يدل عليها او على منزلها او اسمها الحقيقي ..ولكنه لم يفلح… استمر في بحثه وبدأ يقرأ جميع المحادثات بينها وبين اصدقاءها فما وجد منها الا فتاة مؤدبة ومحترمة وملتزمة… فتاة متواضعة يحبها الجميع ويتمنى معرفتها شخصيا ..
في حسابها يوجد اصدقاء من مختلف الأعمار والجنسيات ..لذلك لم يستطع عماد التعرف حتى على عمرها الحقيقي…
نسي عماد امر انتقامه وقد اثار فضوله ان يتعرف عليها اكثر…
بقي الحساب لديه شهرا كاملا لم يستطع خلاله معرفة اي شيئ عنها سوى ان احترامه وفضوله يزيدان… عندها خطرت بباله فكرة…
صنع حسابا جديدا وعمل اضافة ..دخل حسابها وقبل الإضافة… وخرج من حسابها… وبعث لها رسالة قائلا لها :لقد سرقت لك حسابك ..وقد عملت لنفسي الاضافة فقط ولم اتصرف بأي شيئ آخر وانا اعتذر اليك ..فغيري كلمة المرور واتمنى دائما ان نكون على تواصل ..
وصلت الرسالة الى اليسار فاستغربت من ذلك ..وقد اثار فضولها هذا الشخص فقبلت التواصل معه لتعرف ماذا يريد منها ..ردت عليه :حسنا سنبقى على تواصل ولكن بشرط ان تخبرني من انت وماذا تريد مني ??ولماذا سرقت حسابي ..ولماذا اعدته ..
قبل عماد بشرطها واخبرها كل شيئ ..
وقضى الليلة كلها هو واليسار يتحدثان عن امور الحياة … ايام الطفولة… ايام الدراسة ..ايام الجامعة ..انواع الأطعمة التي يحبانها ومن هذا القبيل… مع انها لم تكن معتادة على التحدث بهذه الكيفية مع احد ..وكان كلما سألها :هل تسمحين? … كانت تجيب نعم ولكن كل شيئ بحدود ..حتى صار يكتب بعد سؤاله هذه الثلاث كلمات (كل شيئ بحدود )…
قبل ان يؤذن لصلاة الفجر بنصف ساعة تقريبا استأذنت منه اليسار لتصلي صلاة الليل وتقرأ القرآن وتصلي الصبح… اكملت صلاتها وكتبت له :تصبح على خير عماد حان وقت النوم فأنا لست معتادة على السهر هكذا ولكن اليوم استثنائي…وقد اخترقت الحدود…
ضحك عماد وكتب لها :تصبحين على خير وانا اتمنى ان نكون دائما على تواصل…
وقد عرف عماد معظم الأوقات التي تكون فيها زهرة البيلسان متصلة فيتواصل معها…
ومن خلال تواصلهما عرف ان وقت الصلاة عندها مقدس… وانها قريبة الى الله الى حد كبير… فتاثر بها وبدأ سلوكه يتغير شيئا فشيئا واصبح يصلي ويصوم ويقوم بشتى العبادات… وقرر ان يسير على طريق الهداية وكان يقضي اوقات فراغه في المطالعة الدينية وكلما تعلم شيئا جديدا اخبرها به.. حتى امتلك ثقافة دينية واسعة ...
عماد لم يعد ذاك الشاب الطائش المنتقم واصبح انسانا جديدا يحب الخير والناس وكل سلوكه تبدل تماما…
واصبح لديه فضولا جامحا للتعرف على هذه الانسانة التي كانت سببا في هدايته وطلب منها التعرف عليها لعلها تكون زوجة له ..ولكنها كعادتها رفضت ذلك مع انه اصبح لديها رغبة في التعرف عليه…وبقيا على هذه الحال فترة من الزمن مما زاد تعلقهما ببعضهما… وذات مرة ارسل عماد صورته لها على الرغم من انه متأكد انها لن تفعل ذلك…
وكان والد اليسار يتعرض لمشاكل مادية مما جعله يخسر ماله بسبب الأوضاع الاقتصادية للبلد وانتقلت هذه العائلة من مستوى الغنى الى مستوى الفقر… صحيح انها اصبحت عائلة فقيرة ماديا الا انها حافظت على الغنى المعنوي وبقيت عائلة متماسكة ..
لاحظ عماد ان زهرة البيلسان مرتبكة… فهو قادر على فهمها من خلال كتاباتها ..سألها عن السبب ولكن كل جوابها كان انها تمر بظروف صعبة لم تطلعه على اسبابها…
وفي صباح احد الأيام استيقظت البلاد على اصوات القذائف والرصاص فعرف المواطنون ان الحرب قد بدأت وبدأ معه النزوح الى البلدان القريبة الآمنة… وما كان من عائلة اليسار الا ان تنزح مثلها مثل باقي العائلات الأخرى… فاضطرت اليسار الى اغلاق حسابها على الفيسبوك واخذت عهدا على نفسها انه لن تفتحه مرة اخرى الا في بلدها… وقبل اغلاقه ارسلت رسالة الى عماد تودعه فيها…
فتح حسابه وراى الرسالة فحزن حزنا شديدا ونزح هو الآخر مع عائلته ..وكان كل فترة يفتح حسابه لعله يجد رسالة منها تدله على مكان نزوحها ولكنه في كل مرة يجد حسابها على حاله…
ترى هل سيعلم عماد اي شيئ عن زهرة البيلسان هذا ما سنعرفه في الجزء القادم ان شاءالله…
#
ليلى مظلوم:
#زهرة_البيلسان_اين_انت?
الجزء الخامس…
وكانت مفاجأة اليسار ان مديرها في العمل هو نفسه عماد الذي كان صديقها على حساب الفيسبوك…
وكان عماد مشغولا بقراءة بعض الأوراق… تقدمت منه وسلمت عليه قائلة :السلام عليكم انا اليسار الموظفة الجديدة وقد عينت البارحة ..
رفع عماد رأسه ورد التحية قائلا :اهلا اليسار ..تشرفت بمعرفتك وارجو ان يعجبك العمل عندنا…
ابتسمت اليسار وقالت :ارجو ذلك…
وخرجت من غرفة مديرها وهي متفاجأة وبدأت تتذكر ما جرى معها وكيف اصبحا صديقين بعد الشجار الذي حصل بينهما..ولكن عماد لم يعرفها… وقررت الا تخبره بذلك…
بعد قليل جاء احد الأشخاص طالبا مقابلة المدير فقال لها :اريد مقابلة المدير قولي له صديقه رائف. .
دخلت اليسار الى غرفة عماد وطلبت الاذن بدخول صديقه رائف… فقال لها :ادخليه بسرعة…
دخل رائف ..فرحب به عماد ترحيبا حارا قال رائف :يبدو ان الموظفة الجديدة من بلدنا وهي فتاة جميلة ...
قال عماد :نعم ..لقد استلمت وظيفتها اليوم وانا لا اعلم عنها شيئا… ولكن رائف هل علمت شيئا عن زهرة البيلسان الى الآن لم تفتح حسابها ..
فابتسم رائف قائلا: لا لم اعلم عنها شيئا يبدو ان هذه الفتاة تشغل كل تفكيرك…
قال عماد :نعم ..انا قلق عليها ولا ادري ما حصل معها ..ولا اين هي ..آه اين انت زهرة البيلسان ???
استوقفه رائف قائلا :اسمع يا عماد ان تفكيرك بزهرة البيلسان مضيعة للوقت ..تابع حياتك وكف عن التفكير بها والبحث عنها… تزوج فبزواجك ستلتهي عنها ..
قال عماد :لن اتزوج حتى اقطع الأمل من ايجادها انت لا تعلم ماذا فعلت بي هذه الفتاة لقد جعلت مني انسانا آخر…
قاطعه رائف :ولكن عماد انت لا تعرفها… ماذا ان لم تكن جميلة… ماذا ان كانت كبيرة في السن ..ماذا ..ماذا ???
قال عماد :لا يهمني كل ذلك لقد احببت تفكيرها واسلوبها وهذا هو الاهم…
وبعد ساعة تقريبا انتهت الزيارة ..واستاذن رائف وانصرف تاركا عماد بتفكيره وحيرته ..
ومرت الأيام وبقي عماد على هذه الحال يبحث عن زهرة البيلسان هنا وهناك وهو لا يدري انها تبعد بضعة امتار عنه… وفي الوقت نفسه زادت زيارات رائف وكان كلما زاره يشكو له همه ويساله ان علم اي شيئ عن زهرة البيلسان ..
وبالرغم ان علاقة اليسار بعماد سطحية الا ان سلوكها كان يذكره بزهرة البيلسان دون ان يدري انها الشخص نفسه ..وذات يوم دخلت اليسار الى غرفته بعد ان طلبت الاذن لتعطيه بعد الاوراق وجدته فاتحا الحاسوب وهو يتمتم ببعض الكلمات ..:اين انت ??
نظرت الى الحاسوب فوجدته فاتحا حسابه على صفحة زهرة البيلسان فعرفت انه لم ينسها رغم كل الظروف التي مر بها فاسعدها ذلك…
قالت له :تفضل هذه الاوراق….
اخذ الاوراق منها وتابع بحثه على النت عله يعلم اي شيئ يدله عليها…
ابتسمت زهرة البيلسان وغادرت الغرفة ولكنها سرعان ما رجعت اليه لتطلب الاذن بدخول صديقه رائف فرحب به عماد كعادته.. واليسار لا تزال في الغرفة ..فسألها رائف :اليسار كيف تجدين العمل هنا ..هل انت مرتاحة ??انت كنت تعانين من اي شيئ فقط اخبريني ودعي الباقي لي…
قالت اليسار :الحمدلله انا مرتاحة جدا وشكرا لك لاهتمامك ..وغادرت الغرفة الى مكتبها وهي فرحة لان عماد لم ينسها ولا زال يبحث عنها…
اما رائف فيبدو هذه المرة ان زيارته لم تكن مثل كل مرة وتحمل بين طياتها. هدفا آخر ..
ترى ما الهدف من زيارة رائف هذا ما سنعرفه في الجزء القادم ان شاء الله
↺
ليلى مظلوم:
#زهرة_البيلسان_اين_انت?
الجزء السادس والأخير ..
بعد مغادرة اليسار الغرفة التفت رائف الى عماد مبتسما وقال له :زيارتي لك هذه المرة ليست من اجلك ..انما من اجل هدف آخر ..
قال عماد :حقا !طلباتك اوامر ..قل لي هل تريد المال?? ..فكل مالي تحت تصرفك ..
قال رائف :لا ولكني اريد ان تكون خطابة لي فاليسار تعجبني جدا .. وحان الوقت لاتزوج ..
قال رائف ضاحكا :هنأك الله يا رائف ونعم الاختيار ..ان شئت اكلمها في الحال ..
قال رائف :لا بعد مغادرتي افضل حتى تأخذ راحتك ولا اسبب لها الاحراج ..
قال عماد مستبشرا :حسنا كما تريد ..
وبعد دقائق غادر رائف وقد رمق اليسار بنظرة الحيرة والاعجاب ..
نادى عماد اليسار… فحضرت ..وقال لها :تفضلي اريد التحدث معك بموضوع هام ..
جلست اليسار والحيرة تكاد تقتلها ..ترى هل عرف عماد انها زهرة البيلسان ..ولكن عماد بدا حديثه قائلا : اليسار انت تعلمين صديقي رائف فهو شخص مميز ..وهو يفكر بالزواج وقد وقع اختياره عليك ..فما هو رأيك .?
صدمت اليسار من طلب عماد وقالت له :انا حاليا لا افكر بالزواج صديقك فعلا رجل مميز ويستحق افضل فتاة ..ولكن ليس انا ..اعتذر اليك ..
قال عماد :لقد كان جوابك سريعا خذي فرصة وفكري بالموضوع الا ان كنت مرتبطة وانا لا ادري ..
قالت في نفسها :ماذا اقول له ?فهو لا يعلم ان قلبي مرتبط به ..
اجابته :لا مجال للتفكير وانا لست مرتبطة باحد سوى اني لا ارغب بالزواج ..
قال عماد :حسنا بالنهاية القرار قرارك ..
شكرته اليسار واعتذرت منه وغادرت الى مكتبها وهي تشعر بالألم وتحدث نفسها :هل اخبره اني زهرة البيلسان التي يبحث عنها ..??يا الهي من اين اتى رائف بهذه الفكرة فهذا ليس وقته…
وفي اليوم التالي اتى رائف لأخذ الجواب الذي لم يعجبه واحزنه ..ولكنه بعد فترة اقتنع ان كل شيئ نصيب ..وقرر الزواج باحدى قريباته ..
مرت الأيام وعماد يكاد يجن يريد ان يعرف ماذا حل بزهرة البيلسان ..وكان كلما راى شخصا سأله عنها ولكن لا فائدة فلا احد يعرف عنها اي شيئ خاصة انها لم تصرح عن شخصيتها امام احد…
انتهت الحرب وقررت العوائل العودة الى وطنها علها تلملم بقايا القصف ..وقد شمل هذا القرار عائلة اليسار ايضا ..
في آخر يوم لها في العمل استاذنت الدخول الى غرفة مديرها وبيدها ورقة ..
سألها عماد ما هذه الورقة بين يديك ??
قالت اليسار :انها استقالتي !فانا غدا سارجع الى وطني ..
قال عماد :فعلا لقد كنت نعم الموظفة ويؤسفني ان ترحلي ..أنا باق لفترة وجيزة هنا وبعدها سأعود لوطني انا ايضا ..اذا احببت نبقى على تواصل واعطيك فرصة للعمل هناك…
قالت اليسار :شكرا لاهتمامك ولكن ابي كان يمانع عملي ..وقد وعدته مع انتهاء الحرب ساترك العمل ..
قال عماد :للأسف اليسار الدنيا دائما تحرمنا من الأناس الطيبين… احترم قرارك ..واتمنى لك التوفيق في حياتك ولكن اريد ان اعطيك شيئا للذكرى ..
قالت اليسار :ما هو هذا الشيئ?
فاعطاها زهرة البيلسان وقال لها :انها الزهرة المفضلة لدي وعندما اعود لوطني سازرع حديقتي كلها من هذا النوع ..
ابتسمت اليسار وقالت :ما سر اهتمامك بهذه النبتة ..عفوا على تدخلي ولكنك اثرت فضولي ..
تنهد عماد واحس بالضيق وقال :اليسار انها قصة طويلة ومحزنة ..اتعرفين ما معنى الحلم ..زهرة البيلسان حلمي…
ابتسمت اليسار وقالت :وان دللتك على مكان زهرتك فبماذا تكافئني ??
استغرب عماد وقال :وما ادراك ان زهرة البيلسان هي فتاة ? هل تعرفينها ??اجيبيني هيا !!!
قالت :ما بالك حضرة المدير ..كل شيئ بحدود ..
لم يصدق عماد ما سمع… يا الهي انها هي… فعلا هي زهرة البيلسان !!
فصرخ مستغربا :هذه انت… امام عيني كل الوقت ولم تقولي لي وانا اكاد اجن لاعرف عنك خبرا… لماذا اليسار ??لماذا??
صمتت اليسار واحست بألمه قالت :انا آسفة ..
قال عماد مستهزئا :آسفة !!وما ينفع الأسف وقد آلمني فراقك… وما آلمني اكثر انك تعلمين وطوال المدة وانت ساكتة… الا تشعرين ??
تركته اليسار ورحلت الى منزلها وهي تشعر بالذنب… اما هو فبعد ان افاق من صدمته شعر بفرح عظيم لا يفارق قلبه…
وفي اليوم التالي رجعت العائلة الى موطنها.... وبدأ تجهز المنزل للسكن به من جديد…
مر يومين واذا بعماد قد اتى مع عائلته محضرا معه باقة من البيلسان طالبا يد اليسار للزواج فوافقت العائلة دون تردد لان اهل عماد ذا صيت طيب ..اما هو فلا احد اعرف به من اليسار التي ارسلها الله له لتكون سببا لهدايته…
نعم احبائي ما نستخلصه من هذه القصة هو اختيار الخليل الذي نعاشره من جهة… وحبنا واحترامنا للأشخاص يجب ان يكون بسبب اخلاقهم فالجمال الداخلي الذي ينبع من القلب لا يمكن ان يزول مهما مر بنا من صعاب ..
#
↺
#زهرة_البيلسان_اين_انت?
الجزء الأول…
يحكي انه ذات يوم كان هناك عائلة غنية مؤلفة من أب وام وابنة وحيدة لهما اسمها اليسار علماها ورباها تربية فاضلة وقد تعبوا في تربيتها. الى ان اصبحت في سن الشباب…
وبما انها من عائلة غنية فهي لم تحتج شيئا ماديا في حياتها ..كل متطلبات الحياة موجودة بين يديها… وعلى الرغم من ذلك فهي قنوعة ..ملتزمة دينيا ..صادقة في حياتها ..تحب صديقاتها وتساعدهن ان احتجن لشيئ معنوي ومادي…
وكانت اليسار تقضي اوقات فراغها على النت… وكان لها حساب على الفيسبوك اسمته زهرة البيلسان ولا تصرح عن اسمها الحقيقي امام أحد… ولا تعطي رقم هاتفها ..ولا تنزل اي صور لها ..ولا حتى اي شيئ يدل على شخصيتها… فسادت صفحتها الغموض… وهذا الشيئ ليس فقط اليسار ما تقوم به ..بل اكثر الذين يدخلون عالم النت يكتبون اسماء مستعارة ويعطون معلومات خاطئة عنهم… لأنهم كان يحبون التسلية من جهة… ويخشون ان اخطأوا ان يعرفهم الناس من جهة اخرى ..
اما اليسار فقد كانت اخلاقها ايضا تتجسد في عالم النت فهي محافظة جدا ..وتعلم حدودها… ولا تلجأ الى الدردشة كثيرا بل تركز على التنزيلات ..وكانت صفحتها رائعة وملفتة والكل يحب ان يتعرف على هذا الشخص ..ولكنها ابدا لا تفصح عن اسمها الحقيقي امام أحد لأنها كانت تظن انها ليست مضطرة لذلك فقد يتسبب هذا بالمشاكل لها من هنا او هناك… .ومع هذا فقد كانت صادقة لا تعطي معلومات خاطئة عن نفسها ..فاما تتهرب من الأجوبة التي تعرف عنها واما تقول هذا شيئ شخصي… وكان الكثير يحترمون هذه الرغبة لانهم وجدوا في منشوراتها مثالا للفتاة المسلمة المحافظة التي لا تستعد ان تنجر وراء الخطا ولو كان بسيطا ..
وذات يوم .شتائي عاصف انزلت منشورا كتبت فيه :عندما تشعر بالألم لا تقرأ اشياء محزنة فيزيد المك ..بل اقرأ القرآن واستمع لقول الحق ..الا بذكر الله تطمئن القلوب ..
وبدأ الأصدقاء يعلقون لها من هنا وهناك ..وكانت معظم التعليقات ايجابية ..
احسنت ..سلمت اناملك ..بذلت مجهودا ..والخ من التعليقات المتوقعة…
ردت عليهم كالمعتاد بكل أدب ومحبة… قرأت بعض آيات القرآن وصلت ركعتين كعادتها ونامت…
استيقظت صباحا على دنيا بيضاء فالثلوج ملأت الطرقات لدرجة انها اغلقت بسبب ذلك وبالتأكيد حتى جامعتها لن تفتح ..لذا فتحت النت لعلها تتسلى قليلا ..واذا بتعليق لها على منشورها لفت انتباهها… ومن قال ان القرآن يريح القلب ..ان سماع الأغاني وتناول الخمر والرقص والذهاب الى الملاهي الليلية ومقابلة الفتاة التي احبها ينسيني الدنيا بما فيها…
أحست اليسار بخيبة امل من صاحب هذا التعليق… ولكنها ردت بكل ادب واحترام: ..صحيح اخي العزيز ما ذكرت سلمت اناملك ولكن تأكد انك لن تسلم ما دمت ماشيا في هذا الطريق اسال الله لك الهداية…
بعد دقائق وصلتها رسالة على الخاص من صاحب المنشور ..ومن تظنين نفسك حتى تدعين لي بالهداية ..?
اجابته :يبدو انك لست معتادا على من يدعو لك بل على من يدعو عليك…
كتب لها :هههه لقد اضحكتني !فانت تمثلين الأخلاق والمبادئ ..قولي لي وهل من فتاة تدخل عالم النت ولا تخطئ ..ولا تقولي لي كما تقول باقي الفتيات ..واختك الا تملك حسابا ?
غضبت اليسار من هذا الشاب ولم ترد عليه الا بالحظر…
شعر الشاب بالغيظ وقرر ان يلعب لعبته ويمسك عليها شيئا فقط ليكسر لها عينها كما يقولون…
ما الذي سيفعله هذا الشاب وكيف سينتقم ..هذا ما سنراه في الجزء القادم ان شاء الله…
#ليلى مظلوم:
#زهرة_البيلسان_اين_انت?
الجزء الثاني…
لم تذهب اليسار من بال ذلك الشاب المدعو عماد.. وظل يفكر في طريقة للإنتقام منها ..ولكن كيف ..فهو لا يعرف عنها اي شيئ وقد حظرته… وبالتأكيد ان صنع حسابا آخر فلا يستطيع ان يضيفها عنده لأنها قد اخفت اسمها عن البحث فلا يمكن رؤيتها…
مرت عدة أيام وعماد يفكر بطريقة ما سأل الاصدقاء المشتركين الذين كانوا بينها وبينه الا انهم كلهم اجابوا انهم لا يعلمون شيئا عنها…
بدأ غضب عماد ينحدر شيئا فشيئا مستسلما لأنه لن يستطيع الوصول اليها…
والجدير بالذكر ان عماد هو ابن عائلة غنية جدا وهو مدلل جدا وقد تربى على الرفاهية وعدم احترام الآخر ظنا منه انه الأفضل وانه يستطيع بماله ان يشتري اي شيئ…
ذات ليله كان عماد يشعر بالملل وقد اكمل دراسته… فتح النت عله يعلم اي شيئ عن زهرة البيلسان ولكن دون جدوى ..اقغل الحاسوب ..وفتح التلفاز ولكنه ايضا لم يعجبه ذلك ..عندها قرر الذهاب الى احدى الكازينوهات التي تعود الذهاب اليها مع اصدقائه ودفع المال بتبذير ودون سؤال…
وصل الى هناك وكالعادة رحب به صاحب الكازينو طبعا ليس احتراما له انما احتراما لماله ..
وبينما هو هناك اتصل به صديقه حسام وسأله عن مكانه فأجابه انا بالكازينو ..
فقال حسام :حسنا انتظرني سآتي اليك برفقة صديق لي ..
وصل الصديقان الى المكان الموعود وقد عرفهما حسام على بعضهما ..عماد (هذا رائف )… رائف (هذا عماد )..
وبينما هما يتبادلان الأحاديث رأى رائف احد الزبونات في الكازينو يقدم لحبيبته زهرة من البيلسان فاعجبه ذلك وقال بصوت مرتفع :زهرة البيلسان يا لها من زهرة معبرة…
سمع عماد بهذا الاسم وقال :رائف ماذا قلت لتوك ??زهرة البيلسان !!ماذا تقصد بذلك… هل تعرف تلك الفتاة ??
قال رائف :اي فتاة تعني انا فقط اعجبت بذلك الشخص هناك الذي قدم لحبيبته باقة من زهرة البيلسان… وقد اشار اليه ..
قال عماد :يا الهي ظننتك تتحدث عن تلك الفتاة على حساب الفيسبوك واسمها زهرة البيلسان…
قال رائف :نعم انا اعلم تلك الفتاة وهي صديقة عندي ..وهي غامضة جدا ومنشوراتها رائعة ..احب ان اتابعها دائما ولكننا لم نتحدث ولا مرة مع بعضنا لأنها قليلة الكلام ..
قال عماد :اتمنى لو اسرق لها حسابها واريك كيف تتحدث مع الشباب وانشر كل كلامها وافضحها ..
قال رائف :لا اظن ان هذه الفتاة كما تظن ولكن ما سر هذا الغضب منها…
فاخبره عماد بما جرى ..
ضحك رائف وقال :اسمع يا عماد انا استطيع ان اسرق لها حسابها فأنا متخصص بهذا المجال .
فرح عماد جدا بذلك وقال له :سلمني حسابها وسأدفع لك ما تريد…
قال رائف: الليلة سيكون حسابها بين يديك…
فرح عماد بذلك وقال له :حسنا لنذهب الى منزلي ونقوم بعملية السرقة هناك ..
ذهب الشباب الى منزل عماد وبدأوا يتجولون في حسابات الفيسبوك حتى وصلوا اليها وعملوا على سرقة حسابها ..
طلب عماد من رائف الا يغير اي شيئ في الحساب فهو لا يريد لزهرة البيلسان ان تلاحظ اي تغيير حتى تعمل بحرية على حسابها لعله يأخذ عليها مأخذا ما .. وقد فعل رائف ذلك ..
وعماد لم يصدق نفسه فحساب زهرة البيلسان اصبح بين يديه ..
فتحه وبدأ يقرأ تنزيلاتها ومحادثاتها..
ترى ماذا وجد عماد في حساب زهرة البيلسان… وهل سيجد شيئا يجعله يحقق انتقامه ..هذا ما سنراه في الجزء القادم ان شاء الله ..
↺
#زهرة_البيلسان_اين_انت?
الجزء الثالث ..
في تلك الليلة امضى عماد وقته يتجول في حساب زهرة البيلسان عله يجد اي شيئ يدل عليها او على منزلها او اسمها الحقيقي ..ولكنه لم يفلح… استمر في بحثه وبدأ يقرأ جميع المحادثات بينها وبين اصدقاءها فما وجد منها الا فتاة مؤدبة ومحترمة وملتزمة… فتاة متواضعة يحبها الجميع ويتمنى معرفتها شخصيا ..
في حسابها يوجد اصدقاء من مختلف الأعمار والجنسيات ..لذلك لم يستطع عماد التعرف حتى على عمرها الحقيقي…
نسي عماد امر انتقامه وقد اثار فضوله ان يتعرف عليها اكثر…
بقي الحساب لديه شهرا كاملا لم يستطع خلاله معرفة اي شيئ عنها سوى ان احترامه وفضوله يزيدان… عندها خطرت بباله فكرة…
صنع حسابا جديدا وعمل اضافة ..دخل حسابها وقبل الإضافة… وخرج من حسابها… وبعث لها رسالة قائلا لها :لقد سرقت لك حسابك ..وقد عملت لنفسي الاضافة فقط ولم اتصرف بأي شيئ آخر وانا اعتذر اليك ..فغيري كلمة المرور واتمنى دائما ان نكون على تواصل ..
وصلت الرسالة الى اليسار فاستغربت من ذلك ..وقد اثار فضولها هذا الشخص فقبلت التواصل معه لتعرف ماذا يريد منها ..ردت عليه :حسنا سنبقى على تواصل ولكن بشرط ان تخبرني من انت وماذا تريد مني ??ولماذا سرقت حسابي ..ولماذا اعدته ..
قبل عماد بشرطها واخبرها كل شيئ ..
وقضى الليلة كلها هو واليسار يتحدثان عن امور الحياة … ايام الطفولة… ايام الدراسة ..ايام الجامعة ..انواع الأطعمة التي يحبانها ومن هذا القبيل… مع انها لم تكن معتادة على التحدث بهذه الكيفية مع احد ..وكان كلما سألها :هل تسمحين? … كانت تجيب نعم ولكن كل شيئ بحدود ..حتى صار يكتب بعد سؤاله هذه الثلاث كلمات (كل شيئ بحدود )…
قبل ان يؤذن لصلاة الفجر بنصف ساعة تقريبا استأذنت منه اليسار لتصلي صلاة الليل وتقرأ القرآن وتصلي الصبح… اكملت صلاتها وكتبت له :تصبح على خير عماد حان وقت النوم فأنا لست معتادة على السهر هكذا ولكن اليوم استثنائي…وقد اخترقت الحدود…
ضحك عماد وكتب لها :تصبحين على خير وانا اتمنى ان نكون دائما على تواصل…
وقد عرف عماد معظم الأوقات التي تكون فيها زهرة البيلسان متصلة فيتواصل معها…
ومن خلال تواصلهما عرف ان وقت الصلاة عندها مقدس… وانها قريبة الى الله الى حد كبير… فتاثر بها وبدأ سلوكه يتغير شيئا فشيئا واصبح يصلي ويصوم ويقوم بشتى العبادات… وقرر ان يسير على طريق الهداية وكان يقضي اوقات فراغه في المطالعة الدينية وكلما تعلم شيئا جديدا اخبرها به.. حتى امتلك ثقافة دينية واسعة ...
عماد لم يعد ذاك الشاب الطائش المنتقم واصبح انسانا جديدا يحب الخير والناس وكل سلوكه تبدل تماما…
واصبح لديه فضولا جامحا للتعرف على هذه الانسانة التي كانت سببا في هدايته وطلب منها التعرف عليها لعلها تكون زوجة له ..ولكنها كعادتها رفضت ذلك مع انه اصبح لديها رغبة في التعرف عليه…وبقيا على هذه الحال فترة من الزمن مما زاد تعلقهما ببعضهما… وذات مرة ارسل عماد صورته لها على الرغم من انه متأكد انها لن تفعل ذلك…
وكان والد اليسار يتعرض لمشاكل مادية مما جعله يخسر ماله بسبب الأوضاع الاقتصادية للبلد وانتقلت هذه العائلة من مستوى الغنى الى مستوى الفقر… صحيح انها اصبحت عائلة فقيرة ماديا الا انها حافظت على الغنى المعنوي وبقيت عائلة متماسكة ..
لاحظ عماد ان زهرة البيلسان مرتبكة… فهو قادر على فهمها من خلال كتاباتها ..سألها عن السبب ولكن كل جوابها كان انها تمر بظروف صعبة لم تطلعه على اسبابها…
وفي صباح احد الأيام استيقظت البلاد على اصوات القذائف والرصاص فعرف المواطنون ان الحرب قد بدأت وبدأ معه النزوح الى البلدان القريبة الآمنة… وما كان من عائلة اليسار الا ان تنزح مثلها مثل باقي العائلات الأخرى… فاضطرت اليسار الى اغلاق حسابها على الفيسبوك واخذت عهدا على نفسها انه لن تفتحه مرة اخرى الا في بلدها… وقبل اغلاقه ارسلت رسالة الى عماد تودعه فيها…
فتح حسابه وراى الرسالة فحزن حزنا شديدا ونزح هو الآخر مع عائلته ..وكان كل فترة يفتح حسابه لعله يجد رسالة منها تدله على مكان نزوحها ولكنه في كل مرة يجد حسابها على حاله…
ترى هل سيعلم عماد اي شيئ عن زهرة البيلسان هذا ما سنعرفه في الجزء القادم ان شاءالله…
#
ليلى مظلوم:
#زهرة_البيلسان_اين_انت?
الجزء الخامس…
وكانت مفاجأة اليسار ان مديرها في العمل هو نفسه عماد الذي كان صديقها على حساب الفيسبوك…
وكان عماد مشغولا بقراءة بعض الأوراق… تقدمت منه وسلمت عليه قائلة :السلام عليكم انا اليسار الموظفة الجديدة وقد عينت البارحة ..
رفع عماد رأسه ورد التحية قائلا :اهلا اليسار ..تشرفت بمعرفتك وارجو ان يعجبك العمل عندنا…
ابتسمت اليسار وقالت :ارجو ذلك…
وخرجت من غرفة مديرها وهي متفاجأة وبدأت تتذكر ما جرى معها وكيف اصبحا صديقين بعد الشجار الذي حصل بينهما..ولكن عماد لم يعرفها… وقررت الا تخبره بذلك…
بعد قليل جاء احد الأشخاص طالبا مقابلة المدير فقال لها :اريد مقابلة المدير قولي له صديقه رائف. .
دخلت اليسار الى غرفة عماد وطلبت الاذن بدخول صديقه رائف… فقال لها :ادخليه بسرعة…
دخل رائف ..فرحب به عماد ترحيبا حارا قال رائف :يبدو ان الموظفة الجديدة من بلدنا وهي فتاة جميلة ...
قال عماد :نعم ..لقد استلمت وظيفتها اليوم وانا لا اعلم عنها شيئا… ولكن رائف هل علمت شيئا عن زهرة البيلسان الى الآن لم تفتح حسابها ..
فابتسم رائف قائلا: لا لم اعلم عنها شيئا يبدو ان هذه الفتاة تشغل كل تفكيرك…
قال عماد :نعم ..انا قلق عليها ولا ادري ما حصل معها ..ولا اين هي ..آه اين انت زهرة البيلسان ???
استوقفه رائف قائلا :اسمع يا عماد ان تفكيرك بزهرة البيلسان مضيعة للوقت ..تابع حياتك وكف عن التفكير بها والبحث عنها… تزوج فبزواجك ستلتهي عنها ..
قال عماد :لن اتزوج حتى اقطع الأمل من ايجادها انت لا تعلم ماذا فعلت بي هذه الفتاة لقد جعلت مني انسانا آخر…
قاطعه رائف :ولكن عماد انت لا تعرفها… ماذا ان لم تكن جميلة… ماذا ان كانت كبيرة في السن ..ماذا ..ماذا ???
قال عماد :لا يهمني كل ذلك لقد احببت تفكيرها واسلوبها وهذا هو الاهم…
وبعد ساعة تقريبا انتهت الزيارة ..واستاذن رائف وانصرف تاركا عماد بتفكيره وحيرته ..
ومرت الأيام وبقي عماد على هذه الحال يبحث عن زهرة البيلسان هنا وهناك وهو لا يدري انها تبعد بضعة امتار عنه… وفي الوقت نفسه زادت زيارات رائف وكان كلما زاره يشكو له همه ويساله ان علم اي شيئ عن زهرة البيلسان ..
وبالرغم ان علاقة اليسار بعماد سطحية الا ان سلوكها كان يذكره بزهرة البيلسان دون ان يدري انها الشخص نفسه ..وذات يوم دخلت اليسار الى غرفته بعد ان طلبت الاذن لتعطيه بعد الاوراق وجدته فاتحا الحاسوب وهو يتمتم ببعض الكلمات ..:اين انت ??
نظرت الى الحاسوب فوجدته فاتحا حسابه على صفحة زهرة البيلسان فعرفت انه لم ينسها رغم كل الظروف التي مر بها فاسعدها ذلك…
قالت له :تفضل هذه الاوراق….
اخذ الاوراق منها وتابع بحثه على النت عله يعلم اي شيئ يدله عليها…
ابتسمت زهرة البيلسان وغادرت الغرفة ولكنها سرعان ما رجعت اليه لتطلب الاذن بدخول صديقه رائف فرحب به عماد كعادته.. واليسار لا تزال في الغرفة ..فسألها رائف :اليسار كيف تجدين العمل هنا ..هل انت مرتاحة ??انت كنت تعانين من اي شيئ فقط اخبريني ودعي الباقي لي…
قالت اليسار :الحمدلله انا مرتاحة جدا وشكرا لك لاهتمامك ..وغادرت الغرفة الى مكتبها وهي فرحة لان عماد لم ينسها ولا زال يبحث عنها…
اما رائف فيبدو هذه المرة ان زيارته لم تكن مثل كل مرة وتحمل بين طياتها. هدفا آخر ..
ترى ما الهدف من زيارة رائف هذا ما سنعرفه في الجزء القادم ان شاء الله
↺
ليلى مظلوم:
#زهرة_البيلسان_اين_انت?
الجزء السادس والأخير ..
بعد مغادرة اليسار الغرفة التفت رائف الى عماد مبتسما وقال له :زيارتي لك هذه المرة ليست من اجلك ..انما من اجل هدف آخر ..
قال عماد :حقا !طلباتك اوامر ..قل لي هل تريد المال?? ..فكل مالي تحت تصرفك ..
قال رائف :لا ولكني اريد ان تكون خطابة لي فاليسار تعجبني جدا .. وحان الوقت لاتزوج ..
قال رائف ضاحكا :هنأك الله يا رائف ونعم الاختيار ..ان شئت اكلمها في الحال ..
قال رائف :لا بعد مغادرتي افضل حتى تأخذ راحتك ولا اسبب لها الاحراج ..
قال عماد مستبشرا :حسنا كما تريد ..
وبعد دقائق غادر رائف وقد رمق اليسار بنظرة الحيرة والاعجاب ..
نادى عماد اليسار… فحضرت ..وقال لها :تفضلي اريد التحدث معك بموضوع هام ..
جلست اليسار والحيرة تكاد تقتلها ..ترى هل عرف عماد انها زهرة البيلسان ..ولكن عماد بدا حديثه قائلا : اليسار انت تعلمين صديقي رائف فهو شخص مميز ..وهو يفكر بالزواج وقد وقع اختياره عليك ..فما هو رأيك .?
صدمت اليسار من طلب عماد وقالت له :انا حاليا لا افكر بالزواج صديقك فعلا رجل مميز ويستحق افضل فتاة ..ولكن ليس انا ..اعتذر اليك ..
قال عماد :لقد كان جوابك سريعا خذي فرصة وفكري بالموضوع الا ان كنت مرتبطة وانا لا ادري ..
قالت في نفسها :ماذا اقول له ?فهو لا يعلم ان قلبي مرتبط به ..
اجابته :لا مجال للتفكير وانا لست مرتبطة باحد سوى اني لا ارغب بالزواج ..
قال عماد :حسنا بالنهاية القرار قرارك ..
شكرته اليسار واعتذرت منه وغادرت الى مكتبها وهي تشعر بالألم وتحدث نفسها :هل اخبره اني زهرة البيلسان التي يبحث عنها ..??يا الهي من اين اتى رائف بهذه الفكرة فهذا ليس وقته…
وفي اليوم التالي اتى رائف لأخذ الجواب الذي لم يعجبه واحزنه ..ولكنه بعد فترة اقتنع ان كل شيئ نصيب ..وقرر الزواج باحدى قريباته ..
مرت الأيام وعماد يكاد يجن يريد ان يعرف ماذا حل بزهرة البيلسان ..وكان كلما راى شخصا سأله عنها ولكن لا فائدة فلا احد يعرف عنها اي شيئ خاصة انها لم تصرح عن شخصيتها امام احد…
انتهت الحرب وقررت العوائل العودة الى وطنها علها تلملم بقايا القصف ..وقد شمل هذا القرار عائلة اليسار ايضا ..
في آخر يوم لها في العمل استاذنت الدخول الى غرفة مديرها وبيدها ورقة ..
سألها عماد ما هذه الورقة بين يديك ??
قالت اليسار :انها استقالتي !فانا غدا سارجع الى وطني ..
قال عماد :فعلا لقد كنت نعم الموظفة ويؤسفني ان ترحلي ..أنا باق لفترة وجيزة هنا وبعدها سأعود لوطني انا ايضا ..اذا احببت نبقى على تواصل واعطيك فرصة للعمل هناك…
قالت اليسار :شكرا لاهتمامك ولكن ابي كان يمانع عملي ..وقد وعدته مع انتهاء الحرب ساترك العمل ..
قال عماد :للأسف اليسار الدنيا دائما تحرمنا من الأناس الطيبين… احترم قرارك ..واتمنى لك التوفيق في حياتك ولكن اريد ان اعطيك شيئا للذكرى ..
قالت اليسار :ما هو هذا الشيئ?
فاعطاها زهرة البيلسان وقال لها :انها الزهرة المفضلة لدي وعندما اعود لوطني سازرع حديقتي كلها من هذا النوع ..
ابتسمت اليسار وقالت :ما سر اهتمامك بهذه النبتة ..عفوا على تدخلي ولكنك اثرت فضولي ..
تنهد عماد واحس بالضيق وقال :اليسار انها قصة طويلة ومحزنة ..اتعرفين ما معنى الحلم ..زهرة البيلسان حلمي…
ابتسمت اليسار وقالت :وان دللتك على مكان زهرتك فبماذا تكافئني ??
استغرب عماد وقال :وما ادراك ان زهرة البيلسان هي فتاة ? هل تعرفينها ??اجيبيني هيا !!!
قالت :ما بالك حضرة المدير ..كل شيئ بحدود ..
لم يصدق عماد ما سمع… يا الهي انها هي… فعلا هي زهرة البيلسان !!
فصرخ مستغربا :هذه انت… امام عيني كل الوقت ولم تقولي لي وانا اكاد اجن لاعرف عنك خبرا… لماذا اليسار ??لماذا??
صمتت اليسار واحست بألمه قالت :انا آسفة ..
قال عماد مستهزئا :آسفة !!وما ينفع الأسف وقد آلمني فراقك… وما آلمني اكثر انك تعلمين وطوال المدة وانت ساكتة… الا تشعرين ??
تركته اليسار ورحلت الى منزلها وهي تشعر بالذنب… اما هو فبعد ان افاق من صدمته شعر بفرح عظيم لا يفارق قلبه…
وفي اليوم التالي رجعت العائلة الى موطنها.... وبدأ تجهز المنزل للسكن به من جديد…
مر يومين واذا بعماد قد اتى مع عائلته محضرا معه باقة من البيلسان طالبا يد اليسار للزواج فوافقت العائلة دون تردد لان اهل عماد ذا صيت طيب ..اما هو فلا احد اعرف به من اليسار التي ارسلها الله له لتكون سببا لهدايته…
نعم احبائي ما نستخلصه من هذه القصة هو اختيار الخليل الذي نعاشره من جهة… وحبنا واحترامنا للأشخاص يجب ان يكون بسبب اخلاقهم فالجمال الداخلي الذي ينبع من القلب لا يمكن ان يزول مهما مر بنا من صعاب ..
#
